في الوقت الذي تتقلد فيه سيارات مثل «بنتلي بنتايغا» و«لامبورغيني أوروس» و«مازيراتي ليفانتي» قمة القطاع الرباعي الرياضي (SUV) الفاخر، وتتأهب فيه «رولزرويس» لرفع معايير القطاع بطراز «كولينان» الذي يدخل الأسواق هذا العام، فإن شركة «مرسيدس بنز» تريد بدورها أن تقلب المعايير، وأن تشارك في المنافسة. وهذا الأسبوع قدمت الشركة نموذجاً تجريبياً جديداً في معرض بكين أطلقت عليه اسم «فيجن مرسيدس - مايباخ ألتميت لكشري». وهو اسم يحمل معنى رؤية «مرسيدس - مايباخ» لقمة الفخامة. وهو نموذج كهربائي بالكامل يعمل بقدرة 750 حصاناً.
وتتوجه الشركة بهذا النموذج الفاخر التجريبي إلى أثرياء الصين وتجمع في قالب واحد مواصفات وملامح السيارات الرباعية والسيارات السيدان. وتأمل الشركة أن يحوز الشكل الجديد الذي تأتي به هذه السيارة بالإضافة إلى ملامح الفخامة الداخلية على إعجاب زبائن هذا القطاع، وجذب اهتمامهم في البحث عن كل جديد.
وللتأكيد على موقع السيارة في القطاع، تأتي «مرسيدس مايباخ» الجديدة في حجم أكبر من «بنتايغا» كما يتركز اهتمام التصميم الداخلي على المقاعد الخلفية ويتوجه إلى فئة من المشترين تستخدم سائقين. وقدمت الشركة نموذج السيارة في المعرض باللون الأحمر مع تجهيز داخلي جلدي للمقاعد باللون الأبيض. واستخدمت الشركة أفخم أنواع المواد مثل أخشاب الأبنوس وجلود «نابا» الناعمة المطرزة بخيوط ذهبية اللون. وهي تحتوي على منضدة ساخنة يمكن تقديم الشاي عليها من إبريق وأكواب خاصة مزودة بها السيارة.
وتقول الشركة إنها ترتقي بنظام التواصل الإلكتروني في السيارة إلى أبعاد غير مسبوقة، بحيث تتوقع أنظمة السيارة المطلوب منها وفق المناسبة بدلاً من تقديم لوائح طويلة بالخدمات المتاحة. وإذا كان لمالك السيارة جدول مواعيد فإن نظام الملاحة يضبط الخرائط وفق هذا الجدول.
ويعتمد النموذج على نظام دفع يشمل أربعة محركات كهربائية بقدرة إجمالية تصل إلى 550 كيلوواط/ ساعة (أي ما يوازي 750 حصاناً) توفر للسيارة مدى 500 كيلومتر قبل الحاجة إلى الشحن. وأكد مدير التصميم في الشركة «غوردن فاغنر» أن السيارة تفتتح قطاعاً جديداً بالمرة لم يسبق ظهوره في الصناعة، حيث يجمع بين جسم السيارات السيدان والرباعية الرياضية في قالب واحد. وهو يعتقد أن السيارة تستعير بعض العناصر من الشرق والغرب لكي تقدم ما يروق للمشتري الصيني في القطاع الفاخر.
فخامة داخلية
وتوفر السيارة المزيد من المساحات الداخلية ووسائل الراحة مع ارتفاع موقع المقاعد وتتوجه بالمزيد من الفخامة إلى المقاعد الخلفية. وهي سيارة تعبر عن تقاليد «مرسيدس - مايباخ» من حيث دقة الحرفة اليدوية والانفراد في التصميم والتقنيات العالية.
وتعتمد الشركة على نموذج «مرسيدس مايباخ - إس كلاس»، في التصميم الداخلي للسيارة، خصوصاً فيما يتعلق بفخامة المقاعد وإمكانيات ضبط زواياها. ويمتد الكونسول الوسطي بطول السيارة ويضم طاولة ساخنة عليها إبريق وأكواب للشاي. وتصنع الطاولة من خشب الأبنوس ويمكن بضغطة زر تغطية الطاولة بغطاء من الخشب المصقول باللون الأسود.
وبرز من التصميم الخارجي مقدمة السيارة التي يتوسطها شبكة من الكروم بخطوط رأسية سبق للشركة استخدامها في سيارات «مرسيدس - مايباخ». ويعلو الشبكة نجمة مرسيدس الثلاثية وتحتها كلمة «مايباخ». وعلى جانبي الشبكة تمتد المصابيح الأمامية في شكل مستطيل يحتوي على ثلاثة مكعبات ضوئية تحت خط ضوئي يمثل الإضاءة النهارية للسيارة.
وبخلاف سيارات السيدان العادية توفر «مرسيدس مايباخ» الجديدة مقاعد مرتفعة توفر نسبة أمان أعلى يفضلها زبائن هذا القطاع. وكان التحدي الذي واجه فريق التصميم هو تحويل التصميم التقليدي للسيارات السيدان المكونة من قمرة المحرك ومقصورة الركاب وصندوق الأمتعة الخلفي إلى هيكل على شكل سيارة رباعية رياضية. وكانت محاولات الجمع بين الشكلين تجري عبر برامج تصميم ثلاثية الأبعاد على أجهزة كومبيوتر.
وتعتمد السيارة على عجلات كبيرة نسبياً مصممة على شكل توربينات بقطر 24 بوصة، وتندمج المرايا الجانبية تماماً في جسم السيارة إلى حين تشغيل المحركات. وفي المؤخرة تتكرر المصابيح الثلاثة الخلفية في تناسق مع المصابيح الأمامية مع نافذة خلفية مزدوجة في تصميم كلاسيكي وفتحات عادم على شكل مبتكر في فتحة سفلية مطلية بالكروم ومستمرة بعرض السيارة.
ويتوجه التصميم الداخلي إلى الفخامة مع إضافة روح رياضية ولمسات أناقة وأفكار مبتكرة. ويعتمد فريق التصميم على استخدام مواد فاخرة خاصة بالسيارة والاستفادة من كل المساحات الشاسعة المتاحة لتوفير مناخ رحب يعزز الشعور بالاسترخاء، خصوصاً مع استخدام لون الجلود الأبيض. وهي سيارة تتوجه لفئة من المشترين يستخدمون سائقين خصوصيين، ولذلك كان تركيز الفخامة في التصميم على المقاعد الخلفية.
ولذلك تعتمد لوحة القيادة ومقصورة السائق على العناصر الأساسية فقط. وتأتي لوحة القيادة في هذه السيارة منخفضة، وتتركز معظم أدوات التحكم والوظائف على شاشتين بحجم 12.3 بوصة. ويمكن التحكم في الوظائف صوتيّاً، وتتأقلم نظم السيارة على صوت السائق.
وتضم السيارة جميع عناصر الترفيه التي جاءت في طراز «مرسيدس مايباخ - إس كلاس»، مثل خاصية المساج والتبريد والتدفئة لكل المقاعد ونشر الروائح الذكية مع التكييف في السيارة وخيارات الألوان المتعددة للإضاءة الداخلية مع الموسيقى المهدئة للأعصاب. ويمكن الاختيار من بين كثير من البرامج التي تناسب مزاج الركاب.
وهي مصممة كسيارة كهربائية بدفع على كل العجلات وتنطلق بأربع محركات كهربائية تعمل ببطاريات تقع تحت أرضية السيارة. وتصل سرعة السيارة القصوى إلى 250 كيلومتراً في الساعة. ويمكن بواسطة الشحن السريع في غضون خمس دقائق تزويد السيارة بشحنة توفر لها مدى مائة كيلومتر إضافية. ويمكن شحن السيارة في المنزل أو بنقاط الشحن العامة أو حتى لاسلكياً بنقطة شحن أرضية.