مسؤول يمني: رصدنا خبراء من حزب الله في حجة

TT

مسؤول يمني: رصدنا خبراء من حزب الله في حجة

كشف ناصر دعقين، وكيل محافظة حجة، ومسؤول الإسناد للمقاومة في تهامة، إن المقاومة الشعبية في الإقليم رصدت وجود 4 خبراء من جنسيات أجنبية يقومون بتنفيذ الأعمال اللوجيستية وتدريب أفراد الميليشيات الحوثية وصالح على صناعة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في عدد من مراكز التدريب.
وقال مسؤول الإسناد في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن المقاومة الشعبية تقوم بتدقيق المعلومات الواردة من مدينة حجة وتحديداً «قلعة القاهرة»، الموقع الذي تتخذه هذه العناصر مركزاً لوجودها، وبعض المواقع الأخرى التي يتنقلون فيها داخل الإقليم، للتأكد من هويتهم، لأن المعلومات الواردة تشير إلى أنهم من «حزب الله اللبناني»، وبعض المعلومات تذهب إلى أن هؤلاء الأفراد يحملون الجنسية الإيرانية وقدموا لمساعدة ما يعرف بـ«أنصار الله».
واستطرد دعقين أن المقاومة الشعبية ومنذ 15 يوماً تقوم بالتواصل مع بعض الشخصيات الموالية للحكومة الشرعية والموجودة في تلك المواقع، وبعض عناصر المقاومة المزروعين هناك، لتزويدنا بكل المعلومات عن 4 أشخاص وبعض المعلومات الاستخباراتية عن تحركاتهم ومواقع وجودهم قبل تنفيذ أي عمل عسكري.
وهؤلاء العملاء، وفقاً لدعقين، يقومون بتنفيذ كل الأعمال اللوجيستية التي تساعد الميليشيات في تنفيذ مهام قتالية، كذلك تقوم بوضع البرامج التدريبية للميليشيات في عدد من المواقع، إضافة إلى عملها الرئيسي وكما ورد من معلومات في تصنيع وتطوير أنواع من الأسلحة الثقيلة، موضحاً أن منهم من يتنقل بين بعض المواقع ومراكز التدريب التي تتبع للميليشيات.
وأشار وكيل محافظة حجة، إلى أنه في حال ثبت التأكد من جنسياتهم وفقاً لمصادرنا التي تزودنا بهذه المعلومات، تتعامل المقاومة الشعبية في إقليم تهامة مع هذه الواقعة إن كان في حدود إمكاناتها ولديها القدرة على تنفيذ هذه العمليات، سواء كانت منفردة أو بشكل جماعي، وفي حال أن العملية يصعب تنفيذها وقد تأكدنا من المعلومات الواردة نقوم بتمرير هذه المعلومات لقوات التحالف العربي لتنفيذ هذه المهمة.
وتنسق المقاومة الشعبية، بحسب دعقين، مع التحالف في كل المواضيع، التي تساعد في ضرب أهداف حيوية للانقلابيين، ومن ذلك رصد تحركات لقيادات الانقلابيين التي يمكن استهدافهم بشكل مباشر أو تحركات عسكرية على الأرض يجري التعامل معها بسرعة فائقة قبل التقدم إلى مواقع تسيطر عليها الحكومة الشرعية، أو لمنع تراجعهم للمواقع الخلفية للانقلابيين. وأكد دعقين أن كثيراً من قيادات الميليشيات يتراجعون ولا يظهرون بشكل علني بين الأفراد في الجبهات، وتتوارى هذه القيادات عن الأنظار وتعمل من مواقع بعيدة عن الجبهات في نطاق ضيق جداً وتحت حراسة مشددة، خوفاً من استهدافهم في مواقع وجودهم، مرجعاً ذلك للنتائج الكبيرة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الشهر الماضي الذي نجحت فيه بقتل أكثر من 150 من أفراد الميليشيات في أقل من 15 يوماً من بينهم قيادات عسكرية كبيرة.
ولفت إلى محاولات للانقلابيين تهدف لفتح بعض المعابر الآمنة لهم في إقليم تهامة، وأن المقاومة بدعم من الجيش تقوم بصد هذه المحاولات التي كان آخرها إحباط مخططهم من السيطرة وفتح طريق عمران - حجة، وجرت معركة قوية لردع 15 طقماً عسكرياً تمكنت المقاومة والجيش بإسناد طيران التحالف القضاء على هذه الأطقم.
وقال الوكيل إن ميليشيات الحوثيين عمدوا في الآونة الأخيرة على نقل أسلحة من مخازن في صنعاء وتعز إلى «الجر، وحرض» وإخفائها في مواقع بعيدة، إلا أن المقاومة بالتنسيق مع قوات التحالف تمكنت من رصد عدد من مستودعات الأسلحة وجرى تدميرها وهناك مواقع كثيرة استهدفت من قوات التحالف العربي، لافتاً إلى أن الانقلابيين شرعوا في استخدام عدد من المزارع لإخفاء كميات كبيرة من الأسلحة لتكون بعيداً عن أنظار المقاومة والجيش الوطني.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.