أمطار غزيرة في السودان ومقتل 23 تلميذاً غرقاً

{الخرطوم تغرق} ... «هاشتاغ» دشنه نشطاء

انهيار أعداد كبيرة من المنازل
انهيار أعداد كبيرة من المنازل
TT

أمطار غزيرة في السودان ومقتل 23 تلميذاً غرقاً

انهيار أعداد كبيرة من المنازل
انهيار أعداد كبيرة من المنازل

هطلت أمطار غزيرة على العاصمة السودانية الخرطوم، وتسببت في خسائر مادية كبيرة، وشلت حركة السير، وأدت لإغلاق المدارس، فيما تتحدث وسائط التواصل الاجتماعي عن وقوع وفيات، دون صدور تقارير رسمية عن الخسائر وأعداد الضحايا، فيما حذر نشطاء من كارثة إنسانية وبيئية حال تواصل هطول الأمطار.
وفاقت معدلات هطول الأمطار التوقعات، مما أدى لانهيار أعداد كبيرة من المنازل بأحياء المدينة، وأدت إلى تعطيل حركة السير في الطرق، وإلى تعطيل عدد من المتاجر والأسواق، وواجه موظفو الدولة والقطاع الخاص صعوبات في الوصول إلى أماكن عملهم.
واضطرت وزارة التربية والتعليم لتعليق الدراسة في المدارس ورياض الأطفال، حتى نهاية عطلة عيد الفطر المعلنة ابتداءً من الأحد وحتى 21 أغسطس (آب) الحالي، لصعوبة إيصال التلاميذ واحتياطاً من انهيار سقوف مدارس على رؤوسهم.
ولقي 23 شخصاً مصرعهم بغرق قارب وسط مجرى نهر النيل، شمال السودان أمس، وسط أجواء ممطرة وعاصفة، وقالت وكالة الأنباء الرسمية «سونا»: «توفي صباح أمس في محلية البحيرة بولاية نهر النيل، 22 تلميذا وامرأة واحدة بعد أن غرق مركبهم الذي كان يقلهم لمدارسهم، نتيجة لتعطل ماكينته بسبب شدة الرياح والأمطار». وأوضحت «سونا» أن أكثر من 40 تلميذا كانوا على متن القارب، بينهم عدد من الأشقاء، وامرأة تعمل مسؤولة بقسم الإحصاء في مستشفى المنطقة كانت برفقتهم.
وقتل 29 شخصاً الشهر الحالي، بسبب الأمطار وانهيار المنازل، في مناطق متفرقة من البلاد، وتهدم أكثر من ألفي منزل في مدن «النهود» غرب البلاد، و«كسلا» شرق، والجزيرة «وسط» وأعداد أخرى في الخرطوم وأنحاء متفرقة من البلاد.
وفور هطول الأمطار وتداول صور المياه وهي تجري أنهاراً في شوارع الخرطوم، وتحاصر المنازل والمنشآت، دشن نشطاء في موقع التواصل الاجتماعي «توتير» وفيسبوك» هاشتاغ... «الخرطوم تغرق» ونشرت فيه صورا توضح الأوضاع ونشروا كثيرا من الصور التي توضح الوضع المزري الذي تعيشه المدينة.
ولقي هاشتاغ «الخرطوم تغرق» تداولاً واسعاً وحمل المغردون المسؤولية للحكومة التي لم تعد العدة للخريف، وقالت المغردة «أم مصطفى» من منطقة العمارات الثرية تعليقاً على غرق شارع 15 أشهر شوارع الخرطوم: «إذا كان هذا حال وسط حاضرة البلد، وأرقى الأماكن، فكيف بأهلي في الأطراف»، وتابعت: «السودان، انهيار بلد وصمت شعب»، فيما قال المغرد فيصل: «وين - أين - الأمن اللي بتتكلموا عنو دا؟ ما ذنب الماتو مكهربين والماتو غرقانين، والماتو تحت طوب بيوتهم؟».
وعادة تهطل الأمطار في موسمها الممتد بين أشهر يونيو (حزيران) ونوفمبر (تشرين الثاني)، وتؤدي في معظم المواسم إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، وتؤدي لفيضانات من الأودية الموسمية، ونهر النيل وروافده. وتشهد معظم أنحاء البلاد منذ نهاية يونيو الماضي أمطاراً وسيولاً وفيضانات، تهدمت بفعلها أعداد كبيرة من المنازل والمرافق، وقطعت طرقا برية رئيسية تربط أنحاء البلد الشاسع.
وعلى الرغم من عدم توفر إحصائيات رسمية عن مستوى هطول أمطار أمس، فإن خبراء ونشطاء يرون أنها تقارب أمطار الفيضان الشهير الذي اجتاح البلاد عام 1988، وقتل بسببه الآلاف ودمرت عشرات الآلاف من المنازل والمرافق. وحذر النشطاء من تكرار مأساة هذا الفيضان، حال هطول أمطار إضافية خلال الأيام المقبلة، ودعوا السلطات إلى التعامل بجدية مع مخاطر الأمطار، واتخاذ الحيطة والحذر اللازمين.
وكان 76 شخصاً قد لقوا مصرعهم جراء أمطار وسيول وفيضانات عام 2016، وفقاً للرواية الرسمية، فيما أعلنت جمعية الهلال الأحمر وقتها أن أكثر من 60 ألفاً من المواطنين فقدوا منازلهم كلياً وجزئياً في الفيضان والأمطار التي تأثرت بها 13 ولاية من ولايات البلاد البالغة 18.


مقالات ذات صلة

مقتل شخصين جراء عاصفة مميتة ضربت غرب أميركا

الولايات المتحدة​ طواقم تعمل على إزالة شجرة أسقطتها عاصفة قوية ضربت منطقة شمال غربي المحيط الهادئ بالولايات المتحدة (رويترز)

مقتل شخصين جراء عاصفة مميتة ضربت غرب أميركا

ضربت عاصفة قوية ولاية واشنطن الأميركية، اليوم (الأربعاء)، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مئات الآلاف وتعطل حركة السير على الطرق ومقتل شخصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا فتاة تركب دراجة هوائية تحت المطر في فالنسيا بإسبانيا (إ.ب.أ)

إغلاق مدارس وإلغاء رحلات... موجة عواصف جديدة تضرب إسبانيا (صور)

تسببت موجة جديدة من العواصف في إسبانيا في إغلاق مدارس وإلغاء رحلات قطارات، بعد أسبوعين من مقتل أكثر من 220 شخصاً وتدمير آلاف المنازل جراء فيضانات مفاجئة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
يوميات الشرق أحداث الطقس المتطرفة كلّفت العالم تريليوني دولار خلال عقد (أ.ب)

تقرير: الطقس المتطرف كلّف العالم تريليوني دولار خلال العقد الماضي

كشف تقرير جديد عن أن الطقس المتطرف كلّف العالم تريليوني دولار على مدى العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة متوسط درجات الحرارة كان مرتفعاً للغاية منذ يناير حتى أكتوبر (أ.ب)

علماء: عام 2024 سيكون الأكثر حرارة على الإطلاق

كشفت خدمة «كوبرنيكوس» لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي اليوم (الخميس) عن أن عام 2024 سيتخطى 2023 ليصبح العام الأعلى حرارة منذ بدء التسجيلات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا قاعة طعام غارقة بالمياه في أحد الفنادق وسط طقس عاصف في النرويج (رويترز)

فيضانات وانهيارات أرضية في أعقاب هبوب عواصف في النرويج

ذكرت وسائل إعلام محلية، الجمعة، أن عواصف ليلية تسببت في فيضانات وانهيارات أرضية في جنوب غربي النرويج.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.