نجوم قدامى ينقذون الأندية من مأزق «المساعد الوطني»

الوحدة استنجد بلاعبه السابق عيسى المحياني... والاتحاد يعيّن باصريح

بندر باصريح («الشرق الأوسط»)  -  عيسى المحياني («الشرق الأوسط»)
بندر باصريح («الشرق الأوسط») - عيسى المحياني («الشرق الأوسط»)
TT

نجوم قدامى ينقذون الأندية من مأزق «المساعد الوطني»

بندر باصريح («الشرق الأوسط»)  -  عيسى المحياني («الشرق الأوسط»)
بندر باصريح («الشرق الأوسط») - عيسى المحياني («الشرق الأوسط»)

سارعت الأندية السعودية للتعاقد مع مساعدين وطنيين في أجهزتها الفنية بعدما أكد تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، أن الأندية التي لم تتعاقد مع مساعد مدرب وطني لن تشارك في دوري النجوم السعودي الذي انطلق أمس (الخميس).
وكان الاتحاد السعودي لكرة القدم قد أحدث عدداً من التعديلات على الدوري السعودي بزيادة عدد اللاعبين الأجانب إلى 8 لاعبين ولاعبَين من مواليد المملكة العربية السعودية، بحيث يشارك 7 لاعبين أجانب ولاعب من المواليد على أرضية الملعب في كل مباراة، بالإضافة إلى ضم مدرب وطني للأجهزة الفنية.
وتهدف هذه الخطوة من اتحاد كرة القدم السعودي إلى صقل خبرات المدربين الوطنيين واحتكاكهم بالمدربين العالميين الذين تم التعاقد معهم مؤخراً في كل نادٍ سعودي بدعم مباشر من القيادة السعودي والهيئة الرياضية، بعدما تعاقد الهلال، حامل لقب النسخة الأخيرة من الدوري، مع البرتغالي خسيوس، والأهلي وصيف البطل مع الأرجنتيني باولو جويدي، في حين أبقى النصر على مدربه الأوروغوياني كارينهو، بينما تعاقد الاتحاد مع الأرجنتيني رامون دياز، ولم يقتصر تعاقد الأندية الكبيرة مع مدربين عالميين، حتى أن الوحدة الصاعد إلى دوري الكبار نجح في إقناع الفائز ببطولة الدوري البرازيلي فابيو كارلي بالإشراف الفني على الفريق في الموسم الجديد.
وشدد تركي آل الشيخ على أهمية تعاقد الأندية مع مدربين وطنيين لضمهم إلى الأجهزة الفنية، وهذه الخطوة كفيلة بتطوير قدرات المدربين الوطنيين من خلال مشاركتهم في دوري قوي ومثير مثل دوري النجوم السعودي، ومنحهم الفرصة الكافية لإبراز إمكاناتهم، كما حدث مع الوطني سعد الشهري مدرب الاتفاق السابق، الذي قاد المنتخب الوطني الأولمبي بكل اقتدار في دورة الألعاب الأولمبية «جاكرتا 2018» قبل أن يخرج الأولمبي السعودي من الأدوار الإقصائية في الدور ربع النهائي من أمام المنتخب الياباني.
وجاء تجديد رئيس مجلس إدارة الهيئة الرياضية بضرورة التعاقد مع مدرب وطني لكل نادٍ في دوري النجوم السعودي في ظل عدم تقيد غالبية الأندية بهذا القرار، الذي اتخذه الاتحاد السعودي لكرة القدم سابقاً، ونصّ على أن يكون أحد مساعدي المدير الفني سعودي وحاصلاً على رخصة تدريب «A» أو ما يعادلها من الشهادات المعتمدة للمدربين.
وامتدح آل الشيخ نادي الرائد الذي يعتبر النادي الأول من بين الأندية السعودية الـ16 الذي سارع لتطبيق هذا القرار بعدما تعاقد مع المدرب الوطني سعد السبيعي منذ انطلاق موسمه الرياضي، وأشرف العلي على تدريبات الفريق في الفترة الإعدادية الأولى قبل التعاقد مع المدرب البلجيكي بيسنك هاسي، والأخير يعتبر من أفضل المدربين الذين تعاقد معهم الفريق في السنوات الأخيرة؛ لما يحمله من سجل تدريبي ناجح.
في حين سارع نادي الاتحاد إلى إعلان تعاقده مع المدرب الوطني بندر باصريح الذي يملك خبرة عريضة في المنافسات السعودية بعدما أشرف على تدريب نادي القادسية في الموسم الماضي، كما درب نادي أحد في مواجهتي الملحق التي واجه فيها نادي الطائي، ونجح في تحقيق البقاء والابتعاد عن الحسابات المعقدة حينما أنهى مباراة الذهاب بخماسية نظيفة، وضم نادي التعاون المدرب عبد الله عسيري إلى جهازه الفني في فتره سابقة، والتحق عسيري بالبعثة التعاونية في معسكر الفريق الخارجي.
وعيّن نادي الاتفاق الوطني عبد الكريم التويجري الذي شغل عدداً من المناصب الإدارية والفنية قبل تعيينه في الجهاز الفني.
ويعتبر نادي الاتفاق من أكثر الأندية السعودية تخريجاً للمدربين الوطنيين بداية من خليل الزياني الذي حقق أولى البطولات السعودية عندما أحرز المنتخب السعودي كأس آسيا، وأخيراً أكتشف المدرب سعد الشهري الذي يشرف على المنتخب الأولمبي، فيما وقع اختيار الوحدوايين على أبن النادي السابق عيسى المحياني صاحب التجارب العريضة في الملاعب السعودية بعدما مثل الوحدة والهلال والشباب والأهلي.
ولم يبتعد نادي الفيصلي بعيداً واختار الحميدي العتيبي مدرب الفئات السنية وأحد أبنائه الذين مثلوا «عنابي سدير» في سنوات سابقة، وسارعت إدارة أحد وتعاقدت مع الوطني علي القرني الذي يعد أحد الأسماء الطموحة، واستقرت إدارة الباطن على المدرب الوطني نايف العنزي لاعب الفريق السابق وضمته للجهاز الفني، ووقّعت إدارة الفتح مع الوطني نايف العنزي مستشاراً فنياً للفريق الأول الذي وجد ترحيباً من التونسي فتحي الجبال مدرب الفريق وأقدم مدرب في الدوري السعودي.
ويشارك في الدوري السعودي للمحترفين هذا الموسم، 16 فريقاً بدلاً من 14 فريقاً، وذلك لملاءمة شروط الاحتراف التي وضعها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
وتعاقدت الكثير من الأندية السعودية مع مدربين جدد لقيادة فرق كرة القدم خلال الموسم الرياضي الجديد، ولم يحافظ إلا ثلاثة أندية فقط على مدربيها، وهي أندية الفيحاء والفتح والرائد.
وسعت باقي الأندية الـ13 المتواجدة في الدوري السعودي لاستقدام مدربين جدد لقيادتها فنياً، ومن هؤلاء المدربين من درب فرقاً سعودية أو خليجية من قبل.
ويأتي في مقدمة الأندية التي تعاقدت مع مدربين أجانب، نادي الوحدة، حيث تعاقد مع فابيو كاريلي أفضل مدرب برازيلي في 2017 بعد أن قاد فريق كورينثيانز لتحقيق الدوري البرازيلي الموسم الماضي، وتعاقدت إدارة النادي الأهلي مع المدرب الأرجنتيني بابلو جويدي الذي حقق نجاحات في الدوري الأرجنتيني والدوري التشيلي.
وتعاقد غريم الأهلي التقليدي، نادي الاتحاد مع أرجنتيني آخر وهو رامون دياز مدرب نادي الهلال السابق الذي قاده لبطولة الدوري السعودي للمحترفين، علاوة على بلوغه نهائي دوري أبطال آسيا، لكنه خسر أمام فريق أوراوا الياباني.
وتعاقد النصر مع الأوروغوياني دانييل كارينيو، الذي كان مدرباً للفريق في 2014 وحقق معه بطولة الدوري السعودي، ويسعى العالمي مع كارينيو لتحقيق آمال الجماهير النصراوية الموسم المقبل.
وتعاقد نادي الهلال مع خورخي جيسوس، أحد أفضل مدربي أوروبا حالياً، حيث حقق الكثير من بطولات الدوري البرتغالي والكأس، علاوة على وصوله إلى نهائي بطولة الدوري الأوروبي مرتين رفقة نادي بنفيكا البرتغالي، لكنه خسرهما أمام تشيلسي الإنجليزي وأشبيلية الإسباني.
كذلك، عيّن الشباب المدرب ماريو سوموديكا، وعيّن الاتفاق المدرب ليوناردو راموس، وعيّن الباطن المدرب فرانك فيركاوتيرن، وعيّن القادسية ألكسندر ستانوجيفيتش، وعيّن التعاون بيدور إيمانويل والفيصلي المدرب ميريشيا ريدنيك والحزم المدرب دانيال إيسايلا وأحد المدرب فرانسيسكو آرسي.


مقالات ذات صلة

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

رياضة سعودية فريق نجران يأمل تحقيق الاستفادة الكاملة من معسكره الخارجي (تصوير: عدنان مهدلي)

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

يقيم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الأخدود معسكراً تحضيرياً في أبوظبي بدءا من اليوم الأحد ولمدة أسبوعين.

علي الكليب (نجران)
رياضة سعودية ترقب لانطلاق دوري تحت 21 عاما (الاتحاد السعودي)

اتحاد القدم السعودي يطلب مرئيات الأندية حول «دوري تحت 21 عاماً»

وجَّهت إدارة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم تعميماً لجميع الأندية، وذلك لإبداء مرئياتها تمهيداً لإطلاق دوري تحت 21 عاماً، الموسم الرياضي المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش يتألق بقميص الهلال (رويترز)

وكيل سافيتش: سيرجي سعيد في الهلال… ويتطلع لمونديال الأندية

أكد أوروس يانكوفيتش، وكيل اللاعب الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، أن الشائعات بأن لاعب الهلال سيعود قريباً إلى الدوري الإيطالي غير صحيحة.

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».