التهديدات الأمنية تقوض نشاطات «حزب الله» واحتفالاته الدينية وظهور قيادييه

أنباء عن خضوع نصر الله لعملية جراحية دقيقة

التهديدات الأمنية تقوض نشاطات «حزب الله» واحتفالاته الدينية وظهور قيادييه
TT

التهديدات الأمنية تقوض نشاطات «حزب الله» واحتفالاته الدينية وظهور قيادييه

التهديدات الأمنية تقوض نشاطات «حزب الله» واحتفالاته الدينية وظهور قيادييه

قوضت الترتيبات الأمنية والإجراءات التي يتخذها «حزب الله» اللبناني في مناطق نفوذه، حركته الشعبية، وقللت من حضوره الإعلامي في توقيت كان يزخر في السابق بالتصاريح والنشاطات، خصوصا خلال شهر رمضان، وكان أمينه العام السيد حسن نصر الله على قائمة أبرز المتحدثين فيها.
وعكس انحسار تصاريح «حزب الله»، في ما يخص الحرب على غزة، واقتصارها على بيان استنكار رسمي وبعض المواقف الصادرة عن ممثليه في البرلمان، استغرابا واسعا، كون نصر الله لم يتحدث عن التطورات الفلسطينية، حتى الآن. وكان نصر الله في الحروب السابقة على غزة، وأبرزها في عامي 2008 و2009، من أوائل المتحدثين عنها في إطلالات استثنائية. ويتوقع أن يعلن نصر الله موقف «حزب الله» الرسمي من تطورات غزة، خلال إحياء ليلة القدر الكبرى التي ينظمها «حزب الله» عادة ليلة 23 رمضان في مجمع سيد الشهداء في معقله بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وكانت آخر إطلالات نصر الله الإعلامية في السادس من شهر يونيو (حزيران) الماضي، حين ظهر متحدثا عبر شاشة كبيرة، وغاب عن مناسبات شهر رمضان منذ بدايته. وأعادت مواقع إلكترونية لبنانية هذا الغياب إلى خضوعه لعملية جراحية دقيقة، لم يعلن عنها، قبيل انطلاق شهر رمضان.
ونقل موقع «ليبانون ديبايت» الإلكتروني في لبنان عن مصدر مقرب من الحزب تأكيده إجراء العملية، مشيرا إلى أنها أجريت في مستشفى الرسول الأعظم في الضاحية الجنوبية وتكللت العملية بالنجاح. وأكد المصدر نفسه أن الأطباء «أوصوا نصر الله بالراحة والنقاهة بعد العملية الجراحية»، مشيرا إلى أن تلك التوصيات «حالت من دون إطلالته السنوية لتهنئة الشعب اللبناني والإسلامي بحلول شهر رمضان المبارك»، كعادته في كل عام.
وكانت مصادر قريبة من الحزب، أعلنت في وقت سابق أن نصر الله لن يطل في أي ظهور إعلامي، قبل ليلة القدر الكبرى التي تصادف الاثنين المقبل، ويخصص خطابه للشؤون الاجتماعية ويتطرق إلى الأوضاع المحلية والإقليمية والملفات الساخنة ولا سيما عملية «الجرف الصامد» التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ضد «حركة حماس». ونقلت وكالة «المركزية» عن المصادر نفسها أن الكلمة الثانية «ستكون في يوم القدس العالمي، أي في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان»، عصر 25 يوليو (تموز) الحالي: «ويتناول فيها التطورات المحلية والإقليمية ويحدد موقف الحزب والمقاومة منها».
وتزامن إجراء العملية الجراحية مع تدابير أمنية اتخذها أمن «حزب الله» في محيط مستشفى الرسول الأعظم، وفق ما ذكره الموقع الإخباري ذاته، تمثلت بقطع الطريق المؤدي من مطار بيروت إلى منطقة الغبيري ومداخل الضاحية، وتحويل السير إلى منطقة برج البراجنة، منعا للمرور على الطريق العام المحاذي للمستشفى. وقال مسؤولون أمنيون أن تلك التدابير اتخذت عقب وصول تهديدات عن إمكانية استهداف المستشفى ومطعم الساحة المقابل لها، في موجة جديدة من التهديد الأمني التي ضربت لبنان في أواخر الشهر الماضي، ووقعت خلالها ثلاث عمليات انتحارية.
وإثر تلك الموجة، قلص «حزب الله» حضوره الجماهيري، وألغى مناسبات اعتاد على تنظيمها في شهر رمضان، أهمها حفل الإفطار المركزي الذي يقيمه سنويا ويتحدث فيه نصر الله، كما ألغى حفل إفطار الهيئات النسائية الذي تحدث فيه نصر الله أيضا عبر شاشات عملاقة.
وبسبب التهديدات الأمنية يتخلى «حزب الله» عن نشاطات دأب على تنظيمها في السنوات السابقة، فبعد حرب 2006 ألغى «حزب الله» العرض العسكري المركزي الذي كان يقيمه لمناسبة يوم القدس العالمي في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان، كما تقلص ظهور أمينه العام العلني في احتفالات كثيرة، أهمها في إحياء مناسبات عاشوراء. وبعد اندلاع الحرب في سوريا، ووصول موجة التفجيرات إلى لبنان، قلص الحزب من احتفالاته الشعبية، وبينها الاحتفالات الشعبية التي يقيمها في مناسبات دينية أو حزبية، إضافة إلى إلغاء الإفطار المركزي الذي يقيمه سنويا هذا العام.



زعيم الحوثيين يتبنى مهاجمة 162 سفينة خلال 30 أسبوعاً

دخان يتصاعد في صنعاء إثر غارة غربية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)
دخان يتصاعد في صنعاء إثر غارة غربية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)
TT

زعيم الحوثيين يتبنى مهاجمة 162 سفينة خلال 30 أسبوعاً

دخان يتصاعد في صنعاء إثر غارة غربية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)
دخان يتصاعد في صنعاء إثر غارة غربية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

تبنى زعيم الجماعة الحوثية عبد الملك الحوثي، الخميس، مهاجمة 162 سفينة منذ بدء التصعيد البحري في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وأقر بتلقي جماعته 19 غارة غربية خلال أسبوع، وذلك في سياق الضربات الدفاعية التي تقودها واشنطن لحماية الملاحة.

وتشن الجماعة الموالية لإيران هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي للشهر الثامن؛ إذ تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، كما تدّعي، بغضّ النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية، كما أعلنت حديثاً توسيع الهجمات إلى البحر المتوسط، وتبنّت هجمات في موانئ إسرائيلية، بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لإيران.

مشهد وزعه الحوثيون لمهاجمة سفينة «ترانس وورلد نافيجيتور» في البحر الأحمر بزورق مسير مفخخ (أ.ف.ب)

الحوثي زعم في خطبته الأسبوعية أن قوات جماعته استهدفت خلال أسبوع 6 سفن ليصل إجمالي السفن المستهدفة منذ بداية الهجمات إلى 162 سفينة، وقال إن هجمات هذا الأسبوع نفذت بـ20 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيرة وزورقاً.

وفي حين لم تشر تقارير الأمن البحري إلى أي هجمات تعرضت لها السفن في الأيام الماضية، اعترف زعيم الحوثيين بتلقي 19 غارة وصفها بـ«الأميركية والبريطانية» خلال أسبوع، دون أن يتحدث عن سقوط قتلى أو جرحى.

ومع توعد الحوثي باستمرار الهجمات ومزاعمه التفوق على القوات الغربية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت، الأربعاء، أن قواتها نجحت خلال 24 ساعة في تدمير موقعي رادار للحوثيين المدعومين من إيران في المناطق التي يسيطرون عليها، إلى جانب تدمير زورقين مسيرين في البحر الأحمر.

وطبقاً للبيان الأميركي كانت مواقع الرادار والزوارق تمثل تهديدات وشيكة للولايات المتحدة وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، حيث تم تدميرها لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

وكانت الولايات المتحدة قد أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، وشاركتها بريطانيا في 5 مناسبات حتى الآن، كما شارك عدد من سفن الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس» في التصدي لهجمات الجماعة.

وبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضدّ الحوثيين على الأرض، منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، نحو 560 غارة، أدَّت في مجملها، حتى الآن، إلى مقتل 58 عنصراً، وجرح 86 آخرين، وفق ما اعترفت به الجماعة.

السفينة البريطانية «روبيمار» غرقت في البحر الأحمر إثر هجوم حوثي (رويترز)

وأعطت الهجمات الحوثية المتلاحقة في الشهر الماضي انطباعاً عن فاعليتها، خاصة مع غرق السفينة اليونانية «توتور» في البحر الأحمر، لتصبح ثاني سفينة تغرق بعد السفينة البريطانية «روبيمار»، وتهديد سفينتين على الأقل بمصير مماثل، لتضاف إلى السفينة المقرصنة «غالاكسي ليدر» منذ نوفمبر الماضي.

وأصابت الهجمات الحوثية حتى الآن نحو 28 سفينة منذ بدء التصعيد، غرقت منها اثنتان، حيث أدى هجوم في 18 فبراير (شباط) إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور» التي استهدفت في 12 يونيو (حزيران) الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية.

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها في نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.

الحوثيون استغلوا حرب غزة لتجنيد عشرات الآلاف حيث يصوبون أعينهم باتجاه المناطق اليمنية المحررة (أ.ف.ب)

وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ليست ذات جدوى لتحييد الخطر الحوثي على الملاحة، وأن الحل الأنجع هو دعم قواتها المسلحة لاستعادة الحديدة وموانئها وبقية المناطق الخاضعة للجماعة.

ويستبعد مراقبون يمنيون أن ينتهي الخطر الحوثي البحري بانتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث تتربص الجماعة المدعومة من إيران ببقية المناطق اليمنية المحررة، خاصة بعد أن تمكنت من تجنيد عشرات الآلاف من بوابة «مناصرة فلسطين».