هيئة الانتخابات في تونس تتوقع بلوغ ستة ملايين ناخب مع انطلاق التسجيل الإرادي

توقع في زيادة أجور العمال للتخفيف من حدة التوتر الاجتماعي

هيئة الانتخابات في تونس تتوقع بلوغ ستة ملايين ناخب مع انطلاق التسجيل الإرادي
TT

هيئة الانتخابات في تونس تتوقع بلوغ ستة ملايين ناخب مع انطلاق التسجيل الإرادي

هيئة الانتخابات في تونس تتوقع بلوغ ستة ملايين ناخب مع انطلاق التسجيل الإرادي

انطلقت في تونس، أمس، عملية تسجيل الناخبين إراديا استعدادا للانتخابات المقرر إجراؤها في وقت لاحق من العام الحالي، إذ تهدف هيئة الانتخابات بلوغ رقم ستة ملايين ناخب.
وتتضمن القوائم الانتخابية أكثر من أربعة ملايين ناخب مسجلين منذ انتخابات المجلس الوطني التأسيسي لعام 2011. لكن الهيئة المستقلة للانتخابات التي يرأسها شفيق صرصار قالت في وقت سابق إن حملتها التوعوية تستهدف أربعة ملايين ناخب، لم يشاركوا في الانتخابات السابقة.
وأفاد العضو بهيئة الانتخابات رياض بوحوشي لوكالة الأنباء الألمانية «الرقم الذي نستهدفه هو إضافة ما بين مليونين وأربعة ملايين ناخب».
وتتوقع الهيئة في أفضل الحالات بلوغ رقم ستة ملايين ناخب مسجل قبل موعد الانتخابات، التي ستنقل تونس من مرحلة الانتقال الديمقراطي إلى وضع المؤسسات الدائمة بعد أكثر من ثلاث سنوات على اندلاع الثورة. وعلاوة على مكاتب التسجيل العادية أتاحت الهيئة للناخبين التسجيل عبر الوسائط الإلكترونية، ولدى مكاتب تسجيل متنقلة في الجهات الداخلية للبلاد.
وحددت هيئة الانتخابات مبدئيا تاريخ 26 أكتوبر (تشرين الأول) موعدا لإجراء الانتخابات التشريعية ويوم 23 نوفمبر (تشرين الثاني) تاريخ الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية ويوم 28 دسمبر (كانون أول) تاريخ الدورة الثانية.
من جهة ثانية، قال اتحاد الصناعة والتجارة، أمس، إنه سيوقع اتفاقا مع اتحاد الشغل والحكومة التونسية لزيادة أجور نحو 1.5 مليون عامل بنسبة 6 في المائة في القطاع الخاص، في خطوة قد تخفف التوتر الاجتماعي أشهر قبل إجراء الانتخابات. وقال خليل الغرياني، عضو اتحاد الصناعة والتجارة، إنه سيجري توقيع اتفاقية بين اتحاد الصناعة والتجارة واتحاد الشغل والحكومة اليوم بزيادة نسبة 6 في المائة للقطاع الخاص.وأضاف أن الزيادة ستشمل نحو 1.5 مليون عامل في القطاع الخاص.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.