الأمطار تغرق أغنى ضاحية بالقاهرة وسط ذهول أصحابها

اجتاحت المياه سياراتهم ومنازلهم

مجموعة من السيارات الغارقة بحي التجمع الخامس (تويتر)
مجموعة من السيارات الغارقة بحي التجمع الخامس (تويتر)
TT

الأمطار تغرق أغنى ضاحية بالقاهرة وسط ذهول أصحابها

مجموعة من السيارات الغارقة بحي التجمع الخامس (تويتر)
مجموعة من السيارات الغارقة بحي التجمع الخامس (تويتر)

شهدت مصر على مدار اليومين الماضيين موجة من سوء الأحوال الجوية التي أدت إلى تساقط أمطار رعدية على مختلف مناطق مصر وخصوصا القاهرة والوجه البحري وشمال سيناء.
وتساقطت الأمطار بغزارة بالعاصمة، بدءا من مساء أول من أمس (الثلاثاء)، وعلق كثير من المواطنين على الطرق السريعة التي تأثرت بدورها من تلك الموجة المتقلبة من الطقس الذي لم تشهدها مصر منذ فترة طويلة، وقضى البعض أكثر من عشر ساعات في طريقهم للعودة إلى منازلهم، وسط حالة من الاستنكار لبطء التدخل الحكومي لإنقاذ الموقف وتقديم المساعدات.
واجتاحت الأمطار مدينة «القاهرة الجديدة» أرقى مناطق القاهرة حاليا، خاصة حي التجمع الخامس الذي يعد محل إقامة الصفوة ويضم القصور والمجمعات السكنية الصغيرة «كومباوند» الأغلى سعرا في مصر، حيث يصل سعر المتر من 600 دولار وصولا إلى 1500 دولار.
وتوغلت المياه داخل الفيلات والقصور والمراكز التجارية التي تملأ «شارع التسعين» الذي يعد أكبر شوارع التجمع الخامس بما يضمه من مراكز تجارية وترفيهية ومقار للشركات والجامعات المصرية والأجنبية.
ووسط حالة من الذهول والاستغاثة، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع مصورة لسيارات غارقة في المياه في الشوارع ومرائب السيارات الموجودة أسفل المباني السكنية، كما تظهر مراكز تجارية وقد اجتاحت المياه أدوارها السفلى. وأظهرت صور تجمعا كبيرا للمياه في مطالع ومنازل الجسور والأنفاق التي تعد حديثة الإنشاء.
وتحت هاشتاغ#التجمع_الخامس، سجل المصريون غضبهم من تخاذل المسؤولين من سرعة نجدتهم وذهولهم من البنية التحتية الضعيفة لهذا الحي الراقي، والذي لم يمضِ علي إنشائه أكثر من 15 سنة.
ومن جانبها، شكلت الحكومة المصرية غرفة عمليات للأماكن المتضررة من الأمطار، وذلك بعد أن قام المواطنون بتقديم الجهود الذاتية لبعضهم بعضا، خاصة أصحاب سيارات الدفع الرباعي الذين قاموا بسحب السيارات الغارقة ونجدة أصحابها.
وقام الوزير محمد عرفان جمال الدين رئيس هيئة الرقابة الإدارية، مساء أمس الأربعاء، بجولة تفقدية في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة لمتابعة سير عمليات شفط المياه في الأماكن المتضررة من الأمطار. والتقى رئيس هيئة الرقابة الإدارية خلال جولته التفقدية مع عدد من المواطنين واستمع إلى شكاواهم.
وقام الوزير بمفاجأة العاملين بمحطات الكهرباء والمياه بالمنطقة لتفقد كفاءة تشغيلها والتأكد من عدم وجود تقصير في عمليات سحب وشفط المياه.
وقالت بعض التقارير الإعلامية، عن أن جهات التحقيق المختصة بدأت تحقيقاً في المخالفات التي ظهرت نتيجة الإهمال الشديد في منطقة القاهرة الجديدة.
وحاول المصريون الخروج من مأزق الأمطار، بالضحك و«الكوميكس» الكوميدية، وصولا إلى الخروج للسباحة في مياه الأمطار، حيث قام أحد مستخدمي «فيسبوك» بنشر مقطع مصور لشاب يرتدي زي السباحة ويجلس داخل (عوامة أطفال) مربوطة في خلفية سيارة تمشي متمهلة وسط مياه الأمطار الراكدة.
وكانت هيئة الأرصاد الجوية المصرية قد توقعت في بداية الأسبوع أن تكون حالة الطقس غير مستقرة وتتكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة شمالاً يصاحبها سقوط الأمطار على السواحل الشمالية والوجه البحري والقاهرة وسيناء تمتد حتى شمال الصعيد تكون رعدية أحياناً قد تصل لحد السيول على مناطق من سيناء وتستمر الـ72 ساعة المقبلة وتعود إلى مستوياتها الطبيعية غدا (الجمعة).



مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إنّ جهود استعادة القطع الأثرية من آيرلندا استمرّت طوال عام ونصف العام، وأوضحت في بيان، الجمعة، أنّ «القطع الأثرية التي استُردَّت من جامعة (كورك) الآيرلندية، هي مومياء مصرية وعدد من الأواني الفخارية والقطع الأثرية الأخرى، والجامعة أبدت تعاوناً كبيراً في تسهيل إجراءات إعادتها».

وتمثّل القطع المُستعادة حقبة مهمّة من التاريخ المصري القديم، وجزءاً من التراث الثقافي المصري الذي يحظى باهتمام الجميع، ومن المقرَّر عرضها في المتاحف المصرية، وفق بيان «الخارجية».

وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، الدكتور محمد إسماعيل خالد، أنّ «استرداد هذه القطع جاء وفقاً للاتفاق الثنائي الموقَّع مؤخراً بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة (كورك) الآيرلندية»، مشيراً في بيان لوزارة السياحة والآثار، إلى أنّ الجامعة كانت قد حصلت عليها بين الأعوام 1920 و1930؛ ومن بينها تابوت خشبي ملوَّن بداخله بقايا مومياء ومجموعة من الأواني الكانوبية المصنوعة من الحجر الجيري بداخلها أحشاء المتوفّى.

القطع الأثرية المُستردّة تعود إلى حقب تاريخية مهمّة (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، كشف مدير الإدارة العامة لاسترداد الآثار، المُشرف على الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية، شعبان عبد الجواد، عن أنّ «الأواني الكانوبية التي استُردَّت لكاهن يُدعى (با ور)، من الأسرة 22 من العصر المتأخر؛ كان يحمل ألقاباً من بينها (حارس حقول الإله). أما التابوت الخشبي فهو من العصر الصاوي لشخص يُدعى (حور)، وكان يحمل لقب (حامل اللوتس)؛ وتوجد بداخله بقايا مومياء وعدد من أسنانها»، وفق بيان الوزارة.

وأعلنت مصر، في وقت سابق، استرداد أكثر من 30 ألف قطعة أثرية من 2014 حتى أغسطس (آب) 2024، كما استُردَّت أخيراً 67 قطعة أثرية من ألمانيا. وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت في يناير (كانون الثاني) 2023 استرداد 17 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأميركية، أبرزها «التابوت الأخضر».

في هذا السياق، يرى عالم الآثار المصري الدكتور حسين عبد البصير، أنّ «استعادة القطع الأثرية والمومياوات فرصة لإثراء بحثنا الأثري والتاريخي، إذ تساعدنا في الكشف عن جوانب جديدة من التاريخ المصري»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المقتنيات توفّر رؤى قيّمة حول أساليب الدفن والعادات الثقافية القديمة التي كانت جزءاً من الحياة اليومية للمصريين القدماء».

ويعدُّ عبد البصير هذه الاستردادات إسهاماً في تعزيز الهوية الوطنية، إذ تُساعد في الحفاظ على التراث الثقافي من أجل الأجيال القادمة، مؤكداً أنّ «وزارة الخارجية المصرية تلعب دوراً حيوياً في استرداد الآثار من خلال التفاوض مع الدول الأجنبية والتنسيق الدبلوماسي للوصول إلى حلول تفاوضية تُرضي الأطراف المعنيّة»، لافتاً إلى أنّ استرداد القطع يأتي بالتزامن مع زيارة الرئيس المصري إلى آيرلندا؛ مما يؤكد اهتمام الدولة على أعلى مستوياتها باسترداد آثار مصر المُهرَّبة من الخارج.

قطع متنوّعة من الآثار استردّتها مصر من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

«وتسهم الاتفاقات الثنائية التي تعقدها مصر مع الدول في استعادة الآثار؛ منها 5 اتفاقات لمكافحة تهريبها والاتجار في الآثار المسروقة مع سويسرا وكوبا وإيطاليا وبيرو وكينيا»، وفق عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، الخبير الآثاري الدكتور عبد الرحيم ريحان، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «العلاقات القوية بين مصر وآيرلندا منذ تولّي الرئيس السيسي الحُكم أسهمت في استعادة هذه الآثار»، مشيراً إلى أنّ «مصر استعادت نحو 30 ألف قطعة أثرية منذ تولّيه الرئاسة، من الولايات المتحدة الأميركية، وإنجلترا، وفرنسا، وإسبانيا، وهولندا، وكندا، وألمانيا، وبلجيكا، وإيطاليا، وسويسرا، ونيوزيلندا، وقبرص، والإمارات، والكويت، والأردن».

ويتابع: «جاء ذلك بعد جهود حثيثة من إدارة الآثار المُستردة بالمجلس الأعلى للآثار، وبمتابعة مستمرّة لكل المزادات العلنية، وكل ما يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر وكالات الأنباء الدولية عن الآثار المصرية المنهوبة، وعن طريق مفاوضات مثمرة، بالتعاون بين وزارات السياحة والآثار والخارجية والداخلية في مصر».