يبدأ المنتخب الألماني مسعاه للتخلص من عقدة المركز الثالث بموقعة نارية تجمعه بنظيره البرتغالي اليوم في الجولة الأولى من منافسات المجموعة السابعة التي تشهد مواجهة أخرى يشتم فيها لائحة الثأر بين منتخبي الولايات المتحدة الأميركية وغانا.
على ملعب {أرينا فونتي نوفا}، سينال منتخب ألمانيا شرف أن يكون أول فريق يخوض مباراته المائة في نهائيات كأس العالم عندما يواجه البرتغال اليوم. وخاضت ألمانيا منذ أول مشاركة لها في النهائيات عام 1934 ما مجموعه 99 مباراة علما بأنها غابت عن نسختي 1930 في الأوروغواي و1950 في البرازيل، وتوجت بطلة ثلاث مرات أعوام 1954 و1974 و1990. وحققت ألمانيا خلال المباريات الـ99، 60 فوزا، وتعادلت في 19 وخسرت 20، وسجلت 206 أهداف ودخل مرماها 117 هدفا.
وتحلم ألمانيا باستعادة كأس العالم الغائبة عن خزائنها منذ 24 سنة، وبالتخلص من عقدة السقوط في الأمتار الأخيرة حيث وصلت إلى نهائي 2002 وحلت ثالثة في نسختي 2006 و2010 في العرس الكروي العالمي، إضافة إلى وصولها لنهائي كأس أوروبا 2008 ونصف نهائي كأس أوروبا 2012.
ولكي يحقق الفريق الألماني مبتغاه عليه أن يثبت جدارته أمام نظيره البرتغالي في مباراة ستكون إعادة لمواجهتيهما على المركز الثالث في مونديال 2006 حين فاز الألمان على أرضهم 3 - 1، والدور الأول من كأس أوروبا 2012 حين فازوا مجددا بنتيجة 1 - صفر هذه المرة.
ومع احتلال المنتخب الألماني المركز الثاني في التصنيف العالمي والبرتغالي المركز الرابع، فمن المنتظر أن تكون مباراة اليوم واحدة من أبرز مواجهات الأسبوع الأول لكأس العالم، وستكون نتيجة هذه المواجهة مؤثرة جدا على مصير المجموعة التي تضم أيضا غانا وأميركا.
ويدخل منتخبا ألمانيا والبرتغال اللقاء، ببعض الشكوك حول لياقة العناصر المؤثرة، حيث يعتمد البرتغاليون بشكل رئيس على كريستيانو رونالدو، الذي وصل إلى البرازيل وسط موجة من الشكوك بشأن مدى تعافيه من إصابته في أوتار الركبة اليسرى، وهي الإصابة التي أزعجته كثيرا في الأسابيع الأخيرة من الموسم المنقضي.
ولم يشارك رونالدو، 29 عاما، الهداف القياسي للمنتخب البرتغالي، في مباريات إعدادية منذ نهاية الموسم الذي توج فيه فريقه ريال مدريد الإسباني بطلا لأوروبا، لكن الفريق البرتغالي بقيادة مدربه باولو بينتو حصل على دفعة معنوية كبيرة بمشاركة رونالدو في 66 دقيقة من المباراة الودية التي فاز فيها الفريق على نظيره الآيرلندي 5/1 في نيوجيرسي يوم الثلاثاء الماضي، بينما عاد بيبي وراؤول ميراليش إلى التدريبات، بعد أن كانت تحوم الشكوك حول مشاركتهما أمام ألمانيا بسبب الإصابة.
وقال بينتو {لقد مررنا بفترة صعبة مع وجود الكثير من الإصابات، ولكن الكل جاهز ومتاح للمباراة الأولى}.
بالتأكيد رونالدو قادر على تهديد المنتخب الألماني، الذي عانى كثيرا من الإصابات بين صفوفه، كما أن فوز ريال مدريد على بايرن ميونيخ الألماني في المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا، قد يكون له تأثير كبير على هذه المباراة.
ولكن يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني يرى أن مباراة ريال مدريد مع بايرن لن يكون لها أي تأثير على مباراة اليوم.
وقال لوف {لا يمكن الحد من خطورة رونالدو بشكل كامل.. لقد سجل 50 هدفا هذا الموسم، وعندما يمثل المنتخب البرتغالي فإنه يقوم بالكثير من الأمور الحاسمة}.
وأضاف المدير الفني للمنتخب الألماني: {إنه فريق خطير جدا، موتينهو، وناني، ورونالدو وخلفهم أصحاب الخبرة الكبيرة ألفيس، وبيبي وكوينتراو، جميعهم يلعبون بشكل رائع}.
ويضم المنتخب الألماني بين صفوفه المهاجم المخضرم ميروسلاف كلوزه الذي سجل 14 هدفا للفريق خلال تاريخ مشاركاته في كأس العالم ويحلم بتسجيل هدف آخر من أجل معادلة رقم الهداف التاريخي لكأس العالم، البرازيلي رونالدو الذي سجل 15 هدفا.
لكن مصير كلوزه، 36 عاما، مهاجم لاتسيو الإيطالي في معادلة الرقم القياسي لرونالدو يتوقف على قرار لوف بالدفع به من عدمه في مباراة اليوم.
ويعتزم لوف الاستعانة بالقائد فيليب لام في مركز خط الوسط بدلا من قلب الدفاع، على أن ينتقل جيروم بواتينغ لمركز الظهير الأيمن من أجل مراقبة رونالدو، وهي المهمة التي قام بها في يورو 2012.
وقد ينتقل بينديكت هويديس لاعب شالكه من مركز قلب الدفاع إلى مركز الظهير الأيسر، على أن يشارك بير ميرتساكر لاعب آرسنال وماتس هوميلس لاعب بوروسيا دورتموند في مركز قلب الدفاع.
وربما يجلس باستيان شفاينشتايغر نجم بايرن ميونيخ على دكة البدلاء بعد معاناته من الإصابة مؤخرا، بينما يسعى لوكاس بودولسكي لاعب آرسنال وأندري شورله لاعب تشيلسي لتعويض غياب ماركو ريوس المصاب في الجهة اليسرى.
وعاد سامي خضيرة نجم ريال مدريد إلى الأجواء بعد تعافيه من الإصابة وقد يكون له دور محوري في وسط الملعب بجوار توني كروس لاعب وسط بايرن، في الوقت الذي قد يستعين فيه لوف بجهود بودولسكي وشورله وماريو غوتزه وتوماس مولر ومسعود أوزيل لأداء أدوار هجومية.
وتطرق قائد المنتخب الألماني فيليب لام إلى موقعة اليوم التي ستجمع بلاده بالبرتغال للمرة الثانية في كأس العالم بعد 2006 والسادسة على صعيد نهائيات البطولتين الرسميتين الكبريين (تعادلا في الدور الأول من كأس أوروبا 1984 صفر - صفر وفازت البرتغال في الدور الأول نسخة 2000 بنتيجة 3 - صفر وألمانيا في الدور الثاني من نسخة 2008 و1 - صفر في الدور الأول من نسخة 2012)، قائلا: {كانت البرتغال قوية جدا ضدنا قبل عامين ومع بعض الحظ تمكنا من الفوز، ثم مع شيء من سوء الحظ جرى إقصاؤها (في الدور نصف النهائي بالخسارة أمام إسبانيا بركلات الترجيح)، إنه فريق قوي جدا، حتى الصعيد البدني، وسيضعنا تحت ضغط كبير».
غانا والولايات المتحدة
وعلى ملعب {داس دوناس أرينا} في مدينة ناتال يلتقي المنتخبان الغاني والأميركي في مواجهة ثأرية ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة السابعة أيضا.
وكان المنتخبان التقيا في النسخة قبل الأخيرة في ألمانيا عام 2006 وفازت غانا 2/1 في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول التي منحتها بطاقة التأهل للمرة الأولى في تاريخها إلى ثمن النهائي قبل أن تخرج على يد البرازيل بثلاثية نظيفة، ثم في النسخة الأخيرة في جنوب أفريقيا وتحديدا في الدور ثمن النهائي وحسم ممثلو القارة السمراء النتيجة في صالحهم 2 - 1 بعد وقت إضافي بهدف لجيان أساموا في طريقهم إلى إنجاز تاريخي ببلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى علما بأنهم كانوا قاب قوسين أو أدنى من دور الأربعة لولا إهدار جيان لركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع في الوقت الإضافي أمام الأوروغواي قبل الخسارة بركلات الترجيح 2 - 4 (الوقتان الأصلي والإضافي 1 - 1).
وشاءت الأقدار أن يلتقي المنتخبان مرة أخرى في كأس العالم الحالية وفي مباراة مصيرية لأن الفائز فيها سيعزز حظوظه في المنافسة على إحدى بطاقتي المجموعة التي تبدو الحظوظ فيها كبيرة لكل من ألمانيا والبرتغال.
وتمني الولايات المتحدة النفس بفك العقدة الغانية وقطع خطوة كبيرة نحو بلوغ الدور ثمن النهائي على الأقل على غرار مونديال 2010، وشدد كلينزمان على أن الولايات المتحدة ليست {الحصان الأسود} في المجموعة السابعة التي تعد {على الأرجح الأكثر صعوبة} في النهائيات. وقال كلينزمان المتوج مع منتخب بلاده باللقب العالمي عام 1990 في إيطاليا: {نحن ننتظر بفارغ الصبر خوض المباراة الأولى أمام غانا، نعرف نقاط القوة والضعف لمنافسنا، وندرك أنه الفريق الأفضل أو ثاني أفضل منتخب في القارة السمراء}.
وتابع {الحديث عن الفوز بالمونديال ليس واقعيا. ولكن اليونان في عام 2004، لم يكن أي أحد يتوقع فوزها بكأس أوروبا، ولكنها فعلتها. كل شيء ممكن في كرة القدم. إذا نجحنا في تخطي الدور الأول وقتها ستكون السماء العائق الوحيد أمامنا}.
في المقابل لن يكون المنتخب الغاني لقمة سائغة أمام الولايات المتحدة وهو الساعي إلى مواصلة تألقه في العرس العالمي وتكرار إنجاز النسخة الأخيرة عندما بلغ ربع النهائي وأصبح ثالث منتخب أفريقي يحقق هذا الإنجاز بعد الكاميرون والسنغال.
وهي المشاركة الثالثة على التوالي لغانا في النهائيات بعد الأولى عندما بلغت ثمن الهائي والثانية عندما بلغت ربع النهائي.
وتخوض غانا المونديال بتشكيلة أكثر خبرة مع عودة مايكل إيسيان نجم تشيلسي الإنجليزي السابق وميلان الإيطالي وصاحب الخبرة الرهيبة في الملاعب الأوروبية. لكن أفضل لاعب في أفريقيا في 2008 وفي فرنسا 2005 مع ليون وبطل أوروبا 2012 مع تشيلسي لم يشارك كثيرا في مباريات هذا الموسم (14)، رغم الثقة الكبيرة التي يضعها عليه الجمهور الغاني.
ويملك المدرب كويسي أبياه خيارات هجومية إضافية مع وجود عبد المجيد واريس (فالنسيان الفرنسي) وكريستيان اتسو (فيتيس الهولندي)، بالإضافة إلى ترسانة مهمة من النجوم في خط الوسط ممثلة في إيسيان وسولي مونتاري (ميلان الإيطالي) وكودادوو أسامواه (يوفنتوس الإيطالي) وكيفن برينس بواتنغ (شالكه الألماني)، لكن الدفاع طالته انتقادات. وأكد القائد الغاني مهاجم العين الإماراتي جيان أن منتخب بلاده عادة ما يرفع من مستواه في مواجهة المنتخبات الكبيرة «كما حصل عندما ذهبنا إلى مونديالي 2006 و2010، وفي مواجهة مصر الفاصلة في التصفيات عندما شارك الجميع. وأعتقد أن هذا الأمر سيتكرر في كأس العالم}.
* رونالدو يحمل عبء تحقيق حلم البرتغاليين بلقب عالمي
* صحيح أن مهمة القائد دائما ما تكون معقدة، كونه يمثل القدوة داخل وخارج الملعب والمدرب في أرضية الملعب، لكن ما يحمله نجم المنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو في مونديال البرازيل 2014 يمثل عبئا مضاعفا، لأنه يجسد حلم بلد بأكمله ويختصر المنتخب الوطني وطموحه بشخصه.
لكن مدرب المنتخب البرتغالي باولو بينتو يحاول تخفيف الضغوط عن نجمه الكبير الذي عانى من مشاكل بدنية خلال الأيام الأخيرة بالقول «المنتخب يتكون من 11 لاعبا، ولا بد من التحضير لمباراة ألمانيا بهذا المفهوم»، وذلك من أجل التأكيد على أهمية اللاعبين الآخرين في المنتخب.
لكن لا يخفى على أحد أن رونالدو هو المنتخب البرتغالي نظرا إلى الأهمية الكبرى التي يتمتع بها نجم ريال مدريد الإسباني المتوج هذا الموسم بلقبه الثاني في دوري أبطال أوروبا بعد ذلك الذي توج به عام 2008 مع مانشستر يونايتد. إن آمال البرتغاليين بتحقيق إنجاز مماثل لمونديالي 1966 (حل المنتخب ثالثا) و2006 (حل رابعا) معلقة على القائد رونالدو الذي طمأن بلاده بمشاركته في تمارين السبت وأمس تحضيرا للقاء ألمانيا.
وسيسعى رونالدو إلى فرض سطوته على المسرح العالمي وخطف الأضواء في البرازيل بعد أن نجح في تحقيق هذا الأمر في الملاعب الإنجليزية والإسبانية وعلى المسرح الأوروبي. ويدرك رونالدو حجم المسؤولية الملقاة عليه والصعوبة التي تنتظره مع انطلاق منافسات العالمية.
ويبحث رونالدو عن الدخول في نادي لاعبين كسبوا معركة الأندية وتعملقوا أيضا مع منتخبات بلادهم، مثل الفرنسي زين الدين زيدان الذي توج بطلا للعالم عام 1998 بعد أن تألق في صفوف فريقيه الكبيرين يوفنتوس الإيطالي وريال مدريد، والهولندي الطائر يوهان كرويف الذي ألهب ملاعب ألمانيا الغربية في مونديال 1974 قبل أن يخونه الحظ في النهائي أمام البلد المضيف.
ومن المؤكد أن رونالدو، وعلى غرار غريمه في برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي، يبحث عن الوصول لمرتبة أعلى من هذين العملاقين والدخول إلى النادي الحصري للأساطير والذي يضم لاعبين مثل مارادونا والبرازيلي بيليه.
ووصل رونالدو إلى مونديال البرازيل متوجا بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، ولقب دوري أبطال أوروبا مع فريقه ريال، لكن إصابته في نهاية الموسم كادت توقف قلوب البرتغاليين. وعلى حدود الثلاثين، ستكون لقائد البرتغال فرصة أخيرة ربما بإحراز لقب كبير مع بلاده ونسيان الدموع التي ذرفها بعد نهائي كأس أوروبا 2004 في لشبونة أمام اليونان.
وسيخوض رونالدو مشاركته المونديالية الثالثة بمعنويات مرتفعة بعد تتويجه مع ريال بلقب دوري الأبطال في موسم رائع له على الصعيد الشخصي، إذ أصبح أول لاعب في تاريخ المسابقة القارية يحرز 9 أهداف في الدور الأول، ثم تفوق على غريمه ميسي وحطم الرقم القياسي بعدد الأهداف في موسم واحد (17 هدفا)، ليسافر إلى البرازيل وفي جعبته 51 هدفا سجلها في 47 مباراة خاضها مع النادي الملكي في جميع المسابقات خلال 2013 - 2014.