رسائل شبابية مصرية لـ«منتدى شباب العالم»

خبير: لقاءات الشباب بمثابة «روافع الأمل» لديهم

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ في سبتمبر الماضي (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ في سبتمبر الماضي (أ.ب)
TT

رسائل شبابية مصرية لـ«منتدى شباب العالم»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ في سبتمبر الماضي (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ في سبتمبر الماضي (أ.ب)

تستقبل مدينة شرم الشيخ المصرية قرابة 3 آلاف شاب من مختلف دول العالم، إضافة إلى عدد من رؤساء الدول والأمراء، وذلك للمشاركة في منتدى شباب العالم، برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك في الفترة من 5 إلى 10 نوفمبر (تشرين الثاني).
وبالتزامن مع التحضير للمنتدى، يحمل عدد من الشباب المصري الذي لم تتح له فرصة المشاركة رسائله للمنتدى، الذي يشارك فيه 52 وفدا رسميا، ويضم مشاركين من 113 جنسية.
تتمنى إسراء طلعت (20 عاما) لو اهتم المنتدى بقضية هجرة الشباب للخارج، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «هناك كفاءات تهاجر خارج مصر، وكثير منهم من الشباب، أليس من الأولى أن تنفع بلدها؟». قضية أخرى تشغل بال الفتاة القادمة من محافظة البحيرة (شمال) لدراسة الطب، وهي الأمن في الشارع المصري، خاصة للفتيات المغتربات، تود لو أن الاهتمام بتلك القضية يزداد بشكل أكبر.
ولا توجد تقديرات رسمية دقيقة لمعدلات الهجرة، سواء القانونية أو غير الشرعية، لكن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ذكر أن 30 في المائة من الشباب الجامعيين يطمحون للهجرة خارج مصر، وأن عدم توفر فرص العمل تعتبر أهم دوافع الشباب للهجرة إلى الخارج بنسبة 61.4 في المائة.
ويسعى القائمون على المنتدى أن يكون فرصة للحوار الجاد والمباشر بين الشباب بعضهم بعضاً من جهة، ومع صناع القرار والمسؤولين من جهة أخرى، بحسب الموقع الرسمي للمنتدى.
وقد تم اختيار المشاركين من الشباب عقب التسجيل الإلكتروني على الموقع الرسمي للمنتدى، وفقاً لما ذكرته الصفحة الرسمية للمنتدى على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وتم إغلاق باب التسجيل في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقد تم اختيار المرشحين وفقا للتنوع الجغرافي والسن والدرجة العلمية، بالإضافة إلى المرشحين من قبل المجلس الأعلى للجامعات المصرية.
وخيمت قضية البطالة على حديث محمود فتحي (29 عاما) لـ«الشرق الأوسط»، إذ يقول إن أزمة البطالة بمصر تشمل الكثير من فئة الشباب، وتمتد أيضا للبطالة المقنعة، وتعني من يعمل ظاهريا في وظيفة لكنه لا يؤدي الكفاءة المرجوة، أو لا تناسب تعليمه، إذ يؤمن الشاب العشريني أن البطالة قضية تهيمن بظلالها على كثير من الشعوب العربية، وليس مصر فحسب. يوجد بمصر أكثر من 3 ملايين ونصف شاب عاطل، بحسب تقرير حديث للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
يطمح فتحي، المقيم بمحافظة بني سويف جنوب مصر، أن يحاول المنتدى العالمي وضع حلول جذرية لمشكلة أخرى تواجه الشباب، وهى البيروقراطية، أو الروتين الإداري الذي يواجه الشباب - ولا سيما طبقات أخرى - في تطبيق مشروعات أو مبادرات. يضرب المثل بقطعة أرض في بلدته مساحتها 5 فدادين، تركها مجموعة من الشباب عقب تعثر الحصول على مساعدة الحكومة بسبب البيروقراطية.
ووفقا للأجندة الموضوعة للمؤتمر، فإنه سيتناول عدة قضايا أبرزها اختلاف الحضارات والثقافات، وريادة الأعمال والابتكار، وتغيير المناخ في العالم، والتنمية المستدامة في العالم، والهجرة غير المنتظمة، والبعد الثقافي للعولمة، ودور السينما في مواجهة التطرف، وإعادة بناء مؤسسات الدولة في مناطق الصراع.
ويعبر كريم محمد (24 عاما) من الجيزة (جنوب القاهرة) عن أمنيته أن يخرج المؤتمر بحلول جذرية لمشكلة الصناعة في مصر، إذ يشير إلى المصانع المغلقة والمتعثرة، والتي وصل عددها إلى 8222 مصنعا، وفقا لاتحاد العمال المصري، ويقول الشاب إن الحكومة لم تحل تلك الأزمة حتى الآن، مفسراً: «هذا جعلنا نستورد تقريبا كل شيء، حتى العلب البلاستيكية الصغيرة، فنحن أصبحنا بالفعل دولة مستهلكة ولا يوجد إنتاج حقيقي، أعتقد أنها قضية كبرى للشباب».
ويتابع الشاب لـ«الشرق الأوسط»: «عدد كبير من خريج الجامعات بلا وظائف متاحة لخبرته القليلة.. ووزارة القوى العاملة المصرية ليست كما الماضي تساعد الشاب، في الوقت الذي تعبر في الدولة عن رغبتها في التخلي عن موظفيها بتقليل العمالة».
وقد بدأ الترويج لمنتدى الشباب العالمي مبكراً قبل الانطلاق الرسمي، إذ بدأت اللافتات للمنتدى تنتشر في مدينة شرم الشيخ، وظهر الإعلان الترويجي للمنتدى تحت عنوان «نحتاج أن نتكلم» والذي خرج باللغة الإنجليزية #weneedtotalk، والذي أصبح هشتاغ (وسم) عبر مواقع التواصل الاجتماعي يشارك فيه الشباب والفتيات قبل الإطلاق الرسمي للمنتدى.
قضية الصحة والاهتمام بالعلاج هي ما تتمنى دعاء مصطفى (35 عاما) من القاهرة أن يهتم المنتدى بها، الشابة المصابة بالسرطان تتمنى نقاشاً مقترحاً لصندوق يرعى مرضى السرطان، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «قد حققت مصر خطوة ناجحة في علاج فيروس سي، وأصبحت نقطة لاستقبال من يسعى للعلاج، أتمنى أن يوجد ذلك أيضاً في أمراض أخرى مزمنة».
تتكبد الفتاة الإنفاق على علاجها، مضيفة أن المرضى الذين يعاودهم المرض لا يتلقون علاجا مجانيا من الدولة «هناك نسبة كبيرة من الشباب أيضاً تعاني من الأمراض، وبحاجة إلى الاهتمام بها».
وفي سياق متصل، يؤكد هشام عطية أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن المؤتمرات تُعد بمثابة نوع من التنبيه في المجال العام، ومن المفترض أن يخرج المنتدى بمجموعة من التوصيات والإجراءات، يقاس أثرها في إطار الأهداف المرجوة، لكي يتم الحكم على نجاح المنتدى.
ويقترح أستاذ الإعلام وجود جهاز تنفيذي يهتم بمتابعة توصيات المنتديات، والتي بدأت مع عدة مؤتمرات للشباب تحت رعاية الرئيس المصري، مثل ما تم في الإسكندرية والإسماعيلية وأسوان والقاهرة من منتديات محلية للشباب، قبل انطلاق للمنتدى العالمي.
ويوضح عطية لـ«الشرق الأوسط» أن تلك المنتديات أشبه بـ«روافع الأمل» لأصحاب المبادرات الصغيرة والموهوبين، والتي تحتاج أن يتم استثمارها وأن يتم إشراك مقترحات الشباب في حل المشكلات ووجود آليات لاستغلال طاقتهم.
من جانبها، ترى أستاذ العلوم السياسية نورهان الشيخ أن منتدى الشباب العالمي يعد فرصة جيدة لتبادل الخبرات بين الشباب من عدة دول مختلفة، العربية والإسلامية بشكل خاص، خاصة وسط وجود تصورات مسبقة يمكن أن تتغير عند الاحتكاك المباشر والتعارف، مضيفة أن الاستماع إلى الشباب هو تقدير لدورهم، إذ يمثلون قرابة ثلثي نسبة السكان بمصر، والقاعدة العريضة أيضاً في كثير من الدول.
وتجد الشيخ أن فاعلية المنتدى تكمن في إدماج ما يطرحه الشباب في رؤية الدولة، وأن تخرج تلك المناقشات بتوصيات قابلة للتنفيذ على الأجندة الوطنية، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «بعض الدول تتعامل مع الشباب كمشكلة وليس جزءا من الحل، على الرغم من أن الاستفادة من قدراتهم يقلل الفجوة بين ما يتمناه الشباب وبين الواقع».
وأكد المُنسق العام للمنتدى عمرو عصام الدين أن «التنوع في جنسيات وتجارب الشباب المشارك فاق التوقعات، بما سيسهم بشكل كبير في إثراء النقاش، وإجراء حوار مُعمق حول مختلف القضايا والتحديات العالمية التي تؤثر وتتأثر بالشباب».
وأضاف عصام الدين في تصريحات صحافية أن «إدارة المنتدى حرصت على تحقيق التوازن الجغرافي، وعلى التكافؤ بين الشخصيات العامة والقيادات الشابة في كل جلسة، فضلاً عن مراعاة التمثيل المتكافئ بين الجنسين في مختلف الجلسات».


مقالات ذات صلة

«مانجا العربية» تطلق القصة المصورة «أشبال الكاراتيه»

يوميات الشرق تحويل مسيرة الكابتن عماد المالكي لقصة تحمل اسم السعودية وتصل إلى الأجيال الجديدة (مانجا العربية)

«مانجا العربية» تطلق القصة المصورة «أشبال الكاراتيه»

أطلقت «مانجا العربية»، قصةً جديدةً بأسلوب فن المانجا الشهير عالمياً، وبالشراكة مع أحد أبطال العالم في الكاراتيه، الكابتن السعودي عماد المالكي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الفائزون بجوائز دعم الأفلام المقدّمة من مهرجان عمّان السينمائي (إدارة المهرجان)

من المخاض إلى الولادة... كيف يتحمّل المخرجون الشباب مشاقّ صناعة فيلم؟

«أيام عمّان لصنّاع الأفلام» ملتقى شبابيّ ينبض بالمواهب السينمائية العربية الشابة ويحتضنها من خلال منصاته لتسويق ودعم مشروعات الأفلام.

كريستين حبيب (عمّان)
يوميات الشرق مرايا تتجاوز مفهومها التقليدي لتُحلّق خارج الصندوق (ذا ميرور بروجيكت)

مرايا تتعدَّى دورَها الوظيفي نحو الجمال الفنّي في غاليري بيروتيّ

من الضياع وجد الخطوة الأولى. صقل عبد الله بركة رغبته في النحت وطوَّر مهارته. أنجز الشكل وصبَّ ضمنه المرآة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تكريم الفائزين الثلاثة ضمن مبادرة «حلول شبابية» بالتزامن مع «كوب 16» (واس)

منصّتان وشركة... «حلول شبابية» سعودية مبتكرة لمختلف التحديات البيئية

لم تكن الحلول التي قُدِّمت في مؤتمر «كوب 16» للقضايا البيئية والمناخيّة الملحّة، وقضايا تدهور الأراضي والجفاف، قصراً على الحكومات والجهات الخاصة ذات الصلة.

غازي الحارثي (الرياض)
يوميات الشرق كلارا ماي سلفيتي صوَّرت حياة الحقول البقاعية وبهجتها (حسابها الشخصي)

من لبنان إلى باريس... جائزة لـ«الحياة البسيطة والمُبهجة للحقول»

تُنتَج التقارير المصوَّرة في فرنسا أو خارجها، وفيها شهادات حيّة ونبض بشريّ. التمثيل ممنوع، وتحريف النصّ والسياق أيضاً.

فاطمة عبد الله (بيروت)

كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
TT

كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)

في واحدة من أكثر الجلسات جماهيرية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي هذا العام، حلّت الممثلة الهندية كريتي سانون في ندوة حوارية تحوّلت سريعاً من حوار تقليدي إلى عرض كامل تفاعل خلاله الجمهور بحماسة لافتة، حتى بدا المشهد وكأنه لقاء بين نجمة في ذروة تألقها وجمهور وجد فيها مزيجاً من الذكاء والعفوية والثقة.

منذ اللحظة الأولى، بدا واضحاً أن الجمهور جاء محملاً بأسئلته، فيما شجع التفاعل الجماهيري الممثلة الهندية على أن تجيب بصراحة عن كل ما يتعلق بمسيرتها، ومن بين كل أسماء الصناعة، لم يلمع في حديثها كما لمع اسم شاروخان. توقفت عند ذكره كما يتوقف شخص أمام لحظة صنعت في داخله تحولاً، وصفته بأنه «الأكثر ذكاءً وخفة ظل» ممن قابلتهم، ومثال حي على أن الفروسية والذوق الرفيع لا يزالان ممكنَين في صناعة صاخبة.

واستعادت كريتي كيف كان شاروخان ينظر إلى من يتحدث معه مباشرة، وكيف يمنح الجميع احتراماً متساوياً، حتى شعرت في بداياتها بأنها تلميذة تقع فجأة في حضرة أستاذ يعرف قواعد اللعبة من دون أن يستعرضها، ومع أن كثيرين يرون أن سانون دخلت عالم السينما من باب الجمال والأزياء، فإنها أكدت أن دراستها للهندسة لعبت دوراً في دخولها مجال الفن باعتبار أنها تعلمت منها أن كل شيء يجب أن يكون منطقياً وقائماً على أسئلة لماذا؟ وكيف؟

وأوضحت أن تحليل الأمور ومراجعتها منحتاها أدوات لم يمتلكها ممثلون آخرون، مروراً بتجارب وورشات تمثيل طويلة، فيما كانت هي تتعلم على أرض الواقع عبر طرح الأسئلة، حتى تلك التي قد يضيق منها البعض أو يعدها دليلاً على التردد.

الممثلة الهندية خلال جلستها الحوارية (مهرجان البحر الأحمر)

توقفت أيضاً في حديثها عند واحدة من أكثر محطاتها صعوبة، شخصية الروبوت «سيفرا» في فيلم «لقد وقعت في شرك كلامك»، شارحة أنها كانت لعبة توازن دقيقة بين أن تكون آلة بما يكفي ليصدّقها المشاهد، وإنسانة بما يكفي ليُصدّقها شريكها في الفيلم، مشيرة إلى أنها لم ترمش في أثناء الحوارات، وضبطت كل حركة لتكون دقيقة ومحسوبة، ورغم أنها معروفة بخفة الحركة و«العثرات الطريفة» كما وصفت نفسها، فإن أكثر ما أسعدها في الفيلم كان مشهد «الخلل» الذي ابتكرته بنفسها، لتمنح الشخصية ملمساً أكثر واقعية.

لكن اللحظة الأكثر دفئاً كانت عندما تحدثت عن الموسيقى، وعن دورها في مسيرتها؛ حيث روت كيف كانت غرف التسجيل التي تعمل فيها مع الملحّنين تشبه «متجر حلوى»، وكيف كان اللحن يُولد من جلسة ارتجال بسيطة تتحول بعد دقائق إلى أغنية جاهزة، ومع أن الجلسة كانت مليئة بالضحك واللحظات الخفيفة، فإنها لم تخفِ الجانب العميق من تجربتها، خصوصاً عندما تحدثت عن انتقالها من الإعلانات والصدفة إلى البطولة السينمائية.

وروت كيف أن فيلم «ميمي» منحها مساحة أكبر مما حصلت عليه في أي عمل سابق، وغيّر نظرتها إلى نفسها بوصفها ممثلة، مؤكدة أن ذلك العمل حرّرها من الحاجة الدائمة إلى إثبات ذاتها، وأعطاها الشجاعة لاختيار أدوار أكثر مجازفة. ومنذ ذلك الحين -كما تقول- لم تعد في سباق مع أحد، ولا تبحث عن لائحة إيرادات، بل عن أن تكون أفضل مما كانت عليه أمس.

وحين سُئلت عن فيلمها الجديد «تيري عشق مين» وعن موجة النقاشات التي أثارها على مواقع التواصل، أكدت أنها تتابع الآراء بشغف، لأن السينما تشبه اللوحة الفنية التي يراها كل شخص من زاوية مختلفة، مشيرة إلى أن الناس يتفاعلون مع قصة الفيلم، لأنهم قد عرفوا في حياتهم شخصاً مثل الممثلين.

وأكدت أن جزءاً من التفاعل يرجع إلى كون العمل يعرض الحب السام من جهة، لكنه يتيح للشخصية النسائية أن تُسمّيه وتواجهه، وهذا ما تعدّه تطوراً مهماً في كتابة الشخصيات النسائية، فلم تعد المرأة مجرد ضحية أو محبوبة مثالية، «فالمرأة المعاصرة على الشاشة يمكن أن تكون معقدة، متناقضة، واقعية، ومحبوبة رغم كل ذلك»، حسب تعبيرها.


جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
TT

جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)

كشفت الفنانة الأميركية جيسيكا ألبا عن ملامح مشروع سينمائي جديد يجمعها بالمخرجة السعودية هيفاء المنصور، مشيرة خلال ندوتها في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» إلى أن هذا التعاون لم يتشكل بين ليلة وضحاها، بل جاء نتيجة نقاشات طويلة امتدت على مدار سنوات.

وأوضحت في اللقاء الذي أقيم، الجمعة، أن الفكرة التي استقرتا عليها تدور حول قصة إنسانية عميقة تتناول علاقة ابنة بوالدها المتقدّم في العمر، ضمن سردية تقترب من تفاصيل العائلة وتحولاتها، وتسلّط الضوء على هشاشة العلاقات حين تواجه الزمن، وما يتركه ذلك من أسئلة مفتوحة حول الذاكرة والواجب العاطفي والمسؤولية المتبادلة.

وأضافت أن ما شدّها إلى المشروع ليس موضوعه فقط، بل الطريقة التي تقارب بها هيفاء المنصور هذه العلاقات الحسّاسة وتحولها إلى لغة بصرية تتسم بالهدوء والصدق، لافتة إلى أن «هذا التعاون يمثّل بالنسبة لي مرحلة جديدة في اختياراتي الفنية، خصوصاً أنني أصبحت أكثر ميلاً للأعمال التي تمنح الشخصيات النسائية مركزاً واضحاً داخل الحكاية، بعيداً عن الأنماط التقليدية التي سيطرت طويلاً على حضور المرأة في السينما التجارية».

وأشارت إلى أنها تبحث اليوم عن قصص تستطيع فيها المرأة أن تظهر بوصفها شخصية كاملة، تملك مساحتها في اتخاذ القرارات والتأثير في مسار الحكاية، وهو ما تراه في مشروعها مع المنصور، الذي وصفته بأنه «قريب من قلبها»؛ لأنه يعيد صياغة علاقة الأم والابنة من منظور مختلف.

وخلال الندوة، قدّمت ألبا قراءة موسّعة لتغيّر مسارها المهني خلال السنوات الأخيرة، فهي، كما أوضحت، لم تعد تنظر إلى التمثيل بوصفه مركز عملها الوحيد، بل بات اهتمامها الأكبر موجّهاً نحو الإنتاج وصناعة القرار داخل الكواليس.

وأكدت أن دخولها عالم الإنتاج لم يكن مجرد انتقال وظيفي، وإنما خطوة جاءت نتيجة إحساس عميق بأن القصص التي تُقدَّم على الشاشة ما زالت تعكس تمثيلاً ناقصاً للنساء وللأقليات العرقية، خصوصاً للمجتمع اللاتيني الذي تنتمي إليه.

وتحدثت ألبا عن تجربة تأسيس شركتها الإنتاجية الجديدة، معتبرة أن الهدف منها هو خلق مساحة لصناع المحتوى الذين لا يجدون غالباً فرصة لعرض رؤاهم، موضحة أن «غياب التنوّع في مواقع اتخاذ القرار داخل هوليوود جعل الكثير من القصص تُروى من زاوية واحدة، ما أدّى إلى تكريس صور نمطية ضيّقة، خصوصاً فيما يتعلّق بالجاليات اللاتينية التي غالباً ما تظهر في الأعمال ضمن أدوار مرتبطة بالعنف أو الجريمة أو الأعمال الهامشية».

وشددت على أنها تريد أن تساهم في معالجة هذا الخلل، ليس عبر الخطابات فقط، بل من خلال إنتاج أعمال تظهر فيها الشخصيات اللاتينية والعربية والنساء بصورة كاملة، إنسانية، متنوّعة، لافتة إلى أن تنوّع التجارب الحياتية هو العنصر الذي يجعل صناعة السينما أكثر ثراء، وأن غياب هذا التنوع يجعل الكثير من الكتّاب والمخرجين عاجزين عن تخيّل شخصيات خارج ما اعتادوا عليه.

وأضافت أن مهمتها اليوم، من موقعها الجديد، هي فتح المجال أمام أصوات غير مسموعة، سواء كانت نسائية أو تنتمي إلى أقليات ثقافية واجتماعية، لافتة إلى أنها تعمل على تطوير فيلم جديد مع المخرج روبرت رودريغيز، يعتمد على مزيج من الكوميديا العائلية وأجواء أفلام السرقة، مع طاقم تمثيل لاتيني بالكامل.

وأوضحت أن هذا العمل يأتي امتداداً لرغبتها في دعم المواهب اللاتينية، وفي الوقت نفسه تقديم أعمال جماهيرية لا تُختزل في سرديات العنف أو الهوامش الاجتماعية، واصفة المشروع بأنه خطوة مختلفة على مستوى بنية الحكاية؛ لأنه يجمع بين الترفيه والأسئلة العائلية، ويقدّم الشخصيات اللاتينية في إطار طبيعي وغير مصطنع.

وتوقفت جيسيكا عند مشاركتها المرتقبة في فيلم «الشجرة الزرقاء»، ويتناول علاقة أم بابنتها التي تبحث عن استقلاليتها رغم حساسية ظروفها موضحة أن ما جذبها لهذا العمل هو طبيعته الهادئة، واعتماده على بناء علاقة حميمة بين شخصيتين، بعيداً عن الصراعات المفتعلة، معتبرة أن هذا النوع من الحكايات يمثّل مرحلة أصبحت قريبة جداً منها في هذه الفترة من حياتها.


«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
TT

«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)

في إطار الجهود المصرية المستمرة للحفاظ على التراث وحمايته واستعادة الآثار المصرية المنهوبة من الخارج وصيانتها، تعدَّدت الجهود الرسمية والأهلية والبحثية والأكاديمية للعمل على حفظ التراث واستعادة الآثار المُهرَّبة، واستضافت مكتبة الإسكندرية مؤتمراً علمياً، بالتعاون مع مؤسسة ألمانية، تناول استرداد الآثار المصرية من الخارج، وحفظ وصيانة التراث.

وركز المؤتمر على تجارب مصر في استرداد القطع الأثرية التي خرجت من البلاد بطرق غير قانونية، سواء عبر المتاحف الأجنبية أو الأسواق غير المشروعة. وشارك فيه عدد من المسؤولين والخبراء المصريين والدوليين، وتم عرض نماذج بارزة من الآثار المسترَدة حديثاً، مثل التوابيت المذهبة والقطع الخشبية النادرة، مع مناقشة الإجراءات القانونية والدبلوماسية التي اعتمدتها مصر لاستعادة هذه القطع الأثرية وحمايتها بوصفها جزءاً من التراث العالمي.

وأكد عالم الآثار المصرية، الدكتور حسين عبد البصير، أن هذه الجهود تمثل رسالةً قويةً للعالم حول أهمية حماية التراث الثقافي المصري والعربي والعالمي، وأن استعادة كل قطعة أثرية هي خطوة نحو الحفاظ على الهوية الوطنية وإعادة حق الأجيال القادمة في التراث الحضاري لمصر، والعالم العربي، والعالم.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن دور المجتمع المدني والجمعيات الأثرية مهم في دعم هذه الجهود، من خلال التوعية، والبحث العلمي، والتعاون مع المنظمات الدولية؛ لتقوية موقف مصر القانوني في مواجهة التجارة غير المشروعة بالآثار.

جانب من المؤتمر الذي ناقش الآثار المسترَدة وحفظ التراث (الشرق الأوسط)

وتحت عنوان «الاتجار بالآثار سرقة للتاريخ وطمس للهوية»، تحدَّث الدكتور شعبان الأمير، أستاذ ترميم الآثار ومواد التراث بكلية الآثار بجامعة الفيوم، وتناول التنقيب والاتجار بالآثار وتقارير اليونيسكو حول هذه العمليات، التي تُقدَّر بنحو 10 مليارات دولار سنوياً، وهي ثالث أكبر عملية تجارية بعد المخدرات والسلاح على مستوى العالم.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «حماية التراث واجب وطني ومجتمعي، والاتجار بالآثار يعدّ سرقةً للتاريخ وطمساً ومحواً وفقداناً للهوية». وأشار إلى أن المؤتمر تناول أبحاثاً حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والهندسة، والكيمياء، والوعي المجتمعي، وغيرها من الموضوعات التي اهتمت بكيفية حماية التراث والآثار، والحد من عمليات التنقيب غير الشرعي، وعمليات التسجيل والتوثيق والفحص والتحليل تمهيداً لعمليات الترميم والصيانة والحفظ والعرض المتحفي أو بالمواقع الأثرية.

وفي ورقة بحثية بالمؤتمر، تناولت الدكتورة منى لملوم، قوة الميديا ووسائل الإعلام المختلفة في المطالبة باسترداد الآثار، مشيرة إلى الحملات التي تقوم بها وسائل الإعلام من أجل الضغط لاسترداد الآثار المُهرَّبة من مصر بطرق غير مشروعة. وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أنها «تناولت كثيراً من النماذج، منها استعادة تمثال من أميركا عام 2019 بجهود رسمية كبيرة، بالإضافة إلى قوة الإعلام، وكذلك الضغط من خلال حملات صحافية وأهلية، إلى جانب الجهود الحكومية لاستعادة آثار مصرية مهمة مثل رأس نفرتيتي من ألمانيا، وجدارية (الزودياك) أو الأبراج السماوية من متحف اللوفر، فضلاً عن استعادة حجر رشيد من المتحف البريطاني».

ولفتت د. منى إلى دور الدراما والسينما في التعامل مع الآثار والتاريخ مثل فيلم «المومياء» من إخراج شادي عبد السلام الذي لعب دوراً إيجابياً وصُنِّف من أهم 100 فيلم مصري في القرن الـ20، وهناك نماذج سلبية مثل مسلسل «كليوباترا» الذي أنتجته «نتفليكس» وقوبل بهجوم شديد لتجسيد الملكة المصرية بممثلة سوداء، و«اضطرت الشبكة إلى تغيير تصنيف الفيلم من (وثائقي) إلى (درامي) تحت ضغط (الميديا)» على حد تعبيرها.