وزير الأوقاف اليمني: التنسيق مع السعودية رفع مستوى خدمات حجاجنا

TT

وزير الأوقاف اليمني: التنسيق مع السعودية رفع مستوى خدمات حجاجنا

أكثر من 25 ألف حاج يمني أكملوا هذا العام مناسك الحج، بسلاسة منقطعة النظير، لجهة المتابعة والإشراف المباشر من قبل وزير الأوقاف والإرشاد في الحكومة اليمنية الدكتور أحمد عطية، ولجهة التسهيلات والتعاون غير المسبوق من قبل سلطات الحج السعودية.
وخلا الموسم هذا العام من أي حوادث غير طبيعية في صفوف الحجاج اليمنيين، بحسب تصريح الوزير عطية لـ«الشرق الأوسط» مؤكدا تسجيل خمس حالات وفاة طبيعية في مكة المكرمة والمدنية المنورة.
وفيما أثنى الوزير اليمني الذي ترأس بعثة الحج في بلاده على التسهيلات السعودية غير المسبوقة لضيوف بيت الله، أشاد بمستوى العناية الصحية التي لاقاها الحجاج اليمنيون، مشيرا في هذا السياق إلى خضوع ثلاثة حجاج لعمليات قلب مفتوح.
وبحسب تصريح الدكتور عطية، كان موسم الحج الحالي واحدا من أنجح المواسم على الإطلاق سواء لجهة التنظيم والإشراف المباشر والمتابعة وتقديم الخدمات المختلفة ورفع مستوى جودة الإعاشة والتسكين.
ويقول الوزير: «لأول مرة يتم هذا الموسم تفويج هذا العدد من الحجاج اليمنيين عبر منفذ واحد مع المملكة خلال ثمانية أيام»، كما يؤكد أنه لأول مرة يتم إلزام وكالات الحج المرخصة في بلاده بتقديم التغذية للحجاج خلال 15 يوما، بدلا عن خمسة أيام، سواء في الفنادق أو المخيمات.
وذكر الدكتور عطية، أن السبب الرئيس في نجاح الموسم على نحو من السلاسة غير المسبوقة جاء نتيجة الإعداد المسبق والتنسيق العالي المستوى والدقيق بين البعثة اليمنية والسلطات السعودية.
وكشف الوزير اليمني أن أغلب الحجاج أكملوا مناسكهم وغادروا باتجاه الأراضي اليمنية، بسلاسة ووفق ما هو مخطط له في الوقت الذي لا يزال فيه بضعة آلاف في طور إكمال زيارتهم للمدينة المنورة على دفعات كما هو منسق لذلك.
وأكد أنه خلال الأيام القليلة القادمة سيكون كل الحجاج قد غادروا أراضي المملكة دون وجود أي متأخرين.
ولأول مرة بحسب الوزير اليمني، تم إلزام وكالات الحج، هذا العام، بتحسين مستوى إقامة الحجاج مع ضمان ارتقائها إلى المستوى الفندقي، سواء على صعيد الوجبات أو أعداد الغرف أو المرافق الصحية الملحقة.
ويتوقع الوزير عطية أن يشكل أداء البعثة اليمنية هذا العام نموذجا لبقية المواسم المقبلة، مع الحرص دائما على تلافي أي إشكاليات مستجدة، ومعالجة أي حالات فردية بالتعاون والتنسيق مع الجانب السعودي.
يشار إلى أن وزارة الأوقاف اليمنية كانت حرصت على فتح التسجيل لموسم الحج المنقضي في الوقت المناسب، مع ضمان توزيع الحصص من أعداد الحجاج على كل المحافظات اليمنية بما فيها المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية.
وكانت الميليشيات الحوثية قد وضعت جملة من العراقيل أمام الحجاج من مناطقها وأقدمت على إغلاق عدد من وكالات الحج والعمرة التي رفضت الخضوع لابتزاز الميليشيات، كما عملت على فرض مبالغ إضافية على الحجاج لمصلحة قياداتها المعينين في صنعاء في وزارة أوقافها الانقلابية.
كما رافق العراقيل الحوثية خطاب إعلامي تبنته الجماعة لتثبيط همم الحجاج والترويج لفتاوى من قبل معمميها تزعم بانتفاء مشروعية الحج لليمنيين في ظل ظروف الحرب التي تسببت فيها الجماعة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».