عقب رواجه في بريطانيا... ماذا تعرف عن مخدر «الزومبي»؟

تسبب في وقف ممرضات عن العمل بأحد السجون

صنعه كيميائي عن طريق الخطأ في 2006 (ميرور)
صنعه كيميائي عن طريق الخطأ في 2006 (ميرور)
TT

عقب رواجه في بريطانيا... ماذا تعرف عن مخدر «الزومبي»؟

صنعه كيميائي عن طريق الخطأ في 2006 (ميرور)
صنعه كيميائي عن طريق الخطأ في 2006 (ميرور)

تسبب مخدر باسم «سبايس» أو مخدر «الزومبي» في إصدار قرار من الخدمة الصحية الوطنية في بريطانيا بوقف ممرضات عن العمل في سجن هولمز هاوس، وذلك بسبب أبخرة سامة تنتج عن هذا المخدر قد تؤثر عليهن.
المخدر السام منتشر بين سجناء، وتسبب في 376 حالة طوارئ في العام الماضي، وقد تم سحب الممرضات من السجن بشكل نهائي حتى يستقر الوضع داخل أحد الأجنحة المنتشرة فيه هذا المخدر، فما هو؟
«سبايس» عبارة عن مجموعة من التوابل والأمفيتامينات والمواد الكيميائية المختلفة، وقد قام الكيميائي جون هوفمان بطريق الخطأ بصنع هذا المخدر في عام 2006، عند البحث عن طريقة جديدة لتطوير أدوية مضادة للالتهابات.
وعقب عامين بدأ طرق إعداد المادة في الظهور على مواقع الإنترنت، وعادة ما يتم الإعلان عنها كشكل من أشكال البخور أو الأسمدة الزراعية، كما أن المخدر يُباع عبر الإنترنت، وله عدة أسماء تجارية.
وأطلق على المخدر هذا الاسم بسبب التأثير الذي يصيب من يتناوله، ومن الممكن أن تؤدي الإصابة به إلى الموت.
وبحسب صحيفة «ذا صن»، فقد تم حظر هذا المخدر في بريطانيا منذ عامين، وإنه انتشر كبديل عن نبات القنب مؤخراً، كما أن مخترعيه أنفسهم قالوا إنه غير صالح للاستخدام الآدمي.
ويسبب تناول المخدر إدماناً كبيراً، كما يصحبه أعراض انسحاب أسوأ من أعراض انسحاب الهيروين.
وينتشر «سبايس» في برمنجهام ومانشستر، حيث تم إدخال عدد من المدمنين إلى المستشفى عقب تناوله.
ووصفه أحد متعاطيه بقوله: «أنت تشعر بميتة في الدماغ نصف الوقت، وقد سُمي بمخدر الزومبي لأن هذا فعلا ما تشعر به».
لكن المخدر تم تطويره بشكل أكثر خطورة العام الماضي، ويعتقد أن المخدر الحالي أكثر قوة من صورته الأولى بنحو 20 مرة.
وذكر ضابط بالسجن شعوره عند استنشاق دخان المخدر قائلا: «شعرت وكأن رأسي تحترق، وكأن هاجمها القمل»، بعد أن تعرض للمخدر في الصيف الماضي.
ولم يتمكن الحراس في هولمز هاوس من السيطرة على دخول المخدر، والذي يضم قرابة 1200 سجين.
وقالت ليزا تايلور رئيسة قسم الصحة في الخدمة الصحية الوطنية إنهم واجهوا بعض الصعوبات مع الأشخاص المتضررين من دخان المخدرات، وأضافت: «قرار منع الممرضات لا يعني عدم الاهتمام بصحة السجناء، ولكن أولويتنا الاعتناء بموظفينا»، وتابعت: «إذا شعرت بشيء يحدث في تلك البيئة، فسوف أسحب كل موظفينا لفترة من الوقت».



عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
TT

عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

في حالة استثنائية تجسد عمق الالتزام والإرث الدبلوماسي، حملت أسرة بن زقر التجارية العريقة في مدينة جدة (غرب السعودية) شرف التمثيل القنصلي الفخري لجمهورية فنلندا عبر 3 أجيال متعاقبة، في مسيرة دبلوماسية وتجارية متواصلة امتدت لأكثر من 7 عقود.

بدأت القصة كما يرويها الحفيد سعيد بن زقر، في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما علم الجد سعيد بن زقر، بوجود جالية مسلمة في فنلندا تعاني من غياب مسجد يجمعهم، وهو ما دفعه إلى اتخاذ قرار بالسفر إلى هناك لبناء مسجد يخدم احتياجاتهم الدينية.

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

لكن الشيخ سعيد واجه بعض التحديات كما يقول الحفيد في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، تتمثل في منع القانون الفنلندي تنفيذ المشروع في ذلك الوقت، وأضاف: «بعد تعثر بناء المسجد، تقدمت الجالية المسلمة هناك بطلب رسمي إلى الحكومة الفنلندية لتعيين الجد سعيد قنصلاً فخرياً يمثلهم، وهو ما تحقق لاحقاً بعد موافقة الحكومة السعودية على ذلك».

وفي وثيقة مؤرخة في السابع من شهر سبتمبر (أيلول) 1950، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، تظهر موافقة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، على تعيين الشيخ سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة.

وجاء في الوثيقة: «فلما كان حضرة صاحب الفخامة رئيس جمهورية فنلندا، قد عيّن بتفويض منه السيد سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة، ولما كنا قد وافقنا على تعيينه بموجب ذلك التفويض، فأننا نبلغكم بإرادتنا هذه أن تتلقوا السيد سعيد بن زقر بالقبول والكرامة وتمكنوه من القيام بأعماله وتخوّلوه الحقوق المعتادة وتمنحوه المميزات المتعلقة بوظيفته».

وثيقة تعيين الجد سعيد بن زقر صادرة في عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه (الشرق الأوسط)

وأضاف الحفيد سعيد، القنصل الفخري الحالي لفنلندا: «أعتقد أن جدي كان من أوائل القناصل الفخريين في جدة، حيث استمر في أداء مهامه حتى عام 1984، لينتقل المنصب بعد ذلك إلى والدي، الذي شغله حتى عام 2014، قبل أن يتم تعييني خلفاً له قنصلاً فخرياً».

وفي إجابته عن سؤال حول آلية تعيين القنصل الفخري، وما إذا كانت العملية تُعد إرثاً عائلياً، أوضح بن زقر قائلاً: «عملية التعيين تخضع لإجراءات دقيقة ومتعددة، وغالباً ما تكون معقدة، يبدأ الأمر بمقابلة سفير الدولة المعنية، يعقبها زيارة للدولة نفسها وإجراء عدد من المقابلات، قبل أن تقرر وزارة الخارجية في ذلك البلد منح الموافقة النهائية».

الأب محمد بن زقر عُين قنصلاً فخرياً على مستوى مناطق المملكة باستثناء الرياض مقر السفارة (الشرق الأوسط)

وتابع قائلاً: «منصب القنصل الفخري هو تكليف قبل أن يكون تشريفاً، حيث تلجأ بعض الدول إلى تعيين قناصل فخريين بدلاً من افتتاح قنصلية رسمية، لتجنب الأعباء المالية، وعادةً ما يتحمل القنصل الفخري كل التكاليف المترتبة على أداء مهامه».

ووفقاً للأعراف الدبلوماسية فإن لقب القنصل الفخري، هو شخص من مواطني الدولة الموفد إليها، بحيث تكلفه الدولة الموفِدة التي لا توجد لديها تمثيل دبلوماسي بوظائف قنصلية إضافة إلى عمله الاعتيادي الذي عادة ما يكون متصلاً بالتجارة والاقتصاد.

يسعى الحفيد سعيد بن زقر إلى مواصلة إرث عائلته العريق في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين السعودية وفنلندا، والارتقاء بها إلى مستويات متقدمة في شتى المجالات. يقول بن زقر: «منذ تعييني في عام 2014، حرصت على تأسيس شركات وإيجاد فرص استثمارية في فنلندا، خصوصاً في مجالات تكنولوجيا الغذاء والوصفات الصناعية، إذ تتميز فنلندا بعقول هندسية من الطراز الأول، وهو ما يفتح آفاقاً واسعة للتعاون والابتكار».

الحفيد سعيد بن زقر القنصل الفخري الحالي لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

ويرى القنصل الفخري لجمهورية فنلندا أن هناك انفتاحاً سعودياً ملحوظاً على دول شمال أوروبا، ومن بينها فنلندا، وأوضح قائلاً: «تتركز الجهود بشكل كبير على شركات التعدين الفنلندية التي تُعد من بين الأكثر تقدماً في العالم، إلى جانب وجود فرص واعدة لم تُستغل بعدُ في مجالات صناعة السيارات، والطائرات، والصناعات الدفاعية».

وفي ختام حديثه، أشار سعيد بن زقر إلى أن القنصل الفخري لا يتمتع بجواز دبلوماسي أو حصانة دبلوماسية، وإنما تُمنح له بطاقة تحمل مسمى «قنصل فخري» صادرة عن وزارة الخارجية، وبيّن أن هذه البطاقة تهدف إلى تسهيل أداء مهامه بما يتوافق مع لوائح وزارة الخارجية والأنظمة المعتمدة للقناصل الفخريين بشكل رسمي.