لاجئون سوريون في فرنسا تفاجئهم عادات «الفرنجة»

لاجئة سورية في أثينا في اليونان (أ.ف.ب)
لاجئة سورية في أثينا في اليونان (أ.ف.ب)
TT

لاجئون سوريون في فرنسا تفاجئهم عادات «الفرنجة»

لاجئة سورية في أثينا في اليونان (أ.ف.ب)
لاجئة سورية في أثينا في اليونان (أ.ف.ب)

لم يُخفِ لاجئون سوريون صدمتهم لدى اطلاعهم على قوانين الحياة الاجتماعية والزواج في فرنسا وبلاد «الفرنجة» التي تختلف كلياً عن قوانين بلادهم، وإن كانت فرنسا بقيت دولة انتداب على سوريا لنحو 25 سنة في بداية القرن الماضي.
وبين هؤلاء اللاجئ السوري الكردي أمير (19 عاماً) الذي صُدِم عندما شرحت محاضرة في أحد يومي «الاندماج بالمجتمع» الإجباريين، بالنسبة لطالبي الإقامة في فرنسا، عن قوانين الزواج.
عائلة اللاجئ السوري محمد القادمة من مدينة الباب بريف حلب، استغربَت أن يجعل القانون الفرنسي الزوج والزوجة، على حد سواء، مسؤولين عن العائلة والأولاد بشكل متساوٍ كلياً، في حين أن مسؤول العائلة (الزوج) هو المسؤول الأوحد عنها في بلده.
وأعرب محمد عن رفضه تنفيذ ما يسمعه من تعليمات على عائلته التي وصلت إلى فرنسا منذ نحو العام. وعبَّر محمد عن تذمُّرِه مما روي له عن أولوية مسؤولية المرأة فيما يتعلق بأمور العائلة والأطفال في حال حدوث طلاق أو افتراق بين الزوجين. وتساءل محمد: «كيف يمكن أن يكون راتب الرجل أعلى من راتب المرأة لدى عملهما بالوظيفة ذاتها في فرنسا وفي جميع المجالات، أي أنه لا مساواة في مجال العمل، في حين أن الاثنين مسؤولان بشكل متساوٍ عن العائلة، والمرأة هي المسؤولة الأولى في حال الطلاق؟».
لدى وصول عائلة حمدان السورية إلى مدينة سانت الفرنسية، بدأ أطفالها بالضحك عندما رأوا شابة وشابّاً يقبلان بعضهما بعضاً في شارع قرب ثانوية قريبة من مكان وجودهم. وكان على المساعدة الاجتماعية المسؤولة عن أمور العائلة أن تشرح لها أن «الاستهزاء والضحك على الناس ممنوع هنا، وأن اللطف واحترام الآخرين أمر سنَّه القانون، وأن العادات والتقاليد الفرنسية تختلف عن العادات في سوريا».
في حين أن مسؤول عائلة سورية أخرى وصلت بالوقت ذاته، أعجب بطريقة السلام على الآخرين؛ السيدات والرجال يتبادلون القبل في حال كانوا يعرفون بعضهم بعضاً، أما الرجال فيصافحون الرجال، والنساء يقبلن صديقاتهن. في حين تبقى المصافحة هي صيغة احترام لتحية من لا نعرفهم جيداً.
عبرت السيدة السورية سليمة عن أسفها من عدم قدرتها على تعلم اللغة الفرنسية، ومن عدم استفادتها من دورة اللغة التي ألزمها بها - كجميع اللاجئين - المكتب الفرنسي للهجرة والاندماج (أوفي) التي تتضمن 200 ساعة من الدروس الفرنسية المكثفة. ورأت سليمة أن «تعليم اللغة يوما كاملاً من الصباح إلى المساء ولثلاثة أيام في الأسبوع متعب جداً، وغير مجدٍ، خصوصاً بالنسبة لمن ترك التعليم والمدرسة منذ سنوات كثيرة».
وأوضح الشاب عمر أن اختلاف الأعمار في دروس اللغة يجعل الشبان يتذمرون كون كبار السن لا يرغبون بالتعلم، ويثيرون الضجيج أثناء الدرس بحديثهم مع بعضهم البعض. وأكد أن دورة مؤلفة من 200 ساعة دراسية فقط لا تكفي للتمكن من إتقان اللغة، ولا بد من دورات إضافية ومجهود شخصي كبير، ليصل اللاجئ إلى مرحلة محادثة الآخرين والتعبير عما يريده.
المساعدة الاجتماعية في جمعية فرنسية كارولين تشير قالت لـ«الشرق الأوسط» إن فرنسا «أرض اللجوء، وفيها تمازج بين الثقافات، فهي تستقبل سنوياً 200 ألف مهاجر. لكن المشكلة أن بعض اللاجئين لا يتقبلون بعض الاختلافات». وأكدت كارولين ملاحظتها «عدم احترام عائلات السوريين لدى وصولهم إلى فرنسا لقوانين السير وإهمالهم لمسألة ضبط أطفالهم في الطرقات، وعدم منعهم من اجتياز الشارع بشكل عشوائي. بالإضافة إلى تركهم أطفالهم غير البالغين في المنزل وحدهم وهو أمر يعاقب عليه القانون».
وأوضحت كارولين أن دور المساعدات الاجتماعيات المسؤولات عن عائلات اللاجئين وعن الأطفال القصر والشباب القادمين وحدهم لا يقتصر على تسيير الأوراق الإدارية، وإنما يتعدى ذلك لشرح التعليمات والقوانين المعترف عليها في فرنسا. وأضافت: «الأمر الأساسي الذي ننبه العائلات لضرورة إلى الالتزام به هو احترام الجيران وعدم إزعاجهم بعد العاشرة مساء، ومسألة تجنب العنف الأسري، ومنع ضرب الأطفال والزوجات، وإلا فإن مصير الأطفال سيكون كضيوف لدى عائلات الاستقبال الفرنسية، ومستقبل السيدات في مراكز الاستقبال المخصصة لهذه الأمور».
في حين أكد المحامي الفرنسي اينفي تيرزي أن «مشكلات إجازات القيادة المزورة التي استسهل بها السوريون في البداية، أصبحت تحول إلى القضاء، وأصبحت الأحكام تصدر بحق المخالفين لمدة 3 أشهر مع وقف التنفيذ، لكنها قد تصبح قيد التنفيذ فيما بعد».



البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.