قاضي 11 سبتمبر يشكك في ادعاءات العائلات ضد السعودية

جادل محامي الضحايا مرات عدة خلال المداولات

TT

قاضي 11 سبتمبر يشكك في ادعاءات العائلات ضد السعودية

شكك قاضٍ فيدرالي في نيويورك في دعاوى عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001 بأن الحكومة السعودية مسؤولة عن الهجمات التي نفذها تنظيم القاعدة. ومال القاضي نحو محامي السعودية ضد محامي العائلات.
وكرر الأول على القاضي أن يشطب القضية كلها. لكن، لم يوافق القاضي على هذا الطلب، وقال إنه «سيستمر في نظر القضية».
وقالت صحيفة «نيويورك ديلي نيوز»: إن القاضي استجوب محامي العائلات أكثر من محامي السعودية. وقالت وكالة «بلومبيرغ» إن القاضي سأل محامي العائلات إذا يحمّل السعودية مسؤولية أي إرهاب يقوم به تنظيم القاعدة، في أي مكان، وفي أي وقت. بدأ محامي السعودية، مايكل كيلوغ، مرافعته بأن عائلات الضحايا قدمت 4 آلاف صفحة من الوثائق. وأضاف: «لكن لا توجد حقائق أو أدلة قوية في هذه الوثائق». في مارس (آذار) الماضي، رفعت عائلات مئات من ضحايا الهجوم الدعاوى، وذلك بعد 6 أشهر من إقرار الكونغرس مشروع قانون «جاستا» (العدالة ضد رعاة الإرهاب). وفتح القانون، الذي عارضته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، الباب أمام الأميركيين لاتخاذ إجراءات قانونية ضد الدول التي تدعم الإرهاب، إذا تضرروا منها شخصياً وبصورة مباشرة.
لكن، قال كيلوغ في المحكمة: «يبدو أن (رافعي الدعاوى) يعتقدون أن (جاستا) هو منقذهم، من دون أن يقدموا أدلة لدعاويهم نفسها». في الجانب الآخر، قال شون كارتر، محامي واحد من المدعين: إن هناك «أدلة كثيرة» بأن الحكومة السعودية موّلت جمعيات خيرية وهي تعرف أن هذه الجمعيات مولت القاعدة. وأضاف: «كانت المملكة على علم تام بذلك، واستمرت في صب الأموال في هذه المؤسسات». هنا تدخل القاضي جورج دانيلز. وسأل: «هل يعنى هذا أن المملكة العربية السعودية مسؤولة عن جميع الهجمات الإرهابية التي يشترك فيها تنظيم القاعدة لأن بعض الأموال جاءت من السعودية؟».
وأضاف: «أريد فقط أن أعرف ما هي الحدود».
ثم سأل القاضي سؤالاً آخر إلى كارتر: «هل كل عمل إرهابي يرتكبه تنظيم القاعدة هو مسؤولية السعودية؟».
في مرافعته، قال كيلوغ، محامي السعودية: إن تقرير لجنة هجمات الحادي عشر من سبتمبر برأ السعودية من تمويل الهجمات. وأن اللجنة «لم تجد دليلاً على أن الحكومة السعودية، كمؤسسة، أو كبار المسؤولين السعوديين» قدموا أموالاً لتنظيم القاعدة. وأن متعاطفين سعوديين أغنياء، وجمعيات خيرية سعودية، موّلوا القاعدة».
وأضاف كيلوغ: «يوجد أمام هذه المحكمة تقرير لجنة 11 سبتمبر، بما في ذلك استنتاجاته».
في الجانب الآخر، قال كارتر، محامي واحد من المدعين، إن تقريراً لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) قال: إن «جمعية خيرية تدعمها السعودية كانت الممول الرئيسي لمعسكر لتدريب الإرهابيين في أفغانستان».
لكن، أشار محامي السعودية إلى تقرير أصدرته «سي آي إيه» برأ فيه السعودية من مسؤولية الهجمات.
في عام 2015، أصدرت «سي آي إيه» تقريراً، هو الأول من نوعه، عن نتائج تحقيقاتها الداخلية عن الهجمات، والتي أنهتها في عام 2005.
في ذلك الوقت، قالت صحيفة «واشنطن بوست»: إن التقرير أكد ما كان معروفاً سابقاً عن فشل «سي آي إيه» في توقع الهجمات. يتكون التقرير من 500 صفحة، شطبت صفحات كثيرة جداً، ولا توجد في الصفحات المقروءة معلومات جديدة عن توقع الهجمات.
لكن، كشف التقرير، لأول مرة، اعترافاً من «سي آي إيه» عن موضوع يظل الجدل يدور حوله: هل كان هناك أي تورط من قبل الحكومة السعودية؟
لم يقدم التقرير، فيما كشف فيه، إجابة قاطعة. لكنه يقول: إن المحققين لم يعثروا على أي دليل بأن «الحكومة السعودية، عن علم، وعن تعمد، دعمت إرهابيي القاعدة (الذين نفذوا الهجمات)».
توجد هذه المعلومات في نهاية القسم الأخير جداً من التقرير. وعنوانه: «قضايا تتعلق بالمملكة العربية السعودية». وهو محجوب تماماً، باستثناء ثلاث فقرات قصيرة. وفيها أن المحققين داخل الوكالة لم يعثروا على أي دليل بأن الحكومة السعودية دعمت، أو لعبت أي دور، في الهجمات.
لكن، أضاف الجزء المقروء من التقرير بأن بعض أعضاء قسمي الشرق الأدنى ومكافحة الإرهاب داخل الوكالة يعتقدون أن «مسؤولين سعوديين مارقين» ربما ساعدوا القاعدة. وجاء في التقرير أن تحقيقاً أعلن في عام 1999، أشار إلى وجود دعم مادي محدود جداً لمؤسس وزعيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، لكن: «تظل المعلومات مشتتة للغاية وتفتقر إلى الدقة». وأضاف التقرير: «لا أحد من أعضاء الحكومة السعودية، المذكورة أسماؤهم في التقرير، هم أعضاء في (القاعدة)»، من دون ذكر أسمائهم».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».