ملاعب مونديال روسيا «في مرمى داعش»

توقعات بتنفيذ هجوم بسبب ارتفاع أعداد المقاتلين العائدين من سوريا والعراق

ملاعب مونديال روسيا «في مرمى داعش»
TT

ملاعب مونديال روسيا «في مرمى داعش»

ملاعب مونديال روسيا «في مرمى داعش»

تتعرض بطولة كأس العالم التي تقام في روسيا بعد شهر ونصف، لخطر كبير متمثل في تنفيذ هجوم إرهابي محتمل، نتيجة ازدياد أعداد المقاتلين العائدين إلى روسيا من سوريا والعراق، بحسب ما يشير أحد التقارير. وقد تحدث تنظيم داعش أكثر من مرة عن البطولة التي من المقرر تنظيمها في روسيا خلال الصيف المقبل، من خلال رسائل تهديد مرعبة نشرها على الإنترنت.
ربما يستغل المتطرفون تلك البطولة باعتبارها فرصة للرد على الهجمات التي شنّها فلاديمير بوتين على تنظيم داعش في سوريا، بحسب المكتب الفيدرالي للشرطة الجنائية بألمانيا. ومن المحتمل تنفيذ هجمات إرهابية مع عودة المسلحين الروس من العراق وسوريا، بحسب تقرير داخلي صادر عن المكتب، اطلعت عليه صحيفة «بيلد» الألمانية. كذلك سلّط التقرير الضوء على الخطر الذي ربما ينجم عن أعمال عنف من جانب مثيري الشغب في روسيا.
وحذرت مجلة أميركية متخصص في الشؤون العسكرية، من «تهديد إرهابي» للمونديال الكروي، قد ينفذه متطرفون عائدون من مناطق الصراعات في الشرق الأوسط.
وقال خبراء أمنيون في مجلة «جينز ديفنس» للبحوث العسكرية، إنه «رغم تراجع وتيرة الهجمات في روسيا، فإن بطولة كأس العالم تعد هدفا كبيرا للإرهابيين». وتابعوا بالقول: «مع اقتراب البطولة، بدأت وكالات دعاية غير رسمية لتنظيم داعش وقنوات على وسائل التواصل، في إصدار تهديدات لكأس العالم، وبحثت عن متطوعين لتنفيذ هجمات»، بحسب موقع «سكاي».
وتظهر عدة تكتيكات للهجمات في الدعاية التي نشرت على الصفحات المتطرفة، بين عمليات دهس بالسيارات أو طعن، وهما الوسيلتان الأسهل بالنسبة للإرهابيين. وقال كريس هوكينز الخبير العسكري إن التهديدات الإرهابية تعد التحدي الأمني الأكبر لبطولة كأس العالم، التي تنطلق في 14 يونيو (حزيران) المقبل، محذرا من أن أهداف الإرهابيين قد تكون الملاعب وأماكن تجمعات المشجعين. كما أشار إلى احتمالية استخدام طائرات من دون طيار، أو أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو إشعاعية في شن هجمات.
ويشارك مئات الروس من إقليم القوقاز في القتال في صفوف المجموعات المسلحة في سوريا والعراق، وتمثل عودتهم صداعا في رأس موسكو، أكبر حليف لدمشق في الحرب الدائرة منذ سنوات.
ويأتي الإنذار الجديد بعد أشهر قليلة من رسائل نشرها تنظيم داعش تتضمن تهديدا بتنفيذ هجوم إرهابي أثناء فعاليات كأس العالم، مع صورة للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وهو يبكي دماً. يظهر في تلك الصورة المزعجة مهاجم فريق برشلونة وراء القضبان، في أحدث محاولات المتطرفين لنشر الخوف والرعب، قبيل بدء فعاليات بطولة كأس العالم في روسيا. وظهر في صورة نشرت في وقت سابق إرهابي يحمل سلاحا ومتفجرات بالقرب من استاد لكرة القدم في روسيا، وبجانبها توجد تلك الكلمات: «أقسم أن تحرقكم نيران المجاهدين... فقط انتظروا». وقد كشف أحد العملاء السابقين للاستخبارات الروسية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن استعداد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي للتصدي إلى هجوم إرهابي محتمل أثناء فعاليات بطولة كأس العالم، فهناك خوف من إرسال تنظيمي «داعش» و«القاعدة» مجموعات تخريبية إلى البلاد.
وصرح جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بأنه قد أحبط بالفعل هجمات تم التخطيط لها خلال كأس القارات في الصيف الماضي، والتي تم النظر إليها كتدريب على كأس العالم خلال الصيف المقبل.
ومن بين إجراءات مكافحة الإرهاب التي وافق عليها الرئيس فلاديمير بوتين شخصياً، وضع قيود على مبيعات الأسلحة والمتفجرات والسموم، في المناطق التي تتم فيها إقامة فعاليات كأس العالم، وكذلك منع تحليق الطائرات من دون طيار بالقرب من الاستادات، وتسجيل هوية كل حاملي التذاكر مسبقاً. كذلك يتم النظر إلى المشجعين مثيري الشغب باعتبارهم مشكلة خطيرة محتملة، حيث تكشف الاستخبارات عن بذل جهود أمنية غير مسبوقة لضمان مرور فعاليات البطولة بسلام، دون أي اضطرابات. كذلك قام بوتين بتعيين الجنرال سيرغي سميرنوف، في منصب نائب رئيس جهاز الأمن الفيدرالي. ويبلغ سميرنوف 67 عاماً، ويعد واحداً من مسؤولي الأمن الموثوق فيهم بشدة، حيث يتولى مسؤولية عدة أجهزة لتأمين البطولة.


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».