تستقبل مدينة شرم الشيخ المصرية قرابة 3 آلاف شاب من مختلف دول العالم، إضافة إلى عدد من رؤساء الدول والأمراء، وذلك للمشاركة في منتدى شباب العالم، برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك في الفترة من 5 إلى 10 نوفمبر (تشرين الثاني).
وبالتزامن مع التحضير للمنتدى، يحمل عدد من الشباب المصري الذي لم تتح له فرصة المشاركة رسائله للمنتدى، الذي يشارك فيه 52 وفدا رسميا، ويضم مشاركين من 113 جنسية.
تتمنى إسراء طلعت (20 عاما) لو اهتم المنتدى بقضية هجرة الشباب للخارج، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «هناك كفاءات تهاجر خارج مصر، وكثير منهم من الشباب، أليس من الأولى أن تنفع بلدها؟». قضية أخرى تشغل بال الفتاة القادمة من محافظة البحيرة (شمال) لدراسة الطب، وهي الأمن في الشارع المصري، خاصة للفتيات المغتربات، تود لو أن الاهتمام بتلك القضية يزداد بشكل أكبر.
ولا توجد تقديرات رسمية دقيقة لمعدلات الهجرة، سواء القانونية أو غير الشرعية، لكن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ذكر أن 30 في المائة من الشباب الجامعيين يطمحون للهجرة خارج مصر، وأن عدم توفر فرص العمل تعتبر أهم دوافع الشباب للهجرة إلى الخارج بنسبة 61.4 في المائة.
ويسعى القائمون على المنتدى أن يكون فرصة للحوار الجاد والمباشر بين الشباب بعضهم بعضاً من جهة، ومع صناع القرار والمسؤولين من جهة أخرى، بحسب الموقع الرسمي للمنتدى.
وقد تم اختيار المشاركين من الشباب عقب التسجيل الإلكتروني على الموقع الرسمي للمنتدى، وفقاً لما ذكرته الصفحة الرسمية للمنتدى على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وتم إغلاق باب التسجيل في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقد تم اختيار المرشحين وفقا للتنوع الجغرافي والسن والدرجة العلمية، بالإضافة إلى المرشحين من قبل المجلس الأعلى للجامعات المصرية.
وخيمت قضية البطالة على حديث محمود فتحي (29 عاما) لـ«الشرق الأوسط»، إذ يقول إن أزمة البطالة بمصر تشمل الكثير من فئة الشباب، وتمتد أيضا للبطالة المقنعة، وتعني من يعمل ظاهريا في وظيفة لكنه لا يؤدي الكفاءة المرجوة، أو لا تناسب تعليمه، إذ يؤمن الشاب العشريني أن البطالة قضية تهيمن بظلالها على كثير من الشعوب العربية، وليس مصر فحسب. يوجد بمصر أكثر من 3 ملايين ونصف شاب عاطل، بحسب تقرير حديث للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
يطمح فتحي، المقيم بمحافظة بني سويف جنوب مصر، أن يحاول المنتدى العالمي وضع حلول جذرية لمشكلة أخرى تواجه الشباب، وهى البيروقراطية، أو الروتين الإداري الذي يواجه الشباب - ولا سيما طبقات أخرى - في تطبيق مشروعات أو مبادرات. يضرب المثل بقطعة أرض في بلدته مساحتها 5 فدادين، تركها مجموعة من الشباب عقب تعثر الحصول على مساعدة الحكومة بسبب البيروقراطية.
ووفقا للأجندة الموضوعة للمؤتمر، فإنه سيتناول عدة قضايا أبرزها اختلاف الحضارات والثقافات، وريادة الأعمال والابتكار، وتغيير المناخ في العالم، والتنمية المستدامة في العالم، والهجرة غير المنتظمة، والبعد الثقافي للعولمة، ودور السينما في مواجهة التطرف، وإعادة بناء مؤسسات الدولة في مناطق الصراع.
ويعبر كريم محمد (24 عاما) من الجيزة (جنوب القاهرة) عن أمنيته أن يخرج المؤتمر بحلول جذرية لمشكلة الصناعة في مصر، إذ يشير إلى المصانع المغلقة والمتعثرة، والتي وصل عددها إلى 8222 مصنعا، وفقا لاتحاد العمال المصري، ويقول الشاب إن الحكومة لم تحل تلك الأزمة حتى الآن، مفسراً: «هذا جعلنا نستورد تقريبا كل شيء، حتى العلب البلاستيكية الصغيرة، فنحن أصبحنا بالفعل دولة مستهلكة ولا يوجد إنتاج حقيقي، أعتقد أنها قضية كبرى للشباب».
ويتابع الشاب لـ«الشرق الأوسط»: «عدد كبير من خريج الجامعات بلا وظائف متاحة لخبرته القليلة.. ووزارة القوى العاملة المصرية ليست كما الماضي تساعد الشاب، في الوقت الذي تعبر في الدولة عن رغبتها في التخلي عن موظفيها بتقليل العمالة».
وقد بدأ الترويج لمنتدى الشباب العالمي مبكراً قبل الانطلاق الرسمي، إذ بدأت اللافتات للمنتدى تنتشر في مدينة شرم الشيخ، وظهر الإعلان الترويجي للمنتدى تحت عنوان «نحتاج أن نتكلم» والذي خرج باللغة الإنجليزية #weneedtotalk، والذي أصبح هشتاغ (وسم) عبر مواقع التواصل الاجتماعي يشارك فيه الشباب والفتيات قبل الإطلاق الرسمي للمنتدى.
قضية الصحة والاهتمام بالعلاج هي ما تتمنى دعاء مصطفى (35 عاما) من القاهرة أن يهتم المنتدى بها، الشابة المصابة بالسرطان تتمنى نقاشاً مقترحاً لصندوق يرعى مرضى السرطان، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «قد حققت مصر خطوة ناجحة في علاج فيروس سي، وأصبحت نقطة لاستقبال من يسعى للعلاج، أتمنى أن يوجد ذلك أيضاً في أمراض أخرى مزمنة».
تتكبد الفتاة الإنفاق على علاجها، مضيفة أن المرضى الذين يعاودهم المرض لا يتلقون علاجا مجانيا من الدولة «هناك نسبة كبيرة من الشباب أيضاً تعاني من الأمراض، وبحاجة إلى الاهتمام بها».
وفي سياق متصل، يؤكد هشام عطية أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن المؤتمرات تُعد بمثابة نوع من التنبيه في المجال العام، ومن المفترض أن يخرج المنتدى بمجموعة من التوصيات والإجراءات، يقاس أثرها في إطار الأهداف المرجوة، لكي يتم الحكم على نجاح المنتدى.
ويقترح أستاذ الإعلام وجود جهاز تنفيذي يهتم بمتابعة توصيات المنتديات، والتي بدأت مع عدة مؤتمرات للشباب تحت رعاية الرئيس المصري، مثل ما تم في الإسكندرية والإسماعيلية وأسوان والقاهرة من منتديات محلية للشباب، قبل انطلاق للمنتدى العالمي.
ويوضح عطية لـ«الشرق الأوسط» أن تلك المنتديات أشبه بـ«روافع الأمل» لأصحاب المبادرات الصغيرة والموهوبين، والتي تحتاج أن يتم استثمارها وأن يتم إشراك مقترحات الشباب في حل المشكلات ووجود آليات لاستغلال طاقتهم.
من جانبها، ترى أستاذ العلوم السياسية نورهان الشيخ أن منتدى الشباب العالمي يعد فرصة جيدة لتبادل الخبرات بين الشباب من عدة دول مختلفة، العربية والإسلامية بشكل خاص، خاصة وسط وجود تصورات مسبقة يمكن أن تتغير عند الاحتكاك المباشر والتعارف، مضيفة أن الاستماع إلى الشباب هو تقدير لدورهم، إذ يمثلون قرابة ثلثي نسبة السكان بمصر، والقاعدة العريضة أيضاً في كثير من الدول.
وتجد الشيخ أن فاعلية المنتدى تكمن في إدماج ما يطرحه الشباب في رؤية الدولة، وأن تخرج تلك المناقشات بتوصيات قابلة للتنفيذ على الأجندة الوطنية، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «بعض الدول تتعامل مع الشباب كمشكلة وليس جزءا من الحل، على الرغم من أن الاستفادة من قدراتهم يقلل الفجوة بين ما يتمناه الشباب وبين الواقع».
وأكد المُنسق العام للمنتدى عمرو عصام الدين أن «التنوع في جنسيات وتجارب الشباب المشارك فاق التوقعات، بما سيسهم بشكل كبير في إثراء النقاش، وإجراء حوار مُعمق حول مختلف القضايا والتحديات العالمية التي تؤثر وتتأثر بالشباب».
وأضاف عصام الدين في تصريحات صحافية أن «إدارة المنتدى حرصت على تحقيق التوازن الجغرافي، وعلى التكافؤ بين الشخصيات العامة والقيادات الشابة في كل جلسة، فضلاً عن مراعاة التمثيل المتكافئ بين الجنسين في مختلف الجلسات».
رسائل شبابية مصرية لـ«منتدى شباب العالم»
خبير: لقاءات الشباب بمثابة «روافع الأمل» لديهم
رسائل شبابية مصرية لـ«منتدى شباب العالم»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة