نجاح حرب كولومبيا على الأكياس البلاستيكية

انخفاض استهلاكها بنسبة 10 % في السنة

نجاح حرب كولومبيا على الأكياس البلاستيكية
TT

نجاح حرب كولومبيا على الأكياس البلاستيكية

نجاح حرب كولومبيا على الأكياس البلاستيكية

هناك شيء مثير للاهتمام يحدث في المتاجر الكبيرة (السوبر ماركت) في كولومبيا. كان من الطبيعي رؤية الناس يخرجون وهم يحملون أكياساً بلاستيكية، غير أن هذا المشهد أصبح غير معتاد على نحو متزايد.
ويمكن الآن رؤية الكولومبيين يتسوقون وهم يحملون حقائب من القماش تبيعها لهم المتاجر الكبيرة، إضافة إلى السلال وحقائب التسوق ذات العجلات.
وفي بلد غير مشهور بمستوى الوعي البيئي العالي، يبدو وكأن حملة حكومية مستمرة ضد الأكياس البلاستيكية بدأت تحدث تغيير في نمط التفكير حسب ما ذكرت وكالة (د.ب.أ). وتحدد المتاجر الكبيرة الآن 20 بيزو (01.0 دولار) ثمناً لكل كيس من البلاستيك، وسيرتفع السعر بمقدار 10 بيزو سنوياً حتى يصل إلى 50 بيزو.
وقالت إليانا، التي تعمل سكرتيرة: «أعتقد أن الإرغام على دفع ثمن الأكياس البلاستيكية أمر جيد، لأن تكبد تكلفة مالية يدفع الناس إلى أن يكونوا أكثر وعياً بضرورة حماية البيئة».
وقالت تيريزا أفيندانو (52 عاماً): «كنت أخذ أكياس بلاستيكية مختلفة لأدوات النظافة والمواد الغذائية والحلويات ومنتجات المطبخ، ومع هذه الممارسة الجديدة (دفع ثمن الأكياس)، يدرك المرء أنه ليس هناك حاجة إلى أكياس كثيرة». وأضافت: «نظراً لأنهم بدأوا يجعلوننا ندفع ثمن الأكياس، لم نعد نستخدم الكثير منها، لقد اشتريت حقيبة من القماش، وأستخدمها في كل مرة أذهب فيها للتسوق».
وانخفض عدد الأكياس البلاستيكية المتداولة في كولومبيا بنسبة 10 في المائة منذ أن بدأت الحكومة في إجبار المستهلكين على دفع ثمن الأكياس في يوليو (تموز)، وفقاً لما ذكره مسؤولون.
وخلال الأشهر الستة الماضية، بدأ منتجو الأكياس البلاستيكية بالفعل في تصنيع أكياس أكبر وأقوى، مما شجع المستهلكين على استخدام عدد أقل منهم لفترة أطول، وانخفضت كمية البلاستيك المستخدم من جانب المنتجين بنسبة 27 في المائة.
وقال وزير البيئة لويس جيلبرتو موريلو: «لقد شهدنا تغييراً في العادات الاستهلاكية جراء الحملات، ومما لا شك فيه أن هذا أمر له تأثير إيجابي للغاية».

ولكن ليس الجميع سعداء إزاء هذا الإجراء، حيث يشتكي بعض المستهلكين من أن أصحاب المحلات التجارية يحددون سعراً عالياً ثمناً للأكياس. وقد أدى هذا التغيير أيضاً إلى انخفاض بنسبة 27 في المائة في مبيعات صانعي الأكياس البلاستيكية.
ومع ذلك، فإنهم يتكيفون مع هذا الوضع، ويتبعون قواعد جديدة تتطلب منهم استخدام المواد القابلة لإعادة التدوير، وطباعة رسائل بشأن الحفاظ على البيئة على الأكياس، وفقاً للغرفة الكولومبية للبلاستيك، التي تمثل أكثر من 80 منتجاً لأكياس البلاستيك.
وربما لم يعد طول كيس البلاستيك يقل عن 30 سنتيمتراً، وفقاً لما أمرت به الحكومة في ديسمبر (كانون الأول) عام 2016، في محاولة للحد من عددها.
وتقدر وزارة البيئة والصندوق العالمي للطبيعة أن كل كولومبي استخدم ما متوسطه 288 كيساً بلاستيكياً عام 2016.
وقال كارلوس جايرو راميريز، الذي ينسق مشاريع الاستدامة في وزارة البيئة، إن الحكومة تهدف إلى تخفيض سنوي بنسبة 5 في المائة في استخدام أكياس البلاستيك، حتى ينخفض استخدامها بنسبة 60 في المائة.
وأطلقت كثير من بلديات أميركا اللاتينية مبادرات للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية، ولكن خفض استخدامها على المستوى الوطني في كولومبيا بنسبة 10 في المائة، وهو ما يصل إلى أكثر من 58 مليون كيس، يعتبر إنجازاً هاماً.
وقال خوان جييرمو، وهو مهندس يعمل في قطاع الطاقات المتجددة: «لا يزال هناك حاجة إلى المزيد من ذلك، لأن كولومبيا ليس لديها مستوى عال من الوعي البيئي».
ويعود راميريز قائلاً: «إنه يتم استخدام نحو 100 مليون برميل من البنزين في صنع أكثر من تريليون كيس بلاستيك على مستوى العالم كل عام»، وأضاف: «لتصنيع 14 كيساً، هناك حاجة إلى الكمية نفسها من الوقود التي تحتاجها السيارة لقطع مسافة قدرها 1.6 كيلومتر».
ووفقاً للأمم المتحدة، فإنه يتم إلقاء نحو 8 ملايين طن من البلاستيك في البحار سنوياً، وهو عبء ثقيل على البيئة تحاول الآن كولومبيا، من جانبها، تخفيضه.


مقالات ذات صلة

مصر: غالبية الدول تعتبر مشاريع قرارات «كوب 27» متوازنة

شمال افريقيا وزير الخارجية المصري سامح شكري (إ.ب.أ)

مصر: غالبية الدول تعتبر مشاريع قرارات «كوب 27» متوازنة

أكد رئيس مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) سامح شكري اليوم (السبت) أن «الغالبية العظمى» من الدول تعتبر مشاريع القرارات التي قدمتها رئاسة مؤتمر المناخ «متوازنة» بعدما انتقدها الاتحاد الأوروبي. وأوضح وزير خارجية مصر سامح شكري للصحافيين بعد ليلة من المفاوضات المكثفة إثر تمديد المؤتمر في شرم الشيخ أن «الغالبية العظمى من الأطراف أبلغتني أنها تعتبر النص متوازنا وقد يؤدي إلى اختراق محتمل توصلا إلى توافق»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وتابع يقول «على الأطراف أن تظهر تصميمها وأن تتوصل إلى توافق».

«الشرق الأوسط» (شرم الشيخ)
بيئة البيئة في 2021... قصص نجاح تعزز الأمل في تخفيف أزمة المناخ

البيئة في 2021... قصص نجاح تعزز الأمل في تخفيف أزمة المناخ

شهدت سنة 2021 الكثير من الكوارث والخيبات، لكنها كانت أيضاً سنة «الأمل» البيئي. فعلى الصعيد السياسي حصلت تحولات هامة بوصول إدارة داعمة لقضايا البيئة إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة. كما شهدت السنة العديد من الابتكارات الخضراء والمشاريع البيئية الواعدة، قد يكون أبرزها مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» التي أطلقتها السعودية. وفي مجال الصحة العامة، حقق العلماء اختراقاً كبيراً في مواجهة فيروس كورونا المستجد عبر تطوير اللقاحات وبرامج التطعيم الواسعة، رغم عودة الفيروس ومتحوراته. وفي مواجهة الاحتباس الحراري، نجح المجتمعون في قمة غلاسكو في التوافق على تسريع العمل المناخي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق فرقة «كولدبلاي» تراعي المعايير البيئية في جولتها سنة 2022

فرقة «كولدبلاي» تراعي المعايير البيئية في جولتها سنة 2022

أعلنت فرقة «كولدبلاي» البريطانية، الخميس، عن جولة عالمية جديدة لها سنة 2022 «تراعي قدر الإمكان متطلبات الاستدامة»، باستخدام الألواح الشمسية وبطارية محمولة وأرضية تعمل بالطاقة الحركية لتوفير كامل الكهرباء تقريباً، فضلاً عن قصاصات «كونفيتي» ورقية قابلة للتحلل وأكواب تحترم البيئة. وذكرت «كولدبلاي» في منشور عبر «تويتر» أن «العزف الحي والتواصل مع الناس هو سبب وجود الفرقة»، لكنها أكدت أنها تدرك «تماماً في الوقت نفسه أن الكوكب يواجه أزمة مناخية». وأضاف المنشور أن أعضاء فرقة الروك الشهيرة «أمضوا العامين المنصرمين في استشارة خبراء البيئة في شأن سبل جعل هذه الجولة تراعي قدر الإمكان متطلبات الاستدامة» و«

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق بعد انخفاضها بسبب الإغلاق... انبعاثات الكربون تعاود الارتفاع

بعد انخفاضها بسبب الإغلاق... انبعاثات الكربون تعاود الارتفاع

انخفضت انبعاثات الغازات المسببة للاحترار العالمي بشكل كبير العام الماضي حيث أجبر وباء «كورونا» الكثير من دول العالم على فرض الإغلاق، لكن يبدو أن هذه الظاهرة الجيدة لن تدوم، حيث إن الأرقام عاودت الارتفاع بحسب البيانات الجديدة، وفقاً لشبكة «سي إن إن». وتسببت إجراءات الإغلاق لاحتواء انتشار الفيروس التاجي في انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 7 في المائة على مدار عام 2020 - وهو أكبر انخفاض تم تسجيله على الإطلاق - وفق دراسة نُشرت أمس (الأربعاء) في المجلة العلمية «نيتشر كلايميت شينج». لكن مؤلفيها يحذرون من أنه ما لم تعطِ الحكومات الأولوية للاستثمار بطرق بيئية في محاولاتها لتعزيز اقتصاداتها الم

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
بيئة 5 ملفات بيئية هامة في حقيبة بايدن

5 ملفات بيئية هامة في حقيبة بايدن

أعلن الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن أن وزير الخارجية السابق جون كيري سيكون له مقعد في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، وهي المرة الأولى التي يخصّص فيها مسؤول في تلك الهيئة لقضية المناخ. ويأتي تعيين كيري في إطار التعهدات التي قطعها جو بايدن خلال حملته الانتخابية بإعادة الولايات المتحدة إلى الطريق الصحيح في مواجهة تغيُّر المناخ العالمي ودعم قضايا البيئة، بعد فترة رئاسية صاخبة لسلفه دونالد ترمب الذي انسحب من اتفاقية باريس المناخية وألغى العديد من اللوائح التشريعية البيئية. وعلى عكس ترمب، يعتقد بايدن أن تغيُّر المناخ يهدّد الأمن القومي، حيث ترتبط العديد من حالات غياب الاستقرار

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.