الصين لم تتواصل مع أميركا منذ إعلان الرسوم الجديدة

واشنطن تشكك في شرعية انتماء بكين إلى منظمة التجارة العالمية

TT

الصين لم تتواصل مع أميركا منذ إعلان الرسوم الجديدة

قالت وزارة التجارة الصينية أمس، إن الصين والولايات المتحدة لم يتواصلا بصورة رسمية، منذ أن أعلنت واشنطن عن فرض رسوم جديدة على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار.
وقال جاو فينغ، المتحدث باسم وزارة التجارة: «في الوقت الحالي، لم يتواصل الجانبان من أجل إعادة إطلاق المفاوضات»، وأضاف أن الصين «ليست مستعدة للقتال ولا تخشاه... ولكنها سوف تقاتل إذا تطلب الأمر للدفاع عن مصالح دولتها وشعبها، والدفاع عن التجارة العالمية والنظام متعدد الأطراف».
ولم تعلن أميركا بعد موعد تطبيق الرسوم الجديدة التي تقدر بنسبة 10 في المائة. وكانت واشنطن قد فرضت الأسبوع الماضي رسوما بنسبة 25 في المائة على بضائع صينية بقيمة 34 مليار دولار، حيث تهدف لزيادة هذا المبلغ إلى 50 مليار دولار، وذلك دفع الصين لفرض رسوم جديدة على المئات من المنتجات الأميركية.
من جانبه، قال رئيس صندوق الثروة السيادية الصيني، يوم الأربعاء، إنه يبدو أن حربا تجارية مع الولايات المتحدة «لا يمكن تفاديها»، وإن النزاع سيكون له تأثير سلبي على استثمارات الصندوق.
ومتحدثا في مؤتمر مالي في باريس، قال تو قوانغ شاو، رئيس مؤسسة الاستثمار الصينية: «لا أحد منا يرجو هذه الحرب التجارية، (لكن) يبدو لي أنها لا يمكن تفاديها».
وتتهم الصين الولايات المتحدة بـ«التنمر»، وحذرت من أنها سترد بالمثل على التصعيد الجمركي الأخير. وقالت وزارة التجارة الصينية، الأربعاء، إنها شعرت «بالصدمة»، وستقدم شكوى إلى منظمة التجارة العالمية. وأضافت قائلة في بيان إن الإجراءات الأميركية «غير مقبولة كلية».
وعلى الجانب الآخر، أدخلت الولايات المتحدة منظمة التجارة العالمية في قلب الحرب التجارية القائمة بينها وبين الصين، مع تشكيكها، الأربعاء، في شرعية انتماء بكين إلى هذه المنظمة الدولية.
وتعقد منظمة التجارة العالمية في جنيف اجتماعا يمتد ثلاثة أيام، مخصصا «لبحث السياسات التجارية للصين»، وكان السفير الأميركي لدى المنظمة دنيس شيا، أول من ألقى كلمة خلال هذا الاجتماع المغلق. واعتبر السفير الأميركي أن الصين تستفيد من وضعها كعضو في منظمة التجارة العالمية، للإضرار ببقية الدول، معتبرا أنه في حال لم يؤخذ سلوك بكين هذا في الاعتبار فستنتهي الأمور إلى تخريب المنظمة.
ومما قاله السفير شيا بحسب ملاحظات نقلتها السفارة الأميركية: «إن عدم اعتماد الصين سياسات الانفتاح على السوق التي تم إنشاء المنظمة على أساسها، لا بد من أن يخضع لنقاش، سواء كان ذلك داخل منظمة التجارة العالمية أو خارجها». وتابع أنه «لم يعد بالإمكان إرجاء هذا النقاش»، مضيفا: «إذا كانت منظمة التجارة العالمية تريد أن تبقى فاعلة على مستوى إدارة النظام التجاري العالمي، فإن التغيير بات ضروريا».



صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.