بينما تنتظر دول «أوبك» زيادة متوقعة في الطلب على النفط بمقدار 1.6 مليون برميل يومياً، العام الحالي، تتأهب بعض الدول النفطية بدء الإنتاج من حقول كانت قيد التأهيل أو الصيانة، في محاولة للاستفادة من تلك الزيادات.
أمس (السبت)، أعلن مصدر في شركة نفط الشمال العراقية، بدء الإنتاج في حقل عجيل النفطي (55 كلم شمال شرقي تكريت). وقال مصدر إن «إنتاج الحقل بلغ، بعد انتهاء المرحلة الأولى من إعادة تأهيله، 17 ألف برميل يومياً».
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المصدر أن «العمل جارٍ لتأهيل مرافق الحقل الأخرى لبلوغ الإنتاج السابق قبل سيطرة تنظيم داعش على المنطقة، التي وصل إنتاجها إلى 35 ألف برميل يومياً».
وأوضح أن «الإنتاج ينقل إلى مصفاة الصينية قرب بيجي، التي أعيد تأهيلها، حيث تبلغ طاقتها التكريرية 20 ألف برميل يومياً»، مشيراً إلى أن «كميات الغاز المرافقة للإنتاج يتم نقلها بواسطة الأنابيب لتغذية محطة كهرباء ملا عبد الله في محافظة كركوك».
وتبلغ الاحتياطات المؤكدة للحقل، الذي يقع في قضاء العلم بمحافظة صلاح الدين، نحو 3 مليارات برميل من النفط، وتشرف عليه شركة نفط الشمال التي مقرها كركوك. وكان الإنتاج السابق ينقل بالأنابيب إلى مصافي بيجي التي لا تبعد سوى 15 كيلومتراً عن الحقل.
كان تنظيم داعش قد سيطر على الحقل، وكان يبيع كميات من النفط الخام منه ويستعمل جزءاً للتكرير بواسطة حراقات بدائية. من جانبه، كشف محافظ نينوى نوفل العاكوب أمس، عن بدء التحضيرات لتشغيل حقلي النجمة والقيارة النفطيين جنوب الموصل، 400 كلم شمال بغداد.
وقال العاكوب إن «لجاناً من وزارة النفط العراقية زارت منطقة حقلي نجمة والقيارة للاطلاع على حاجة المشتقات النفطية والخدمات المقدمة في المنطقة».
وأضاف العاكوب أن «حقلي النجمة والقيارة كانا قد تعرضا لضغوط كبيرة بسبب سوء الوضع الأمني في المنطقة وسحب العاملين خلال تعرضهما للتخريب، إلا أن وزارة النفط حددت الآن فترة وجيزة لإعادة النشاط والعمل في الحقلين خلال الأيام المقبلة».
وتابع العاكوب: «وزارة النفط أمرت بتشغيل أكبر عدد ممكن من الأيدي العاملة من سكان المنطقة والمحافظة أيضاً».
وبين العاكوب أن «وزارة النفط أعادت نحو 200 من موظفي العقود الوزارية في حقلي النجمة والقيارة، وأنها بصدد تعيين آخرين تزامناً مع بدء العمل وتشغيل الحقلين خلال الأيام المقبلة».
يُشار إلى أن إنتاج حقلي النجمة والقيارة، 65 كلم جنوب الموصل، يبلغ 16 ألف برميل يومياً.
يأتي هذا في الوقت الذي سجلت فيه دول أعضاء «أوبك» ومنتجون مستقلون التزاماً بنحو 133 في المائة بتخفيض الإنتاج خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، في إطار اتفاق مستمر لآخر العام لتخفيض الإنتاج اليومي نحو 1.8 مليون برميل من جميع الدول داخل «أوبك» وخارجها. كانت شركة توتال الفرنسية قد قالت إن السفينة الأولى، التي ستضخ النفط وتخزنه لصالح مشروع كاومبو الأنغولي البالغة طاقته 230 ألف برميل يومياً، في طريقها إلى البلد الواقع في غرب أفريقيا. وقالت «توتال» المشغلة للمشروع يوم الخميس، إن امتياز «كاومبو» النفطي سيضخ أول إنتاجه النفطي خلال صيف هذا العام. وحالما يعمل المشروع بكامل طاقته، سيضيف نحو 14 في المائة إلى متوسط إنتاج البلد العضو في «أوبك» البالغ 1.632 مليون برميل يومياً في عام 2017. وقالت «توتال» إن السفينة «كاومبو نورتي» للإنتاج والتخزين والتفريغ العائم غادرت سنغافورة في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وبإمكان السفينة ضخ 115 ألف برميل يومياً، أي نحو نصف الإنتاج النهائي للامتياز النفطي.
وسيضيف المشروع البالغة قيمته 16 مليار دولار كمية كبيرة من النفط لإنتاج ثاني أكبر مُصدر للخام في أفريقيا، في الوقت الذي تتقيد فيه أنغولا بسقف إنتاج في إطار اتفاق تقوده منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
وقال مصدر مقرب من المشروع إن من المتوقع أن يضخ الامتياز نحو 100 ألف برميل يومياً بحلول أغسطس (آب). وما زالت هناك سفينة إنتاج وتخزين وتفريغ أخرى عائمة، وهي كاومبو سول، في سنغافورة. وإلى الآن، تلتزم أنغولا بضخ كميات أقل من الحد الأقصى المتفق عليه. وبلغ إنتاجها الشهر الماضي 1.6 مليون برميل يومياً، ما جعل مستوى التزامها بالتخفيضات المتعهد بها، والبالغة 78 ألف برميل يومياً، يصل إلى 194 في المائة.
وتسبب انخفاض الإنتاج في الحقول الناضجة في تقلص إمدادات أنغولا، لكن الإضافة التي سيحققها مشروع كاومبو قد تعقد جهود الحفاظ على الامتثال للاتفاق. وقالت شركة النفط الحكومية الأنغولية «سونانجول»، إن الإنتاج سيكون مستقراً تقريباً هذا العام، وإن التخفيضات التي زادت على المستهدف في وقت سابق من العام قد تبقي متوسط مستوى التزامها للعام في حدود القيود التي تفرضها «أوبك».
وبلغ إنتاج أنغولا النفطي مستوى ذروة عند 1.9 مليون برميل يومياً في عام 2008، بحسب ما ذكرته وكالة الطاقة الدولية، التي حذرت من أن توقعاتها لخمس سنوات تشير إلى أن الطاقة الإنتاجية ستتقلص بنحو 370 ألف برميل يومياً، بحلول 2023، حتى في ظل المشروعات الجديد.
وقالت وكالة الطاقة: «من المتوقع أن تسجل أنغولا أكبر انخفاض في الطاقة (الإنتاجية) بعد فنزويلا، حيث تفقد حقول النفط المتقادمة زخمها في الوقت الذي يفقد فيه المستثمرون حماسهم في ظل آفاق غير تنافسية نسبياً».
إنتاج النفط من حقول جديدة يلقي بظلاله على اتفاق «أوبك»
وسط توقعات بنمو الطلب 1.6 مليون برميل يومياً العام الحالي
إنتاج النفط من حقول جديدة يلقي بظلاله على اتفاق «أوبك»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة