المناورات الأميركية ـ الكورية الجنوبية تبدأ أوائل أبريل

سيول تحتج لدى بكين على ظهور طائرات حربية صينية في مجالها الجوي

الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن أمام نصب تذكاري  يكرم الحركة الديمقراطية (إ.ب.أ)
الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن أمام نصب تذكاري يكرم الحركة الديمقراطية (إ.ب.أ)
TT

المناورات الأميركية ـ الكورية الجنوبية تبدأ أوائل أبريل

الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن أمام نصب تذكاري  يكرم الحركة الديمقراطية (إ.ب.أ)
الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن أمام نصب تذكاري يكرم الحركة الديمقراطية (إ.ب.أ)

مع اقتراب موعد التدريبات العسكرية المشتركة بين القوات الأميركية والكورية الجنوبية، والتي أرجأت من أجل نزل فتيل أزمة بين سيول وواشنطن من جهة، وبيونغ يانغ من جهة أخرى، وإعطاء فرصة لإنجاح دورة الألعاب الشتوية الأولمبية التي استضافتها كوريا الجنوبية، قامت طائرات حربية صينية بالتحليق في المجال الجوي الكوري الجنوبي في ثاني حادث من نوعه هذا العام. وقال مسؤول بوزارة الدفاع الكورية لـ«رويترز» إن الطائرات الصينية حلقت لأكثر من أربع ساعات داخل منطقة الدفاع الجوي الخاصة بكوريا. وعلى إثرها استدعت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أمس الأربعاء السفير الصيني للاحتجاج على دخول الطائرات مجالها الجوي يوم الثلاثاء مما اضطر سيول للدفع بمقاتلات لتعقبها. وقال بيان من وزارة الخارجية إنه تم إبلاغ السفير الصيني بأن ما حدث «مؤسف» وبضرورة منع تكرار الحوادث المماثلة. ولم تعلق وزارة الخارجية الصينية على الحادث.
ونقلت وكالة يونهاب للأنباء أمس الأربعاء عن مستشار أمني بالرئاسة في كوريا الجنوبية أن سيول وواشنطن ستبدآن تدريبات عسكرية مشتركة في أوائل أبريل (نيسان) كانت قد أرجئت حتى ما بعد انتهاء دورة الألعاب الأولمبية الشتوية ودورة الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة. ونقلت الوكالة عن مون تشونج - إن قوله في ندوة في واشنطن إن «المناورات ستبدأ في الأسبوع الأول من أبريل». وأضاف: «لكن إذا كانت هناك محادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية قبل بدء المناورات فسيحدث تعديل ما».
وعادة ما يجري الجيشان الكوري الجنوبي والأميركي مناوراتهما في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) ومن الممكن أن يشارك فيها ما يصل إلى 17 ألف جندي أميركي وأكثر من 300 ألف كوري جنوبي. وقال مسؤولون حكوميون في سيول إنهم ليسوا ضد إجراء المناورات كما هو مزمع في حين قال وزير الدفاع الكوري الجنوبي سونج يونج - مون في وقت سابق الشهر الماضي إنه ونظيره الأميركي جيمس ماتيس سيعلنان تفاصيل المناورات بعد انتهاء دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لذوي الاحتياجات الخاصة في 18 مارس (آذار) وبداية أبريل (نيسان). وقال ماتيس إن التأجيل لأسباب لوجيستية. ورفض سونج، الذي حضر جلسة للبرلمان أمس، التعليق على تصريحات مون عندما سأله مشرعون عن تفاصيل المناورات المشتركة.
وتعتبر كوريا الشمالية هذه المناورات المعتادة وتدريبات مشتركة أخرى تجريها كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تدريبا على الحرب وهددت بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا جرت المناورات المزمعة كالمعتاد. وجاءت هذه التطورات، والتي قد تعيد حالة التوتر إلى شبه الجزيرة الكورية، بعد أن أرسلت بيونغ يانغ الجنرال كيم يونغ شول مسؤول العلاقات بين الكوريتين في الحزب الحاكم في بيونغ يانغ، في زيارة مثيرة للجدل إلى الجنوب، لحضور الحفل الختامي للألعاب الأولمبية. وقبل مغادرته سيول الثلاثاء أجرى كيم لقاء مع مسؤولين كوريين جنوبيين كبار، بحسب ما أعلنت وزارة التوحيد الجنوبية. والتقى كيم خلال الصباح مسؤول الاستخبارات سوه هون ووزير التوحيد شو ميونغ جيون قبل مغادرته سيول.
وكانت الألعاب الأولمبية في بيونغ تشانغ التي اختتمت الأحد مناسبة لتقارب ملحوظ بين البلدين الجارين. وكانت بيونغ يانغ أوفدت الشقيقة الصغرى للزعيم كيم جونغ أون لحضور مراسم الافتتاح في أول زيارة لعضو من الأسرة الحاكمة في الشمال إلى الجنوب منذ انتهاء الحرب الكورية في 1953، وأعلنت وزارة التوحيد في بيان أن «الكوريتين... اتفقتا على مواصلة الجهود المشتركة من أجل تحسين العلاقات الثنائية وإحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية». كما التقى الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي أن الجنرال كيم الأحد ودعا بيونغ يانغ إلى فتح حوار مع واشنطن بأسرع ما يمكن. ورد كيم بالقول: إن الشمال «مستعد تماما» لخوض مفاوضات. وكرر البيت الأبيض أن بيونغ يانغ عليها قبل أي حوار أن تتخذ إجراءات ملموسة نحو نزع السلاح النووي. وفرضت الولايات المتحدة مؤخرا عقوبات أحادية على الشمالية، هي الأقسى حتى الآن بحسب الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وحث مون الولايات المتحدة على «الحد من شروطها» لبدء حوار مع كوريا الشمالية.


مقالات ذات صلة

قاذفة نووية أميركية تنضم إلى المناورات الجوية مع كوريا الجنوبية واليابان

آسيا تشارك قاذفات «B-1B» التابعة للقوات الجوية الأميركية في مناورة جوية مشتركة مع كوريا الجنوبية واليابان (هيئة الأركان المشتركة «JCS»)

قاذفة نووية أميركية تنضم إلى المناورات الجوية مع كوريا الجنوبية واليابان

قالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية إن الولايات المتحدة نشرت قاذفات «بي-1بي» لإجراء تدريبات جوية مشتركة مع كوريا الجنوبية واليابان.

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم صورة من شريط فيديو لقاذفة روسية يعاد تزويدها بالوقود في الجو خلال التدريبات قرب حدود ألاسكا الأميركية الخميس (رويترز)

دوريات جوية «روسية - صينية» مشتركة قرب ألاسكا الأميركية

أعلنت روسيا والصين أنهما نفذتا دوريات مشتركة بقاذفات استراتيجية قادرة على حمل رؤوس نووية، قرب ولاية ألاسكا الأميركية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا مقاتلة روسية من نوع «تو 95» (أرشيفية - رويترز)

مقاتلات أميركية تعترض قاذفات روسية وصينية قرب ألاسكا

أجرت قاذفات روسية وصينية دورية مشتركة عند ملتقى القارتين الآسيوية والأميركية قرب ولاية ألاسكا الأميركية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم صورة نشرها الجيش الياباني تُظهِر حاملة طائرات تابعة للبحرية الصينية في بحر الفلبين (أ.ب)

بكين تجري تدريبات عسكرية مشتركة مع موسكو في جنوب الصين

أعلنت الصين، الجمعة، أنها تجري تدريبات عسكرية مشتركة مع روسيا بجنوب أراضيها، بعد تحذيرات خلال قمة «ناتو» من الخطر المتزايد جراء هذه النشاطات العسكرية المشتركة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم قوات أميركية تستعدّ للصعود إلى مروحيات عسكرية من طراز CH - 47 تابعة للجيش الأميركي في محطة باريديس الجوية في باسوكوين بمقاطعة إيلوكوس نورتي أثناء نقلها قوات أميركية وفلبينية خلال مناورة عسكرية مشتركة في شمال الفلبين الاثنين 6 مايو 2024 (أ.ب)

تدريبات عسكرية فلبينية أميركية تحاكي تصدي «غزو» في بحر الصين الجنوبي

أطلقت قوات أميركية وفلبينية صواريخ وقذائف مدفعية في إطار مناورات تحاكي التصدي لعملية «غزو» عسكري أقيمت على الساحل الشمالي للفلبين الاثنين.

«الشرق الأوسط» (مانيلا)

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
TT

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

قال مسؤول كبير في مجال الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة، الجمعة، إن قراصنة إلكترونيين صينيين يتخذون مواطئ قدم في بنية تحتية خاصة بشبكات حيوية أميركية في تكنولوجيا المعلومات تحسباً لصدام محتمل مع واشنطن.

وقال مورغان أدامسكي، المدير التنفيذي للقيادة السيبرانية الأميركية، إن العمليات الإلكترونية المرتبطة بالصين تهدف إلى تحقيق الأفضلية في حالة حدوث صراع كبير مع الولايات المتحدة.

وحذر مسؤولون، وفقاً لوكالة «رويترز»، من أن قراصنة مرتبطين بالصين قد اخترقوا شبكات تكنولوجيا المعلومات واتخذوا خطوات لتنفيذ هجمات تخريبية في حالة حدوث صراع.

وقال مكتب التحقيقات الاتحادي مؤخراً إن عملية التجسس الإلكتروني التي أطلق عليها اسم «سالت تايفون» شملت سرقة بيانات سجلات مكالمات، واختراق اتصالات كبار المسؤولين في الحملتين الرئاسيتين للمرشحين المتنافسين قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) ومعلومات اتصالات متعلقة بطلبات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة.

وذكر مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية أنهما يقدمان المساعدة الفنية والمعلومات للأهداف المحتملة.

وقال أدامسكي، الجمعة، إن الحكومة الأميركية «نفذت أنشطة متزامنة عالمياً، هجومية ودفاعية، تركز بشكل كبير على إضعاف وتعطيل العمليات الإلكترونية لجمهورية الصين الشعبية في جميع أنحاء العالم».

وتنفي بكين بشكل متكرر أي عمليات إلكترونية تستهدف كيانات أميركية. ولم ترد السفارة الصينية في واشنطن على طلب للتعليق بعد.