شيعت أوساط ثقافية وفنية أمس السبت، جثمان الفنان والموسيقار الشهير محمد جواد أموري، الذي وافاه الأجل في العاصمة العراقية بغداد عن عمر ناهز الثمانين عاماً، بعد صراع طويل مع المرض. ويعد أموري أحد أهم أعمدة الفن العراقي وله بصمته في التحولات الموسيقية التي طرأت على الأغنية العراقية طوال خمسة عقود، أسهم في شهرة كثير من المطربين، حتى أطلق عليه لقب (صانع النجوم).
أسهم أموري المولود في قضاء الهندية (طويريج) التابعة لمحافظة كربلاء في عام 1935 في ذائقة غنائية تجديدية بفترة السبعينات، التي شاركه فيها الملحن طالب القره غولي وكوكب حمزة، ولحن خلالها أبرز أغاني المطربين العراقيين حسين نعمة في (يا حريمة) و(رديت) و(جاوبني تدري الوقت) و(حبيبي إنساني وأنا أنساك) و(مالي شغل بالسوك) وغيرها. ولحن أيضا للفنان المعروف ياس خضر أشهر أغانيه مثل (مرينه بيكم حمد) و(الهدل) و(على شط الفرات)، ولسعدي الحلي (يمته الكاك) و(عيوني مساهرات الليل)، ويا نجوم صيري كلايد لفاضل عواد، وللراحل ستار جبار (أفز بالليل) وما جنك هذا انته، وتمر بيه، وغيرهم الكثير من المطربين، كما لحن لمطربين عرب أبرزهم عوض دوخي وسميرة توفيق.
يقول نقيب الفنانين العراقيين صباح المندلاوي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «ما زالت ألحان أموري ترن في الذاكرة والوجدان، وهو مبدع كبير ورحيله خسارة كبيرة للحركة الفنية في بلدنا».
وأضاف: «كان لأموري الفضل في اكتشاف نجوم الطرب والغناء في الساحة الفنية وكذلك اكتشاف كثير من أصحاب المواهب التي تعلمت أصول الطرب الأصيل».
فيما أكد الفنان جواد محسن: «إن أهم ما يميز أموري أنه اختط لنفسه أسلوباً سيبقى فاعلاً ومؤثراً في الغناء والتلحين العراقي. ومنجزه الفني يعد إرثا موسيقياً مهماً، فقد رسم ملامح الجيل السبعيني من خلال ما أعطاه للفنانين ياس خضر وحسين نعمة وسعدي الحلي وستار جبار وحميد منصور وأمل خضير وأنوار عبد الوهاب وآخرون.
ولم يقتصر عطاء محمد جواد أموري على العزف أو التلحين فقط، مثلما لم تقتصر ألحانه على المطربين العراقيين وحدهم، فقد غنى له المطرب الكويتي الكبير عوض دوخي والفنانة المصرية إلهام بديع، وانتشرت ألحانه في طول الوطن العربي وعرضه باعتبارها من الموروث، ولذلك كان يحرص بين الحين والحين على تسجيل ألحانه بصوته في ألبومات خاصة على العود.
ويعد أموري من أفضل الملحنين الذين لحنوا الأغنية العراقية مذ كان طالبا في معهد الفنون الجميلة ورافق أموري في بداياته المطرب الريفي الراحل عبد الأمير الطويرجاوي وتأثر كثيرا بالقراءات الحسينية وتغنى بألحانه كبار المطربين يتقدمهم الفنان حسين نعمة ومن أشهر ما غنى له (مالي شغل بالسوك) و(شضحيلك) و(يا حريمة) ومن أشهر ألحانه أيضا أغنية الفنان صباح السهل (نوبة شمالي الهوا ونوبة جنوبي). وهو أيضا أحد مؤسسي الفرقة السيمفونية العراقية عام 1959، وللراحل ثلاثة أبناء هم الراحل نصير والعازف سمير والمطرب نؤاس وله من البنات ثلاث هن فدوة وندوة وبتول.
دخل محمد جواد أموري إلى معهد الفنون الجميلة ببغداد في عام 1959 بعد أن تخرج في دار المعلمين الابتدائية. وتعلم العزف الشرقي والغربي وكتابة النوتة الموسيقية على يد أكرم رؤوف، كما أنه قدم في يوم واحد الفنانين ياس خضر وسعدي الحلي إلى لجنة الاختبار في الإذاعة والتلفزيون نهاية الستينات والتي كان من بين أعضائها خضير الشبلي وخضر إلياس، وقبلا على الفور.
بغداد تودع صانع نجوم الطرب الفنان محمد جواد أموري
شارك في تجديد الأغنية العراقية في سبعينات القرن الماضي
بغداد تودع صانع نجوم الطرب الفنان محمد جواد أموري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة