دفاع الأوروغواي الصلب في مواجهة هجوم فرنسا السريع

الفريقان يأملان بخطف بطاقة التأهل لنصف النهائي اليوم رغم الطريق الصعب

لاعبو فرنسا متحفزون لإقصاء الأوروغواي وحجز مكان بنصف النهائي (إ.ب.أ)
لاعبو فرنسا متحفزون لإقصاء الأوروغواي وحجز مكان بنصف النهائي (إ.ب.أ)
TT

دفاع الأوروغواي الصلب في مواجهة هجوم فرنسا السريع

لاعبو فرنسا متحفزون لإقصاء الأوروغواي وحجز مكان بنصف النهائي (إ.ب.أ)
لاعبو فرنسا متحفزون لإقصاء الأوروغواي وحجز مكان بنصف النهائي (إ.ب.أ)

سيكون دفاع منتخب الأوروغواي لكرة القدم في لقائه أمام فرنسا اليوم بالدور ربع النهائي لمونديال روسيا 2018 أمام اختبار صعب ومهمة الحد من خطورة وسرعة المهاجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي.
وبينما يتوقع أن تخوض الأوروغواي المباراة في غياب مهاجمها البارز إدينسون كافاني الذي تعرض لإصابة في ربلة الساق اليسرى بعد تسجيله هدفي الفوز على البرتغال (2 - 1) في ثمن النهائي السبت، سيعول المنتخب الأميركي الجنوبي على دفاعه الحديدي بقدر قوته الهجومية التي سيكون لويس سواريز حامل همها الأساسي في غياب كافاني.
وقال سواريز عن كافاني «إنه مهم جدا نظرا للمستوى الذي يتمتع به كلاعب، ونظرا إلى كل ما يقدمه في كل مرة يلعب مع المنتخب. ما يقوم به بشكل عام، المجهود الجسدي، كل الناس يرون ما يقدمه، التعرض للإصابة قبل أيام قليلة من المباراة ضد فرنسا أمرا صعبا. أعلم بأن كافاني يتمتع بالرغبة، السلوك، التفاني، القوة. سيبذل قصارى جهده ليكون هناك (في المباراة) لكن الأمر لا يعتمد عليه فقط».
وغاب كافاني عن الحصص التدريبية لمنتخب بلاده منذ خروجه الاضطراري في الشوط الثاني من المباراة ضد البرتغال، لكنه تدرب بمفرده أمس.
وبحسب ما بدا في ربع الساعة المتاحة أمام الصحافيين في التمارين، قام كافاني بتمارين الجري الخفيف بمفرده في أحد جوانب ملعب التدريب في مدينة نيجيني نوفغورود حيث تقام المباراة مع فرنسا. كما قام الهداف التاريخي لنادي باريس سان جرمان الفرنسي بتبادل التمريرات مع أحد أفراد الجهاز الفني.
واعتبرت وسائل الإعلام في الأوروغواي أن كافاني يحتاج إلى «معجزة» ليتمكن من المشاركة إلى جانب زميله المهاجم لويس سواريز غدا ضد فرنسا. وفي حال غيابه، يتوقع أن يدفع المدرب أوسكار تاباريز بالمهاجم كريستيان ستواني بدلا منه إلى جانب سواريز في خط الهجوم.
في المقابل يعلق منتخب «الديوك» آماله على مبابي، 19 عاما، الذي سجل ثلاثة أهداف حتى الآن في المونديال الروسي، منها هدفان في مباراة الدور ثمن النهائي ضد الأرجنتين (4 - 3) حيث برز بشكل كبير لا سيما من خلال سرعته الفائقة في اختراق الدفاع.
إلا أن نجم نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، لم يسبق له على الأرجح اختبار دفاع بصلابة دفاع الأوروغواي وركيزتيه القائد دييغو غودين وزميله في أتلتيكو مدريد الإسباني خوسيه ماريا خيمينيز.
وتتركز خطة الأوروغواي خلال المباراة المقررة في نيجني نوفغورود على إيقاف مبابي، بخط دفاع رباعي يقوده القائد غودين وخيمينيز، وإلى جانبهما مارتن كاسيريس ودييغو لاكسالت، وخلفهم الحارس فرناندو موسليرا.
ويتميز هذا الرباعي بأنه من الأفضل دفاعيا في المونديال، إذ لم يتلق أي هدف في المباريات الثلاث للدور الأول، والوحيد الذي تمكن من اختراقه كان البرتغالي بيبي في الدور ثمن النهائي خلال مباراة الفريقين التي انتهت بفوز المنتخب الأميركي الجنوبي (2 - 1).
وتتميز الأوروغواي عن غريمتها فرنسا بكونها تلقت 3 أهداف أقل في شباكها، بينما سجل المنتخبان العدد ذاته (7 لكل منهما). وبين المنتخبين، تظهر الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها المدافعون مع 350 مباراة دولية.
وسيكون تركيز الأوروغواي بطلة 1930 و1950 على إيقاف مبابي الذي أصبح ضد الأرجنتين، أول لاعب شاب يسجل هدفين على الأقل في مباراة إقصائية ضمن منافسات كأس العالم، منذ الأسطورة البرازيلية بيليه عام 1958.
وأشار مدرب الأوروغواي تاباريز إلى هذه النقطة بقوله: «في حال تركت المساحات لفرنسا، ستكون المسألة صعبة جدا».
من جهته، أعرب سواريز عن ثقته في قدرة دفاع منتخب بلاده على إيقاف مبابي، وقال: «الجميع يعرف أنه لاعب جيد جدا، لكني أعتقد أننا نملك مدافعين جيدين للحد من خطورته».
ورأى سواريز الطامح لقيادة منتخب بلاده إلى لقبه العالمي الأول منذ 1950 والثالث في تاريخه، أن الخطر الفرنسي لا يقتصر على مبابي، بل يشمل أنطوان غريزمان صاحب القدم اليسرى الرائعة.
في مقابل التركيز على مبابي، يأمل المنتخب الفرنسي بطل 1998 في أن يعول على لاعب «خبير» بقلبي دفاع الأوروغواي، هو غريزمان زميل غودين وخيمينيز في أتلتيكو مدريد.
وتأهل منتخب «الديوك» من الدور الأول من دون تقديم أداء مقنع لا سيما من قبل غريزمان الذي اكتفى حتى الآن بتسجيل هدفين من ركلتي جزاء إلا أن المنتخب قدم أداء مختلفا أمام الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي في ثمن النهائي، لا سيما بفضل مبابي الذي سجل هدفين وحصل على ركلة جزاء أتى منها الهدف الأول الذي سجله غريزمان.
وأشار مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشان إلى أنه ينتظر أن يخوض فريقه مباراة مختلفة أمام منتخب أوروغواي «صلب» في نيجني نوفغورود.
وبعد أن تمكن منتخب الأوروغواي من إخراج نظيره البرتغالي بقيادة كريستيانو رونالدو من البطولة، يأمل الفريق أن يواصل تقدمه بإزاحة قوة جديدة أخرى. وحقق منتخب الأوروغواي أربعة انتصارات في مبارياته الأربع التي خاضها في البطولة، ولم يتلق سوى هدف وحيد، جاء في مباراة دور الستة عشر أمام المنتخب البرتغالي (2 - 1).
ولن تكون مباراة دور الثمانية اليوم مجرد اختبار لمبابي فقط، بل تشهد صراعا من نوع خاص بالنسبة للمهاجم الفرنسي الآخر غريزمان، الذي سيواجه زميليه بفريق أتلتيكو مدريد دييغو جودين وخيمينيز.
ولا يرجح أن يكون غودين، قائد منتخب الأوروغواي، منافسا قويا بالنسبة لغريزمان، الذي يرابط معه بصداقة قوية. وشعر غريزمان بتقارب شديد مع الأوروغواي ووصف هذا بالقول: «نوعا ما بلدي الثاني». إنه يحب شرب «ماتي»، وهو شاي يحبه الأوروغوانيون ولم يخف دعمه لفريق بينارول الأوروغواياني. وبعد تأهل منتخب أوروغواي لنهائيات كأس العالم بروسيا، التقى غريزمان وجودين في مطار مدريد مرتديا قميص منتخب الأوروغواي.
وقال غريزمان: «جودين صديق عظيم، أتسكع دائما معه خارج الملعب. ستكون مباراة عاطفية للغاية».
وسخر ناهيتان نانديز لاعب وسط منتخب الأوروغواي في تصريحات له هذا الأسبوع من كلام غريزمان قائلا «إنه أوروغواني بحق. الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله هو أنه يتصرف بشكل جيد في الملعب وإنه يتذكر أن نصفه أوروغواني».
ولكن المهاجم لويس سواريز قال: «بقدر ما يقوله أنطوان عن أن نصفه أوروغواني، فإنه ما زال فرنسيا، ولا يعلم ما هو شعور كونك أوروغوانيا».
وأضاف «أنه لا يعلم شيئا حول التضحية والمجهود الذي نقوم به كأطفال لنكون ناجحين في كرة القدم مع هذا العدد الصغير من السكان. هذا شيء نشعر به».
ويهدف سواريز أن يضيف المزيد من الأهداف للهدفين اللذين سجلهما في كأس العالم. وسجل كافاني وسواريز، سويا، خمسة أهداف في البطولة و98 هدفا بشكل عام للمنتخب. وفي آخر نسختين لكأس العالم، وفي أربع مناسبات، عندما يغيب أحدهما، يفشل المنتخب الأوروغواياني في الفوز، حيث خسر ثلاث مرات.
وفي الوقت نفسه، يتعين على المنتخب الفرنسي، الفائز بلقب البطولة في 1998، إيجاد البديل المناسب للاعب بلاز ماتويدي الموقوف. وقارن سواريز بين مبابي والنجم الفرنسي السابق تيري هنري، حيث قال: «لكني أعتقد أن لدينا دفاعا قويا قادرا على التعامل معه - ولكن ليس لاعبا
واحدا فقط، كل الفريق الفرنسي».
والتقى المنتخبان ثلاث مرات سابقة في كأس العالم، حيث فاز منتخب الأوروغواي في دور المجموعات 2 - 1 في مونديال 1966. بينما كان هناك مباراتان انتهيتا بالتعادل السلبي في مونديالي 2002 و2010.
والآن يهدف المنتخبان للعودة للأمجاد في كأس العالم مرة أخرى، حيث يلتقي الفائز منهما في الدور قبل النهائي مع الفائز من المباراة التي تجمع بين المنتخبين البرازيلي والبلجيكي.


مقالات ذات صلة

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية انفانتينو وأعضاء فيفا في صورة جماعية مع الوفد السعودي (وزارة الرياضة)

لماذا وضع العالم ثقته في الملف «المونديالي» السعودي؟

لم يكن دعم أكثر من 125 اتحاداً وطنياً تابعاً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من أصل 211 اتحاداً، لملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 مجرد تأييد شكلي.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية المدن السعودية ستكون نموذجاً للمعايير المطلوبة (الشرق الأوسط)

«مونديال 2034»: فرصة سعودية لتغيير مفهوم الاستضافات

ستكون استضافة «كأس العالم 2034» بالنسبة إلى السعودية فرصة لإعادة صياغة مفهوم تنظيم الأحداث الرياضية العالمية؛ إذ تسعى السعودية إلى تحقيق أهداف «رؤيتها الوطنية.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة سعودية يُتوقع أن تجذب المملكة مستثمرين في قطاعات مثل السياحة، الرياضة، والتكنولوجيا، ما يعزز التنوع الاقتصادي فيها (الشرق الأوسط)

«استضافة كأس العالم» تتيح لملايين السياح اكتشاف جغرافيا السعودية

حينما يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، اليوم الأربعاء، فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، ستكون العين على الفوائد التي ستجنيها البلاد من هذه الخطوة.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية ستكون كأس العالم 2034 فرصة لاتعوض للسياح لزيارة العُلا واستكشافها (الشرق الأوسط)

«مونديال 2034»: التراث السعودي لإبراز أصالته للعالم

مع ترقب إعلان استضافة السعودية «كأس العالم 2034»، رسمياً اليوم الأربعاء عبر اجتماع «كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم»، تبرز فرصة استثنائية لتسليط الضوء.

فاتن أبي فرج (بيروت)

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.