كرة القدم بالنسبة للاعب الإسباني ماتا... أموال وشهرة وأعمال خيرية

خوان ماتا يوزّع هدايا خلال زيارة لمدرسة ابتدائية في بلدة أولدهام الإنجليزية (أ.ف.ب)
خوان ماتا يوزّع هدايا خلال زيارة لمدرسة ابتدائية في بلدة أولدهام الإنجليزية (أ.ف.ب)
TT

كرة القدم بالنسبة للاعب الإسباني ماتا... أموال وشهرة وأعمال خيرية

خوان ماتا يوزّع هدايا خلال زيارة لمدرسة ابتدائية في بلدة أولدهام الإنجليزية (أ.ف.ب)
خوان ماتا يوزّع هدايا خلال زيارة لمدرسة ابتدائية في بلدة أولدهام الإنجليزية (أ.ف.ب)

أظهر لاعب الوسط الدولي الإسباني خوان ماتا أن كرة القدم أكثر من مجرد وسيلة لكسب الشهرة والأموال، بل بإمكان اللاعبين المساعدة على تحسين وضع المجتمع المحيط بهم من خلال الأعمال الخيرية، واختار لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي مشروع «الهدف المشترك» لتقديم مساهمته.
ويشجع بطل العالم لعام 2010 نظراءه اللاعبين على أن يحذو حذوه وتقديم 1 في المائة من رواتبهم على أقل تقدير لصالح صندوق جماعي يريد أن يجعل منه «أكبر ناد كروي في العالم» من خلال عدد اللاعبين المساهمين فيه.
وتعهد حتى الآن 34 لاعبا فقط بالمساهمة بجزء من رواتبهم، من بينهم بطل مونديال 2014 الألماني ماتس هوملس (بايرن ميونيخ) والإيطالي جورجيو كييليني (يوفنتوس) والياباني شينجي كاغاوا (بوروسيا دورتموند الألماني)، إضافة إلى رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الكسندر تشيفرين، وذلك لصالح مشروع «الهدف المشترك» (كامن غول)، المدار من قبل منظمة «ستريت فوتبول وورلد» غير الحكومية التي جمعت شبكة عالمية من منظمات المجتمع.
لكن أيا من زملاء ماتا في يونايتد لم يساهم في الصندوق حتى الآن، كما أن أيا من أصحاب الرواتب الخيالية مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة الإسباني) أو البرتغالي كريستيانو رونالدو (ريال مدريد الإسباني) قرر اقتطاع جزء من راتبه لصالح «الهدف المشترك».
ونسبة الواحد في المائة التي يقتطعها من راتبه تذهب لصالح مؤسسة «أوسكار» التي تتخذ من الهند مقرا لها، وأهدافها تتمحور حول تعزيز قيمة التعليم من خلال كرة القدم والمساواة بين الجنسين.
وفي حديث لوكالة الصحافة الفرنسية على هامش زيارته لمدرستين ابتدائيتين كجزء من عمله مع مؤسسة مانشستر يونايتد في منطقة محرومة من شمال غربي إنجلترا، رفض الإسباني البالغ 29 عاما اعتبار نفسه رمزا لمشروع «الهدف المشترك»، كاشفا بأن «الفضول دفعني إلى الدخول فيه».
وتابع «كان على أحدهم البدء به ويورغن (غريسبيك، مؤسس ستريت وورلد فوتبول) وأنا قلنا لنبدأ وسنرى كيف سيكون رد فعل الناس، وكان رد فعلهم جيدا. الأمر لا يتعلق بي بل (يحاول) أن نصبح أكبر ناد كروي في العالم» معترفا أنه «لوحدي فقط، لن نذهب بعيدا. في كرة القدم، من الهام جدا أن يكون هناك روابط الفريق وروحيته، ونحن بحاجة إلى ذلك وأكثر في المشروع المشترك».
وأكد ماتا أنه سعيد بالمساهمات التي حصلت حتى الآن رغم أن أيا من الأسماء الكروية الكبيرة لم تشارك في المشروع حتى الآن، مضيفا «الناس يميلون إلى التفكير بأولئك (النجوم) غير الموجودين معنا. أنا شخصيا أفضل أن نتحدث عن أولئك الذين لديهم الشجاعة لتلبية النداء طوعا وأن يكونوا جزءا منه». وواصل «أنا فخور حقا بهم. نحن نجري مناقشات هامة مع الناس الذين يتخذون القرارات في كرة القدم حول كيفية دمج الهدف المشترك في صناعة كرة القدم. ولا يهم إذا لم نصل إلى نتيجة. أشعر أن هناك حاجة لذلك (مشروع من هذا النوع) لأنه عادل تجاه العالم بطريقة من الطرق».
واعتبر الإسباني أن «الأمور ليست سهلة عندما تكون في الـ20 أو الـ21 من عمرك. تخيل أنك تلعب في فريق مثل مانشستر يونايتد، تبدأ في كسب الشهرة وبعض الأموال الجيدة، ونحن لسنا على استعداد لذلك في هذا العمر، لذلك من الصعب إبقاء قدميك على الأرض والقول «حسنا، لنبقي الأمور كما هي، دعونا لا ننسى من أين جئنا».
وكشف ماتا أن عائلته له تأثيرها على توجهه نحو الأعمال الخيرية لأنها دأبت على فعل الأمر ذاته، مضيفا «الهدف المشترك ينبثق من تعليمي وعائلتي. علموني أشياء، والدي ووالدتي، أختي، جدي الذي كان مؤثرا في حياتي الشخصية والمهنية على حد سواء».
وواصل ماتا حديثه عن جده الذي توفي العام الماضي، قائلا «كان رائعا مع الأسرة بأكملها. الجميع أحبه كثيرا. بالنسبة له، أن يعيش ويشاهد هذا العدد من المباريات النهائية (التي خاضها ماتا في مسيرته)، الكثير من اللحظات سعيدة، فهذا الأمر يجعلني أشعر بالرضى عن نفسي. كان بالتأكيد ولا يزال له الأثر الأكبر في حياتي وحياة عائلتي».
وتأثر ماتا بعمق بالزيارة التي قام بها مع صديقته إلى مؤسسة «أوسكار» في مومباي العام الماضي، ونظم معرض صور في مانشستر لإلقاء الضوء على ما «اختبرته من لحظات صعبة هناك»، متحدثا عن الفوارق الشاسعة جدا بين الفقراء والأغنياء هناك وهذا الأمر «من الصعب تحمله».
وأردف «لكنها كانت تجربة رائعة تخولك معرفة كم هم أغنياء على الصعيد الروحي، (أتحدث) عن الأشخاص الكثر الذين قمنا بزيارتهم. كان من الجيد جدا رؤية عمل مؤسسة أوسكار عن كثب والعيش هناك معهم. قاعة الدراسة في الأحياء الفقيرة وكان من المهم رؤيتها».
وتبقى كرة القدم شغف ماتا لكنها تتحول بشكل متزايد لأداة من أجل التغيير الاجتماعي وهذا شيء «لطالما أردت القيام به، أن أستخدم قوة كرة القدم من أجل الأفضل».


مقالات ذات صلة

إنييستا يودّع الملاعب أمام 45 ألف متفرج في طوكيو

رياضة عالمية أندريس إنييستا (أ.ف.ب)

إنييستا يودّع الملاعب أمام 45 ألف متفرج في طوكيو

ودَّع نجم كرة القدم الإسباني المعتزل، أندريس إنييستا، مسيرته الكروية (الأحد) في مباراة استعراضية بين أساطير برشلونة وريال مدريد في طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
رياضة عالمية أوناي إيمري (إ.ب.أ)

إيمري: فورست منافس حقيقي في السباق على المراكز الأولى

قليلون هم الذين كانوا يتوقعون منافسة نوتنغهام فورست على المراكز الأربعة الأولى، في بداية موسم الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية سيتم الإعلان عن هوية الفريق الفائز بجائزة أفضل ناد في أفريقيا (رويترز)

جوائز أفريقيا: الأهلي ينافس الزمالك على «أفضل نادٍ»

يتجدد الصراع بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك عبر جائزة أفضل نادٍ في أفريقيا التي سيتم الإعلان عن هوية الفريق الفائز بها.

«الشرق الأوسط» (مراكش)
رياضة عالمية غاري أونيل (رويترز)

مدرب ولفرهامبتون: فرص خسارة وظيفتي تزيد مع كل «نتيجة سيئة»

قال غاري أونيل مدرب ولفرهامبتون واندرارز إنه غير مكترث بالتكهنات بشأن مستقبله بعد هزيمة فريقه الرابعة على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أصيب الحارس البالغ عمره 31 عاماً بقداحة ألقيت من المدرجات (رويترز)

دريفيس حارس مرمى بوخوم يُصاب بـ«قداحة»... والنادي يحتج

يعتزم بوخوم التقدم باحتجاج أمام الاتحاد الألماني لكرة القدم، بعدما أصيب حارس مرماه باتريك دريفيس بقداحة ألقيت باتجاهه، في التعادل مع مضيفه أونيون برلين.

«الشرق الأوسط» (برلين)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.