تراجع عائلتين عن العودة لسوريا منعاً لاقتياد أبنائهما للتجنيد

قرابة 200 نازح سوري تجمعوا أمس في المدينة الرياضية ببيروت استعدادا للعودة إلى سوريا (إ.ب.أ)
قرابة 200 نازح سوري تجمعوا أمس في المدينة الرياضية ببيروت استعدادا للعودة إلى سوريا (إ.ب.أ)
TT

تراجع عائلتين عن العودة لسوريا منعاً لاقتياد أبنائهما للتجنيد

قرابة 200 نازح سوري تجمعوا أمس في المدينة الرياضية ببيروت استعدادا للعودة إلى سوريا (إ.ب.أ)
قرابة 200 نازح سوري تجمعوا أمس في المدينة الرياضية ببيروت استعدادا للعودة إلى سوريا (إ.ب.أ)

تراجع 11 نازحاً سورياً عن العودة إلى بلادهم، أمس، بعد تبلغهم أن أسماء الشبان بينهم مسجلة في نقطة جديدة يبوس الحدودية، حيث ستعمد السلطات السورية إلى توقيفهم فور وصولهم إلى سوريا للالتحاق بالخدمة العسكرية، فيما سُجّلت عودة أول دفعة للنازحين العائدين من مدينة بيروت ومن مدينة صور، والثالثة من طرابلس.
وبدأت دفعة من النازحين في مدينة النبطية، بلغ عددهم زهاء 50 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال، التجمع في مدرسة عبد اللطيف فياض الرسمية في النبطية، حيث استقبلهم ضباط وعناصر من الأمن العام وفق لوائح اسمية معدة مسبقا، ووسط إجراءات أمنية للجيش في محيط المدرسة وللأمن العام في باحتها، على أن تحضر حافلتان سوريتان لنقلهم إلى الأراضي السورية.
وبعد وصول الحافلات، امتنع 11 شخصاً في هذه الدفعة عن العودة. وذكرت وكالة الأنباء «المركزية» أن عدد المغادرين من النبطية انخفض إلى 39 شخصا، «حيث امتنعت عائلتان معظم أفرادها من الشباب من الالتحاق بالعائدين»، لافتة إلى أن هؤلاء الشبان «أبلغوا بعد تسجيل أسمائهم لدى مكاتب حزب الله، أن السلطات السورية أعطتهم مهلة 6 أشهر للالتحاق بالاحتياط في الجيش السوري، إلا أنهم تبلغوا صباح أمس أن أسماءهم موجودة على الحدود، وأن السلطات السورية ستعمد إلى توقيفهم فور وصولهم إلى سوريا للالتحاق بالخدمة العسكرية، لذلك تمنعوا عن المغادرة».
وفي صور، بلغ عدد النازحين نحو 110 أشخاص، وهي الدفعة الأولى من منطقة صور، غادروا الأراضي اللبنانية عبر المصنع في حافلتين.
وتجمع السوريون في ملعب برج حمود منذ السادسة صباحاً، وجمعوا حاجياتهم الضرورية وأوراقهم الثبوتية التي قام الأمن العام بالتدقيق بها، منعا لأي أخطاء قد تحصل وتعرقل بعض العائدين.
ومن بيروت، غادر 178 شخصا من المدينة الرياضية، وهي الدفعة الأولى من العائدين طوعاً من العاصمة اللبنانية، تحت إشراف مديرة مكتب جبل لبنان لهيئة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان لورا الهميرال، ونقلتهم 4 حافلات سورية إلى المصنع ومن ثم إلى سوريا، وأكثر العائلات المغادرة أمس سيتوجهون إلى محافظة حلب.
وفي طرابلس انطلقت الدفعة الثالثة من النازحين السوريين العائدين طوعا إلى ديارهم من معرض رشيد كرامي الدولي، حيث تجمع النسوة والأطفال أمام حافلات تولت نقلهم إلى سوريا مع ساعات الصباح بمواكبة عناصر الأمن العام الذين أشرفوا على تسجيل أسمائهم وتنظيم رحلة العودة الآمنة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.