أثبت معرض الرياض الدولي للكتاب 2018، أنه لم يعد مجرد مكان لبيع الكتاب، وإنما مهرجان ثقافي شامل متاح للجميع بكل شرائحهم وأعمارهم، في حين خلا المعرض هذه المرة من أي تصادم أو مصادرة أو مضايقة من أي نوع كانت رغم تعهد إدارة المعرض بمعالجة أي مخالفة تضبط.
ويرى بعض زائري المعرض، أن وجود بعض المشاهير من خلال كتبهم في معرض الرياض، حق مكفول حتى يثبت العكس، بغض النظر عن قيمة أطروحاته.
ويعتقد بعض الروّاد، أن المعرض، منصة لحرية التعبير والحضور، شريطة الالتزام بمعايير لا تسمح بوصول التافهين منهم إلى منصة ثقافية عربية أو إقليمية أو دولية مؤثرة، مثل منصة معرض الرياض الدولي للكتاب، في وقت شهد فيه المعرض أمس (الجمعة)، زيادة ملحوظة في عدد روّاد المعرض من داخل وخارج الرياض.
وأكد بعض الزوّار خلو المعرض هذا العام حتى الآن، من المخالفات أو المضايقات التي شهدها في دوراته السابقة، في ظل نشاط ثقافي مصاحب، على هامش فعاليات المعرض تناولت موضوعات مختلفة، يرى فيها البعض تألقاً للمعرض.
إلى ذلك، أعلن الدكتور عبد الرحمن العاصم، المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب 2018، أن الكتب التي تثبت مخالفتها يتم استبعادها فوراً، مؤكداً تطبيق الأنظمة بحق دار النشر التي تعرضها، داعياً جميع الزوار بالتواصل مع إدارة المعرض للإبلاغ عن أي مخالفة لدراستها والنظر فيها، للبتّ فيها.
ولفت العاصم إلى أن قوائم الكتب في موقع معرض الرياض الدولي للكتاب 2018 لا تعني بالضرورة وجودها على أرفف المعرض، منوها أن أغلب تلك العناوين مُدخلة من قبل الدور والناشرين أثناء طلب المشاركة قبل فترة تصل إلى 6 أشهر من إقامة المعرض.
وأكد العاصم، أن المعرض متاح للجميع، ولا يقتصر على فئة المثقفين فحسب، منوهاً بأن الوزارة غيّرت وجهة النظر المأخوذة عن المعرض، حيث لم يعد مجرد مكان لبيع الكتب.
وحول الانتقادات التي وجهت للمعرض بخصوص بعض الكتب، قال العاصم: «لا بد أن نُؤمن بحرية الفكر، وإن المعرض يحتوي مجموعة مختلفة من الكتب؛ ولدينا 330 ألف عنوان بعدد إجمالي بلغ مليوناً ومائتي ألف نسخة، سيحظى بعضها بإقبالٍ ونفاذ، وأخرى لن يحالفها الحظ، ودائماً نقول لكل كتاب قارئ ولكل مؤلف جمهور».
وقال المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب: إن المنتج الثقافي الإماراتي يفرض نفسه، وإن الجناح الإماراتي له جمهوره، وله مشاركاته الثقافية الفاعلة، وتعد التجربة الإماراتية الثقافية عميقة، وتحمل سمات التنوع الثقافي.
وعن مبادرة القراءة للجميع أوضح العاصم، أنه تم توقيع اتفاقية مع الشركة السعودية للتوزيع، يتم خلالها طلب ثلاثة كتب لأي منطقة في المملكة وستصل بالمجان للراغبين في اقتناء الكتب، ومستقبلاً هناك سعي للترتيب مع مؤلفين شباب ومخضرمين لوضع كتبهم في الموقع لتوزيعها للراغبين، على اعتبار أن الكتاب حق للجميع.
جدارية سعودية – إماراتية
أبدع خطاط سعودي وفنانة تشكيلية إماراتية، رسم جدارية تحاكي عمق العلاقات بين السعودية والإمارات، حيث برزت في أحد ممرات معرض الرياض الدولي للكتاب 2018 جدارية مشتركة بين المملكة ودولة الإمارات، ضيف الشرف للمعرض لهذا العام.
ولفتت الجدارية أنظار الزوار لوجود صورة تجمع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان مع أخيه ولي عهد إمارة أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وهما يمسكان بأيدي بعضهما بعضاً وعبارة «عزكم عزنا» بطريقة فنية جميلة، وجاءت هذه الجدارية لتؤكد عمق العلاقة بين البلدين.
وأوضحت الفنانة التشكيلية الإماراتية أشواق عبد الله، أن العلاقة الأخوية العميقة بين البلدين في أعمق حالاتها، ولا سيما العلاقات الحكومية والسياسية والاجتماعية.
واعتبرت الفنانة التشكيلية أن تلاقي الأفكار بينها وبين الخطاط جميل يعكس أيضاً مدى انسجام الرؤية على صعيد الفن التشكيلي بين البلدين، ولا سيما في الحوار المشترك بينها وبين الخطاط السعودي لخلق فكرة حوار عميقة بالجدارية وطرح الأفكار والأساليب.
من جهته، قال الخطاط السعودي شاكر كشغري، الذي صمم الخط العربي للجدارية: «تم خط عبارة (عزكم عزنا) بالجدارية المشتركة بين المملكة والإمارات الشقيقة، بحيث تم إبرازها بالجدارية بصورة مكررة ومتداخلة، وتعكس بدورها الترابط الاجتماعي والسياسي والثقافي والفكري بين البلدين».
*-*****************************************
*-******************************************
كادر مع المادة
الكعبي لـ«الشرق الأوسط»: معاً للأبد مع السعودية و«الكتاب» جسرنا الثقافي
الرياض: فتح الرحمن يوسف
قالت نورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في الإمارات العربية المتحدة، لـ«الشرق الأوسط»: «تواجدنا في معرض الرياض الدولي للكتاب أمر في غاية الأهمية، حيث يعنى المعرض، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، واستضافة للإمارات العربية المتحدة ضيف شرف لهذا المعرض في دورته الحالية، أقل ما يقال عنها إنها لفتة بارعة، تحمل دلالات سامية».
وأضافت الكعبي: «نعتز ونفخر جداً بتواجدنا في معرض الرياض للكتاب 2018، بصفة ضيف شرف، فوجودنا اليوم مع إخوتنا السعوديين، هو امتداد لجسر الواصل الحميم، وامتداد للثقافة والحضارة بين البلدين والشعبين، وتشابههما في الكثير من النواحي، وسنكون معاً للأبد.»
وزادت نورة الكعبي: «تواجدنا في المعرض مع أكثر من 18 جهة من دولة الإمارات العربية المتحدة، من ناشرين ومؤسسات إعلامية، وأعتقد أن المشاركة هنا، ليست فقط مشاركة إماراتية، وإنما سعودية - إماراتية.»
وتابعت الكعبي: «إن الكتاب ما زال يحافظ على بريقه من خلال هذا المحفل، فهو يمثّل أيضاً جسراً للتواصل بين البلدين، سواء كان صوتياً أو هاتفياً أو ورقياً أو كلمات، فهي جميعها أعمدة لتثبيت الثقافة، فالقراءة مهمة جداً، ونحن في دولة الإمارات العربية المتحدة، نعيش هذه الأيام في شهر القراءة وهو شهر مارس (آذار)، واليوم في معرض الكتاب بالرياض، هناك الكثير من دور النشر في المملكة العربية السعودية، وفخورة جداً بأنني رأيت أن وزارة الثقافة الإماراتية تدعم هي الأخرى الناشرين والكتاب والمؤلفين السعوديين، فقراءتنا من كتب لمؤلفين سعوديين تثري هي الأخرى، الثقافة الإماراتية».
وعن كيفية توظيف الثقافة والكتاب التحول الذي تنشده السعودية، قالت الكعبي: «الثقافة هي التي تجمع وتنير وتساعد على الارتقاء، وفهم الثقافات الأخرى أيضاً مهم؛ لأنه يعين على تحقيق قدر من التحول الإيجابي المنشود؛ ولهذا نحن تواجدنا في محفل الرياض الدولي للكتاب كمحفل ثقافي يمكن أن يساهم في تحقيق التحول وهو يفتح الأبواب للاطلاع على الكثير من الثقافات الأخرى».
ووفق الكعبي، أصبح دور الثقافة مهماً جداً في ذلك، كما أصبح أحد أعمدة الأجندة الوطنية، في المملكة العربية السعودية وأيضاً في دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرة إلى أن وجودها في الأجندة هدف استراتيجي جداً لا يقل أهمية عن الأهداف الأخرى».
وعن محتويات الجناح الإماراتي بمعرض الرياض للكتاب، قالت الكعبي: «هناك الكثير من المشاركات الإماراتية المتنوعة، وهناك عدد من الفنانين والمثقفين والموهوبين والمؤلفين الإماراتيين، في جناح الإمارات».