... وللطعام موضة أيضاً

الأسواق تتوقع «غزواً من مطابخ دول غرب أفريقيا وأميركا اللاتينية

... وللطعام موضة أيضاً
TT

... وللطعام موضة أيضاً

... وللطعام موضة أيضاً

هناك كثير من التوجهات الجديدة للطعام هذا العام، ومنها ما له علاقة قوية بالصحة والوعي الصحي العام، ومنها ما له علاقة بالبيئة وحمايتها، ومنها ما له علاقة بالأنواع الجديدة والمذاقات الجديدة، ومنها ما له علاقة بالتقنيات الجديدة، ومنها بالطبع ما له علاقة بالصرعات الجديدة في العالم الصناعي.
هذه بعض من التوجهات الجديدة للطعام التي تتناولها مواقع المطاعم العالمية لعام 2018:
- يؤكد المهتمون بالصحة والغذاء أن حفظ الأطعمة، خصوصاً التخمير والتخليل سيكون واحداً من الاتجاهات الغذائية الكبيرة لعام 2018، بسبب الاهتمام العام بصحة الأمعاء. «وهذا يشمل المعينات الحيوية التي يطلق عليها اسم الـ(بروبايوتيك)، مثل الكيمشي الكوري والميسو الياباني والكفير القوقازي والمقبلات الحيوية مثل البصل والثوم والزيوت الأخرى»، كما يؤكد موقع «غود فود».
- يشير الكاتب توني نايلر في الموقع ان المشروبات والمواد الغذائية الجيدة للصحة ستكون على رأس اهتمام الناس هذا العام، ويتوقع أن تنمو قطاعات المشروبات غير الكحولية لأن جيل الألفية خصوصاً، أقل إقبالاً واستهلاكاً للمشروبات الكحولية من غيره من الأجيال السابقة نتيجة الوعي الصحي العام. كما يتوقع انتشار المشروبات المثيرة للاهتمام والمتميزة الطعم والخلطات النباتية والكوكتيل في الأسواق.
- ومن المطابخ التي ستغزو الأسواق هذا العام مطبخ هاواي، وبالتحديد طبق أو طاسة قطع السمك مع الأرز، التي تُعتبر من الأطباق اليومية - الطبق عبارة عن قطع من السمك النيئ المنقوع بالصلصة (عادة ما يكون سمك التونا) فوق كومة الأرز. ويوضع فوق قطع السمك الخضار وصلصات الأومامي الطيبة. باختصار أن الطبق سيكون الجيل الجديد من أطباق السوشي اليابانية التقليدية المشابهة، لأنها أسهل للناس من ناحية التناول، وأرخص من الناحية المادية. ويتوقع الخبراء أن تنشر طاسات السوشي الحديثة في أسواق الطعام في المدن الكبرى، وعلى رأسها نيويورك ولندن وباريس وسيدني وغيره.
- انتشار ظاهرة «ريدزيبي» نسبة إلى الطباخ الدنماركي رينيه ريدزيبي صاحب مطعم نوما المعروف دولياً الحاصل على نجمتي «ميشلان». الظاهرة المقصودة استخدام الموكنات أو المواد أو الخضار أو الفاكهة أو الأعشاب المنتجة محلياً، التي تنمو قرب مكان المطعم ذاته، وقد بدأ كثير من الطباخين المعروفين حذو الطباخ الدنماركي الشهير في فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً بريطانيا ومطعم «بلاك سوان»، الذي فاز بجائزة أفضل مطعم في العالم العام الماضي.
- من المطابخ التي يتوقع أن تغزو الأسواق هذا العام مطابخ دول غرب أفريقيا ومطابخ أميركا اللاتينية، خصوصاً البرازيل والبيرو والمكسيك جنباً إلى جنب مع الانصهار المطبخي الياباني - المكسيكي الكبير هذا العام. ومن المواد التي يتوقع أن تنتشر إلى جانب هذه المطابخ البطاطا الليلكية، والذرة البيضاء والليلكية وحبوب الكويشا والكويناو السوداء ومشروبات الذرة المخثرة.
ومن المطابخ التي ستغزو الأسواق هذا العام أيضاً مطبخ هاواي وبالتحديد طبق أو طاسة قطع السمك مع الأرز التي تعتبر من الأطباق اليومية - الطبق عبارة عن قطع من السمك النيئ المنقوع بالصلصة (عادة ما يكون سمك التونا) فوق كومة الأرز.
- يخطط بعض المزارعين في بريطانيا لإدخال بعض النباتات الاستوائية على المشهد العام، ومن هذه النباتات الآسيوية فاكهة «السوم سا» التي يقال إنها ستكون الأفوكادو الجديدة في المحلات التجارية ونبتة الباندان التي تشبه الأناناس. وتجري تجارب حالياً على زراعة بعض هذه النباتات في بريطانيا في محاولة لإدخالها إلى عالم الاستهلاك اليومي في «سوبر ماركت سانزبري».
- بدأت عادات الأكل وتناوله وعدد الوجبات وحجمها تتغير في الدول الصناعية الكبرى، واختلط الحابل بالنابل في الفترة الأخيرة، واختفت الفروقات بين طعام «الترويقة» وطعام الغداء وطعام الغداء ووجبة العشاء وهلمّ جرا. الأحاديث الأخيرة لواحد من أهم وأكبر محلات «السوبر ماركت» في بريطانيا (ووترروز) تدور حول الوجبة الرابعة في اليوم، وعلى الأرجح أن تكون الوجبة «متعة» فقط، أي لتناول شيء محبب ولذيذ.
- وبسبب زيادة الوعي الصحي أيضا، يتوقع العارفون بعالم الطعام انتشار ظاهرة الأطعمة التي يطلق عليها اسم «نوتروبيكس»- nootropics أي الأغذية أو المنشطات العقلية الدماغية. وعلى الأرجح أن يتجه الناس بهذا الخصوص إلى البيض والخصار وسمك السلمون والكركم والشوكولاته والأفوكادو وغيره.
- من الموضات والصرعات الجديدة التي يتوقع أن تنتشر هذا العام ما يعرف بالفطر «العملي»، أي المواد المصنوعة والمحضرة من الفطر بطرق مختلفة، ومنها ما هو على شكل مشروبات فطرية وبودرة مصنوعة من الفطر وكريم الفطر الجاهز وعيره من مستحضرات الفطر، ما عدا الفطر الطازج. الاهتمام بالفطر بالسنوات الأخيرة يعود إلى قدراته على محاربة السرطان وتخفيض مستويات الكولسترول في الدم.
- ومن الاتجاهات العامة الجديدة لهذا العام، تناول واستخدام ما يتم رميه وتجاهله عادة من الأجزاء الأكثر كثافةً في الفاكهة والخضار كالجذور والسيقان والجلود والأوراق وغيره، وذلك لأنها مفيدة جدّاً للصحة وجيدة للبيئة. وعلى الأرجح أن يأخذ هذا التوجه شكلين؛ الأول عبر استخدام كل النبتة كما هي على شكل مهروس أو استغلال ما يتمّ رميه بطرق مختلفة كجزء من الطبق أو المائدة بشكل عام.
- دفع المطبخ الهندي من المطاعم التقليدية إلى الشارع في بريطانيا، وعلى الأرجح أن يتم ذلك عبر تقديم كثير من الوصفات الهندية التقليدية القليلة أو الخفيفة الصلصة. وعلى الأرجح أيضاً أن تكون اللحوم مشوية أو مطبوخة على البخار لدواعٍ صحية أيضاً.
- ارتفاع شعبية شوربة القرع، وذلك لسببين؛ الأول المذاق الطيب والثاني الفوائد الصحية الجمة. وهناك كثير من الوصفات لتحضير شوربة القرع، لكن الوصفة التقليدية تشمل القرع والبصل والثوم وصلصة الخضار أو الدجاج والملح والفلفل الأسود المطحون.


مقالات ذات صلة

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.