بيان «ويمبلدون» يثير التساؤلات حول حقيقة الاختراق «القطري» للبطولة العريقة

اتهام المملكة بالقرصنة صدر بلا دليل وورط اللجنة المنظمة أمام العالم

«ويمبلدون» أثارت الشكوك حول حقيقة اختراقها «قطرياً» بعد بيان القرصنة («الشرق الأوسط»)
«ويمبلدون» أثارت الشكوك حول حقيقة اختراقها «قطرياً» بعد بيان القرصنة («الشرق الأوسط»)
TT

بيان «ويمبلدون» يثير التساؤلات حول حقيقة الاختراق «القطري» للبطولة العريقة

«ويمبلدون» أثارت الشكوك حول حقيقة اختراقها «قطرياً» بعد بيان القرصنة («الشرق الأوسط»)
«ويمبلدون» أثارت الشكوك حول حقيقة اختراقها «قطرياً» بعد بيان القرصنة («الشرق الأوسط»)

شكل البيان الصحافي الصادر عن بطولة «ويمبلدون للتنس» الذي اتهم المملكة بقرصنة البث عبر أجهزة «بي أوت كيو»، وردت عليه وزارة الإعلام السعودية حينها بأنه «كاذب وبلا دليل»، دليلاً قاطعاً على تغلغل الأعضاء السيئين المكلفين ببث الشائعات وحياكة المؤامرات من قبل حكومة قطر عبر اتحادات ومراكز رياضية بالغة الأهمية ما يثير المخاوف على مستقبل الرياضة العالمية وعلى الأخص تلك التي اعتبرها الكثيرون حصينة ضد الدسائس والمؤامرات والأعضاء «العملاء» التابعين للحكومات الفاسدة.
وكانت وزارة الإعلام السعودية، أكدت رفضها القاطع للمزاعم غير المسؤولة والادعاءات الكاذبة، الصادرة في بيان صحافي عن «بطولة ويمبلدون» بتاريخ 5 يوليو (تموز) 2018، بشأن قرصنة البث التي تقوم بها الجهة المعروفة باسم «بي أوت كيو».
وأكدت الوزارة عبر البيان أن زعم «ويمبلدون» أن «بي أوت كيو» تتخذ من المملكة العربية السعودية مقراً لها، وأن المملكة متواطئة على نحوٍ ما في ذلك البث، دون أن تقدم «ويمبلدون» دليلاً واحداً على صدق مزاعمها، ما هو إلا ترديد للأكاذيب الصادرة عن شبكة الجزيرة الإعلامية وفرعها «بي إن سبورت»، الوكيل الحصري لـ«ويمبلدون» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتعيد الوزارة تأكيد ما أصبح معلوماً للكافة، من أن أجهزة استقبال «بي أوت كيو» موجودة في أماكن عدة، ومن بينها قطر وشرق أوروبا وغيرها، موضحة أن «بي أوت كيو» تقدم نفسها على أنها تتخذ من كوبا أو كولومبيا مقراً لها.
ونبهت وزارة الإعلام إلى أن تكرار الادعاء بأن المملكة العربية السعودية متواطئة بأي شكلٍ من الأشكال في أعمال «بي أوت كيو»، هو إساءة للشعب السعودي، يجب أن تتوقف ويتم الاعتذار عنها، وتؤكد الوزارة مرة أخرى أن المملكة العربية السعودية من خلال وزارة التجارة والاستثمار قامت ولا تزال تقوم بمكافحة أنشطة «بي أوت كيو» دون تهاون، حيث تمت مصادرة آلاف من أجهزة الاستقبال التي يمكن استخدامها لانتهاك حقوق الملكية الفكرية.
وتشدد حكومة المملكة على التزامها بواجبها الذي تحتمه الاتفاقات الدولية الموقع عليها في هذا الإطار، وتود وزارة الإعلام السعودية أن توضح أن زعم «ويمبلدون» أن «عربسات» يقوم بتسهيل عمليات «بي أوت كيو»، أو يتغاضى عنها، دون تقديم الدليل، لمجرد أن مقره الرئيسي يقع في الرياض، هو ببساطة اتهام غير دقيق، لأن «عربسات» غير خاضع لإدارة الحكومة السعودية، وإنما هو هيئة شبه حكومية تابعة لجامعة الدول العربية، تملكها 22 دولة.
وذكر بيان وزارة الإعلام السعودية، إلى أن قناة الجزيرة أشارت مراراً وتكراراً إلى «التطور الذي لا يضاهى»، والذي تمكنت «بي أوت كيو» بفضله من التغلب على التكنولوجيا الحديثة المضادة للقرصنة التي تستخدمها «الجزيرة» و«بي إن سبورتس»، وهو أن الاتهامات المبنية على توجيه اللوم إلى «عربسات» عارية تماماً عن الصحة.
وأضاف أن «بيان (ويمبلدون) الذي يتضمن تصريحات متعددة تتضامن مع قناة الجزيرة القطرية والهيئات التابعة لها، هو جزء من حملة التشويه الإعلامية غير المسؤولة التي تقودها قناة الجزيرة القطرية، ضد المملكة العربية السعودية، وهو ما يشعرنا بخيبة الأمل في كون ممثلي اتحادات ذات مصداقية في عالم رياضة التنس، يتم استخدامهم أدوات دعائية لصالح قناة الجزيرة المملوكة لحكومة قطر». وزاد: «لقد قامت حكومة المملكة العربية السعودية منذ شهر يونيو (حزيران) 2017م، بحظر بث الجزيرة والقنوات التابعة لها داخل المملكة، بسبب تحول قناة الجزيرة إلى منبر إعلامي للإرهابيين وحكومة قطر الداعمة للإرهاب، يقومون من خلاله بنشر فكرهم المتطرف ورسائلهم العنيفة، ويروجون لزعزعة الاستقرار في المنطقة من خلاله، على سبيل المثال تستضيف الجزيرة بشكل منتظم في برامجها رجل دين معروفاً يفتي بجواز عمليات التفجير الانتحارية وقتل رجال الأمن».
ولفت بيان وزارة الإعلام السعودية إلى أن رد الجزيرة على الحظر بتصعيد حملة التشويه السياسي ضد المملكة العربية السعودية. كما انحرفت «بي إن سبورتس» في بثها لكأس العالم 2018م عن رسالتها، من أجل تشويه سمعة المملكة العربية السعودية، والاتحاد السعودي لكرة القدم والمنتخب السعودي الوطني. وتؤكد الوزارة أن كلاً من «الجزيرة»، و«بي إن سبورت»، لن يتمكنا من البث في المملكة العربية السعودية مرة أخرى.
وختمت وزارة الإعلام السعودية بيانها: «نظراً لما أصبح معروفاً على مستوى العالم، عن دور الجزيرة المعروف في دعم الإرهاب والترويج له، فإن وزارة الإعلام السعودية تحث (ويمبلدون) وجمعيات رياضة التنس الأخرى، على إنهاء علاقاتها مع كيان (بي إن سبورت) والهيئات الأخرى التابعة لـ(الجزيرة) إن أرادوا الوصول إلى الجمهور السعودي العاشق للفرق والمنتخبات الرياضية الأوروبية وبطولاتها».
يذكر أن وزارة الإعلام السعودية كانت ولا تزال تطارد جميع المنتجات المخالفة لحقوق الملكية الفكرية وأجهزة القرصنة، وسبق أن صادرت أكثر من 12 ألف جهاز مما يسمى «بي أوت كيو» منذ دخولها السوق السعودية، وخالفت عدداً من المحال التي تسمح ببيع هذه الأجهزة، حتى باتت السوق السعودي خالية تماماً من جميع أجهزة القرصنة، بيد أن الحكومة القطرية لا تزال تروج الشائعات حول المملكة العربية السعودية وتلفيق التهم دون أن تقدم دليلاً واحدً على ادعاءاتها الكاذبة، مستخدمةً منصاتها الإعلامية الفضائية والإلكترونية.
وسبق أن تخلت قناة «بي إن سبورت» التابعة لقناة الجزيرة القطرية عن مهنيتها في افتتاح نهائيات كأس العالم، وأقحمت السياسة في الرياضة باستغلال منبر الاستوديو التحليلي لمهاجمة السعودية، وهو مخالف للعقد المبرم مع «فيفا»، الذي يلزم الناقل بعدم استغلال النقل والتطرق إلى قضايا سياسية، وينتظر السعوديون إيقاع عقوبة قاسية على القناة القطرية لمخالفتها الأعراف الرياضية التي تهدف إلى تقريب الشعوب وتعزيز السلام ونبذ العنف والكراهية.


مقالات ذات صلة

«القدية ماسترز» موطن جديد لبطولات التنس من فئة «ألف نقطة» عام 2027

رياضة سعودية مشروع القدية سيحتضن منافسات الماسترز الألف نقطة لأولى مرة في تاريخ المنطقة (مشروع القدية)

«القدية ماسترز» موطن جديد لبطولات التنس من فئة «ألف نقطة» عام 2027

أبلغت مصادر مطلعة «الشرق الأوسط» أن الاتفاق مع اتحاد «إيه تي بي» لمحترفي التنس تم على إقامة بطولة «القدية ماسترز»، بدءاً من شهر فبراير (شباط) عام 2027.

عبد العزيز الغيامة (الرياض )
رياضة عالمية نادال (أ.ب)

نادال قد يغيب عن مباريات الفردي في ظهوره الأخير بكأس ديفيز

قال رافاييل نادال إنه قد يغيب عن مباريات الفردي في نهائيات كأس ديفيز للتنس المقررة في ملقة هذا الأسبوع ويكتفي بمنافسات الزوجي.

«الشرق الأوسط» (ملقة)
رياضة عالمية لحظة تتويج كوكو غوف بكأس الجولة الختامية في السعودية لـ«رابطة محترفات التنس»... (رويترز)

«نهائيات الرياض»... إحدى أنجح بطولات «لاعبات التنس المحترفات» منذ سنوات

بعد مباراة مثيرة، فازت الأميركية كوكو غوف على نظيرتها الصينية تشينغ كينوين بالشوط الفاصل أمام جمهور حماسي في العاصمة الرياض، السبت، ضمن منافسات الجولة الختامية.

The Athletic (الرياض)
رياضة عالمية غوف خلال تتويجها أمس (أ.ب)

غوف تكسب التحدي بتجاوز الصعاب في البطولة الختامية للتنس

مرت الأميركية كوكو غوف بصيف مخيب للآمال لكنها تمكنت السبت من الاحتفال بأول لقب لها في البطولة الختامية لموسم تنس السيدات بالرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية كينوين لاقت تشجيعاً كبيراً في المباراة (رويترز)

نهائيات الرياض: كينوين تلحق بسابالينكا وغوف إلى نصف النهائي

لحقت الصينية تشينغ كينوين، المصنفة سابعة عالمياً، بالبيلاروسية أرينا سابالينكا والأميركية كوكو غوف إلى نصف نهائي دورة «دبليو تي إيه» الختامية في كرة المضرب.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».