خبراء قانونيون: بيان الاتحاد الأوروبي «مجرد ادعاءات»... ولا يستند إلى أدلة

شددوا على أن السعودية قادرة على محاسبة قنوات قطر الرياضية لتسييسها المونديال

المحامون السعوديون أكدوا أن اتهامات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لا تستند إلى أدلة («الشرق الأوسط»)
المحامون السعوديون أكدوا أن اتهامات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لا تستند إلى أدلة («الشرق الأوسط»)
TT

خبراء قانونيون: بيان الاتحاد الأوروبي «مجرد ادعاءات»... ولا يستند إلى أدلة

المحامون السعوديون أكدوا أن اتهامات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لا تستند إلى أدلة («الشرق الأوسط»)
المحامون السعوديون أكدوا أن اتهامات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لا تستند إلى أدلة («الشرق الأوسط»)

أجمع خبراء قانونيون على أن بيان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ضد السعودية عن قناة القرصنة التي تدعي «بي أوت كيو» مجرد ادعاءات باطلة وغير مستندة على أدلة وبراهين حقيقة تشير إلى صحة ما ذهب إليه البيان، الذي واجه ردة فعل قوية من الجهات المختصة في السعودية.
وكانت وزارة الإعلام رفضت في بيان صحافي أصدرته يوم أمس كل الاتهامات الصادرة من اتحاد كرة القدم الأوروبي بشأن اتخاذ القناة «بي أوت كيو» من البلاد مقراً لها، موضحة الوزارة في بيانها أن أجهزة استقبال هذه القناة متاحة في كثير من الدول من بينها قطر ودول شرق أوروبا.
وشددت وزارة الإعلام السعودية على حمايتها لحقوق الملكية الفكرية من خلال المجهودات المستمرة لوزارة التجارة والاستثمار بمصادرة الكثير من الأجهزة التي جاوز عددها الآلاف، مشددة بحسب اطلاعها على أن بيان الاتحاد الأوروبي مجرد ادعاء باطل تقف خلفه قنوات «بي إن سبورت» الرياضية وهي شركة تابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية «القطرية».
وشدد الخبراء القانونيون في حديثهم لـ«الشرق الأوسط» على أن ما قام به الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لم يستند على حقائق ملموسة تشير إلى صحة إلى ما ذهب إليه البيان الصحافي.
من جانبه، أكد المستشار القانوني المحامي خالد المحمادي لـ«الشرق الأوسط» أن الادعاءات التي ساقها بيان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم غير مقترنة بأدلة وبراهين حقيقية، مشيراً إلى أن أجهزة الاستقبال لما يعرف بقناة «بي أوت كيو» متاحة في كثير من الدول بما في ذلك قطر وشرق أوروبا.
وأوضح الخبير القانوني المحمادي أن تلك الادعاءات التي كانت مصدرها «بي إن سبورت» المحظورة في السعودية، يثبت أنها لا تتجاوز كونها اتهامات باطلة تأتي كردة فعل للحظر المتخذ بحق القناة التي دأبت على تسييسها للرياضة وتمرير أجندات سياسية في برامج رياضية في مخالفة صريحة لأنظمة وقوانين «الفيفا».
وأضاف المحمادي أن «إقحام» الرياضة في السياسة يتعارض مع كل الأنظمة الرياضية التي تقودها عدة منظمات في العالم وفي مقدمتها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، الذي يشدد على أن الرياضة يجب أن تبقى بطبيعتها بعيدة عن كل الخلافات، منوهاً بأن الإجراء الذي قام به الاتحاد السعودي الكرة القدم ضد قناة «بي إن سبورت» وتجاوزاتها هو إجراء قانوني سليم وفقاً لما تقتضيه الأنظمة.
من جانبه أوضح المحامي خالد أبو راشد لـ«الشرق الأوسط» أن الاتهامات الموجهة ضد السعودية من الاتحاد الأوروبي بخصوص القناة التي تقوم بقرصنة الحقوق هي اتهامات بموجب بيان إعلامي وبوجهة نظري أن الرد يكون عليها من خلال بيان لا أكثر ولا أقل ونفي هذه الاتهامات، مضيفاً: «من يملك الدليل عليه أن يقدمه بدلاً من هذه البيانات».
وأشار القانوني أبو راشد إلى أن السعودية قادرة على حفظ حقوقها فيما يتعلق بالتجاوزات الحاصلة عبر النقل التلفزيوني للقنوات الرياضية «القطرية»، موضحاً: «هناك جزئيتان؛ الأولى تتعلق باتخاذ إجراء نظامي والجزئية الثانية تتعلق بالرد عبر وسائل الإعلام»، مضيفاً أبو راشد: «الجزئية الأولى تتعلق باستغلال حق نقلها لمباريات كأس العالم واحتكارها لأغراض سياسية وهذا الأمر يخالف أنظمة وقوانين (الفيفا)».
وأضاف: «أنظمة (الفيفا)، وتحديداً النظام الأساسي لكرة القدم الدولي نص في بنوده صراحة على عدم إقحام السياسة في الرياضة، وهذا الأمر ينطبق على كل أنشطة (الفيفا)، بما في ذلك بالطبع الحقوق التي تمنحها (الفيفا) للقنوات التلفزيونية لنقل الأحداث الرياضية».
وأكد المحامي القانوني أن القناة خالفت أنظمة وقوانين «الفيفا» صراحة بإقحام السياسة في الرياض من خلال برامجها وبعض التغطيات المصاحبة لنقل مباريات كأس العالم المقامة حالياً في روسيا، خصوصاً الموجهة ضد السعودية.
واختتم أبو راشد حديثه: «ما قامت به هيئة الرياضة أو الاتحاد السعودي لكرة القدم من تقديم شكوى إلى (الفيفا) ضد هذه القناة للنظر في هذه المسألة هو الإجراء القانوني السليم»، مضيفاً: «(الفيفا) قام بمنح هذه القناة حقوق النقل التلفزيوني بموجب عقود وشروط وأنظمة ومن الطبيعي أن هذه العقود تحتوي على شروط جزائية».
بدوره اتفق المحامي والقانوني عمر الخولي مع ذهب إليه خالد أبو راشد في بطلان ادعاءات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وعدم وجود أي أدلة مقترنة بهذا الادعاء، موضحاً: «على من يدعي ذلك أن يثبته ببينة، وحينها سيتم الرد وتفنيد ذلك».
وأشار القانوني عمر الخولي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن السعودية قادرة على حفظ حقوقها أمام الجهات القضائية المختصة، كاشفاً أن إيقاف بث قنوات «بي إن سبورت» المنبثقة من شبكة «الجزيرة» الإعلامية «القطرية» هو شأن خاص بكل دولة بإمكانها تحديد جدوى ما هو متاح أمامها من أسباب وموجبات.
يذكر أن قنوات «بي إن سبورت» الرياضية ولدت من رحم قنوات «الجزيرة» الإخبارية التي عرفت بدعمها الكبير للجماعات الإرهابية والمتطرفة إضافة إلى شعبيتها السلبية في كثير من الدول العربية التي اتخذت موقفاً ثابتاً منها، وهو الأمر الذي قاد لتغيير اسم القناة من «الجزيرة الرياضية» إلى قنوات «بي إن سبورت» لتفادي مثل هذه المشكلات، إلا أن المحتوى ظل كما هو رغم محاولات الابتعاد عن ذلك.
وأقحمت القنوات الرياضية «القطرية» السياسة بالرياضة من خلال أحاديث المحللين والناقدين والمعلقين على الأحداث الرياضية، خصوصاً منافسات كأس العالم واستغلال احتكارها لهذا الحدث، قبل أن تتصاعد القضية، ويصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بياناً يتهم فيه السعودية، وهو ما قاد تركي آل الشيخ لوصف رئيسه بـ«المتلوِّن» قبل صدور البيان، وأوضح آل الشيخ في تصريحات نشرها قبل يومين أن رئيسه طلب ملاقاته عن طريق وسيط لكن الأخير رفض كاشفاً أن السعودية لا تعمل إلا في الهواء الطلق.
ورفع مجموعة من الرياضيين العرب عبر «عريضة» شكوى لـ«الفيفا» ضد القنوات الرياضية «القطرية» إلى «الفيفا» مطالبين بكسر الاحتكار ومنع إقحام السياسية في الرياضة عبر جمع أكبر عدد من التواقيع تجاوز أكثر من 200 ألف توقيع، قبل أن يصدر الاتحاد السعودي لكرة القدم بيانا صحافيا يستنكر فيه كل التجاوزات من تلك القناة ضده في نهائيات كأس العالم ويطالب «الفيفا» بكسر الاحتكار وإيقاف هذه التجاوزات الدخيلة.


مقالات ذات صلة

في أي شهر ستقام كأس العالم 2034 بالسعودية؟

رياضة سعودية المسؤولون السعوديون كانوا في قمة السعادة بعد إعلان الاستضافة (إ.ب.أ)

في أي شهر ستقام كأس العالم 2034 بالسعودية؟

حققت المملكة العربية السعودية فوزاً كبيراً وعظيماً في حملتها لجذب الأحداث الرياضية الكبرى إلى البلاد عندما تم تعيينها رسمياً مستضيفاً لكأس العالم 2034، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية ياسر المسحل خلال حضوره اجتماع كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (أ.ف.ب)

السعودية تستعرض رؤيتها الطموحة لاستضافة كأس العالم 2034 في كونغرس الفيفا

في كلمة ألقاها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، خلال عرض الملف الرسمي لاستضافة المملكة لكأس العالم 2034 في كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية الفيصل والمسحل خلال «كونغرس فيفا» (أ.ف.ب)

ياسر المسحل: ولي العهد أشرف على ملف السعودية لمونديال 2034 بنفسه

قال ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أشرف على ملف المملكة العربية السعودية لاستضافة مونديال 2034 بنفسه.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة عالمية سونز قال إن كرة القدم لا تنتمي فقط إلى الغرب (رويترز)

خبير ألماني: السعودية دولة مهمة في كرة القدم

دافع سيباستيان سونز، الخبير الألماني المتخصص في شؤون الإسلام والسياسة، عن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الأربعاء بمنح السعودية حق استضافة مونديال 2034.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة سعودية الأمير عبد العزيز بن تركي يحتفل لحظة الإعلان رسمياً عن استضافة السعودية كأس العالم 2034 (وزارة الرياضة)

وزير الرياضة السعودي: نسخة «كأس العالم 2034» ستكون استثنائية

أكد الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، الأربعاء، أن نسخة «كأس العالم 2034» التي ستستضيفها السعودية ستكون استثنائية.

سلطان الصبحي (الرياض)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».