هيئة الانتخابات في تونس تعرض مواعيد الاقتراع على البرلمان اليوم

اتفاق أولي بشأن «الرئاسية» في دورة أولى يوم 23 نوفمبر و«البرلمانية» في 26 أكتوبر

هيئة الانتخابات في تونس تعرض مواعيد الاقتراع على البرلمان اليوم
TT

هيئة الانتخابات في تونس تعرض مواعيد الاقتراع على البرلمان اليوم

هيئة الانتخابات في تونس تعرض مواعيد الاقتراع على البرلمان اليوم

توصلت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس إلى اتفاق أولي بين أعضائها التسعة على اقتراح يوم 26 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل لإجراء الانتخابات البرلمانية، في حين أنها أقرت بشكل مبدئي أن تجري الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية يوم 23 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، في حين أن الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية ستكون بتاريخ 28 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
ومن المنتظر أن يكون التصريح النهائي بنتائج كامل العملية الانتخابية في تونس يوم 25 يناير (كانون الثاني) 2015 وذلك حسب الروزنامة التي أعدتها هيئة الانتخابات. أما الإعلان النهائي عن نتائج الانتخابات البرلمانية، فسيكون بعد يومين من انطلاق الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية، أي يوم 25 نوفمبر المقبل.
وأعدت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات روزنامة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة بعد حسم الجدل بشأن الفصل أو التزامن في إجرائها، والاتفاق على إجراء الانتخابات البرلمانية في مرحلة أولى. ومن المنتظر أن تقدم الهيئة تفاصيل هذه الروزنامة على أنظار المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) للتصديق على كامل تفاصيلها. وكان أعضاء الهيئة العليا للانتخابات قد عقدوا الليلة قبل الماضية اجتماعا خصص للنظر في المقترحات المتعلقة بتاريخ الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة وفق الآجال المنصوص عليها في الدستور التونسي الجديد بعدم تجاوز نهاية 2014.
وأعلنت هيئة الانتخابات أن عمليات تسجيل الناخبين ستنطلق يوم 23 يونيو (حزيران) الحالي، أما فتح باب الترشح للانتخابات البرلمانية فقد حدد حسب هذه الروزنامة في يوم 22 أغسطس (آب) المقبل على أن تبدأ حملة الانتخابات الرئاسية في دورتها الأولى يوم 10 نوفمبر المقبل.
وأشارت هيئة الانتخابات إلى أن هذه التواريخ تبقى في حاجة إلى التصديق النهائي من قبل المجلس التأسيسي (البرلمان). وأردفت أن هذه المقترحات «هي أقصى ما يمكن أن تقدمه الهيئة في نطاق يراعي الآجال الدستورية»، وفق تصريح لشفيق صرصار رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
على صعيد آخر، ألغى راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة زيارة كانت مبرمجة نهاية الأسبوع الماضي إلى ولاية (محافظة) جندوبة (شمال غربي تونس)، وذلك بعد تلقيه تحذيرا من لطفي بن جدو وزير الداخلية، ورضا صفر الوزير المكلف الأمن، وكلاهما نصحه بتجنب مغادرة العاصمة التونسية لوجود تهديد جدي يستهدفه شخصيا.
وقال لطفي زيتون، القيادي في حركة النهضة، في تصريح لوسائل الإعلام التونسية، إن التهديد الموجه للغنوشي ليس على ارتباط بمنطقة جندوبة التي شهدت مواجهات مسلحة بين قوات الأمن والجيش ومجموعات إرهابية، بل إن النصيحة وجهت بشكل عام إلى الغنوشي بالبقاء في العاصمة التونسية والتقليل من التحركات خلال هذه الفترة.
وفي السياق ذاته، أشار توفيق الزايري رئيس المكتب الجهوي لحركة النهضة في جندوبة إلى أن «سفارة دولة صديقة وشقيقة تحرص على نجاح الانتقال الديمقراطي في تونس هي التي أبلغت الغنوشي بوجود تهديد إرهابي جدي وخطير يستهدفه».
وكان الغنوشي سيعقد اجتماعا جماهيريا مع عدد من الفلاحين والتجار ورجال الأعمال في مدينة جندوبة (170 كلم شمال غربي العاصمة) ليجري إلغاء الزيارة ساعات قليلة قبل انطلاق الاجتماع ويعوضه لطفي زيتون في الإشراف على هذه التظاهرة.
على صعيد متصل، واصلت قوات الأمن والجيش التونسي لليوم الثالث على التوالي تعقب مجموعة إرهابية متحصنة بمنطقتي «عين الدبة» و«الفوازعية» التابعتين لولاية جندوبة بعد تبادل إطلاق نار ليلة الخميس الماضي بين مجموعة مسلحة مكونة من ثمانية عناصر إرهابية ووحدات الأمن والجيش.
وكانت المواجهات المسلحة قد أسفرت عن مصرع عنصرين من المجموعة الإرهابية وجرح خمسة آخرين، كما حجزت قوات الأمن والجيش كمية من الأسلحة من نوع «كلاشنيكوف»، وكمية من المتفجرات وثلاثة قنابل يدوية وخرائط وأسلاكا لصناعة القنابل.
وتتوقع مصادر أمنية تونسية أن يكون عدد العناصر الإرهابية المتحصنة في المناطق الجبلية كبيرا وأكثر من العناصر الثمانية الذين تحدثت عنهم، وذلك بالنظر لمعسكر التدريب وكذلك مخبأ الإرهابيين الذي اكتشفته قوات الأمن والجيش بالمناطق الغابية في فرنانة وعين دراهم التابعتين إداريا إلى ولاية جندوبة.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.