مقتل 48 طفلاً بأيدي الميليشيات في تعز منذ مطلع العام

تقرير يرصد جرائم الانقلابيين ضد الطفولة ويدعو لتحرك دولي ضدهم

TT

مقتل 48 طفلاً بأيدي الميليشيات في تعز منذ مطلع العام

كشف تقرير حقوقي يمني مستقل أن الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح قتلت أكثر من 300 طفل وطفلة وأصابت 1804 آخرين في محافظة تعز وحدها خلال الفترة من 11 أبريل (نيسان) 2015 حتى 18 سبتمبر (أيلول) 2017.
وأفاد «التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن»، ومقره تعز، بأن الميليشيات الحوثية وقوات صالح قتلت 48 طفلا وطفلة في تعز منذ مطلع العام الحالي 2017 فقط، فيما أصيب 193 آخرون نتيجة قذائف «الهاون» و«الهاوزر» المتساقطة فوق أحياء وشوارع مدينة تعز المكتظة بالسكان المدنيين والخالية من أي أهداف عسكرية والتي كان آخرها واقعة قصف قرية «عنصوة» والتي أسفرت عن مقتل 5 أطفال وإصابة اثنين آخرين.
واعتبر العقيد ركن وليد الشرعبي الخبير العسكري أن ما قامت به الميليشيات الحوثية وقوات صالح من مجزرة للأطفال في حي عنصوة السكني شمال غربي تعز يعد جريمة حرب مكتملة الأركان. ولفت العقيد الشرعبي إلى أن {هناك استهدافا متعمدا للأعيان المدنية وما حدث في حي عنصوة هو جريمة قتل واضحة بحق المدنيين العزل».
ويؤكد الخبير العسكري وليد الشرعبي أنه لا يحق استخدام هذا النوع من القذائف المدفعية حتى في حال وجود هدف عسكري لأنه من الضروري جداً أن يتساوى السلاح المستخدم مع الهدف العسكري المراد قصفه فكيف بالأعيان المدنية. وبحسب التقرير فإن قرية عنصوة تتعرض لحصار مسلحي الحوثي وصالح الانقلابية لأكثر من عامين، حيث يتمركزون في الجبال والتباب المطلة على القرية من ثلاثة اتجاهات هي (جبل القارع والزبية والمدرجات) إضافة إلى المواقع العسكرية الأخرى التي تطل على القرية ومنها (شارع الخمسين وجبل وعش وحوش الشيباني خلف الجوية).
وحذر التقرير من أن سكان القرية ما زالوا يعيشون حتى اللحظة تحت تهديد قذائف مدفعية الحوثي وصالح المتمركزة في التباب والجبال المحيطة فضلاً عن القناصة الذين يستهدفون كل من يحاول الدخول أو الخروج من القرية دون المرور عبر المداخل الآمنة.
ودعا التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان الميليشيات الحوثية وقوات صالح الانقلابية إلى وقف كل الأعمال العدائية التي ترتكبها بحق السكان المدنيين عموماً والأطفال على وجه التحديد في تعز وكل مناطق النزاع المسلح في اليمن، والالتزام بتطبيق نص المادة الثالثة المشتركة من اتفاقيات جنيف الأربع، وإعمال أحكام البروتوكول الثاني لعام 1977 والخاص بالنزاعات المسلحة غير الدولية، باعتبار ذلك هو الضمان الوحيد لحماية المدنيين ككل والأطفال كجزء من ويلات الحرب وآثاره وعواقبه. كما دعا اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان وفتح تحقيق عاجل وشفاف في واقعة قصف قرية عنصوة بمدينة تعز تمهيدا لإحالة مرتكبيها للعدالة. وطالب التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد) المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية العاملة على الساحة اليمنية تكثيف جهودها للضغط على ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، بوقف كل أعمال القصف والقنص بحق أطفال اليمن.
وجاء هذا التقرير فيما أقدمت الميليشيات الانقلابية على جريمة جديدة ضد الطفولة إذا استهدف أحد قناصيها طفلاً معاقاً في مدينة تعز وأرداه قتيلا من دون أي سبب يذكر. وقال سكان محليون لـ«الشرق الأوسط» إن قناصاً تابعاً للميليشيات استهدف الطفل المعاق زكريا عبد الحميد حمد (16 عاما) عندما كان في منطقة المربعة شمال شرقي جبل هان بغرب تعز. وأوضحت المصادر أن الطفل تلقى الرصاصة في ظهره وتوفي على الفور، واصفين العملية بأنها «جريمة لم يسبق لها مثيل وتركت استياء كبيراً وسط المواطنين في تعز. وشنت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية مساء الخميس الماضي، قصفاً عشوائياً على قرية عنصوة شارع الثلاثين بمنطقة بير باشا غرب تعز بمحافظة تعز، أسفر عن مقتل خمسة أطفال وجرح اثنين آخرين».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.