البحرين تستقبل ثمانية ملايين سائح سنويا نصفهم سعوديون

مليارا ريال دخل الفنادق والمطاعم في المملكة

مسؤولون بحرينيون يؤكدون بلوغ مجمل سياح البحرين ثمانية ملايين سائح نصفهم من السعودية (تصوير: عمران حيدر)
مسؤولون بحرينيون يؤكدون بلوغ مجمل سياح البحرين ثمانية ملايين سائح نصفهم من السعودية (تصوير: عمران حيدر)
TT

البحرين تستقبل ثمانية ملايين سائح سنويا نصفهم سعوديون

مسؤولون بحرينيون يؤكدون بلوغ مجمل سياح البحرين ثمانية ملايين سائح نصفهم من السعودية (تصوير: عمران حيدر)
مسؤولون بحرينيون يؤكدون بلوغ مجمل سياح البحرين ثمانية ملايين سائح نصفهم من السعودية (تصوير: عمران حيدر)

استقبلت مملكة البحرين العام الماضي 2012 ثمانية ملايين سائح، 52 في المائة منهم سعوديون، قدموا عن طريق جسر الملك فهد، الذي استقبل 73% من مجمل سياح البحرين القادمين من السعودية، في حين استقبل مطار البحرين الدولي 22 في المائة من الزوار.
وكشف الشيخ خالد بن حمود آل خليفة، وكيل وزارة الثقافة المساعد للسياحة في مملكة البحرين، عن ارتفاع إيرادات الدولة من الدخل السياحي خلال العامين الماضيين، مشيراً إلى أن دخل الفنادق والمطاعم التي تشرف عليها الوكالة فقط بلغ العام الماضي ملياري ريال.
وأوضح آل خليفة، أن البحرين تسعى لاستقطاب العوائل الخليجية نظراً للقيمة السياحية التي يفرضها وجودهم، كاشفا عن مساعي لجعل زائر اليوم الواحد عن طريق جسر الملك فهد يبيت في البحرين، مفصحا في الوقت ذاته عن دراسات أجرتها الوكالة حددت رغبات السائح السعودي في وجهات سياحية أهمها مراكز التسوق والشواطئ.
وأشار آل خليفة، في حوار مع مسؤولي المركز السعودي للإعلام السياحي نشرته وكالة الأنباء السعودية، الى أن الاستثمار في الفنادق ذات فئة الخمس نجوم وصل إلى نحو 2.5 مليار ريال في العامين الماضيين، إذ تم افتتاح 13 فندقا خلال العام الحالي، مؤكدا في الوقت ذاته أن بلاده تقدم تسهيلات للمستثمرين الخليجيين في القطاع السياحي.
وبين آل خليفة أن مملكة البحرين ترحب بأي مستثمر بشرط توفر الرغبة الأكيدة والقدرة المالية، في حين تضمن الدولة الأرض لإقامة المشروع الذي يرغبه المستثمر، كاشفا عن مشروعين سياحيين جديدين، الأول مشروع تطوير مرسى العرب، الذي بدأ العمل عليه بعض المستثمرين الخليجيين، والآخر مشروع طريق اللؤلؤ، الذي يهدف إلى إبراز القيمة التاريخية والاقتصادية للمنطقة، وإحياء وإعادة ترميم المنازل التاريخية القديمة هناك، وجعلها وجهه سياحية من الدرجة الأولى.
من جهة أخرى، كثّف طيران الخليج، الناقل الرسمي لمملكة البحرين، تواجده في السوق السعودي من خلال رحلات مباشرة من المدن الرئيسية في السعودية إلى البحرين بواقع 70 رحلة أسبوعيا منها 14 رحلة من الرياض، و21 رحلة من جدة ، و30 رحلة من الدمام، و 5 رحلات من المدينة المنورة.
وكشف محمد حليوه، المدير التنفيذي لشركة طيران الخليج للعلاقات العامة في لقائه مع إعلاميي المركز السعودي للإعلام السياحي، عن خطط لرفع أداء الشركة وتركيزها على الرحلات القصيرة، خاصة في منطقة الخليج العربي، مشيرا إلى أن الشركة خفضت خسائرها مع نهاية أكتوبر(تشرين الاول) الماضي إلى 54 في المائة مقارنة بالعام الماضي.
وأكد أن الشركة تجري مفاوضات مع شركتي "بوينغ"، و"إيرباص" لاستبدال أحجام الطائرات الكبيرة بالصغيرة، وتأجيل تسلم بعض الطلبيات.
يذكر أن طيران الخليج المملوكة لحكومة البحرين، تعد من أكبر شركات الطيران التي تخدم المنطقة من ناحية تعدد الرحلات القصيرة بشكل أكبر في منطقة الخليج.



«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)

يجيب معرض «الجمل عبر العصور»، الذي تستضيفه مدينة جدة غرب السعودية، عن كل التساؤلات لفهم هذا المخلوق وعلاقته الوطيدة بقاطني الجزيرة العربية في كل مفاصل الحياة منذ القدم، وكيف شكّل ثقافتهم في الإقامة والتّرحال، بل تجاوز ذلك في القيمة، فتساوى مع الماء في الوجود والحياة.

الأمير فيصل بن عبد الله والأمير سعود بن جلوي خلال افتتاح المعرض (الشرق الأوسط)

ويخبر المعرض، الذي يُنظَّم في «مركز الملك عبد العزيز الثقافي»، عبر مائة لوحة وصورة، ونقوش اكتُشفت في جبال السعودية وعلى الصخور، عن مراحل الجمل وتآلفه مع سكان الجزيرة الذين اعتمدوا عليه في جميع أعمالهم. كما يُخبر عن قيمته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لدى أولئك الذين يمتلكون أعداداً كبيرة منه سابقاً وحاضراً. وهذا الامتلاك لا يقف عند حدود المفاخرة؛ بل يُلامس حدود العشق والعلاقة الوطيدة بين المالك وإبله.

الجمل كان حاضراً في كل تفاصيل حياة سكان الجزيرة (الشرق الأوسط)

وتكشف جولة داخل المعرض، الذي انطلق الثلاثاء تحت رعاية الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة؛ وافتتحه نيابة عنه الأمير سعود بن عبد الله بن جلوي، محافظ جدة؛ بحضور الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»؛ وأمين محافظة جدة صالح التركي، عن تناغم المعروض من اللوحات والمجسّمات، وتقاطع الفنون الثلاثة: الرسم بمساراته، والتصوير الفوتوغرافي والأفلام، والمجسمات، لتصبح النُّسخة الثالثة من معرض «الجمل عبر العصور» مصدراً يُعتمد عليه لفهم تاريخ الجمل وارتباطه بالإنسان في الجزيرة العربية.

لوحة فنية متكاملة تحكي في جزئياتها عن الجمل وأهميته (الشرق الأوسط)

وفي لحظة، وأنت تتجوّل في ممرات المعرض، تعود بك عجلة الزمن إلى ما قبل ميلاد النبي عيسى عليه السلام، لتُشاهد صورة لعملة معدنية للملك الحارث الرابع؛ تاسع ملوك مملكة الأنباط في جنوب بلاد الشام، راكعاً أمام الجمل، مما يرمز إلى ارتباطه بالتجارة، وهي شهادة على الرّخاء الاقتصادي في تلك الحقبة. تُكمل جولتك فتقع عيناك على ختمِ العقيق المصنوع في العهد الساساني مع الجمل خلال القرنين الثالث والسابع.

ومن المفارقات الجميلة أن المعرض يقام بمنطقة «أبرق الرغامة» شرق مدينة جدة، التي كانت ممراً تاريخياً لطريق القوافل المتّجهة من جدة إلى مكة المكرمة. وزادت شهرة الموقع ومخزونه التاريخي بعد أن عسكر على أرضه الملك عبد العزيز - رحمه الله - مع رجاله للدخول إلى جدة في شهر جمادى الآخرة - ديسمبر (كانون الأول) من عام 1952، مما يُضيف للمعرض بُعداً تاريخياً آخر.

عملة معدنية تعود إلى عهد الملك الحارث الرابع راكعاً أمام الجمل (الشرق الأوسط)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال الأمير فيصل بن عبد الله، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»: «للشركة رسالة تتمثّل في توصيل الثقافة والأصالة والتاريخ، التي يجهلها كثيرون، ويشكّل الجمل جزءاً من هذا التاريخ، و(ليان) لديها مشروعات أخرى تنبع جميعها من الأصالة وربط الأصل بالعصر»، لافتاً إلى أن هناك فيلماً وثائقياً يتحدّث عن أهداف الشركة.

ولم يستبعد الأمير فيصل أن يسافر المعرض إلى مدن عالمية عدّة لتوصيل الرسالة، كما لم يستبعد مشاركة مزيد من الفنانين، موضحاً أن المعرض مفتوح للمشاركات من جميع الفنانين المحليين والدوليين، مشدّداً على أن «ليان» تبني لمفهوم واسع وشامل.

نقوش تدلّ على أهمية الجمل منذ القدم (الشرق الأوسط)

وفي السياق، تحدّث محمد آل صبيح، مدير «جمعية الثقافة والفنون» في جدة، لـ«الشرق الأوسط» عن أهمية المعرض قائلاً: «له وقعٌ خاصٌ لدى السعوديين؛ لأهميته التاريخية في الرمز والتّراث»، موضحاً أن المعرض تنظّمه شركة «ليان الثقافية» بالشراكة مع «جمعية الثقافة والفنون» و«أمانة جدة»، ويحتوي أكثر من مائة عملٍ فنيّ بمقاييس عالمية، ويتنوع بمشاركة فنانين من داخل المملكة وخارجها.

وأضاف آل صبيح: «يُعلَن خلال المعرض عن نتائج (جائزة ضياء عزيز ضياء)، وهذا مما يميّزه» وتابع أن «هذه الجائزة أقيمت بمناسبة (عام الإبل)، وشارك فيها نحو 400 عمل فني، ورُشّح خلالها 38 عملاً للفوز بالجوائز، وتبلغ قيمتها مائة ألف ريالٍ؛ منها 50 ألفاً لصاحب المركز الأول».

الختم الساساني مع الجمل من القرنين الثالث والسابع (الشرق الأوسط)

وبالعودة إلى تاريخ الجمل، فهو محفور في ثقافة العرب وإرثهم، ولطالما تغنّوا به شعراً ونثراً، بل تجاوز الجمل ذلك ليكون مصدراً للحكمة والأمثال لديهم؛ ومنها: «لا ناقة لي في الأمر ولا جمل»، وهو دلالة على أن قائله لا يرغب في الدخول بموضوع لا يهمّه. كما قالت العرب: «جاءوا على بكرة أبيهم» وهو مثل يضربه العرب للدلالة على مجيء القوم مجتمعين؛ لأن البِكرة، كما يُقال، معناها الفتيّة من إناث الإبل. كذلك: «ما هكذا تُورَد الإبل» ويُضرب هذا المثل لمن يُقوم بمهمة دون حذق أو إتقان.

زائرة تتأمل لوحات تحكي تاريخ الجمل (الشرق الأوسط)

وذُكرت الإبل والجمال في «القرآن الكريم» أكثر من مرة لتوضيح أهميتها وقيمتها، كما في قوله: «أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ» (سورة الغاشية - 17). وكذلك: «وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ» (سورة النحل - 6)... وجميع الآيات تُدلّل على عظمة الخالق، وكيف لهذا المخلوق القدرة على توفير جميع احتياجات الإنسان من طعام وماء، والتنقل لمسافات طويلة، وتحت أصعب الظروف.