شيّع في العاصمة الجزائرية أمس جثمان محمد الصالح يحياوي، أحد أبرز شخصيات ثورة التحرير (154 - 1962)، الذي كان يوصف بأنه «العلبة السوداء» لعهد الرئيس الراحل هواري بومدين (1965 - 1978).
وعرف يحياوي، الذي وافته المنية بالمستشفى العسكري في مدينة الجزائر عن 85 عاما، باستيائه الشديد لرفض الجيش توليه الرئاسة بعد وفاة بومدين، إذ كان يعتبر نفسه وريثه الشرعي في الحكم، قياسا إلى مكانته في الجيش، وفي حزب الدولة (جبهة التحرير الوطني) نهاية سبعينيات القرن الماضي. وقال أحد أقارب يحياوي لـ«الشرق الأوسط»، إنه أوصى بدفنه في مقبرة تقع بالقرب من إقامته بحي حيدرة بالعاصمة، وحرص، وفقا لما أورده قريبه، على عدم دفنه في «مقبرة العالية»، حيث قبور كبار شهداء ومجاهدي حرب التحرير، وكل رؤساء البلاد المتوفين.
ومع رحيل يحياوي رحلت أسرار كل الأحداث الكبيرة التي عاشتها البلاد بعد الاستقلال، وأهمها الإعدامات والاغتيالات التي طالت خصوم الرئيسين أحمد بن بلة وبومدين، وأشهرهم على الإطلاق العقيد محمد شعباني، الذي انشق عن الجيش معلنا تمرده على بن بلة، ومحمد خيذر، الذي اغتالته المخابرات بمدريد في إسبانيا عام 1967. كما تعرض عبان رمضان للتصفية على يد المخابرات بفرانكفورت بألمانيا عام 1970. والرجلان من مهندسي ثورة التحرير، وكانا منافسين شرسين لبومدين على الحكم.
...المزيد
وفاة يحياوي «العلبة السوداء» لنظام بومدين
كان شاهداً على أغلب اغتيالات الجزائر بعد الاستقلال
وفاة يحياوي «العلبة السوداء» لنظام بومدين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة