العراق: جلسة طارئة للبرلمان للتحقق من «خروقات» الانتخابات

موظف يفحص صندوق اقتراع في مقر المفوضية ببغداد أمس (أ.ب)
موظف يفحص صندوق اقتراع في مقر المفوضية ببغداد أمس (أ.ب)
TT

العراق: جلسة طارئة للبرلمان للتحقق من «خروقات» الانتخابات

موظف يفحص صندوق اقتراع في مقر المفوضية ببغداد أمس (أ.ب)
موظف يفحص صندوق اقتراع في مقر المفوضية ببغداد أمس (أ.ب)

أعلن رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري موافقته على عقد جلسة طارئة غداً، بعد تلقيه طلباً موقعاً من 81 نائباً، للتحقق من «خروقات» محتملة قد تكون شهدتها الانتخابات العامة التي جرت، السبت الماضي، فيما دعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش، أمس، المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إلى «إجراء تحقيق فوري وكامل في جميع الشكاوى المتعلقة بالعملية الانتخابية».
وقال مكتب الجبوري في بيان، أمس، إنه «بناء على الطلب من 81 نائباً المتضمن الدعوة إلى عقد جلسة طارئة لمجلس النواب، واستناداً إلى الدستور، فقد تقررت دعوة أعضاء البرلمان إلى عقد الجلسة في الساعة الواحدة ظهر السبت، وسيقتصر موضوعها على سير العملية الانتخابية والمشكلات التي واكبتها وواقع كركوك على وجه الخصوص».
ودعا ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق إلى المفوضية إلى أن «تتحرك على وجه السرعة للتعامل بجدية مع جميع الشكاوى بما في ذلك وعند اللزوم إعادة الفرز اليدوي الجزئي في مواقع مختارة، لا سيما في كركوك». وأضاف أن «من المهم أن تتم تلك الإجراءات بشفافية كاملة بحيث يشهدها أصحاب الشأن لتعزيز الثقة في العملية، والأمم المتحدة على استعداد لتقديم المساعدة إذا طلب منها ذلك». ودعا «الأطراف السياسية الفاعلة كافة إلى دعم السلام ومواصلة الالتزام بحل أية نزاعات انتخابية عبر القنوات القانونية المعمول بها».
ورفض «ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي «تشكيل أي حكومة جديدة على مقدمات عليها إشكالات وطعون»، وخير المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بين ثلاثة خيارات «من أجل تصحيح الوضع في العراق قبل إعلان النتائج النهائية للانتخابات».
وقال الناطق باسم الائتلاف عباس الموسوي في بيان إن «على المفوضية العمل بشكل عاجل بأخذ أحد خيارات ثلاثة، هي إعادة الفرز بنسبة خمسة في المائة بشكل عشوائي، أو إعادة كاملة وشاملة لفرز جميع صناديق الاقتراع، أو إلغاء نتائج الانتخابات بشكل كامل وإجراء انتخابات جديدة». وطالب المفوضية بـ«التدقيق بأصوات ناخبي الخارج مع وصول كثير من الشكاوى بشأن الخروقات التي حصلت هناك».
وكان نواب من كتل مختلفة عقدوا، أمس، مؤتمراً صحافياً وقعوا خلاله على طلب رفعوه إلى رئيس البرلمان بعقد جلسة طارئة. وزعم النواب أن «نسبة المشاركة في الانتخابات أقل من 16 في المائة». وطالبوا بـ«عقد جلسة استثنائية لمجلس النواب لإلغاء نتائج الانتخابات وإعادة العملية الانتخابية». لكن مفوضية الانتخابات كانت أعلنت أن نسبة المشاركة بلغت 44.5 في المائة.
واعتبرت النائب شروق العبايجي لـ«الشرق الأوسط» أن «العملية الانتخابية شابتها خروقات كبيرة، بل هناك ما يمكن وصفه بأنه كارثة انتخابية، الأمر الذي يتطلب موقفاً واضحاً من مجلس النواب». وعما إذا كانت الجلسة شرعية بعد إجراء الانتخابات ونهاية الدورة البرلمانية الحالية، رأت أن «الدورة البرلمانية الحالية تنتهي نهاية الشهر المقبل، وبالتالي يحق للبرلمان عقد جلسات طارئة». وعما إذا كانت الإشكالية تتمثل في الأجهزة أم في كيفية استخدامها، قالت العبايجي إن «المشكلة قد لا تكون بأجهزة العد والفرز، ولكن بمن استخدم تلك الأجهزة، وهو ما ينبغي التحقق منه».
وقال النائب التركماني عن كركوك حسن توران لـ«الشرق الأوسط» إن «أكبر عملية تزوير وخروقات ومشكلات حصلت في كركوك، وهو أمر لا يمكن السكوت والتغاضي عنه». وأوضح أن «الجلسة التي تقرر عقدها السبت ستخصص لبحث أزمة كركوك لأن لدينا الأدلة والوثائق التي تؤكد صحة ما نقول وسبق أن نبهنا إليه».
إلى ذلك، دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم إلى «أهمية التقيد بما يحفظ القانون والحقوق ويعزز مسيرة الديمقراطية». وقال في بيان أمس بعد استقباله وفداً من ثلاثة أحزاب في كردستان العراق، إنه استمع «لشكاوى واعتراضات قدمها ممثلو الجماعة الإسلامية والاتحاد الإسلامي الكردستاني والاتحاد من أجل الديمقراطية والعدالة حول الانتخابات التشريعية ونتائجها». وشدد على «ضرورة اتباع السياقات القانونية في الاعتراض ومعالجة المشكلات بما يرسخ سيادة القانون ويصون الحقوق».
وأحال رئيس الوزراء حيدر العبادي ملف أجهزة العد والفرز إلى هيئة النزاهة. وقال المتحدث باسم مكتبه سعد الحديثي في بيان إن «هناك كتاباً سبق لرئيس الوزراء أن وجهه إلى هيئة النزاهة قبل الانتخابات حول خرق من قبل المفوضية العليا للانتخابات لالتزاماتها التي سبق لها أن أكدتها أمام مجلس الوزراء».
وأوضح أن «هذا الطلب الموجه إلى النزاهة استند إلى كتاب لجنة تحقيقية برئاسة رئيس ديوان الرقابة المالية والصادر بتاريخ السادس من (مايو (أيار) الحالي، أي قبل الانتخابات». وأضاف أن «الخرق متعلق بعدم قيام المفوضية بالتعاقد مع شركات فحص لأجهزة الانتخابات كما كان يجب أن يحدث، حسب متطلبات وشروط المفوضية».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.