تصعيد «أمل» بوجه باسيل ينذر بأزمة جديدة بين الطرفين

الرياشي: تخوف الطوائف من هيمنة شيعية على الدولة

TT

تصعيد «أمل» بوجه باسيل ينذر بأزمة جديدة بين الطرفين

كشف وزير الإعلام ملحم الرياشي أن الأزمة التي تحيط بالعلاقة بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والبرلمان نبيه بري، على خلفية توقيع مرسوم الأقدمية سنة واحدة للضباط من دورة 1994، بات «يشكل امتحاناً لجميع الأطراف لمسار التسوية»، في وقت أعلنت حركة «أمل» التي يترأسها بري أنها «منفتحة على أي حوار هادئ وجدي تحت سقف الدستور والقانون»، بموازاة تصعيدها ضد رئيس «التيار الوطني الحر» الذي يترأسه وزير الخارجية جبران باسيل على خلفية تصريحاته بشأن القدس.
واعتبر الرياشي، في حديث إذاعي، أن الخلاف «أصبح أمراً واقعاً ويشكل امتحاناً لجميع الأطراف لمسار التسوية»، وقال: «هناك حالة عدم ثقة بين الطوائف، فالحالة الشيعية ترفض الثنائية المارونية - السنية، وهناك تخوف ماروني - سني - درزي من هيمنة شيعية على الدولة»، معتبراً أن الحل يكون بالالتزام بالدستور والمواثيق.
ودخلت الأزمة بين عون وبري أسبوعها الثاني، وسط إصرار بري على أن يضع وزير المال توقيعه على المرسوم. وبينما فشلت الوساطات في حل الخلاف بين الطرفين، دعا «حزب الله» لتجاوز الخلافات بين مكونات السلطة، حيث أمل عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض، في أن «يكون عام 2018 أكثر إيجابية»، قائلاً: «نحن متفائلون بأن يكون لبنان في هذا العام أكثر استقراراً على المستوى السياسي، وأن نتجاوز كل التباس في علاقة المكونات اللبنانية ببعضها البعض حماية لمناخ الانفراج السياسي الذي أثبت جدواه، الذي أظهر على نحو بين للبنانيين جميعاً أنهم قادرون في مناخ التعاون والانفراج أن يعالجوا ملفات صعبة ومعقَّدة يحتاج لبنان ليجد لها حلولاً».
بالموازاة، أبدت «أمل» التي يرأسها بري استعدادها للحوار تحت سقف القانون.
وشدد رئيس الهيئة التنفيذية في حركة «أمل» محمد نصر الله، على «وجوب الاحتكام إلى القانون والدستور»، محذراً من أن «أي محاولة للإطاحة بالدستور، لا سمح الله، سيكون لها تداعيات سلبية على كل شيء وعلى دولة المؤسسات».
وقال: «الحركة منفتحة على أي حوار هادئ وجدي تحت سقف الدستور والقانون لإيجاد حلول لازمة مرسوم الترقيات، والانصراف بعد ذلك لمكافحة الفساد المستشري واستكمال الإنجازات».
لكن استعداد «أمل» للحوار، قابله رفض لتصريحات وزير الخارجية جبران باسيل حول قضية الصراع مع إسرائيل، وهو ما ينذر ببروز مادة خلافية جديدة بين الطرفين، إلى جانب قضية مرسوم الضباط. إذ أعلن نصر الله أن الخلاف مع إسرائيل «هو خلاف عقائدي»، قائلاً: «من يريد السلام مع هذا العدو عليه أن يدرك أن العدو الصهيوني في أدبياته وفي سلوكه ينظر إلى الآخر نظرة دونية عنصرية لا أخلاقية».
وسأل: «كيف يمكن لمسيحي أو مسلم أن يتعامل مع هذا العدو العنصري، فالصراع معه ليس صراع حدود إنما هو صراع عقائدي».
وفي السياق نفسه، اعتبر عضو كتلة «أمل» في البرلمان النائب هاني قبيسي، أن «ما جاء من تصريحات على لسان أحد المسؤولين الرسميين حول قضية فلسطين يحتاج إلى توضيح ويحمل نيات خبيثة، ويريد أن يأخذ الوطن إلى مكان آخر».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.