«الفن من دون حرية»... معرض لسجناء تحدوا القضبان بالخيالhttps://aawsat.com/home/article/1278926/%C2%AB%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9%C2%BB-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D9%84%D8%B3%D8%AC%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B6%D8%A8%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D9%84
«الفن من دون حرية»... معرض لسجناء تحدوا القضبان بالخيال
يستضيفه المتحف العالمي للفنون المتواضعة في جنوب فرنسا
الجريمة حين تنتقل إلى اللوحة
باريس:«الشرق الأوسط»
TT
باريس:«الشرق الأوسط»
TT
«الفن من دون حرية»... معرض لسجناء تحدوا القضبان بالخيال
الجريمة حين تنتقل إلى اللوحة
قد لا يسمع المرء بوجود متحف للفنون المتواضعة إلا بفضل معرض من هذا النوع. فالمكان مؤسسة ثقافية تقع في بلدة «سيت» على الساحل الجنوبي لفرنسا. وهي البلدة التي ذاع صيتها من خلال تنظيمها لملتقى سنوي شهير يدعى إليه الشعراء من كل بقاع العالم لكي يلقوا قصائدهم في الشّوارع والسّاحات والأسواق وعلى الضفاف قريباً من ترجيعات الموج.
هذه المرة تدعوك «سيت» إلى معرض بعنوان: «هروب، الفن من دون حرية». وهو مخصص لتلك الأعمال التي أبدعها بشر حُرموا من الاختلاط بالمجتمع لأسباب شتّى. فهم قد يكونون سجناء جنائيين أو معتقلين سياسيين، أو مرضى في مصحات مقفلة، أو لاجئين محتجزين في معسكرات خاصة. ومهما كانت أسباب العزل فإنّ العقل البشري يسعى للتّحرر والانطلاق إلى ما هو أبعد من القضبان والجدران العالية والأسلاك الشائكة، ليسجّل ما تهفو إليه النفس من تعبيرات.
إنّها المرة الأولى التي يجمع فيها معرض كل هذه التشكيلة الواسعة من الأعمال التي يعود بعضها إلى الحرب العالمية الثانية والمعسكرات النازية، لتتجاور مع أعمال حديثة أبدعها المهاجرون العرب والأفارقة الذين أقاموا في مدينة «كاليه» الفرنسية الشمالية، على أمل الانتقال إلى السّاحل البريطاني، وهو المعسكر العشوائي الذي حمل اسم «غابة كاليه». ومن بين المعروضات هؤلاء نجد رسوماً لفنان يُدعى حافظ السوداني، اشتهر بأنّه كان يرسم لوحات مبهرة لكنّها عابرة، على أرصفة باريس. وبعد الانتهاء منها، يجمع قطع النقد التي رماها المارة له، ويمضي تاركاً لوحته تتوارى تحت الأقدام.
تلفت النظر لوحات مرسومة على عوارض خشبية تعود للسجناء المكسيكيين في مراكز الاحتجاز على الحدود الأميركية. ومن بين كثير من الرسوم التي أُنجزت سريعاً وبأي مادة متوفرة، يقدم المعرض أعمالاً مُعتنى بها، هي ثمرة ورشات الفنون في عدد من السّجون الفرنسية. ونقرأ في دليل المعرض أنّ تقييد الحركة يجعل من هذه التعبيرات الفنية آخر الحريات التي تتاح للإنسان المحصور بين جدران ضيقة. ولأنّ الرّسام يعبّر عما يتمناه، نرى لوحات تتغنى بالشمس والطبيعة والبيت وتصور أفراد الأسرة، لكن هناك الكثير من التعبيرات التي تعكس الواقع الذي يعيشه صاحب اللوحة، أي القسوة والتشاؤم والقلق والخوف والمرض والصّراعات التي تدور بين السّجناء أو في العالم السّفلي للجريمة.
تنقسم المعروضات إلى ثلاثة أقسام، الأول بعنوان «فضاءات مُتخيّلة» ويضم الرسوم المنجزة في معسكرات الاحتجاز المؤقت، والثاني بعنوان «الخارج المُتخيّل» وهو مخصّص لأعمال نزلاء السّجون، والثالث بعنوان «احتفالات مُتخيّلة» وهو يضم ما تركه نزلاء معسكرات الإبادة. ومن خلال التنسيق الذي أشرفت عليه إيزابيل آليغريه، ينتقل الزائر من قسم إلى آخر، مع مشاعر وانطباعات تتراوح ما بين الأسف لتلك المصائر والأمل بقدرة البشر على نشدان الحرية ولو في قعر الجحيم.
بثروتها الضخمة ونفوذها الواسع... بيونسيه تخترق قائمة أقوى نساء العالمhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5091785-%D8%A8%D8%AB%D8%B1%D9%88%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%AE%D9%85%D8%A9-%D9%88%D9%86%D9%81%D9%88%D8%B0%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%B9-%D8%A8%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%B3%D9%8A%D9%87-%D8%AA%D8%AE%D8%AA%D8%B1%D9%82-%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A9-%D8%A3%D9%82%D9%88%D9%89-%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85
بثروتها الضخمة ونفوذها الواسع... بيونسيه تخترق قائمة أقوى نساء العالم
احتلّت الفنانة الأميركية بيونسيه المرتبة رقم 35 على قائمة أقوى نساء العالم (فيسبوك)
يهتزّ منزل بيونسيه على وقع الفضيحة التي تلاحق زوجها جاي زي. هو متهمٌ من قِبَل سيّدة باعتداءٍ مشتركٍ عليها، تورّطَ فيه وزميله شون ديدي عام 2000.
لكن رغم الرياح التي تعصف بالبيت الزوجيّ، وهي ليست الأولى في العلاقة المستمرة منذ 27 عاماً، فإنّ الفنانة الأميركية حرصت على الظهور مبتسمةً إلى جانب زوجها قبل أيام، وذلك في العرض الأول لفيلم «Mufasa - Lion King». جاءت الابتسامة العريضة على شرف ابنتهما بلو آيفي، التي تخوض تجربتها السينمائية الأولى.
النجمة رقم 35 على قائمة «فوربس»
واجهت بيونسيه تحدياتٍ كثيرة في كلٍ من حياتها الخاصة ومسيرتها المهنية، وقد لعب ذلك دوراً في تكوين شخصيةٍ صلبة لديها. لم يأتِ اختيارُها من بين أقوى 100 امرأة لعام 2024 عبَثاً من قِبَل مجلّة «فوربس»، وهي ليست المرة الأولى التي تخترق فيها المغنية البالغة 43 عاماً، قوائمَ تتصدّرها رئيسات جمهورية ورائدات أعمال.
احتلّت بيونسيه المرتبة الـ35 في قائمة «فوربس» السنوية، التي تصدّرتها رئيسة المفوّضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، تليها كلٌ من رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، ورئيسة إيطاليا جورجيا ميلوني، ورئيسة المكسيك كلوديا شينباوم. أما من بين زميلاتها المغنّيات فقد سبقتها تايلور سويفت إلى المرتبة 23، فيما حلّت ريهانا في المرتبة الـ76.
تختار فوربس نجمات قائمتها بناءً على 4 معايير، هي الثروة، والحضور الإعلامي، والتأثير الاجتماعي، ومجالات السلطة. وتبدو بيونسيه مطابقة للمواصفات كلّها، بما أنّ ثروتها تخطّت الـ800 مليون دولار، وهي في طليعة الفنانات ذات الأثر السياسي والثقافي والاجتماعي.
إلى جانب كونها إحدى أكثر المشاهير ثراءً، تُوّجت بيونسيه بأكبر عدد من جوائز «غرامي» محطّمةً الرقم القياسي بحصولها على 32 منها خلال مسيرتها. وهي لم تكتفِ بلقب فنانة، بل إنها رائدة أعمال أطلقت شركاتها وعلاماتها التجارية الخاصة على مرّ السنوات. تذكر «فوربس» أن مصدر ثروتها الأساسي هو الموسيقى، إلى جانب مبادراتها الفرديّة، وتلفت إلى أنّ بيونسيه صنعت نفسها بنفسها، مع العلم بأنها لم تتابع أي اختصاص جامعيّ، بل تركت المدرسة قبل التخرّج فيها.
طفلة القدَر
جاء العِلمُ في حياة بيونسيه على هيئة والدةٍ بدأت مصفّفةَ شَعر ثم فتحت صالونها الخاص، وعلى هيئة والدٍ كان يعمل مدير مبيعات في إحدى الشركات، قبل أن يصبح مدير أعمال ابنته. منهما تلمّست المنطق التجاري.
أما فنياً، فقد لمع نجمُها للمرة الأولى في مسابقةٍ مدرسيّة، عندما غنّت وهي في السابعة لتتفوّق على مَن هم في الـ15 والـ16 من العمر. فما كان من والدها سوى أن يترك وظيفته ويتفرّغ لإدارة أعمالها والفريق الغنائي الذي انضمّت إليه في الثامنة من عمرها، والمكوَّن من فتياتٍ صغيرات. تحوّل الفريق ذاتُه عام 1996 إلى «Destiny’s Child» (طفل القدَر)، لتنطلق معه رحلة بيونسيه نحو العالميّة.
صنعت الليموناضة
بعد انفصال الفريق، لم تتأخر بيونسيه في استئناف رحلتها الفنية منفردةً، فخاضت التمثيل والغناء. إلا أن تلك الرحلة لم تكن اعتياديّة، إذ سرعان ما ارتفعت أسهُمُها وبدأت تُراكِم الإصدارات، والحفلات، والجولات العالمية، والأدوار السينمائية، والجوائز، والألقاب.
لم يحصل ذلك بالصُدفة، بل بكثيرٍ من المثابرة. عندما طُلب منها مرةً أن تفسّر نجاحها غير المسبوق، أجابت بيونسيه: «صحيحٌ أنني مُنحت الليمون، لكنّي صنعت الليموناضة». يُنقل عمّن يواكبون تحضيراتها من كثب، أنها تُشرف على كل تفصيلٍ متعلّقٍ بألبوماتها وحفلاتها، هذا إلى جانب انخراطها المباشر في عمليّة التأليف والتصميم. تشهد على ذلك جولتها العالمية الأخيرة Renaissance والتي تحوّلت إلى ظاهرة اقتصادية.
هذا فنياً، أما نفسياً فلم يكن صعود بيونسيه الصاروخيّ مهمة سهلة. كان عليها مصارعة خجلها وشخصيتها الانطوائيّة لسنوات عدة، لكنها استلهمت تجارب نجماتٍ سبقنها. تقول إنها تأثرت بمادونا، ليس كأيقونة موسيقية فحسب، بل كسيّدة أعمال كذلك؛ «أردت أن أسير على خطاها وأن أبني إمبراطوريتي الخاصة».
صوت المرأة
لا تخترق بيونسيه عبثاً قوائم تضمّ أفضل رئيسات مجالس الإدارة، ومديرات الشركات الناجحة، فهي أثبتت أنها سيدة أعمال متفوّقة. أسست شركة الإنتاج الخاصة بها عام 2010 تحت اسم Parkwood Entertainment، وهي تقدّم مروحة واسعة من الخدمات في قطاع الترفيه؛ من إنتاج الأفلام، والموسيقى، والبرامج التلفزيونية، وصولاً إلى إدارة أعمال الفنانين، والتسويق، والتصميم الإلكتروني.
وفي عام 2024، أطلقت مستحضر Cecred للعناية بالشَعر، في تحيّةٍ إلى والدتها الحلّاقة، وفي استكمالٍ لمشاريعها التجاريّة.
وظّفت بيونسيه نفوذها الفني والمالي في خدمة قضايا اجتماعية وإنسانية تؤمن بها. منذ أولى سنوات انطلاقتها الموسيقية، ناصرت قضايا النساء من خلال كلمات أغاني Destiny’s Child وأغانيها الخاصة لاحقاً. عام 2011، تحوّلت أغنية «Who Run The World? Girls» (مَن يحكم العالم؟ الفتيات) إلى نشيدٍ تردّده النساء حول العالم.
إلّا أنّ الأمر لم يقتصر على الكلام والألحان، بل امتدّ إلى الأفعال. عبر مؤسستها الخيريّة Bey GOOD، تدعم بيونسيه تعليم الفتيات من خلال تأمين الأقساط المدرسية لهنّ. وعبر تلك المؤسسة وحضورها على المنابر العالمية، تحمل بيونسيه لواء المساواة بين الجنسَين.
تهمةٌ تهزّ عرش «الملكة بي»؟
تُعَدّ بيونسيه اليوم من أجمل سيّدات العالم، إلّا أنّ ثقتها بنفسها لم تكن دائماً في أفضل حال. في الـ19 من عمرها كانت تعاني من الوزن الزائد وتتعرّض للانتقادات بسبب ذلك. أثّر الأمر سلباً عليها إلى أن استفاقت يوماً وقررت ألّا تشعر بالأسف على نفسها: «كتبتُ Bootylicious وكانت تلك البداية لتحويل كل ما منحتني إياه الحياة، إلى وسيلةٍ أمكّن من خلالها نساءً أخريات».
انسحبَ أثر بيونسيه الاجتماعي على السياسة، فهي تشكّل صوتاً وازناً في المشهد الرئاسي الأميركي. ساندت باراك أوباما، وهيلاري كلينتون، كما تجنّدت إلى جانب كامالا هاريس في معركتها الرئاسية الأخيرة، مقدّمةً لها إحدى أغانيها كنشيدٍ رسمي للحملة.
تشكّل مسيرة بيونسيه الفنية والمهنية بشكلٍ عام موضوع دراسة في عددٍ من الجامعات الأميركية. لكنّ الأمجاد لا تلغي التحديات، فهي تقف اليوم إلى جانب زوجٍ متهمٍ باعتداءٍ على امرأة. وإذا صحّت التهمة، فإنّها تقف بالتالي إلى جانب ما يناقض القضايا التي تبنّتها طوال مسيرتها الحافلة.