«كرايسلر» تستدعي 228 ألف شاحنة لخلل في ناقل الحركة

يجعل المركبة تتحرك وهي في وضع التوقف

الشركة أكدت أنها ليست على علم بأي إصابات أو حوادث تتعلق بعملية الاستدعاء. (إ.ب.أ)
الشركة أكدت أنها ليست على علم بأي إصابات أو حوادث تتعلق بعملية الاستدعاء. (إ.ب.أ)
TT

«كرايسلر» تستدعي 228 ألف شاحنة لخلل في ناقل الحركة

الشركة أكدت أنها ليست على علم بأي إصابات أو حوادث تتعلق بعملية الاستدعاء. (إ.ب.أ)
الشركة أكدت أنها ليست على علم بأي إصابات أو حوادث تتعلق بعملية الاستدعاء. (إ.ب.أ)

أعلنت شركة «فيات كرايسلر» لصناعة السيارات في الولايات المتحدة عن استدعاء طوعي لأكثر من 228 ألف شاحنة «بيك آب» تم بيعها في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بسبب مخاوف بشأن تحرك المركبة وهي في وضع التوقف.
وقالت الشركة، إن تحقيقاً اكتشف إن قفل ناقل الحركة في وضع المكابح قد تزداد حرارته بشكل كبير في بعض المركبات المزودة بناقل حركة مدمج في عمود التوجيه. وأوضحت أن الارتفاع الزائد في درجة الحرارة ارتبط بالضغط على دواسة المكابح لمدة طويلة أثناء توقف المركبة واختيار وضع التوقف في ناقل الحركة.
وأكدت «فيات كرايسلر» فى بيان، أنه «فى حالة حدوث ارتفاع درجة الحرارة، قد يتم تغيير وضع المركبة بدون الضغط على دواسة المكابح، أو وجود مفتاح تشغيل».
وأضافت أنه ما لم يتم سحب المكابح اليدوية للمركبة، كما تنصح الشركة المصنعة، «قد تؤدي هذه الظروف إلى حركة غير مقصودة».
وأشارت الشركة إلى أنها ليست على علم بأي إصابات أو حوادث تتعلق بعملية الاستدعاء، التي تقتصر على المركبات المزودة بأجهزة ناقل الحركة المدمجة في أعمدة التوجيه .


مقالات ذات صلة

هل تصبح السيارات الذكية المتصلة بالإنترنت هدفاً للهجمات السيبرانية؟

خاص خبير «كاسبرسكي»: تصبح السيارات أكثر جاذبية للمجرمين لأنها تتضمن مكونات تقنية أكثر شيوعاً وتتصل بالإنترنت (شاترستوك)

هل تصبح السيارات الذكية المتصلة بالإنترنت هدفاً للهجمات السيبرانية؟

في لقاء مع «الشرق الأوسط»، يشرح خبير أمني في «كاسبرسكي» التهديدات السيبرانية المحتملة التي تشكلها السيارات المتصلة بالإنترنت على السائقين والركاب وطرق تجنبها.

نسيم رمضان (كوالالمبور)
تكنولوجيا المشروع جزء من التزام جامعة باث بالاستدامة البيئية ولتطوير تقنيات الطاقة النظيفة عبر الحلول الهندسية العملية (جامعة باث)

أول طلاب في العالم يبنون ويشغلون محركاً يعمل بوقود الهيدروجين

حقق فريق من طلاب الهندسة في جامعة باث المركز الأول عالمياً بعد أن أصبحوا أول طلاب جامعيين يقومون ببناء وتشغيل محرك يعمل بوقود الهيدروجين بنجاح.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد سيارات متنوعة في أحد الأماكن المخصصة على كورنيش النيل بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

«بي.إم.آي» تتوقع نمو مبيعات السيارات في مصر 22 % خلال 2024

توقعت شركة «بي.إم.آي» للأبحاث التابعة لـ«فيتش سوليوشنز» نمو الطلب على السيارات الجديدة بعدما أصبحت تكلفة استيراد السيارات أكثر استقراراً مع انحسار أزمة الدولار

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد يتوقع أن يرافق ماسك مديرون تنفيذيون آخرون (رويترز)

إيلون ماسك قد يزور الهند قريباً للإعلان عن خطط استثمارية

يزور رئيس شركة «تسلا»، إيلون ماسك، الهند هذا الشهر للقاء رئيس الوزراء ناريندرا مودي، ومن المتوقع أن يصدر إعلاناً عن خطط للاستثمار وفتح مصنع جديد.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد تتمتع الصين بريادة كبيرة على الشركات الأوروبية في تطوير طرازات رخيصة التكلفة للسيارات الكهربائية على وجه الخصوص (رويترز)

وانغ يواجه أوروبا: شركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية لا تعتمد على الإعانات

بدأ وزير التجارة الصيني رحلته أوروبياً بإخبار مصنعي السيارات ببلاده أن تأكيدات أميركا وأوروبا على وجود طاقة إنتاج زائدة للسيارات الكهربائية ليست صحيحة.

«الشرق الأوسط» (بكين) «الشرق الأوسط» (باريس)

جدل في مصر حول علاقة الاكتشافات الأثرية بقصص الأنبياء

سانت كاترين ومنطقة التجلي الأعظم في سيناء (وزارة السياحة والآثار المصرية)
سانت كاترين ومنطقة التجلي الأعظم في سيناء (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

جدل في مصر حول علاقة الاكتشافات الأثرية بقصص الأنبياء

سانت كاترين ومنطقة التجلي الأعظم في سيناء (وزارة السياحة والآثار المصرية)
سانت كاترين ومنطقة التجلي الأعظم في سيناء (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أثارتْ تصريحات لعالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس بشأن «عدم وجود أدلة علمية ومادية على وجود أنبياء في مصر القديمة»، جدلاً واسعاً في الأوساط الدينية والتاريخية والآثارية.

وشدد حواس على أن تصريحاته «كلام علمي لا يقبل النقد»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «أنا كمسلمٍ أعترف بكل ما جاء في القرآن الكريم والكتب السماوية الأخرى 100 في المائة، وأن سيدنا موسى وُلد في مصر والخروج حدث من مصر، لكن هذا غير مثبت في الآثار المصرية المكتشفة حتى الآن».

وأوضح حواس أن «السبب في عدم ذكر الأنبياء في الآثار المصرية القديمة عبر النقوش والبرديات هو أن الملك كان لديه برنامج ليصبح إلهاً، ولكي يحقق برنامجه يجب أن تكون لديه مقبرة يدفن فيها ومعابد يتعبد فيها للآلهة ويعبدونه أيضاً فيها، ويوحد مصر العليا والسفلى، ويقدم قرابين للآلهة ويهزم أعداء مصر. هذا البرنامج لا يمكن أن يتضمن سير أنبياء، لأن موسى هزم الفرعون، وفق الروايات الدينية، فلا يمكن للفرعون التالي أن يكتب هذه القصة، لأنها ضد إرادة الفرعون»، حسب وصفه.

وأضاف حواس أنه «تم اكتشاف نحو 30 في المائة فقط من حجم الآثار المصرية، وما زال هناك 70 في المائة أخرى غير مكتشفة. ومن الممكن في أي وقت أن يكتشف عالم آثار لوحة عليها نقش تتحدث عن سيدنا موسى أو الخروج»، على حد تعبيره.

وانقسم جمهور منصات التواصل بين مؤيد لكلام حواس باعتباره «يمثل الرأي العلمي الآثاري»، وبين روايات أخرى تسعى للتأكيد على وجود الأنبياء في العصور المصرية القديمة.

في المقابل، قال الدكتور سعد الدين هلالي، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر لـ«الشرق الأوسط»، إن «تصريح الدكتور حواس بأن ذكر بعض الأنبياء مثل سيدنا إبراهيم وسيدنا موسى وبني إسرائيل لم يثبت في أي مدونة أثرية مكتشفة لا ينفي وجودهم في زمن الحضارة المصرية القديمة، لذلك فإنه من الوارد أن يثبت ذلك في ما لم يستكشف بعد»، وفق تعبيره.

منطقة سانت كاترين بسيناء من المزارات السياحية المهمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتابع أن «أكثر القصص القرآني جاء باعتباره من أنباء الغيب، وذكر أمثلة من قصة النبي نوح في سورة هود، وقصة السيدة مريم من سورة آل عمران وقصة النبي يوسف». وأوضح أن «أنباء الغيب من الماضي لا تكون مكتوبة وإنما وصلتنا عن طريق الوحي».

وذكر أن «إيماننا بالقرآن الكريم يجعلنا نثق ونطمئن بأن القصة حقيقية وواقعية، وكل ما أخبرنا به الله هو حق مطلق، سواء ثبت في حفريات الآثار أم لم يثبت، هذا أمر لا يعني المؤمنين، ولا يضرهم في شيء».

ويمتد هذا الجدل بين النصوص الدينية والآثار والمدونات التاريخية على مدى سنوات، وقد كتب باحثون مثل فراس السواح ومحمد أحمد خلف الله وخزعل الماجدي ومحمد أركون مقاربات حول العلاقة بين التاريخ الأركيولوجي والقصص الديني.

من جانبه، رفض الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر، ما ذكره حواس. وقال ريحان لـ«الشرق الأوسط»: «بعيداً عن الحقائق الدينية الثابتة، التي لا تحتاج إلى إثباتات تاريخية أو أثرية، فقد تأكد، تاريخياً وأثرياً، وباعتراف اليونسكو، مسار نبي الله موسى بسيناء». وذكر أنه رصد هذا المسار في كتابه «التجليات الربانية بالوادى المقدس طوى».

وذكر ريحان 3 أدلة وصفها بـ«الدامغة» على وجود نبي الله موسى في مصر، وكذلك بني إسرائيل، وهي «عيون موسى التي تقع على بعد 35 كم من نفق أحمد حمدي بسيناء، وعددها 12 عيناً بعدد أسباط بنى إسرائيل»، حسب وصفه.

وأشار إلى أن «شجرة العليقة المقدسة الموجودة حالياً بدير سانت كاترين هي الدليل المادي الثاني، وهي الشجرة التي ناجى عندها نبي الله موسى ربه، وذلك لأن هذ النوع من نبات العليق لم يوجد في أي مكان آخر بسيناء، وهي شجرة غريبة ليس لها ثمرة وخضراء طوال العام، وفشلت محاولة إعادة إنباتها في أي مكان في العالم».

ووفق ريحان، فإن «جبل موسى ذا الطبيعة الجلمودية الصخرية، وجبل التجلي المواجه له ذا الطبيعة الركامية كعلامات للدك، هما الدليل الأثري الثالث».

ويعد الحديث عن وجود ربط بين حقب زمنية معروفة في مصر وبين أنبياء عاشوا في تلك الفترة محركاً رئيسياً لتجدد الجدل والسجال بين العلماء.

ففي عام 2020، أثار علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، الجدل بتصريحات عن بناء الأهرامات رجح فيها أن النبي إدريس هو من بدأ البناء، وأن تمثال أبو الهول الشهير تجسيد له.

عيون موسى في سيناء (الدكتور عبد الرحيم ريحان)

وقال جمعة، وهو عضو هيئة كباء العلماء في الأزهر، في تصريحات تلفزيونية: «هناك كثيرٌ من الأقاويل التي يرجحها العلماء أن نبي الله إدريس هو من بدأ بناء الأهرامات وعلم التحنيط، وأن وجه تمثال أبو الهول في مصر هو وجهه».

ولم تكن تلك المرة الأولى التي يطرح فيها علي جمعة هذه النظرية، إذ قال في عام 2015 إن النبي إدريس اسمه «أخنوخ» في التوراة، وهو «هرمس الهرامسة»، أي حكيم الحكماء، فهو أول من خط بالقلم وخاط الثياب، وهو مثال للحكمة والعلوم الرياضية والفلكية، وهو «أبو الهول»، كما جاء في كتاب لأحد المؤرخين. وأثار آنذاك موجة واسعة من الجدل والانتقادات ضده.


استعادة صور كيغام دجيغاليان... إطلالة على الحياة في غزة الأربعينات

أطفال غزة بعين المصوِّر الأرميني (الشرق الأوسط)
أطفال غزة بعين المصوِّر الأرميني (الشرق الأوسط)
TT

استعادة صور كيغام دجيغاليان... إطلالة على الحياة في غزة الأربعينات

أطفال غزة بعين المصوِّر الأرميني (الشرق الأوسط)
أطفال غزة بعين المصوِّر الأرميني (الشرق الأوسط)

في بهو المعهد الثقافي الفرنسي بالقاهرة، تستقبل الزوّار عشراتُ الوجوه بنظراتها، وابتساماتها، وامتلائها بالحياة. هي الوجوه التي حفظتها عدسة الفنان الأرميني الراحل كيغام دجيغاليان في أثناء إقامته بغزة منذ أربعينات القرن الماضي ولمدّة 40 عاماً، التقط خلالها عدداً من اللقطات التي يحتضنها معرض بعنوان «مُصوّر غزة: كيغام»، المستمرّ حتى 12 مايو (أيار).

المعرض يستضيفه المعهد الفرنسي في القاهرة (الشرق الأوسط)

نظَّم المعرض كيغام دجيغاليان، حفيد المصوّر الأرميني الراحل الذي يحمل اسمه، وكتب كلمة تعريفية بجدّه، فقال إنه «ساهم في تعميم ممارسة التصوير الفوتوغرافي في المدينة، فدعم الشباب المصوّرين، وعدَّه كثيرون أباً روحياً لهذه المهنة لنحو 4 عقود، وثَّق خلالها تاريخ غزة وذاكرتها من خلال تصويره الاجتماعي والرسمي والسياسي والوثائقي، وما صوّره في الاستوديو الخاص به خلال فترات التحوُّل العصيبة تحت الانتداب البريطاني، والحكم المصري، والاحتلال الإسرائيلي عامَي 1956 و1967».

«تذكار غزة» في المعرض (الشرق الأوسط)

رغم تلك الظروف التي أحاطت بفترة إقامة دجيغاليان في غزة، أصرَّ على البقاء فيها حتى وفاته عام 1981. ووفق المُلحق الثقافي للمعهد الفرنسي في مصر، إريك ليباس، تكمن أهمية المعرض في أنّ الراحل «هو مؤسِّس أول استوديو تصوير في القطاع عام 1944 باسم (فوتو كيغام)، وهذا الفضاء الذي يضمّ عشرات الصور الفوتوغرافية المختلفة يمثّل توثيقاً لتاريخ غزة والحياة اليومية التي عاشها أهلها في تلك الفترة، التي ربما نطّلع عليها للمرة الأولى عن قُرب عبر الصورة الفوتوغرافية»، كما يقول لـ«الشرق الأوسط».

عدد من الصور التلقائية لأهالي غزة (الشرق الأوسط)

تبدو فوتوغرافيا غزة بالأبيض والأسود كأنها عرض سردي لمدينة تمتَّع أهلها بحياة بسيطة، قبل أن تُبدّل وجهها الحرب الإسرائيلية. وهو انطباع تُكوّنه صور المعرض الموزَّعة على مجموعة أقسام، ما بين «الاستوديو»، و«تذكار غزة»، و«ألبوم العائلة»، و«زووم»، التي بدا فيها المصوّر الراحل كأنه يبحث عن الإيقاع اليومي، والهوية، والابتسامة الحرّة غير المُفتعلة، سواء في المواقع الحيّة، كتصوير الشوارع والمقاهي، وتجمّعات الأطفال، ونزهات العائلات على البحر، واجتماع النساء حول أنشطة مختلفة، مثل الرسم والخياطة، أو من خلال تصويره البورتريهات والوجوه في استوديو التصوير الخاص به؛ فأبرزت لقطاته الملامح الشرقية الجاذبة لأهل غزة، وحرص معظمهم على ارتداء الزيّ التقليدي الفلسطيني في صورهم بالاستوديو. كما تُعرَض الكاميرات، وأدوات التصوير القديمة، و«النيغانتيف»، التي استعان بها الفنان آنذاك.

بورتريهات من استوديو كيغام (الشرق الأوسط)

من جهتها، تقول مسؤولة الإعلام في المعهد الثقافي الفرنسي يان فيني لـ«الشرق الأوسط»، إنّ المعرض «يُعدُّ إحدى فعاليات برنامج (هنا فلسطين) الذي ينظّمه المعهد»، وتضيف: «نظّمنا في العام الماضي برنامجاً بعنوان (هنا السودان)، وهذا العام نستضيف تلك الفعاليات تضامناً مع فلسطين والسلام، عبر برنامج يدعم الثقافة الفلسطينية بمختلف الصور. فإلى معرض كيغام، ثمة ورش عمل فنية، وحفل موسيقي، وبازار فلسطيني».

من فوتوغرافيا كيغام (الشرق الأوسط)

جانب من حضور المعرض بالمعهد الفرنسي (الشرق الأوسط)

ويضمّ البازار عدداً من الحرف اليدوية والمأكولات الشعبية الفلسطينية، وسط إقبال من الزوّار على تفقُّد المعروضات بروائحها الخلّابة. وتقف المهندسة الفلسطينية آلاء حداد لتُحدّثهم عن التطريز الذي تحترفه، فتشير إلى «مفتاح العودة» الذي تصمّمه وتُطرّزه بالكامل بالغرزة الفلسطينية المعروفة، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «وصلتُ إلى القاهرة منذ أيام قادمةً من غزة، وأجدُ في العمل اليدوي كثيراً من التنفيس عن الحزن الذي نعيشه، ووسيلة للمقاومة عبر الفنّ التراثي الذي يختزل ثقافتنا وصمودنا».


حضور نسائي عربي لافت في لجان تحكيم «كان السينمائي»

نادين لبكي (حسابها على إنستغرام)
نادين لبكي (حسابها على إنستغرام)
TT

حضور نسائي عربي لافت في لجان تحكيم «كان السينمائي»

نادين لبكي (حسابها على إنستغرام)
نادين لبكي (حسابها على إنستغرام)

تشهد لجان تحكيم الدورة 77 لمهرجان كان السينمائي (14 - 25 مايو (أيار) 2024) حضوراً نسائياً عربياً لافتاً، حيث تشارك 3 سينمائيات بلجان التحكيم، هن المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي التي تشارك بوصفها عضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، وتضم في عضويتها عدداً من أبرز صناع السينما في العالم، برئاسة المخرجة الأميركية غريتا غيرويغ. ويشهد المهرجان مشاركة 22 فيلماً تتنافس على الفوز بالسعفة الذهبية أكبر جوائز المهرجان، كما تشارك الممثلة المغربية لبنى أزابال التي تحمل الجنسية البلجيكية، حيث جرى اختيارها لرئاسة لجنة تحكيم الفيلم القصير ولجنة «La Cinef»، بينما تحل المخرجة المغربية الشابة أسماء المدير عضو لجنة تحكيم «نظرة ما» التي يترأسها الممثل والمخرج والمنتج الكندي كزافييه دولان.

الفنانة اللبنانية نادين لبكي (إنستغرام)

وقطعت نادين لبكي مسيرة وطيدة مع مهرجان كان، سواء عبر مشاركات بأفلامها أو بلجان التحكيم، فقد شاركت عضو لجنة تحكيم بمسابقة «نظرة ما» عام 2015 ثم عادت لتترأسها عام 2019، كما شاركت بـ3 أفلام بالمهرجان، بدءاً من فيلمها الأول «سكر بنات» 2007، والثاني «وهلأ لوين؟» 2011، وكذلك ثالث أفلامها «كفر ناحوم» الذي شارك بالمسابقة الرسمية، وحاز جائزة لجنة التحكيم الخاصة 2018.

وعبَّرت نادين لبكي عن فخرها وسعادتها بالمشاركة بعضوية لجنة تحكيم المسابقة الرسمية وسط أسماء كبيرة لسينمائيين من كل أنحاء العالم، واصفة علاقتها بالمهرجان بأنها «صارت عائلية»، وقالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «إن ظهور لبنان بين لجنة التحكيم يعكس إحساساً بالوطنية والفخر، وبأن لبنان موجود رغم كل المصاعب التي يمر بها». وأكدت أن علاقتها بمهرجان كان بدأت منذ كانت طالبة بالجامعة تحلم بالسينما، قائلة: «أتذكر هذه الفترة جيداً، لقد كنت أراه حلماً بعيداً، بل مستحيلاً، وقد توالت خطواتي، إذ حققت أول خطوة وأول حلم بمشاركتي بفيلم «سكر بنات» بالمهرجان ثم «وهلأ لوين؟» والخطوة الثالثة مع «كفر ناحوم»، وكذلك مشاركتي بلجان التحكيم، ما أوجد علاقة عائلية معه؛ فقد صرت من بين عائلة السينما العالمية في مهرجان يحتضنني، ويفتح الأبواب أمامي ليجعل الحلم المستحيل حقيقة واقعة».

* لبنى أزابال

ولدت الممثلة المغربية لبنى أزابال في بروكسل لأب مغربي وأم إسبانية، وحققت نجاحاً بوصفها ممثلة مسرحية وسينمائية عبر عدد كبير من الأدوار التي منحتها جائزة «ماغريت»، وهي عبارة عن وسام تمنحه أكاديمية «أندريه ديلفو» البلجيكية للإنجاز السينمائي.

الفنانة المغربية لبنى أزابال خلال حضورها مهرجان كان (حسابها على إنستغرام)

وشاركت أزابال ممثلةً في أفلام فرنسية وعربية عدة، من بينها الفيلم الفرنسي «حريق» للمخرج دينيس فيلنوف، والفلسطيني «الجنة الآن» للمخرج هاني أبو أسعد، كما شاركت ببطولة الفيلم المغربي «آدم» للمخرجة مريم التوزاني.

* أسماء المدير

وبعدما شاركت المخرجة المغربية أسماء المدير العام الماضي بفيلمها الوثائقي الطويل «كذب أبيض» بمسابقة «نظرة ما» وحصلت به على جائزتين لأفضل إخراج و«العين الذهبية» مناصفة مع الفيلم التونسي «بنات ألفة»، انضمت المدير هذه الدورة للجنة تحكيم المسابقة نفسها التي تُوجت بها قبل عام، وكتبت عبر حسابها على «إنستغرام»: «العودة إلى كان».

ويرى الناقد الكويتي عبد الستار ناجي أن حضور المرأة العربية المبدعة في مجال صناعة الفن السابع يترسخ عاماً بعد آخر، عقب عقود طويلة هيمن خلالها الذكور على صناعة السينما، مشيداً باختيار المخرجة والممثلة اللبنانية المتميزة نادين لبكي لعضوية لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، ومؤكداً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الاختيار لم يكن وليد الصدفة فنحن أمام مبدعة استطاعت أن ترسخ اسمها بحروف من ذهب عبر أفلامها وفوزها بالجوائز، وتحتل مكانتها بثقافتها وإجادتها لعدة لغات.

وأشار ناجي إلى أن مسابقة «نظرة ما» ستضم هذا العام مبدعة عربية مغربية هي المخرجة أسماء المدير التي لا يزال فيلمها «كذب أبيض» الذي عُرض العام الماضي في هذه التظاهرة يحصد الجوائز وآخرها جائزة مهرجان «مالمو» للسينما العربية، مشيراً إلى اقتران حضورها بوصفها مخرجة بثقافة فنية سينمائية عالية تشرفنا في كل المواقع، بالإضافة لإجادتها التحدث بعدة لغات.

المخرجة المغربية أسماء المدير تعود للمهرجان بعد عام من تتويجها بجائزتين (حسابها على إنستغرام)

ويلفت ناجي لحضور أسماء أخرى في دورات سابقة من مهرجان كان وغيره من المهرجانات السينمائية الدولية، من بينهن، المخرجة السعودية هيفاء المنصور، والفلسطينية آن ماري جاسر، والتونسية مفيدة التلاتلي، ومواطنتها كوثر به هنية وشيرين دعيبس وغيرهن، مؤكداً أن تنامي حضور المبدعة السينمائية العربية بات واضحاً وجلياً.


«قصر السبيعي التاريخي» نموذج إبداعي لتراث البناء على الطراز النجدي

كادت رياح الوقت أن تذهب بالقصر التاريخي ويندرس من فوق الأرض لكن مشروعاً وطنياً لترميم المباني التاريخية أعاد إليه الحياة (هيئة التراث)
كادت رياح الوقت أن تذهب بالقصر التاريخي ويندرس من فوق الأرض لكن مشروعاً وطنياً لترميم المباني التاريخية أعاد إليه الحياة (هيئة التراث)
TT

«قصر السبيعي التاريخي» نموذج إبداعي لتراث البناء على الطراز النجدي

كادت رياح الوقت أن تذهب بالقصر التاريخي ويندرس من فوق الأرض لكن مشروعاً وطنياً لترميم المباني التاريخية أعاد إليه الحياة (هيئة التراث)
كادت رياح الوقت أن تذهب بالقصر التاريخي ويندرس من فوق الأرض لكن مشروعاً وطنياً لترميم المباني التاريخية أعاد إليه الحياة (هيئة التراث)

متكئاً على تاريخ عريض، يقف قصر السبيعي التاريخي منذ نحو 90 عاماً، في البلدة القديمة لمحافظة شقراء (شمال غربي مدينة الرياض)، شاهداً تاريخياً تسكن أركانه وغرفه الطينية أصوات المتشاورين والمترائين عندما يجتمعون في كنفه، وقد كان عبر التاريخ محل الشورى وبيت المال ودار الإمارة، وعلى جدرانه تشع تفاصيل البناء التراثي على الطراز النجدي شاهداً ونموذجاً وصورة تاريخية.

في الجهة الجنوبية الغربية من البلدة القديمة، يقع القصر الذي كادت أن تذهب به رياح الوقت، ويندرس من فوق الأرض، لكن مشروعاً وطنياً لترميم المباني التاريخية أعاد إليه الحياة، ولدوره كشاهد تاريخي إلى جانب الكثير من مكونات البلدة التاريخية لمحافظة شقراء، التي تبعد عن العاصمة الرياض قرابة 200كم، حيث قصر السبيعي والبلدة القديمة ومسجد سديرة التاريخي، وعدد من القصور والمباني التاريخية التي تعكس مبانيها نمط العمارة التقليدية الفريدة وسط البلاد.

تولى مسؤولية البناء حمد بن قباع وكلّف بناء قصر السبيعي في ذلك الوقت نحو 100 ألف ريال سعودي (هيئة التراث)

87 عاماً من عمر البناء

يعود اسم القصر إلى صاحبه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السبيعي، الذي كان وكيل بيت المال ومرافقاً للملك عبد العزيز أيام تأسيس الدولة، وقد بناه عام 1358هـ، واستغرق بناؤه نحو 4 أعوام. وتولى مسؤولية البناء، أحد البنائين المهرة في تلك الفترة، وهو حمد بن قباع، وساعدهُ في البناء ابنهُ إبراهيم، وكلّف بناء قصر السبيعي في ذلك الحين نحو 100 ألف ريال سعودي. ويعد حمد بن قباع من أمهر البنائين، وله تاريخ في تشييد القصور على الطراز النجدي العتيق، وأشرف على بناء أكثر من 35 قصراً ومبنى وسط مدينة الرياض، من بينها قصر الملك عبد العزيز في منطقة المربع.

وسافر مبدع التحف المعمارية حمد بن محمد بن قباع في بدايات عمره إلى الكويت طلباً للرزق، ثم عاد إلى نجد بعد أن استقرت الأوضاع وساد الأمن، وشرع في مهمته ماهراً في البناء، وخلال ذلك ذاع صيته في كفاءة وإبداع البناء، ورُشّح للعمل في عدد من المباني التاريخية التي لا تزال شاهدة حتى اليوم على براعته، مثل قصور البديعة والمربع وثليم ورماح، وقصر السبيعي في شقراء. وقد بني قصر السبيعي بنفس مكونات البناء التقليدي من الطين واللبن الذي يجلب من المنطقة نفسها، ومن الدرعية والحوطة والقصيم، بالإضافة إلى جذوع الأثل وسعف الجريد وجذوع النخيل التي أُحضرت من الخرج والمزارع المجاورة للدرعية وسدير، كما استخدمت الأحجار المجلوبة من محاجر الرياض في بناء أساسيات القصر لتقويته.

يعود اسم القصر إلى صاحبه الشيخ عبد الرحمن السبيعي الذي كان وكيل بيت المال ومرافقاً للملك عبد العزيز أيام تأسيس الدولة (هيئة التراث)

هوية عمرانية فريدة

وكان القصر تاريخياً مقراً لبيت المال تبعاً لمهمة صاحبه، تجبى إليه زكوات المناطق المحيطة التي تستعين بها الدولة في الوفاء بواجباتها العامة، وعاصر القصر كشاهد تاريخي الكثير من أحداث ومواقف حقبة التأسيس، بالإضافة إلى دوره السياسي والاجتماعي، حيث تلتئم فيه الاجتماعات وتعقد فيه مجالس التشاور والحل والعقد وتداول الخطابات الموجهة من قائد الدولة ومؤسسها إلى المواطنين.

وقد كان الملك عبد العزيز يمرّ بالقصر خلال رحلاته ومعاركه، وأصبح مقرّ إقامته وسكن عائلته وحاشيته، أثناء مروره بشقراء، أو عند ذهابه للأماكن المقدسة لأداء مناسك الحج، وكان إذا قدِم إلى مدينة شقراء يجلس إلى جماعة وأهل المدينة ويأخذ بآرائهم وحاجاتهم، وكثيراً ما أُعجب بجودة وتفاصيل البناء، وسُرّ بكفاءته وبراعته، واستدعى المشرف على بنائه بعد ذلك لإنشاء الكثير من القصور الملكية في مدينة الرياض.

وتحتفظ شقراء بهويتها العمرانية البديعة، على نمط العمارة النجدية القديمة، في مبانيها وأسواقها وممراتها، وتمثّل البلدة التاريخية في وسط شقراء نمط المدن النجدية التقليدية بمساجدها وأسواقها وبيوتها، ومن أشهر أحيائها «حي الحسيني» الذي يحوي بيوت الوجهاء التي كانت تستخدم لممارسة الأنشطة التجارية وعقد الصفقات على نطاق واسع، مثل بيت الجميح وبيت العيسى، وبيوت لبعض أهل العلم والقضاة، من وجهاء البلدة ونخبة أهلها، وأعيد ترميم بعض مرافق البلدة وممراتها ومنازلها ومسجدها القديم من قِبل أصحابها وبعض الداعمين من الوجهاء والأعيان. وقد رمم مسجد سديرة الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1356هـ، ضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية بالسعودية، لتبلغ طاقته الاستيعابية 347 مصلياً، في حين عملت هيئة التراث على ترميم قصر السبيعي التاريخي في المحافظة، ضمن مشروع مهم لترميم وتأهيل والتدخل الطارئ في مواقع التراث الثقافي بمختلف مناطق السعودية، ويعود (الأربعاء) إلى الواجهة من جديد بعد إتمام مشروع ترميمه لاستقبال الزوار، وربط المجتمعات المحلية بتراثها وبناء مستقبلها الحضاري.


نجوم «تيك توك» المحظور في الهند يستصعبون إعادة بناء شهرتهم على المنصات الأخرى

تُظهر هذه الصورة التي التُقطت في 27 أبريل 2024 مصمم الرقصات ساهيل كومار الذي اشتهر سابقاً على «تيك توك» بعرض رقصات شعبية خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)
تُظهر هذه الصورة التي التُقطت في 27 أبريل 2024 مصمم الرقصات ساهيل كومار الذي اشتهر سابقاً على «تيك توك» بعرض رقصات شعبية خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)
TT

نجوم «تيك توك» المحظور في الهند يستصعبون إعادة بناء شهرتهم على المنصات الأخرى

تُظهر هذه الصورة التي التُقطت في 27 أبريل 2024 مصمم الرقصات ساهيل كومار الذي اشتهر سابقاً على «تيك توك» بعرض رقصات شعبية خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)
تُظهر هذه الصورة التي التُقطت في 27 أبريل 2024 مصمم الرقصات ساهيل كومار الذي اشتهر سابقاً على «تيك توك» بعرض رقصات شعبية خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)

بعدما اكتسب الهندي ساهيل كومار، وهو مصمم رقص هاوٍ، شهرةً من خلال بث مقاطع فيديو له عبر «تيك توك»، يواجه صعوبات منذ حظر التطبيق الصيني في الهند، لمعاودة تحقيق نجاح عبر شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

واستفادت من حظر «تيك توك» في الهند منصات أميركية مثل «يوتيوب» و«إنستغرام» اللتين لجأ إليهما عدد كبير من محبي المنصة الصينية المحظورة لإعادة نشر محتوياهم.

وتعيّن على المستخدمين الذين حققوا شهرة معيّنة عبر «تيك توك»، البدء من الصفر في المواقع الأخرى.

ويؤكد كومار (30 عاماً) لوكالة الصحافة الفرنسية في الاستوديو الخاص به في روهتاك الواقعة على بعد بضعة كيلومترات جنوب نيودلهي أنّ «تكوين جمهور على (إنستغرام) أو (يوتيوب) يستغرق سنوات».

ويقول مصمم الرقص الذي يتابع حسابه عبر «تيك توك» 1.5 مليون مستخدم: «من الصعب أن أعيد تحقيق نجاح، فأنا لا أجد التفاعل نفسه في أي منصة أخرى».

وكومار هو مهندس في الأساس، لكنّه ترك مهنته بعدما بدأ يكسب المال من خلال نشره عبر «تيك توك» مقاطع فيديو لرقصات مع مؤثرين ومشاهير هنود.

لكنّ مسيرته المهنية الجديدة انتهت في يونيو (حزيران) 2020 بمجرد اختفاء التطبيق الصيني من المشهد الهندي، بعدما حظرته الحكومة لاعتبارها أنه مسؤول عن أنشطة «تضر بسيادة الهند وسلامة أراضيها».

وقبل ذلك بأسبوعين، وقعت اشتباكات حدودية في الهيمالايا، كانت الأكثر دموية منذ نصف قرن بين الهند والصين؛ إذ أسفرت عن مقتل عشرين جندياً هندياً وأربعة جنود صينيين.

وأُعلنت حينها نهاية «تيك توك» في الهند، فنشر كومار آخر شريط فيديو له في المنصة يدعو فيه المستخدمين إلى متابعته عبر «يوتيوب» و«إنستغرام»، مضيفاً بعض العبارات الوطنية إلى كلامه. وقال «الهند أوّلاً».

«انهار كل شيء»

وبعد أربع سنوات، بات يتابعه في «إنستغرام» نحو 94 ألف متابع، في حين توقفت مسيرته كمصمم رقص. وقال: «لقد توقف العمل».

وتمكنت «تيك توك» سريعاً من تحقيق نجاح هائل في الهند. وتشير المنصة إلى أنّ عدد مستخدميها في هذه الدولة تخطّى 200 مليون شخص، أي فرد من كل سبعة.

ويقول المشارك في تأسيس وكالة «مونك انترتينمنت» التسويقية فيراج شيث إنّ «أي مؤثر أو شخصية شهيرة تبحث عن جمهور على الإنترنت، يتعيّن عليها استخدام (تيك توك)، سواء أحبّت ذلك أم لا».

ويضيف: «بمجرد الإعلان عن حظر (تيك توك)، انهار كل شيء بالنسبة إلى الجميع».

وحاول عدد كبير من الشركات المحلية الناشئة في مجال التكنولوجيا الاستفادة من حظر «تيك توك» عبر طرح تطبيقات من ابتكارها. لكنّ الشركتين الأميركيتين العملاقتين لا تزالان مهيمنتين في هذا المجال.

وفي السنة الأولى التي أعقبت الحظر، بُثّت يومياً نحو ستة ملايين مقاطع فيديو قصيرة «ريلز» عبر «إنستغرام».

وعلى سبيل المقارنة، نُشر عبر منصة «موج» Moj الهندية 2.5 مليون مقطع فيديو يومياً، بحسب وسائل إعلام محلية.

وتشير شركة «ستاتيستا» المتخصصة في جمع البيانات والإحصاءات من السوق، إلى أن أكثر من 362 مليون شخص في الهند يستخدمون «إنستغرام» بينما يبلغ 462 مليون شخص عدد مستخدمي «يوتيوب» الذي أطلق ميزة مقاطع الفيديو القصيرة لمنافسة «تيك توك»، في العام الذي حُظرت فيه المنصة الصينية بالهند.

وتوضح شركة «ريدسير ستراتيدجي كونسالتنتس» أنّ التطبيقات المحلية كانت تحظى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 بقاعدة مشتركة تضم أكثر من 250 مليون مستخدم.

وتقول رئيسة الاستشارات التسويقية في «إي واي إنديا» آميا سواروب «إنّ تطبيقي (يوتيوب) و(إنستغرام) هما المهيمنان دائماً في ما يخص مقاطع الفيديو القصيرة».

إلا أنّ محبي «تيك توك» لا يشعرون جميعهم بالارتياح عند استخدام «إنستغرام»؛ لأنّ هذه المنصة تركّز على الترويج الذاتي لا على إنشاء محتوى متخصص، بحسب فيراج شيث.

ويقول: «ليس من الضروري على المستخدم أن يظهر شخصيته في (تيك توك)».


جورج خباز لـ«الشرق الأوسط»: نهضة المسرح في لبنان لم تجعل منه صناعة

اختار عادل كرم ليشاركه تقديم «خيال صحرا» (صور جورج خباز)
اختار عادل كرم ليشاركه تقديم «خيال صحرا» (صور جورج خباز)
TT

جورج خباز لـ«الشرق الأوسط»: نهضة المسرح في لبنان لم تجعل منه صناعة

اختار عادل كرم ليشاركه تقديم «خيال صحرا» (صور جورج خباز)
اختار عادل كرم ليشاركه تقديم «خيال صحرا» (صور جورج خباز)

في عمل مسرحي مختلف بمشهديته، يستعدّ الفنان جورج خباز لتقديم «خيال صحرا». اختار الممثل عادل كرم ليشاركه هذه التجربة، فيؤلّفان معاً ثنائياً جديراً بمشاهدته. كرم صاحب تجارب درامية ومسرحية سابقة لا يزال يتذكّرها جمهوره. وخباز غني عن التعريف؛ مشواره مرصَّع بالنجاحات سينمائياً ودرامياً ومسرحياً.

الاثنان اشتهرا برسم الابتسامة على الوجوه، ومعاً تشاركا البطولة في فيلم «أصحاب ولا أعزّ». كما أطلّ كرم ضيفَ شرف في مسلسل «براندو الشرق»، من بطولة خباز وكتابته. التجربتان ولّدتا بينهما علاقة وثيقة، إضافة إلى الشعور بالإعجاب المتبادل.

يرفض خباز الإفصاح عن موضوع هذه المسرحية التي خصَّص لها شهر أغسطس (آب) المقبل بأكمله لعرضها على خشبة «كازينو لبنان». يقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها من كتابتي وإخراجي، وإنتاج طارق كرم؛ شقيق عادل. كتبتها في وقت سابق بين زمن (كورونا) والتباعد المنزلي، وكذلك بين انفجار مرفأ بيروت والأزمة الاقتصادية اللبنانية. يومها، تفرّغتُ للكتابة كلياً قبل الانشغال بتمثيل أعمال درامية وسينمائية. هذا العمل المسرحي لا يشبه ما سبق، ويستطيع مُشاهده ربطه بأسلوبي تلقائياً».

في فيلم «يونان» يؤدّي دور رجل يفكر بالانتحار (صور جورج خباز)

لماذا اختار عادل كرم ليتشاركا تقديم المسرحية وحدهما على الخشبة؟ يردّ: «وجدتُ أنه الأنسب للقصة، وتناقشنا في ذلك، فهو يملك قدرات تمثيلية هائلة ويعجبني تمثيله. نُجري التمارين اللازمة للمسرحية حالياً، وأكتفي بالقول إنها تدور في زمن السبعينات».

يضيف خباز: «سبق لعادل كرم أن قدّم أعمالاً مسرحية جميلة، و(اسكتشات) تصبّ في فئة (الشانسونييه) تقريباً. لكنه لم يقدّم عملاً مسرحياً يطمح إليه. لذلك فصّلتُ الشخصية التي سيلعبها على قياسه تماماً لتناسب قدراته. المُشاهد سيلمس أنه يلبس الدور بإتقان».

المقاطع الموسيقية التي تتخلّل المسرحية من تأليف خباز وتوزيع لوقا صقر؛ كما سُجِّلت المقدّمة الموسيقية في رومانيا.

مدّة المسرحية نحو 90 دقيقة، وهي من نوع الكوميديا الداكنة. ترتكز على قاعدة درامية بامتياز، لكنها تحمل معالجة بالكوميديا الساخرة: «إنها عيّنة عن كل الأزمنة التي مررنا بها نحن اللبنانيين، ويمكن إسقاطها على حالة أي بلد آخر، فالقصة لا تقتصر على لبنان».

ينتظر جمهور جورج خباز عودته إلى الخشبة. فسبق أن صرّح بأنه يتريّث في هذا الموضوع من منطلق إيجاد حلّ لأسعار بطاقات الدخول. عدم استقرار سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار أخَّره عن هذه العودة. فمسرحه يُعرَف باستقطابه اللبنانيين من جميع الفئات الاجتماعية. ولم يرغب في أن يصبح مقتصراً على طبقة دون غيرها، وقد حاول طوال الوقت ابتعاده عن الخشبة الانشغال بأعمال درامية وسينمائية. ولكن هذه العودة التي انتظرها محبّوه الذين اعتادوا متابعته على مسرحه «شاتو تريانو»، جاءت من مكان آخر، فلماذا؟ يجيب: «المسرحية تفرض بواقعها وشخصيتيها خشبة مثل تلك في (كازينو لبنان). ورغم أنني أفضّل العرض المسرحي الطويل الأمد، ستُقدَّم (خيال صحرا) لشهر واحد فقط، لنقوم بعده بجولة خارجية».

يرى أنّ النهضة المسرحية لم تُحقّق صناعتها بعد (صور جورج خباز)

وفي هذا الوقت، تجري ورشة إعادة تأهيل مسرح جورج خباز؛ «شاتو تريانو»: «إنه مهجور منذ نحو 4 سنوات ويحتاج إليها ليتألق من جديد. سأعود إلى خشبتي الأحب إلى قلبي، وإلى مسرحي. ولكن (خيال صحرا) تختلف بمشهديتها وخطوطها عما قدّمتُه من قبل. فلا تجوز المقاربة بينها وبين غيرها، لكنها في الوقت عينه تحمل نقلة نوعية إذا ما حاولنا المقارنة بينها وبين سابقاتها».

يبحث جورج خباز في مسرحيته الجديدة عن الأسباب: «لم أعالج مشكلة ولم أبحث عن حلول، بل رحتُ إلى أبعد من ذلك، وحاولتُ الانطلاق من البداية لأستكشف نقطة التحوُّل».

يُعلّق على الحركة المسرحية التي يشهدها لبنان: «أعمال جميلة تُقدَّم تستحق المشاهدة. ولكن أعتقد أنّ هذه النهضة لم توصلنا بعد إلى الصناعة المسرحية. فالمسرح لم يصبح مصدر رزق للممثل يمكنه الاتكال عليه».

ينشغل خباز حالياً بكتابة مسلسل رومانسي كوميدي من 10 حلقات. ومن ناحية ثانية، ينتظر عرض فيلم «يونان» العالمي، وفيه يقف إلى جانب الممثلتين الألمانية أنّا شيغولا، والتركية سيبيل كيكيلي المعروفة بدورها في المسلسل الشهير «لعبة العروش»، بمشاركة الفنان السوري باسم ياخور. تدور الأحداث حول كاتب عربي في ألمانيا يسافر إلى جزيرة نائية للانتحار يؤدّي دوره خباز، فيلتقي بامرأة عجوز، تُحيي فيه الرغبة بالحياة. وهو من إخراج الكاتب أمير فخر الدين، وإنتاج مشترك ألماني - فرنسي - إيطالي.


المناظر الخضراء تدفع الناس لخيارات غذائية أكثر صحة

النظر إلى الطبيعة يدفع الناس لتناول غذاء صحي (رويترز)
النظر إلى الطبيعة يدفع الناس لتناول غذاء صحي (رويترز)
TT

المناظر الخضراء تدفع الناس لخيارات غذائية أكثر صحة

النظر إلى الطبيعة يدفع الناس لتناول غذاء صحي (رويترز)
النظر إلى الطبيعة يدفع الناس لتناول غذاء صحي (رويترز)

أفادت دراسة فرنسية، بأن التعرض للمناظر الخضراء في البيئات الطبيعية مثل الحدائق، يدفع الناس لخيارات غذائية أكثر صحة.

وأوضح الباحثون، أن قضاء وقت في بيئة طبيعية مثل المشي في الحديقة أو مجرد النظر إلى المساحات الخضراء من النافذة، يمكن أن يجعل الناس يميلون إلى تناول الأطعمة الصحية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «كوميونيكيشن سيكولوجي». وعادة ما تستحضر المناظر الطبيعية مشاعر إيجابية وشعوراً بالرفاهية لدى معظم الأفراد.

وخلال الدراسة، تم تعيين المشاركين بشكل عشوائي للمشي لمدة 20 دقيقة إما عبر حديقة أو شوارع مزدحمة في باريس. وبعد ذلك، تم تقديم تشكيلة متنوعة من الأطعمة لجميع المشاركين تحتوي على مزيج من الوجبات الخفيفة الصحية والأقل صحة.

وبينما تناول المشاركون في كلتا المجموعتين كميات طعام متساوية تقريباً، أظهر أولئك الذين مشوا في الحديقة تفضيلاً واضحاً للخيارات الصحية، وكانت 70 في المائة من اختياراتهم عبارة عن وجبات خفيفة صحية، مقارنة بـ39 في المائة فقط لمشاة المدينة.

وفي تجربة أكثر تحكماً، وُضع المشاركون في غرف فندق، تنوعت إطلالاتها، إما على مساحات خضراء أو على شارع المدينة، أو على جدار فارغ مع ستائر مغلقة.

وطُلب من المشاركين اختيار وجبة غدائهم من قائمة خدمة الغرف، التي تضمنت أطباقاً رئيسية صحية وأخرى غير صحية، بالإضافة إلى المشروبات والحلويات.

وعكست النتائج ما أظهرته التجربة السابقة؛ فقد اختار الأفراد الذين لديهم إطلالات على المساحات الخضراء خيارات غذائية صحية، في حين مال الأشخاص من ذوي الإطلالات الحضرية والمحجوبة نحو خيارات أقل صحة.

من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة من جامعة السوربون في فرنسا، الدكتور بيير شاندون: «هذه النتائج تُعد فرصة لتعزيز عادات الأكل الصحية؛ إذ يمكن للمدارس والشركات والمنظمات الأخرى الاستفادة من استخدام صور المناظر الطبيعية والمساحات الخضراء في الكافيتريات لتشجيع الطلاب والموظفين على اتباع خيارات غذائية صحية، كما يمكن لمسوقي المواد الغذائية استغلال الإشارات البصرية الطبيعية للترويج لمنتجاتهم الصحية أو الطبيعية».

وأضاف عبر موقع الجامعة: «الأمر الأهم هو أن هذا البحث يُذكرنا بالدور الحاسم للتخطيط الحضري. ومع التوقعات التي تشير إلى أن ثلثي سكان العالم سيعيشون في المدن بحلول عام 2050، يبرز الاهتمام بإدراج المساحات الخضراء في المناطق الحضرية كأمر بالغ الأهمية لمستقبل أكثر صحة واستدامة».


فيلم «آخر سهرة في طريق ر»... مُغنون منسيون تحتضنهم مدينة جدة

الفنان عبد الله البراق يقدم دور البطل نجم البحري (الشرق الأوسط)
الفنان عبد الله البراق يقدم دور البطل نجم البحري (الشرق الأوسط)
TT

فيلم «آخر سهرة في طريق ر»... مُغنون منسيون تحتضنهم مدينة جدة

الفنان عبد الله البراق يقدم دور البطل نجم البحري (الشرق الأوسط)
الفنان عبد الله البراق يقدم دور البطل نجم البحري (الشرق الأوسط)

المتتبع لأفلام المخرج السعودي محمود صباغ يلمح التصاقه الشديد بمدينة جدة واهتمامه بقصص المهمشين الذين يُقدمهم في أفلامه، بداية من «بركة يقابل بركة» عام 2016، ثم «عمرة والعرس الثاني» عام 2018، وأخيراً فيلمه الجديد «آخر سهرة في طريق ر»، الذي يأتي من كتابته وإخراجه، وينطلق عرضه الأول في حفل خاص بجدة الأربعاء، على أن يصدر في جميع صالات السينما السعودية يوم 9 مايو (أيار).

يتحدث صباغ لـ«الشرق الأوسط» عن الفيلم الذي يمزج بين الدراما والكوميديا السوداء، ويتناول التحولات الأخيرة والانفتاح الاجتماعي، مبيناً أنه يكمل من خلاله ثيمة المهمشين التي بدأها في فيلميه السابقين، ممن هم ليسوا أبطالاً على أرض الواقع، مع وجود المدينة دائماً في قلب الحكاية، وهي مدينة جدة في هذه الحالة، حيث عَدّ «آخر سهرة في طريق ر» هو الامتداد لتجاربه السابقة.

ويتابع بالقول: «في هذا الفيلم هناك 3 محاور جديدة ترقى لثيمات سينمائية خالصة، أولها ثيمة الرحلة والليلة الطويلة، وما تنطوي عليه من إيقاع سريع وعبثي، تليها ثيمة القلق الوجودي للأبطال المحركين للقصة، والثالثة هي ثيمة الهوس وكيفية التعامل مع مشاعر الرفض»، مشيراً إلى أن بطل القصة «نجم البحري»، هو إنسان جاء من الهامش، فيما والدته كانت أشهر مغنية أعراس بجدة في زمن مضى، وخفتت الأضواء عن فرقته بفعل متغيرات العصر الجديد، ومن هنا يتعامل البطل مع أكثر من نوع من الرفض خلال الفيلم، في ظل انحسار العالم الذي كان يألفه.

تضمن الفيلم أكثر من 8 أغنيات معظمها من الفولكلور (الشرق الأوسط)

 

الفيلم الذي يغوص في عوالم الفرق الغنائية، ومن بطولة الممثل عبد الله البراق، تم تصوير أغلب مشاهده بمدينة جدة، ثم انتقل إلى شرق الرياض لتصوير بعض المشاهد الأخرى، في رحلة تصوير امتدت بين 6 نوفمبر (تشرين الثاني) و20 ديسمبر (كانون الأول) 2022 اعتمد فيها المخرج على تصوير العديد من مشاهد الفيلم في مواقع مختلفة من مدينة جدة، مثل باب مكة والبلد (جدة التاريخية) والكورنيش.

 

عوالم الفرق الشعبية

تدور أحداث الفيلم بالكامل في ليلة واحدة مجنونة مليئة بالأحداث والمفارقات والاضطرابات، مع نَجم البحري متعهد السهرات المخضرم، الذي يجوب بفرقته ليل جدة وعوالمها النخبوية والسفلية بمختلف أنماطها وبؤر التقائها، بحثاً مع فرقته عن المال والمغامرة وإبقاء أهميتهم وسط التحوّلات التي تهدد مكانتهم بوصفهم فرقة على الطراز القديم.

وبسؤال المخرج محمود صباغ عن كثافة الموروث الغنائي الذي ظهر في الفيلم، يقول: «في هذا الفيلم، وجدنا أنفسنا نوجّه تحية للموروث الموسيقي والسمعي العريق في الجزيرة العربية وفي السعودية»، لافتاً إلى أن عمله باحثاً في هذا المجال وتقاطعه بصفته صانع أفلام مع هذه العوالم، تزامنا مع الغوص والعيش مع كثير من متعهدي السهرات وفرق الطرب الموجودة فعلياً بجدة، للخروج بهذه المقاربة السينمائية، وبخاصة أن بطل الفيلم يعيش وهماً يتمحور حول كونه وريث هذا الفن، فهل سيُخلص الوريث لما صنعه الأسلاف؟ هذا ما تظهره أحداث الفيلم.

مروة سالم في تجربتها السينمائية الأولى (الشرق الأوسط)

 

وقام صباغ ببناء وحدة للبحث والتدقيق في الأغاني التي تغنيها الفرق الشعبية في مختلف المناسبات، سواء كانت أفراحاً وحفلات خاصة أو سهرات أو حتى احتفالات عائلية وغيرها. كما استعان بمجموعة من الباحثين والمهتمين بتأصيل وتأريخ الشعر الغنائي العربي للوصول إلى أصل بعض تلك الأغاني وأصحاب الحقوق لكل منها، حيث تضمن الفيلم أكثر من 8 أغنيات من بينها 6 أغنيات فولكلور من التراث مثل الأغنية التي يُفتتح بها الفيلم «انعشوني لا أطيح وأنا على الله» وأغنية «الخاتم أحمر يماني» أو أغنية «يا أهل الهوى اسمعوا شكوتي»، كما تمت إعادة تسجيل وتوزيع كل الأغاني التراثية المستخدمة في الفيلم بصوت الفنانة مروة سالم ومن المنتظر طرحها في ألبوم غنائي خلال عرض الفيلم.

 

وجوه سينمائية جديدة

في الفيلم تظهر الفنانة مروة سالم في دور المغنية الشابة المضطربة، حيث قدمت دورها بتلقائية وإحساس كبير، وبسؤال صباغ عن ذلك يقول: «مروة مثلّت معي في عام 2012 مسلسل (كاش)، فهي لديها تجربة تمثيلية سابقة إلا أن ظهورها بالفيلم يمثل إعادة اكتشاف لها، بوصفها وجهاً سينمائياً جديداً».

وأكد صباغ حرصه في جميع أفلامه على تقديم وجوه جديدة وغير متوقعة. كما استعان بمجموعة من الأسماء التي رافقته في مسيرته المهنية وانطلقت على يديه مثل سامي حنفي، إلى جانب أمل الحربي والشيماء الطيب اللتين كان لهما دور خاص في أحداث الفيلم. وتضمن الفيلم أسماءً شرفية، مثل ظهور المخرج الكبير خيري بشارة في دور مدير لاونج إيطالي يتحدث بلهجة مستعربة، ويصف صباغ هذا الظهور بالقول: «هو شرف عزيز على قلبي».

مشهد للفنانة الشيماء طيب في الفيلم (الشرق الأوسط)

 

شخصيات مضطربة

وتحمل شخصيات الفيلم الكثير من التعقيدات والمشاعر المضطربة، بداية من بطل الفيلم نجم البحري (الممثل عبد الله البراق) الذي يُلقب نفسه بـ«أبو معجب»، ويمتلك ماضياً فنياً مزدهراً؛ كونه ابن كاكا القمر، أشهر مغنيات الأفراح والبيوت في مدينة جدة خلال فترة التسعينات وبداية الألفية، ولديه باص قديم هو مقرّه ومقر الفرقة المتحرك «نجم للصوتيات».

مروراً ببطلة الفيلم كولا سالمين (مروة سالم)، وهي شابة حسناء في منتصف الثلاثين، وصولية وتعشق المال، حيث جاءت من خلفية شعبية بوصفها تلميذة عرابة الطرب الشعبي الراحلة «كاكا القمر»، وتمتهن التلاعب النفسي ومتمرسة على السرقة وخفة اليد، وتطمح للشهرة بأي طريقة كانت. يرافقها مهندس الصوت سيلفر (سامي حنفي)، وهو رجل ستيني وخبير تقنيات بارع، إلى جانب طرفي العواد (رضوان جفري) وهو شاب ضرير يجيد عزف العود.

ظهور شرفي للمخرج خيري بشارة في الفيلم (الشرق الأوسط)

 

تحديات العمل

وبسؤال صباغ عن التحديات التي واجهت الفيلم، يقول: «المنتج الشاطر يستطيع خلق الحلول... ومقارنة بما بدأناه في صيف 2015 حين أنتجت فيلم (بركة يقابل بركة)، فنحن اليوم نعيش في ربيع ثقافي وفني غير مسبوق، ونقلة تاريخية كبيرة». ويتابع: «كانت هناك بعض التحديات الرقابية؛ نظراً لضروريات القصة درامياً، ولعلي أشيد هنا بالدور الإيجابي والحوارات العميقة والمطولة التي حصلت بيننا وبين المسؤولين وأصحاب القرار للوصول إلى صيغة مرضية وتلبي المعايير العالمية».

تجدر الإشارة إلى أن فيلم «آخر سهرة في طريق ر» من إنتاج الحوش برودكشونز، التي أسسها صباغ، بوصفها أول شركة سعودية متخصصة في مجال إنتاج الأفلام الطويلة منذ 2016. وشاركت الحوش برودكشونز في الإنتاج، شركة ناين بروجيكتس برودكشون، وتوزعه في صالات السينما السعودية شركة فرونت رو آرابيا، فيما تملك حقوق توزيعه للديجتال في العالم العربي شبكة «راديو وتلفزيون العرب art».

 


«أفلامنا»... مشروع لبنانيٌّ طَموح ينمو ويحلُم

«أفلامنا» يجيب عن سؤال: «ماذا أشاهد؟» (صورة سامر زعرور)
«أفلامنا» يجيب عن سؤال: «ماذا أشاهد؟» (صورة سامر زعرور)
TT

«أفلامنا»... مشروع لبنانيٌّ طَموح ينمو ويحلُم

«أفلامنا» يجيب عن سؤال: «ماذا أشاهد؟» (صورة سامر زعرور)
«أفلامنا» يجيب عن سؤال: «ماذا أشاهد؟» (صورة سامر زعرور)

يأتي مشروع «أفلامنا» من نقص المعلومات المتعلّقة بالمسلسلات والأفلام العربية عبر الإنترنت. في لبنان، شابٌ طموح يُقدّم الحلّ. شكَّل يناير (كانون الثاني) الماضي بداية المشوار، حين انطلق موقع «أفلامنا» وراح ينمو خطوة خطوة. يقول مؤسّسه ومديره التنفيذي سامر زعرور لـ«الشرق الأوسط» إنه يتطلّع إلى البعيد ويُخطّط لتعويض هذا النقص. يريد من موقعه التحوُّل مَرجعاً للمُشاهد العربي للإبقاء على اطّلاع على آخر الإصدارات، والتعرُّف إلى فريق عمل مسلسله أو فيلمه المنتَظر.

يعلم أنّ المشروع لا يزال في مراحله الأولى، وينظر إلى ما هو أبعد من البدايات. يلمح أمامه ما يسعى إلى تحقيقه وما يخطّط لبلوغه في المستقبل. هذا جهدٌ لبناني يُشعله العناد. لا يهمّ بالنسبة إلى زعرور أنّ الواقع يشتدّ قساوة. والجبهات هنا وهناك. والخوف مريع من المجهول... يهمّه الحلم. يتطلّع إلى «أفلامنا»، فيراه يكبُر مثل طفل يضفي بهجة إلى جدوى حياته. يمنحه الوقت والإمكانات، ويأتي بمواهب لبنانية تنقله من الولادة إلى النضج.

تستوقفه نهضة الإنتاجات العربية من دون أن يجد المهتمّ بها موقعاً يزوّده بمعلومات دقيقة عن كل ما يحتاج إلى معرفته: «نبدأ من المحتوى العربي، لنضيف العالمي في مرحلة مقبلة. السوق في حالة نموّ، والإنتاجات تتّخذ مسارها التصاعدي. هنا تبرز ضرورة المشروع. نضع زائر الموقع أمام كل ما يتعلّق بمسلسله المفضّل، ونقدّم له المعلومة الخاصة».

سامر زعرور يُطلق مشروعاً طَموحاً (حسابه الشخصي)

«أفلامنا» وجهة الباحثين عن أسماء طاقم العمل وقنوات العرض وخلاصة القصة. تُدقّق الشابة اللبنانية ساندرا زيناتي في المعلومة من مصدرها، وتُحاور مخرجين في ما سيُقدَّم وينتظر الناس. هي واحدة من فريق تُحرّكه مواهب لبنانية تسعى إلى نموّ الموقع وتصدُّره الاهتمامات. نسأل سامر زعرور عن أهمية المعلومة الصحيحة في زمن الاستسهال. الإنترنت مستهتر غالباً، يمتهن الاستنساخ ويفوته جهد السعي إلى الدقّة. «أفلامنا» يتابع المنصّات، ومنها يستمدّ معلوماته. يكبُر، وتتّسع دائرة علاقاته. يصبح مألوفاً عند صنّاع هذه المسلسلات والأفلام، فيجد كثيرين يتعاونون مع الفريق لولادة محتوى موثوق به. لا تتردّد ساندرا زيناتي بتكثيف الاتصالات للحصول على المادة الخاصة وما يجعل التصفُّح بعيداً عن السطح.

زائر الموقع ليس متلقّياً فقط، بل مؤثّر. بإمكانه الكتابة عمّا أحبَّ وعمّا لم يرقه. في التعليقات، يمارس دوره النقدي ويُشارك رأيه.

مؤسِّس «أفلامنا» اللبناني سامر زعرور

يتحدّث زعرور عن «مكان واحد» يجيب عن سؤال، «ماذا أشاهد؟». لا يُخفي أنّ الفكرة مستوحاة من مواقع عالمية مثل «IMDB»، حيث يطّلع المتصفِّح على آخر الإصدارات ويُعلّق بالرأي والتقييم: «المجال مُتاح للتفاعل. زائر الموقع ليس متلقّياً فقط، بل مؤثّر. بإمكانه الكتابة عمّا أحبَّ وعمّا لم يرقه. في التعليقات، يمارس دوره النقدي ويُشارك رأيه».

يصف فريق «أفلامنا» بالمحترفين الساعين إلى أفضل نسخة عنه. شباب لبنانيون يوظّفون الجهد والطاقة لفكرة آمنوا بها ويشاءون لها التميُّز. الموقع مجاني، والعمل جارٍ على إطلاق تطبيق هاتفيّ منه في مرحلة مقبلة. الهمُّ الآن النموّ والتوسُّع، فلا يزوره المتصفِّح لمرة واحدة فقط. ثمة هدف أعلى هو إرضاء الزائر والإجابة عن جميع أسئلته. هكذا يعود مرات، ويصبح جزءاً من مراكمة التفاعل.

اهتمام الجمهور بالترفيه يُسهِّل على زعرور والفريق مَهمّة تحقيق النتائج. فالتسويق أسهل. يقول إنّ الأمر لصعُب لو أنّ المادة طبّية مثلاً، فذلك يتطلَّب مجهوداً أكبر. اهتمام الموقع بالمسلسلات والأفلام العربية يجعله رفيقاً لمُفضّلي هذا الصنف. والتمويل؟ يجيب أنه «شخصي حتى الآن، ولا بدّ من تكثيف العمل لجذب المتموِّل وجَعل الآفاق تتّسع على الدوام».

كل أسبوع، يدعو زعرور رئيسة التحرير والمسؤولة عن المحتوى ساندرا زيناتي، مع المسؤول عن تحسين محرّكات البحث أنطوني زيدان، والمطوِّر التكنولوجي راي سمعان، إلى اجتماع لتقييم ما تقدَّم والتخطيط لما سيأتي. يهتمّ الأربعة بإدخال الذكاء الاصطناعي شريكاً في اللعبة، فيُسهّل تسجيل الأهداف وجذب مزيد من المُشجّعين. فهذا الذكاء يُشعِّب البحث ويحيط المتصفِّح بمعلومات إضافية. لا مفرّ من لمسات الـ«AI» على وجبات تقدّمها جميع الموائد. في «أفلامنا»، هو في صُلب معادلة النجاح.

المشروع أمام خطوات أولى واثقة. الدرب أحياناً شاق، والأهداف يبلغها متحمّلو هذا الشقاء. سامر زعرور وفريقه يجتهدون ليحلو الوصول.


بعد جولة في الولايات المتحدة... العثور على قطة داخل طرد لـ«أمازون» (فيديو)

القطة «غالينا» التي وجدت في أحد طرود شركة «أمازون» (وسائل إعلام محلية)
القطة «غالينا» التي وجدت في أحد طرود شركة «أمازون» (وسائل إعلام محلية)
TT

بعد جولة في الولايات المتحدة... العثور على قطة داخل طرد لـ«أمازون» (فيديو)

القطة «غالينا» التي وجدت في أحد طرود شركة «أمازون» (وسائل إعلام محلية)
القطة «غالينا» التي وجدت في أحد طرود شركة «أمازون» (وسائل إعلام محلية)

تُصادف براندي هانتر ضمن إطار عملها في شركة «أمازون» للتجارة الإلكترونية في لوس أنجليس، كل أنواع الأشياء الموَضّبة في الطرود تمرّ أمامها كل يوم، لكنها لم تتوقع يوماً أن تصادف قطة صغيرة جائعة داخل صندوق بعد رحلة طويلة.

وما كان من براندي هانتر، عندما عثرت على القطة التي اكتشفت لاحقاً أن اسمها غالينا، إلّا أن أخذتها إلى الطبيب البيطري، فتبيّن لها أن صحتها جيدة رغم العطش والجوع بعدما أمضت أسبوعاً تتنقل في مختلف أنحاء الولايات المتحدة خلال عمليات التسليم.

ونقل بيان لشركة «أمازون» عن براندي هانتر قولها: «شعرت بأنها لشخص ما من خلال الطريقة التي تصرفت بها»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضافت: «أخَذْتُها معي إلى منزلي في الليلة نفسها، ثم قصدتُ الطبيب البيطري في اليوم التالي لمعرفة ما إذا كانت لديها شريحة إلكترونية صغيرة، أم لا».

وبفضل الشريحة التي كانت القطة مجهّزة بها، أمكنَ التواصل سريعاً مع أصحابها الذين كانوا قلقين وراحوا يبحثون عنها في مختلف أنحاء المنطقة التي يسكنونها في ولاية يوتا بغرب الولايات المتحدة، منذ اختفائها في منتصف أبريل (نيسان) الحالي.

وقالت صاحبة القطة كاري كلارك لمحطة «كيه إس إل تي في» التلفزيونية المحلية: «ركضت لأخبر زوجي بالعثور على غالينا وانهَرنا عندما أدركنا أنها قفزت إلى داخل صندوق ضخم أرسلناه».

وما لبثت كاري كلارك وزوجها أن توجها فوراً إلى لوس أنجليس، حيث وجدا غالينا سالمة ومعافاة.