الآلاف يحضرون جنازة سياسي باكستاني قتله مسلحو {طالبان}

إسلام آباد حذرت كبار القادة السياسيين من احتمالات استهدافهم

جانب من جنازة هارون بيلور زعيم حزب عوامي الباكستاني الوطني إثر مقتله بتفجير انتحاري في بيشاور أول من أمس (إ.ب.أ)
جانب من جنازة هارون بيلور زعيم حزب عوامي الباكستاني الوطني إثر مقتله بتفجير انتحاري في بيشاور أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

الآلاف يحضرون جنازة سياسي باكستاني قتله مسلحو {طالبان}

جانب من جنازة هارون بيلور زعيم حزب عوامي الباكستاني الوطني إثر مقتله بتفجير انتحاري في بيشاور أول من أمس (إ.ب.أ)
جانب من جنازة هارون بيلور زعيم حزب عوامي الباكستاني الوطني إثر مقتله بتفجير انتحاري في بيشاور أول من أمس (إ.ب.أ)

حضر الآلاف جنازة سياسي في مدينة بيشاور بشمال غربي باكستان أمس، كان قد قُتل جراء هجوم انتحاري نفذه مسلحو طالبان. أعلنت حركة طالبان الباكستانية مسؤوليتها أول من أمس الماضي عن التفجير الانتحاري الذي وقع في مدينة بيشاور وأسفر عن مصرع هارون بيلور زعيم حزب عوامي الوطني و19 آخرين الليلة الماضية. وكان بشير بيلور والد هارون قد لقي مصرعه في حادث انتحاري من تنفيذ حركة طالبان باكستان في عام 2012. واستهدف هارون بيلور مساء الثلاثاء في تجمع انتخابي في منطقة ياكاتوت في بيشاور. وكان يخوض الانتخابات العامة عن مقعد واحد في مجلس المقاطعة.
ووفقا لتقارير الشرطة المحلية، فقد نسف المهاجم الانتحاري نفسه مع وصول هارون بيلور إلى موقع التجمع الانتخابي. ولقد عانى من إصابات بالغة نُقل بسببها إلى مستشفى ليدي ريدينغ المجاروة، حيث لقي مصرعه حال وصوله إلى المستشفى. وقال مسؤولو الشرطة المحلية إن من الحقائق المؤكدة أن هارون بيلور قد لقي مصرعه إثر التفجير الانتحاري المذكور. وكانت وزارة الداخلية الباكستانية قد حذرت كبار القادة السياسيين من احتمالات استهدافهم من جانب الجماعات الإرهابية خلال الحملة الانتخابية الجارية وذلك في الأيام السابقة على انعقاد الانتخابات العامة المقررة في 25 يوليو (تموز) من العام الحالي. كما كشفت الهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب في باكستان، قبل يوم واحد من وقوع الهجوم الانتحاري الأخير، عن أسماء ستة شخصيات، بما في ذلك زعيم حركة الإنصاف عمران خان ونجل حافظ سعيد زعيم جماعة الدعوة، الذين يمكن استهدافهم من جانب الإرهابيين أثناء الحملة الانتخابية الجارية، كما أفاد المسؤولون. وأرسلت الهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب تحذيراتها إلى الشخصيات السياسية الست البارزة وأنه يتوجب عليهم توخي أقصى درجات العناية والحذر أثناء الحملات الانتخابية. وقال ذو الفقار علي باباخيل، أحد المتحدثين باسم المستشفى، الذي نقل إليه القتلى لوكالة الأنباء الألمانية: «ارتفعت حصيلة القتلى الآن إلى 20».
وأضاف أنه تم تحديد هويات 18 قتيلا، جميعهم مدنيون، في حين لم يتم تحديد هويتي جثتين حتى الآن. وأصدر المتحدث باسم حركة «طالبان باكستان» محمد خوراساني بيانا أمس أعلن فيه المسؤولية عن الهجوم.
وذكرت طالبان أن حزب «عوامي الوطني» تعرض لهجوم بسبب «نهجه العلماني». وحذرت الحركة المواطنين من المشاركة في مسيراته الحاشدة واجتماعاته في الشوارع أيضا. وكان مرشح الحزب عن مجلس إقليم «خيبر باختونخوا» من بين هؤلاء القتلى. وكان ينتمي لأسرة سياسية بارزة، وابن وزير الإقليم السابق بشير أحمد بيلور، الذي كان قد قُتل في هجوم انتحاري في عام 2012.
وحضر الآلاف من الأشخاص، بما في ذلك ممثلو الأحزاب السياسية وأعضاء حزب «عوامي الوطني» الجنازة التي أقيمت تحت حراسة مشددة. وعرضت طقوسها الأخيرة على الهواء مباشرة على التلفزيون.
ويعتبر المسلحون الديمقراطية والانتخابات نظاما غير الذي يتبعه «الكفار الغربيون»، وهاجموا التجمعات السياسية على نحو متكرر في باكستان وأفغانستان. وانهمرت التعازي في الوقت، الذي أعلن فيه حزب «عوامي الوطني» الحداد وتعليق الأنشطة السياسية لمدة ثلاثة أيام. وقال أصفنديار والي، رئيس حزب «عوامي الوطني» للصحافيين: «سنعلن الحداد السلمي لمدة ثلاثة أيام ثم نستأنف الحملة الانتخابية»، وأضاف والي الذي حكم حزبه الولاية منذ 2008 إلى 2013 «سننافس ونفوز في الانتخابات».



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.