اليابان تتألق في صناعة الروبوتات...لكنها لم تتخلَّ عن التراسل بالفاكس

مراسلة «نيويورك تايمز» في طوكيو تتحدث عن تجربتها التقنية

موتوكو ريتش تستخدم تطبيق «لاين» الشعبي في اليابان  -  موتوكو ريتش مع الروبوت الصغير«بيبر»
موتوكو ريتش تستخدم تطبيق «لاين» الشعبي في اليابان - موتوكو ريتش مع الروبوت الصغير«بيبر»
TT

اليابان تتألق في صناعة الروبوتات...لكنها لم تتخلَّ عن التراسل بالفاكس

موتوكو ريتش تستخدم تطبيق «لاين» الشعبي في اليابان  -  موتوكو ريتش مع الروبوت الصغير«بيبر»
موتوكو ريتش تستخدم تطبيق «لاين» الشعبي في اليابان - موتوكو ريتش مع الروبوت الصغير«بيبر»

كيف يستخدم صحافيو «نيويورك تايمز» التكنولوجيا في عملهم وفي حياتهم الخاصة؟ فيما يلي، تطلعنا موتوكو ريتش، مديرة مكتب «التايمز» في طوكيو على التكنولوجيا التي تستخدمها.
- تغطية الأخبار
> ما هي التقنيات التي تستخدمينها لتغطية الأخبار في اليابان؟
- لعلّ أهم الأجهزة التي أستخدمها بانتظام، غير اللابتوب والجوال، هو بطارية دعم لإعادة شحن هاتفي وتشغيل اللابتوب في طريقي خارج مكان العمل.
وقد اعتاد الكوريون الشماليون إجراء تجارب صواريخهم وأنا خارج مكتبي، أثناء وجودي إما في تغطية حدث آخر وإما خلال حضوري لاجتماع في مدرسة أولادي، أو حتى خلال عطلة نهاية الأسبوع. لهذا السبب، وإن اضطررت إلى الجلوس في مكان ما في ملعب لكرة القدم أو في الحافلة، يكفي أن هاتفي وجهاز اللابتوب ببطارية موفي باورستايشن XXL Mophie Powerstation XXL، التي تتميز بحجم صغير وطاقة شحن كبيرة.
كما أنني أملك عدداً من البطاريات الأصغر حجماً لشحن هاتفي عندما تبدأ طاقته بالتراجع بعد الاستخدام المتكرر لموقع «تويتر»، إلا أن الـXXL تعتبر خياراً أفضل بالنسبة لي عندما أضطر لكتابة التقارير والأخبار من خارج مكتبي أو منزلي. في حالات مماثلة، أستخدم إما ناقل واي - فاي محمول، أو أتصل عبر نقطة الاتصال اللاسلكية (هوت سبوت).
يتمتع موقع «تويتر» بشعبية كبيرة في اليابان، وبالتالي، إذا كنا نريد أن نستطلع مزاج الناس حول خبر جديد في البلاد، لا بد لنا أن نلجأ إلى موقعي «تويتر» و«فيسبوك» لمعرفة أسلوب تفاعل الناس مع الخبر، تماماً كما نفعل في الولايات المتحدة الأميركية. في بعض الحالات، قد تكون إحدى التغريدات الفكرة الرئيسية نواة لكتابة مقال جديد.
أستعين أيضاً بالتطبيقات الخاصة بالهزات الأرضية كـ«كويك فيد» لأننا في بلد معرض للكثير من الزلازل، هذا غير أن هذا النوع من التطبيقات هو مؤشر مبكر على الاختبارات النووية التي تحصل في كوريا الشمالية.
وبما أنني أجري الكثير من الاتصالات مع محللين ومسؤولين حكوميين في الولايات المتحدة، سواء في الصباح الباكر أو في وقت متأخر ليلاً (فارق التوقيت بين طوكيو ونيويورك وواشنطن 13 ساعة)، فإني أحاول استخدام تطبيق واتساب أو سكايب للاتصالات البعيدة لأن الاتصالات الدولية في اليابان مكلفة. ولكن مشكلتي الوحيدة مع الأكاديميين الذين يتخصصون في اليابان أو شبه الجزيرة الكورية هي أنهم غير قادرين أو لا يرغبون باستخدام الاتصالات عبر الإنترنت.
- نزعات يابانية تقنية
> ما هي اتجاهات التكنولوجيا التي ترين أنها تنشأ في اليابان والتي لم تصل إلى الولايات المتحدة بعد؟
- الروبوتات! كثيراً ما أصادف نسخة من «بيبر Pepper»، وهو روبوت صغير بحجم طفل ويشبه الشخصيات الكرتونية من صناعة المجموعة اليابانية «سوفت بانك». وقد تحدث مؤسس المجموعة ماسايوشي سون أخيراً عن «الاختراع الفريد» المنتظر، والذي يتجاوز فيه الذكاء الصناعي قدرات البشر. تفاجأت في أحد الأيام برجل آلي على هيئة إنسان مهمته الترحيب بالزوار في مركز تجاري. وتروج البرامج الإخبارية التلفزيونية كثيراً لبعض الممارسات الجديدة في تكنولوجيا الروبوتات، من العمل في المطاعم إلى العناية بالأطفال في المنازل.
بالنسبة لتطبيقات التراسل الشخصي، أطلق تطبيق «لاين» للتواصل بعد هزة وإعصار تسونامي عام 2011 وهو يتمتع بشعبية كبيرة في البلاد. أستخدمه في التواصل مع الأصدقاء والموظفين وحتى مع الشخص الذي يقص لي شعري، أولاً لأنه شعبي جداً وثانياً لأنه يقدم مجموعة واسعة ومتنوعة من الـ«إيموجي» والملصقات الرقمية.
- حب أجهزة الفاكس
> كيف يختلف استخدامك للتكنولوجيا في اليابان عن ما كان عليه في الولايات المتحدة الأميركية؟
- الأمر الغريب في اليابان هو أنه وعلى الرغم من التقدم التقني الواضح، لا يزال البلد متأخراً من نواح عدة. فكما كتبت صحيفة «التايمز» قبل، لا تزال آلة الفاكس تقنية محببة جداً في اليابان، إذ يطلب الكثيرون أن نرسل لهم طلبات إجراء المقابلات ونماذج الأسئلة عبر الفاكس، ويعلموننا بصراحة أنهم لا يقبلون الرسائل الإلكترونية. أنا شخصياً لا أذكر متى كانت المرة الأخيرة التي تلقيت أو أرسلت فيها رسالة عبر الفاكس في الولايات المتحدة.
يملك ابني (11 عاماً) ما يعرف بالـ«كيتاي keitai» ما معناه هاتف الأطفال، وهو مبرمج بشكل يسمح بإرسال وتلقي الاتصالات معي، أو مع والده، أو شقيقته فقط. عندما تركنا بروكلين عام 2016 بدا لي وكأن جميع الأطفال في سنه إما لا يملكون هاتفاً أو أنهم يستخدمون هاتفاً ذكياً. لكن الكثير من الأطفال اليابانيين، أصغر من ست سنوات، يملكون الـ«كيتاي» الخاص بهم، مما يسمح لهم بالتحرك وحدهم في المواصلات العامة أو العودة سيراً من المدرسة، والبقاء على اتصال مع أهلهم في الوقت نفسه؛ وغالباً ما نصادف أطفالاً صغاراً جداً يعودون وحدهم في قطار الأنفاق، وهذه الهواتف الصغيرة تتدلى من حقائبهم.
> لا تزال طرق الدفع الإلكتروني قليلة الانتشار في الولايات المتحدة. ماذا عن اليابان؟
- على عكس الصين، حيث يدفع الناس ثمن كل مشترياتهم تقريباً من خلال هواتفهم الذكية، لا تزال اليابان من المجتمعات التي تعتمد وبكثرة على الدفع النقدي. فالكثير من المطاعم لا تقبل حتى اليوم تسديد الفاتورة عبر البطاقة المصرفية، وعدد أقل من ذلك بكثير ترفض الدفع عن طريق الهاتف.
- تقنيات المعيشة
تنتشر في اليابان بطاقة مسبقة الدفع، تعرف بـ«سويكا»، تستخدم غالباً لدفع بدل ركوب القطار، ولكنها تصلح أيضاً للدفع في آلات البيع، والمتاجر، وسيارات الأجرة. وأتاح نظام البطاقة نفسها أيضاً خدمة الدفع عن طريق الهاتف في اليابان منذ عام 2006، إلا أنه ورغم انتشاره من سنوات، لم تستخدم هذه التكنولوجيا على الأجهزة الشعبية كالآيفون إلا من فترة قصيرة.
> بعيداً عن مهنتك، ما هي أجهزة التكنولوجيا التي تستخدمينها وبكثرة في حياتك اليومية؟
- فيس تايم، سكايب، وواتساب هي الخطوط الحيوية التي أستخدمها للبقاء على تواصل مع الأصدقاء والعائلة. ابنتي (13 عاماً) تتحدث غالباً مع أصدقائها في بروكلين والمملكة المتحدة عبر فيس تايم؛ وأنا منذ فترة قصيرة، أجريت اجتماعاً مع مجموعة الكتب في بروكلين عبر سكايب.
بدأت أيضاً منذ أن وصلت إلى اليابان باستخدام إنستغرام بشكل دوري، لأنني أريد للجميع في بروكلين أن يروا ما أراه يومياً، هنا وفي كوريا الجنوبية، التي أقصدها بشكل متكرر لتغطية الأخبار. تبدو اليابان وكوريا الجنوبية بلدين مترفين للناظرين إليهم، ونعم، أنا من الأشخاص النمطيين الذين ينشرون صوراً لوجباتهم.
ابنتي مهووسة بسناب شات، والذي يجب أن أتعرف عليه. ولكنني تفاجأت بعدد المرات التي قالت فيها إنها رصدت أخباراً جديدة على سناب شات وإنستغرام، وأنا أوافق عليها وبشدة.
بعد فترة قصيرة من انتقالنا إلى اليابان، استسلمنا واشترينا جهاز «آبل تي في». واشتركنا بالشبكة الخاصة الافتراضية (في بي إن) حتى نتمكن من متابعة البرامج والأفلام الأميركية المفضلة لدينا. وبقدر ما أؤمن بضرورة الخوض في الثقافة المحلية قدر الإمكان، أعلم أن الاستمرار في متابعة الثقافة التي كنا نعيش فيها في الولايات المتحدة هي وسيلة أيضاً للبقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة. ولكن البثّ الحي غالباً ما يكون بطيئاً، وتتجمد الشاشة في وسط العرض أثناء تسمرنا أمامها.
> صناعة الروبوتات مهمة جداً في اليابان، ولكن في الوقت الحالي، تنتشر برامج المساعدة الشخصية كـ«سيري» و«مساعد غوغل» في الولايات المتحدة. إلى أين ستقودنا هذه التطورات برأيك؟
- على عكس الولايات المتحدة، حيث يخاف العاملون من استيلاء الأتمتة على وظائفهم، تلقى الروبوتات الكثير من الترحيب من قبل الحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع ككل في اليابان. تعارض الحكومة اليابانية فكرة الهجرة، لهذا السبب، يُعتبر الاعتماد على الروبوتات الحلّ الأمثل والأكثر طرحاً لتعويض التراجع السكاني والقوى العاملة.
ولكن بعيداً عن ما إذا كانت الروبوتات قادرة فعلاً على إتمام جميع المهمات التي أسندت إليها، أتساءل ما إذا كانت المهمات الشخصية، كالاهتمام بالأطفال يمكن أن تسند بالفعل إلى إنسان آلي. كأم، أكره فكرة أن يتم استخدام الروبوتات في مؤسسات العناية خلال النهار، إلا في حال اقتصر عملها على تحضير الطعام والتنظيف.

- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

الخليج «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت».

غازي الحارثي (الرياض)
يوميات الشرق الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتَي «ستانفورد» الأميركية، و«الملك فهد للبترول والمعادن» السعودية، عن ابتكار جهاز لإنتاج الأمونيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».