نولان... مدرب ولاعب أخرج نوتس كاونتي من «العناية المركزة»

لاعب وستهام السابق يطالب المدربين الإنجليز الشباب بالإيمان بأنهم في أعلى مستويات اللعبة

نولان في غرفة ملابس نوتس كاونتي يؤكد أن ابتعاده عن الملاعب فترة جعله يعمل جاهدا مع فريقه الحالي
نولان في غرفة ملابس نوتس كاونتي يؤكد أن ابتعاده عن الملاعب فترة جعله يعمل جاهدا مع فريقه الحالي
TT

نولان... مدرب ولاعب أخرج نوتس كاونتي من «العناية المركزة»

نولان في غرفة ملابس نوتس كاونتي يؤكد أن ابتعاده عن الملاعب فترة جعله يعمل جاهدا مع فريقه الحالي
نولان في غرفة ملابس نوتس كاونتي يؤكد أن ابتعاده عن الملاعب فترة جعله يعمل جاهدا مع فريقه الحالي

يلعب نجم وستهام يونايتد السابق، كيفن نولان، في صفوف نادي نوتس كاونتي ويدربه في نفس الوقت، لكن اللاعب البالغ من العمر 35 عاما لا يدفع بنفسه في التشكيلة الأساسية للفريق الذي يحتل صدارة دوري الدرجة الثانية ويعرف أن النادي يلعب بشكل رائع من دونه. يقول نولان، وهو أصغر في السن من بعض لاعبي الفريق، وهو يبتسم: «في الوقت الحالي أنا لست في حالة بدنية تسمح لي باللعب، وهذه هي حجتي، لكن لا أعتقد أنه كان بإمكاني اللعب مع الفريق حتى لو كنت لائقا من الناحية البدنية».
كان نادي نوتس كاونتي في «العناية المركزة»، على حد وصف مالك النادي ألان هاردي، عندما اشترى النادي في يناير (كانون الثاني). كان النادي مدينا بمبالغ مالية طائلة ويواجه حظرا فيما يتعلق بإبرام صفقات جديدة وكان يواجه خطر الهبوط من دوري الدرجة الثانية للمرة الأولى، بعدما خسر عشر مباريات متتالية. وكان أول قرار لهاردي هو تعيين نولان في منصب المدير الفني للفريق رغم عدم امتلاكه للخبرات الكافية في مجال التدريب، وكان هاردي يريد أن يحدث نولان تأثيرا فوريا في الفريق.
ونجح لاعب بولتون ونيوكاسل ووستهام السابق في إعادة الفريق إلى المسار الصحيح وحقق الفوز في 10 مباريات من 21 مباراة خاضها الفريق في ذلك الموسم لينهي المسابقة في المركز السادس عشر. يقول نولان: «كان هناك الكثير من الأشياء التي لم تكن على ما يرام عندما جئنا إلى النادي، فلم يكن لدينا ملعب للتدريب، وكان اللاعبون يضطرون لتغيير ملابسهم هنا ثم يقودون السيارات لمدة 20 أو 30 دقيقة ثم يعودون مرة أخرى من أجل الاستحمام بعد المباراة. تغير كل ذلك، وهو ما أعطى اللاعبين الحافز اللازم للمضي قدما وجعلهم يقولون: نعم، هذه هي البيئة التي نريد أن نعمل بها».
كان من المفترض أن يكون الهدف من الموسم الحالي هو تحسين مركز الفريق في دوري الدرجة الثانية، لكنه الهدف أصبح أكبر من ذلك، حيث بات الفريق يعمل من أجل الصعود إلى دوري الدرجة الأولى، وهذا هو الطموح الذي يسعى رئيس النادي والمدير الفني إلى تحقيقه. ويؤمن هاردي بأن نوتس كاونتي يجب أن يكون كبيرا مثل النادي المطل على النهر، وهو نوتنغهام فورست، ولذا يضع نصب عينيه التأهل لدوري الدرجة الأولى. ومع ذلك، يدرك هاردي أن تحقيق النجاح مع نوتس كاونتي سوف يجعل الأنظار تتجه إلى نولان، لكنه تعهد بألا يقف في طريق نولان في حال حصوله على عروض من أندية أكبر.
يقول نولان: «أريد أن أدرب في أعلى المستويات، وأسعى لأن أكون جزءا من المباريات التي تلعب في المسابقات الأوروبية الكبرى، وهو الهدف الذي لم أتمكن من تحقيقه كلاعب، وأريد أن أشارك في دوري أبطال أوروبا كمدرب. هذا أمر صعب للغاية في الوقت الحالي، خاصة بالنسبة للمديرين الفنيين الإنجليز، حيث لم نعد نحصل على الفرص بالقدر الذي كان يتاح لنا في السابق، لذا فإنا أعمل على التعلم واكتساب الخبرات هنا. أنا حريص على التأكد من أنني أسير في الطريق الصحيح، لكن في الوقت الحالي لا يمكنني أن أفكر في مكان أفضل من هذا».
لم يكن الطريق مفروشا بالورود أمام نولان منذ رحيله عن وستهام قبل عامين من الآن، حيث كافح بقوة من أجل الاستمرار بعد رحيله المفاجئ. يقول نولان: «إنك تستيقظ كل يوم وتتساءل: ما هو القادم بالنسبة لي؟ يمكنك أن تعرف السبب وراء انفصال اللاعبين عن أنديتهم وشعورهم بالإحباط وأنهم لا يوجدون في مكان جيد. وبالنسبة لي فهذا يجعلني أهتم بصورة أكبر باللاعبين. لم أكن ألعب، وهذا هو السبب في أنني أعمل بكل قوة الآن، ففي بعض الليالي أظل هنا حتى الساعة التاسعة مساء لأنني لا أريد أن أترك أي شيء يمكنني القيام به. لو تركت هذه الوظيفة يوما ما فأنا أشعر بأنني قد بذلت كل ما في وسعي».
وبعد خمسة أشهر من الابتعاد عن كرة القدم، انضم نولان لنادي ليتون أورينت كلاعب ومدرب في نفس الوقت. ورغم تحقيق طفرة في النتائج، انهارت العلاقة بين نولان ورئيس النادي المثير للجدل آنذاك فرانشيسكو بيشيتي. يقول نولان: «كان يجب أن يقود هو الفريق بنفسه! إن كل الأشخاص الذين عينهم داخل النادي كانوا في حقيقة الأمر يؤثرون بالسلب على كرة القدم وعلى نادي ليتون أورينت. كان يريد أن يقول هو من يجب أن يلعب ومن يجب أن يخرج من تشكيلة الفريق، وكان هذا في نهاية المطاف هو السبب الذي جعلني أترك هذه الوظيفة لأنني لم أكن أوافق على ما يقوم به».
ومع ذلك، لم يندم نولان على توليه قيادة ليتون أورينت ويرى أن هذه الفترة قد أعدته جيدا لكي يتولى تدريب نادي نوتس كاونتي، الذي نجح في تحويله إلى فريق جماعي قوي يتمحور أداؤه حول لاعبين لديهم خبرات في الدوري الإنجليزي الممتاز مثل ألان سميث وشولا أميوبي وجون ستيد. وقد شبه كثيرون طريقة عمل نولان بكل من توني بوليس وسام ألاردايس، ولذا تعرض نولان لانتقادات بسبب اعتماده على طريقة مباشرة في اللعب، وهي نفس الانتقادات التي توجه لبوليس وألاردايس.
يقول نولان: «هذا أمر مضحك للغاية لأنه عندما كتب سام ألاردايس لشبكة سكاي سبورتس دليل البقاء في الدوري الإنجليزي بالنسبة للمديرين الفنيين، قال كثيرون إن نولان سوف يلتزم بهذا الدليل وكأنه كتاب مقدس بالنسبة له! يعتقد الجميع بأنني متشبث بطريقة 4 - 4 - 2 من دون أي تطوير، لكني أحب الالتزام بما أشعر بأنه الأفضل بالنسبة للاعبي فريقي. لدينا نظام نعرفه جميعا، لكن من السهل تغييره بما يناسبنا». وأضاف: «أنا لا أشعر بأن لدي فلسفة خططية محددة، لكن أهم شيء بالنسبة لي هو وجود مجموعة من التوجيهات العامة، وليس القواعد، بما هو متوقع عندما تنتقل للعمل مع نوتس كاونتي، وبما هو متوقع منك كلاعب، مثل الالتزام والاحترام والعمل الجماعي».
يؤكد نولان على أن بابه مفتوح أمام جميع اللاعبين، كما تحدث عن علاقته بمدافع الفريق مات توتل، الذي أعلن في الآونة الأخيرة في مقابلة إذاعية أنه يواجه مشكلات ذهنية، قائلا: «إنه لشيء رائع بالفعل أن يقوم بذلك من أجل أن يزيد درجة الوعي حول ذلك، لأن كثيرا من الناس يتراجعون عن الحديث عن مثل هذه الأشياء ويعتقدون أنه سيمثل لهم نقطة ضعف، لكن الأمر ليس كذلك، بل على العكس تماما فإن نقطة الضعف تتمثل في إخفاء تلك المشكلات وعدم التعامل معها. يتعين عليك أن تحاول وأن تكشف هذه المشكلات للناس حتى يمكنهم مساعدتك. عندما يأتي يمكننا أن نتحدث سويا وأن نساعده على الاسترخاء والعودة إلى حالته الذهنية الطبيعية إذا كان يعاني من حالة إحباط. إننا في مهنة يتعرض فيها الشخص لضغوط هائلة. حتى لو كنت تلعب أمام 300 شخص يشاهدونك كل أسبوع فهذا يمثل ضغطا كبيرا عليك».
ومن السهل أن تنسى أن نولان يلعب ويدرب في نفس الوقت فيما وصفه بأنه فترة تدريب على ما هو أصعب. ولم يفضل نولان أن يسلك طريقا سهلا نحو القمة، ويعتقد أن المدربين الطموحين في دوري الدرجة الثانية يمكنهم الوصول إلى أعلى الوظائف في هذه الرياضة. يقول نولان: «إذا توقفنا عن الإيمان بأنفسنا وبقدراتنا فلن نتمكن من تحقيق أي شيء. يتعين علينا كمدربين إنجليز شباب أن نؤمن بأنه ما زال لنا مكان في أعلى مستويات اللعبة». وفي الوقت الحالي، ينصب تركيز نولان بالكامل على نوتس كاونتي ويحظى بثقة كبيرة للغاية من هاردي ويعمل جاهدا على اكتساب مزيد من الخبرات.


مقالات ذات صلة

بوستيكوغلو: أنا واللاعبون مسؤولون عن تراجع النتائج

رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (رويترز)

بوستيكوغلو: أنا واللاعبون مسؤولون عن تراجع النتائج

دعا أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إلى عدم تحميل مالكي النادي مسؤولية مصاعب الفريق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة سعودية سعود عبد الحميد يتألق رفقة روما الإيطالي (د.ب.أ)

رغم التحديات... سعود عبد الحميد يثبت جدارته في تشكيلة روما

دخل سعود عبد الحميد تاريخ كرة القدم السعودية، بعدما بات أول لاعب يسجل في مسابقة أوروبية.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية فرحة لاعبي بريست بالفوز الأخير أوروبياً على آيندهوفن (رويترز)

بريست يتألق أوروبياً ويعاني محلياً

مع إحدى أصغر الميزانيات في الدوري الفرنسي، يحقق فريق بريست نجاحا كبيرا في النسخة الحالية بدوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (بريست)
رياضة عالمية دافيدي كالابريا قائد ميلان الإيطالي (د.ب.أ)

كالابريا قائد ميلان: أرفض التشكيك في التزامي

رفض دافيدي كالابريا قائد ميلان الإيطالي الانتقادات التي واجهها عبر الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية ميكل أرتيتا مدرب آرسنال (إ.ب.أ)

أرتيتا: سأمنح سترلينغ مزيداً من دقائق اللعب

قال ميكل أرتيتا، مدرب آرسنال، إنه يعتزم منح رحيم سترلينغ فرصة اللعب مزيداً من الدقائق خلال فترة الأعياد المزدحمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».