وزير المال يحذّر من الانزلاق نحو أزمات خطيرة

TT

وزير المال يحذّر من الانزلاق نحو أزمات خطيرة

دعا وزير المال اللبناني علي حسن خليل إلى «ترشيد الإنفاق وزيادة فاعليته، لتفادي الانزلاق إلى أزمات خطيرة»، محذراً من «تجاهل السلامة المالية التي تتحمل كلفتها أجيال المستقبل وبأثمانٍ مضاعفة».
وقال خليل في كلمة ألقاها في احتفال نظمه معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي، إن «متطلبات المواطن كثيرة وهو محق، وإن القوانين في بعض الأحيان قد تقف في وجه طموحات التحديث، وإن الأوضاع الإدارية وضغط العمل قد يعيقان تحقيق الأهداف المرجوة»، لافتاً إلى أن لبنان «يعاني أوضاعاً اقتصادية ومالية وأمنية دقيقة، لكن بجهود ومثابرة وثقة الشركاء والمستفيدين من خدمات الوزارة (المال)، تم اختراق الكثير من الصعوبات والتحديات». وتابع وزير المال اللبناني «في العام 2017 كان لوزارتنا رغم كل الظروف الصعبة إنجازات كبيرة، أبرزها الخدمات الإلكترونية في الضرائب والعقارية، واستطعنا إقرار الموازنة ومعها حزمة من الإجراءات الضريبية التي سمحت بإعادة التوازن إلى الوضع المالي، وقد حرصنا أن تراعي هذه الإجراءات أوضاع المواطنين والاقتصاد ومتطلبات سلسلة الرتب والرواتب»، مشيراً إلى أن الوزارة «وضعت موازنة 2018 ضمن المهل ومشروع القانون المتعلق بالأحكام الضريبية على الأنشطة البترولية».
وتطرق وزير المال اللبناني إلى إنجازات أخرى على صعيد تطوير الإدارة والمكننة في المؤسسات، وقال: «من ضمن الإنجازات التي تحققت، نتائج عمل المعهد المالي في تدريب العاملين في الدولة لا سيما شبكة المسؤولين الماليين، وإعداد التقارير والأبحاث المتخصصة وأدلة المواطنين في المواضيع المالية والضريبية». ونبّه خليل إلى أن «كلفة عدم السلامة المالية تتحملها أجيال المستقبل وغالبا بأثمان مضاعفة، لذلك يترتب على الجميع، كل من موقعه، إدراك التحديات المالية المستقبلية الكبيرة والعمل على ترشيد الإنفاق وزيادة فاعليته لتفادي الانزلاق إلى أزمات خطيرة، من خلال تبسيط الإجراءات والمكننة وتعزيز المهارات والمعارف في إدارة المال العام، مال المواطن».

البرلمان يعقد جلسة للقدس
إلى ذلك، عقد البرلمان اللبناني جلسة ازاء قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب نقل السفارة الى القدس، مطالبا بأوسع تحرك عربي وإسلامي ودولي لإحباط مفاعيل هذا القرار ، في وقت نظمت تحركات احتجاجية في عدد من المناطق اللبنانية وفي المخيمات الفلسطينية.
وفي ختام جلسة البرلمان، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري عن التوصية الصادرة عن الجلسة طالبا إبلاغها الإدارة الأميركية باسم الشعب اللبناني.
واكد بري «دعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومته ونضاله ضد العدو الإسرائيلي مع حقه في العودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس كما يدين استمرار إسرائيل بمشاريع استعمار فلسطين».
وشدد على دعم البرلمان للمصالحة الوطنية الفلسطينية وتوجيه الطاقات كافة لإقامة دولة مستقلة كاملة السيادة، داعيا إلى إطلاق سراح البرلمانيين الفلسطينيين وإلى توجيه كل الجهود العربية والإقليمية في سبيل نيل الفلسطينيين كل حقوقهم.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».