نشب نقاش وسط أميركيين حول قرار موقع «يوتيوب» بحذف أكثر من 50 ألف فيديو فيها خطب متطرفة ألقاها أنور العولقي، الأميركي اليمني المتطرف الذي قتلته القوات الأميركية في اليمن عام 2011 بينما أشاد خبراء في الإرهاب بالقرار، قال آخرون إنهم يعارضون أي حظر على حرية الرأي «من شركات، ناهيك من حكومات».
أمس الاثنين، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إنها بحثت، قبل يومين، عن اسم العولقي في «يوتيوب»، ووجدت 20 ألف فيديو تقريبا، وكلها تاريخية، عن سيرة حياته، وظروف قتله، بالإضافة إلى حوارات دينية ليس فيها تطرف.
وقالت الصحيفة إن البحث، في الماضي، كان يسفر عن أكثر من 70 ألف فيديو للعولقي في الموقع نفسه.
وأضافت الصحيفة: «لأكثر من 8 أعوام، ساعد الداعية المتشدد العولقي في التأثير على جيل من الإرهابيين الأميركيين، بما في ذلك إرهابي قاعدة فورت هوت، وإرهابي سباق ماراثون بوسطن، وإرهابي حفل سان بيرناردينو، وإرهابي نادي أورلاندو. وسمح موقع «يوتيوب»، أكثر مواقع الفيديوهات شعبية حول العالم، بأن يرى المشاهدون ساعات من خطب العولقي المتطرفة.
وقالت الصحيفة: «الآن، تحت ضغط متزايد من حكومات ومنظمات ومؤسسات تحارب الإرهاب، خفض موقع (يوتيوب) كثيرا فيديوهات العولقي فيه».
وقال مارك والاس، مدير مشروع «كاونتر تيروريزم» (معاداة الإرهاب): «صارت هذه لحظة تاريخية في النقاش حول السماح للإرهاب الإلكتروني بأن ينتشر. يجب ألا نسمح للناس بأن يتابعوا رجلا يريد أن يؤذينا جميعا».
وأضاف والاس أن كثيرا من فيديوهات العولقي عن «تاريخ الإسلام»، لكن يجب ألا يعني ذلك السماح بانتشارها. وقال: «يجب ألا يؤثر غياب شخص واحد على الإسلام. أرى أن قول ذلك يسيء إلى الإسلام. بالإضافة إلى أن هذا لشخص هو الداعية الجهادي باللغة الإنجليزية الأول في العالم».
وأشار والاس إلى فيديو «نداء الجهاد» الذي يبلغ طوله 12 دقيقة، والذي يدعو فيه المسلمين في الغرب للجهاد بالهجوم على الغربيين وعلى ممتلكاتهم. وأن هذا الفيديو هو «الأكثر خطورة». ولم يعد موجودا في «يوتيوب». في الجانب الآخر، قالت فايزة باتيل، خبيرة في مركز برينان للعدالة التابع لكلية القانون في جامعة نيويورك: «يجب أن نعترف بأن العوامل التي تدعو شخصا لأن يرتكب عمل عنف هي عوامل معقدة جدا. وقول إن شخصا واحدا مسؤول عن ذلك هو قول ساذج». وأضافت: «يجب أن نلتزم بالتعديل الأول (في الدستور الأميركي) الذي يمنع الاعتداء على حرية الرأي، ليس فقط من حكومات، ولكن، أيضا، من شركات».
وكان موقع «يوتيوب» دافع عن نفسه في الصيف الماضي، وأشار إلى إجراءات كان اتخذها في الماضي بتشديد مراقبة فيديوهات الإرهاب والكراهية، والإباحية، والعنف. وأشار إلى سياسة جديدة تعرف باسم «معالجة أكثر صرامة»، تهدف إلى تخفيض مشاهدة فيديوهات تعتبر «غير مناسبة، أو مسيئة لبعض الناس». وإلى وضع فيديوهات في قائمة «حالة محدودة» إذا اعتبرت «مثيرة للجدل بما فيه الكفاية، لاعتبارها مرفوضة، ولكن لا تنشر الكراهية، أو الإباحية، أو العنف، أو الإرهاب بما يكفي لمنعها تماما».
وكان مركز محاربة التطرف نشر تقريرا عن فيديوهات العولقي، وقال فيه إن خبراء في المركز فوجئوا بأنها تظل تتداول في موقع «يوتيوب». واتهم التقرير الموقع بأنه «فشل في حظر ما يصل إلى 70 ألف من فيديوهات العولقي». وإنه، رغم حظر نشر هذه الفيديوهات، ليس صعبا الوصول إليها، وذلك باستخدام أزرار معينة، رغم أن المشاهدين لا يقدرون على التعليق عليها، أو توزيعها، أو طباعتها. وأنور العولقي (1971 - 2011) ولد في ولاية نيو ميكسيكو لوالدين يمنيين، وصار في قائمة المطلوبين بعد أن هرب إلى اليمن، وصار متحدثا باسم تنظيم «القاعدة»، حتى قتلته طائرة «درون» (من دون طيار) أميركية. في وقت لاحق، قالت تقارير صحافية إن بنته، وكانت مواطنة أميركية مثله، قتلت أيضا.
«يوتيوب» يزيل 50 ألف فيديو للعولقي
خبراء في مكافحة الإرهاب أشادوا بالقرار
«يوتيوب» يزيل 50 ألف فيديو للعولقي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة