ليبيا: رئيس مفوضية الانتخابات يحدد 4 شروط لإنجاحها

حزب الإخوان يرفض «عسكرة الدولة»

TT

ليبيا: رئيس مفوضية الانتخابات يحدد 4 شروط لإنجاحها

لمح عماد السائح، رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، إلى غياب الأمن، باعتباره أحد الشرطين الرئيسيين لإتمام الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي تخطط بعثة الأمم المتحدة لإجرائها قبل نهاية العام الجاري في ليبيا.
وقال السائح إن «الشرط المتعلق بقانون الانتخاب، مسؤولية السلطة التشريعية المتمثلة في مجلس النواب. أما الشرط الآخر فهو تأمين العملية الانتخابية، وهو من مسؤولية الحكومة».
وحدد السائح في تصريحات لفضائية «النبأ» الليبية، نقلتها وكالة «شينخوا» الصينية أمس، أربعة شروط لإجراء الانتخابات في ليبيا، أبرزها الاتفاق السياسي حول ضرورة إجراء انتخابات في البلاد، وهو ما صدر عن لقاء باريس الذي جمع أطرافا ليبية معنية خلال شهر مايو (أيار) الماضي.
ورأى السائح أن قرار حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج في العاصمة الليبية طرابلس مؤخرا، بتخصيص مبلغ 66.12 مليون دينار ليبي لصالح المفوضية العليا للانتخابات للتحضير لتنفيذ الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، بمثابة «خطوة جادة نحو تنفيذ الانتخابات المقررة، وتتيح للمفوضية البدء في التحضير لها».
في المقابل، اتهم محمد صوان، رئيس حزب العدالة والبناء، الذارع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، ضمنيا، المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطن بمحاولة ما وصفه بـ«عسكرة الدولة الليبية».
وقال صوان، مساء أول من أمس، إنه أبلغ غسان سلامة، رئيس البعثة الأممية الذي التقاه في طرابلس، أن «هناك طرفا يتلقى دعما إقليميا يسعى إلى استمرار الانقسام، وإفشال أي محاولة لتجاوز الأزمة؛ أملا لإفساح المجال لمشروع عسكرة الدولة كخيار وحيد». معتبرا أن «هذا يفسر سلوك القلة المعرقلة التي ترفض إيفاء البرلمان بالتزاماته وتتحكم فيه». وطالب بممارسة الضغط الكافي على هذه الأطراف ومن يقف خلفها، قبل أن يحذر من أن تنامي ظاهرة الهجرة والإرهاب والتهريب سيعرض أمن واستقرار ليبيا والمنطقة بأسرها للخطر.
ورأى صوان أن جهود المجتمع الدولي وبعض الدول بشكل خاص، والانحياز لشرعية الاتفاق السياسي المبرم برعاية أممية في منتجع الصخيرات بالمغرب نهاية عام 2015: «خطوة إيجابية ساعدت على تجاوز أزمة الهلال النفطي الأخيرة».
إلى ذلك، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، التابعة لحكومة السراج في طرابلس، حالة «القوة القاهرة» في صادرات مرفأ الزاوية النفطي، مع تراجع إنتاج حقل الشرارة إلى 125 ألف برميل يوميا.
وقالت المؤسسة في بيان، مساء أول من أمس، إن إنتاج الشرارة يكفي لتزويد مصفاة الزاوية. لكن دون توافر فائض للتصدير، لافتة إلى أن حالة القوة القاهرة، التي تمنح إعفاء يقره القانون من الالتزامات التعاقدية، قد بدأت أول من أمس.
في غضون ذلك، طالب العميد عبد السلام عاشور، وزير الداخلية في حكومة السراج، مديري الأمن بالمناطق الخاضعة لسيطرة حكومته، خاصة في العاصمة طرابلس، بما سماه بـ«وقفة جادة»، ذات طابع أمني للحد من كافة الخروقات، والمشاكل التي تعاني منها مديرياتهم رغم الظروف الواضحة، التي تعيق رجال الأمن في بسط نفوذ الدولة وهيبتها.
وشدد عاشور في بيان وزعه مكتبه، عقب اجتماعه أمس مع مديري الأمن على ضرورة تكاثف جهود كافة مديريات الأمن بما يحقق الأمن والاستقرار داخل ربوع البلاد.
من جهة ثانية، أكد عدد من النشطاء ومؤسسات المجتمع المدني، وبعض ممثلي النازحين من بنغازي خلال اجتماع تشاوري استضافته تونس لمدة يومين، برعاية بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، على حق الجميع بالعودة الآمنة والكريمة، وحرية التنقل، وعدم التعرض للتمييز وعدم انتزاع الملكية.
وقالت البعثة الأممية في بيان لها أمس، إن الاجتماع الذي عقد بمشاركة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ضمن مشروع «نحو مصالحة وطنية في ليبيا»، يعتبر الأول من نوعه ضمن مجموعة من الاجتماعات المرتقبة مع الكثير من الشركاء في غربي ليبيا وشرقها، حول عودة النازحين من بنغازي.
وأوضحت البعثة أن أهم العقبات، التي تواجه العودة، تتعلق بالتعليم والسجل المدني والأمن، والحصول على المرتبات الشهرية باعتبارها أبرز العوامل، التي تزيد من صعوبة ظروف عيش النازحين من بنغازي، ما يجعل العودة والمصالحة أيضاً أكثر من ضرورية.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.