عشية انطلاق جلسات محاكمة صلاح عبد السلام، الناجي الوحيد من بين منفذي هجمات باريس 2015، نشرت وسائل الإعلام في بروكسل مجموعة من الصور تتعلق بعملية مداهمة المسكن الذي كان يختبئ فيه عبد السلام في حي «فوريه» قبل أن يهرب منه إثر تبادل لإطلاق النار مع عناصر الشرطة.
وقالت وسائل الإعلام إن الصور أظهرت أن إطلاق النار كان كثيفاً، كما أظهرت وجود سلاح ناري (بندقية) وراية تنظيم داعش معلقة على الحائط، وأحد الأجهزة الرياضية.
وسيحاكَم صلاح (28 عاماً) ومعه شخص آخر يدعى سفيان العياري، ابتداءً من اليوم (الاثنين)، ولأيام قليلة في محكمة بروكسل داخل مجمع المحاكم المعروف باسم قصر العدالة، في ملف إطلاق النار على الشرطة، ولن يتم التطرق إلى ملف تفجيرات باريس التي أسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص، وتراجع فيها صلاح في آخر لحظة عن تفجير نفسه، بينما أفادت تقارير إعلامية فيما بعد أن عطلاً في حزام التفجير كان هو السبب.
وأشار رئيس محكمة الدرجة الأولى ليك إينار، إلى أن محاكمة المدعو عبد السلام، ستكون قصيرة، و«بما أنه محتجز في سجن فرنسي قرب الحدود البلجيكية، فسيتم نقله ذهاباً وإياباً طيلة أيام المحاكمة وسط حراسة أمنية»، وفق كلامه.
وحول التعزيزات الأمنية، أوضحت مصادر الشرطة في بروكسل، أنها بصدد الإعداد لإجراءات أمنية مشددة سترافق المحاكمة، حيث «سيتم نشر 200 عنصر شرطة داخل قصر العدالة وأعداد أكبر في محيطه»، حسب كلامها. كما سيخضع كل الراغبين في الدخول إلى قصر العدالة، من قضاة ومحامين وموظفين ومواطنين، لعمليات تفتيش وإجراءات أمنية مكثفة.
وكان صلاح قد اعتُقل بعد أيام من هروبه من حي «فوريه»، وألقت عناصر الشرطة البلجيكية القبض عليه في حي مولنبيك الذي كان يعيش فيه مع أفراد أسرته، وبعد 3 أيام من اعتقاله وقعت تفجيرات بروكسل التي استهدفت مطاراً ومحطة قطارات داخلية في العاصمة البلجيكية مما أسفر عن مقتل 32 شخصاً وإصابة 300 آخرين. وأواخر الشهر الماضي كشف تقرير فني جديد، صدر قبل أسبوع تقريباً، وجاء بطلب من قضاة التحقيق في هجمات 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 الدامية بباريس، أن حزام صلاح عبد السلام الناسف كان به خلل تقني، وفق ما أوردته إذاعة «فرانس إنتر»، فحتى وقت قريب كان الاعتقاد سائداً بأن صلاح عبد السلام، الناجي الوحيد من المجموعة التي نفذت الهجمات الإرهابية التي تعد الأعنف في تاريخ فرنسا، تراجع عن تفجير حزامه الناسف في اللحظة الأخيرة، عكس الانتحاريين الآخرين، الذين قُتلوا خلال الاعتداءات، بمن فيهم شقيقه الأكبر إبراهيم.
ونشأ صلاح عبد السلام وهو فرنسي من أصل مغربي، في حي مولنبيك الشعبي في بروكسل، وانضم إلى خلية جهادية متورطة في 3 ملفات «إرهابية» على الأقل، وهو مسجون حالياً وسط إجراءات أمنية مشددة في سجن فلوري ميروجيس في ضواحي العاصمة الفرنسية، وهو أحد المهاجمين الذين تركز هجومهم على «استاد دو فرانس» في منطقة سان دوني شمالي باريس. وكان المحققون قد لاحظوا بعد وقوع الهجوم بفترة قصيرة أن الحزام الناسف الذي وُجد في مون روج بمنطقة «أو دو سين» جنوبي باريس، افتقد بالفعل لحجر البطارية والزر الضاغط. بينما أكد التقرير الفني أن السلك داخل الحزام وكذلك قطعة من المفجر كانا معطوبين، ما أدى إلى عدم سريان التيار الكهربائي. وهو الأمر الذي أكده شهود أدلوا بشهاداتهم بأن عبد السلام قد أسرّ إلى صديقين قدِما لاستعادته من باريس، وأيضاً إلى الشخص الذي استضافه في بروكسل (بلجيكا)، بأن الحزام كان عاطلاً عن العمل.
ووقع أول هجوم في 13 نوفمبر 2015 قرب ملعب فرنسا في «سان دوني» بشمال باريس، وفجر خلاله 3 انتحاريين أحزمتهم الناسفة فيما كان منتخب فرنسا لكرة القدم يخوض مباراة ودية ضد نظيره الألماني، بحضور الرئيس الفرنسي وقتها فرنسوا هولاند. وقتل المهاجمون بعدها عشرات الأشخاص عبر إطلاق النار خارج مقاهٍ في وسط العاصمة، قبل أن يُرْدوا ما يزيد على 90 شخصاً داخل قاعة باتكلان.
يذكر أن اعتداءات باريس التي تبناها تنظيم داعش أسفرت عن سقوط 130 قتيلاً ومئات الجرحى، صدمت الرأي العام الفرنسي والدولي، وأجبرت السلطات الفرنسية على فرض حالة الطوارئ في البلاد وتغيير سياستها الأمنية.
محاكمة صلاح عبد السلام أحد منفذي اعتداءات باريس اليوم
محتجز في سجن فرنسي قرب الحدود البلجيكية وسينقل ذهاباً وإياباً طيلة أيام المحاكمة
محاكمة صلاح عبد السلام أحد منفذي اعتداءات باريس اليوم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة