بروكسل: مكافحة الإرهاب بالسلاح تتراجع مقابل الاعتماد على دعم المواطنين

تحضيرات لإطلاق مشروعات جديدة في مجال الأمن والدفاع الأوروبي

عناصر الجيش يفرضون إجراءات أمنية في شوارع بروكسل عقب تفجيرات مارس 2016 (تصوير: عبد الله مصطفى)
عناصر الجيش يفرضون إجراءات أمنية في شوارع بروكسل عقب تفجيرات مارس 2016 (تصوير: عبد الله مصطفى)
TT

بروكسل: مكافحة الإرهاب بالسلاح تتراجع مقابل الاعتماد على دعم المواطنين

عناصر الجيش يفرضون إجراءات أمنية في شوارع بروكسل عقب تفجيرات مارس 2016 (تصوير: عبد الله مصطفى)
عناصر الجيش يفرضون إجراءات أمنية في شوارع بروكسل عقب تفجيرات مارس 2016 (تصوير: عبد الله مصطفى)

قال مسؤول عسكري أوروبي، إن «الإرهاب يقاتل بشكل يقل باستمرار بالأسلحة»، لكنه «يتزايد بدعم الشعب». وفي حديثه خلال اجتماع عن: «دور الدفاع في السياق الأمني الحالي»، في الجامعة الكاثوليكية بميلانو، رأى رئيس هيئة أركان الدفاع الإيطالية الجنرال كلاوديو غراتسيانو، أن «من الضروري، في إطار تقييم الوضع الدولي أن يتم أولاً وقبل كل شيء أخذ كل شيء على محمل الجد»، لافتاً في كلمته نهاية الأسبوع الماضي إلى أن «قضية الأمن تعيد طرح نفسها بنمط دوري يتطلب تخطيطاً على المدى الطويل، بين 30 و40 سنة، سواء من وجهة نظر ثقافية أم من ناحية الحاجات التشغيلية».
وحسب تقارير إعلامية أوروبية في بروكسل، أكد الجنرال الذي يشغل منصب رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي أيضا، أن «كل ما سلف ذكره لا يتعلق بأوروبا الموحدة فقط، فيكفي مجرد التفكير بالقتال ضد تنظيم (داعش)».
واختتم بالقول إن «هناك افتقاراً في الوقت الراهن إلى قرارات من قبل الأمم المتحدة، وهي المنظمة الوحيدة التي يمكن أن تصدر قانوناً دولياً».
ويأتي ذلك في وقت تجري الدوائر الأوروبية التحضيرات للإعلان عن إطلاق مشروعات جديدة في مجال الأمن والدفاع الأوروبي، وسوف تعلن فيدريكا موغيريني منسقة السياسة الأمنية والخارجية الأوروبية عن المشروعات الجديدة الشهر المقبل، بحسب ما جاء في بيان صدر عن مكتب موغيريني في بروكسل بعد وقت قصير من اجتماعات لوزراء الدفاع في الدول الأعضاء استضافته صوفيا عاصمة الرئاسة البلغارية الدورية للاتحاد قبل أيام، وحسب البيان استعرض الوزراء أوجه التقدم في إطار التعاون الهيكلي الدائم في مجال الدفاع وجرى مناقشة المشاريع الجديدة لمواصلة البناء على التقدم السريع المحرز خلال العامين الماضيين، وذلك بعد اقتراح الموازنة الأوروبية متعددة السنوات قبل أيام قليلة وتتضمن زيادة الإنفاق الدفاعي للتكتل الأوروبي الموحد من 2021 إلى 2027 بمقدار 22 ضعفاً».
وقالت موغيريني إن أمن ودفاع الاتحاد عرفا تقدماً كبيراً جرى إحرازه على مدار العامين الماضيين، وأشار بيان الأوروبي إلى أن التعاون الدفاعي الأوروبي إلى جانب الاستراتيجية العالمية للاتحاد التي صدرت في 2016 لهما هدف، وهو تعزيز قدرة الاتحاد كشريك أمني دولي والمساهمة في حماية مواطني الاتحاد وضمان فعالية أكبر للإنفاق الدفاعي».
وقبل أيام قليلة بدأ سريان القواعد الجديدة لحماية البيانات الشخصية للمواطنين في الاتحاد الأوروبي، اعتباراً من الجمعة 25 مايو (أيار) الحالي، التي تضمن للمواطنين سيطرة أفضل على بياناتهم الشخصية. وهي القواعد التي جرى التصويت عليها قبل عامين في البرلمان الأوروبي، وحصلت الدول الأعضاء على مهلة عامين لتغيير القوانين الداخلية والاستعداد لتطبيقها بشكل مشترك.
حيث تعتبر حزمة واحدة من القواعد عبر الاتحاد الأوروبي تحل محل قوانين داخلية لـ28 دولة أعضاء، كما تضمن إنفاذ أقوى من الغرامات على الشركات التي تخالف القواعد الجديدة وتصل الغرامة إلى 4 في المائة من إجمالي المبيعات السنوية للشركة، ويضمن أيضاً تبادل المنظمات الأمنية الأوروبية للبيانات الشخصية للمسافرين عبر الرحلات الجوية في أوروبا في ظل قواعد محددة وفي إطار مكافحة الإرهاب».
وحسب ما صدر عن لجنة الحريات المدنية في البرلمان الأوروبي، فإن القواعد الجديدة التي تعزز حقوق المواطنين وتبسط القواعد الخاصة بالشركات في العصر الرقمي، دخلت حيز التنفيذ، وهي القواعد التي وردت في لائحة جرى اعتمادها في أبريل (نيسان) 2016، ووقتها وصف أعضاء البرلمان الأوروبي الأمر بأنه تحرك مهم على طريق مكافحة الإرهاب».


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».