اللجنة الوزارية تفشل مجدداً في تحديد آلية قانون الانتخاب

TT

اللجنة الوزارية تفشل مجدداً في تحديد آلية قانون الانتخاب

فشلت اللجنة الوزارية المكلفة تطبيق قانون الانتخاب الجديد في التوصل إلى اتفاق حول آلية التنفيذ، وبالتحديد حول موضوع البطاقة البيومترية، والتسجيل المسبق، قبل نحو 6 أشهر من موعد الانتخابات النيابية.
وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق إن «التقدم محدود، وهناك أسئلة جديدة تحتاج إلى أجوبة، والوقت يداهم». فيما شدد وزير المال علي حسن خليل على أن الأولوية هي للانتخابات داعياً لعدم ربطها بالبطاقة البيومترية.
ورغم تضمين قانون الانتخاب الجديد، الذي تم إقراره الصيف الماضي، بنداً يقضي بإنجاز بطاقات ممغنطة أو بيومترية للبنانيين ينتخبون من خلالها بدلاً عن الهويات وجوازات السفر، إلا أن عدداً من القوى السياسية لا تؤيد الانتخاب وفق هذه البطاقة، وتصر على مبدأ «التسجيل المسبق» للناخبين الذي يرغبون بالتصويت في أماكن سكنهم، وأبرز هذه القوى «حزب الله» وحركة «أمل»، فيما يعارض وبشكل أساسي «التيار الوطني الحر» هذا المبدأ، ويعتبر أنه يقيّد حرية الناخب.
وبعد اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة تطبيق قانون الانتخاب برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري في السراي الحكومي أمس، أكّد وزير الأشغال يوسف فنيانوس عدم الاتفاق بعد في شأن البطاقة البيومترية، وأشار إلى أن البحث سيستأنف بعد عودة الحريري من السفر.
أما وزير المهجرين طلال أرسلان فاعتبر أن «العملية كانت طبخة بحص، فأصبحت طبخة دبش». وقال: «ننتظر أجوبة وزير الداخلية لا سيما على التسجيل المسبق والمماطلة مقصودة لإجراء الانتخابات بأي ثمن ومن دون ضوابط».
بالمقابل، قال وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي إنه «لمس تقارباً أكثر في مقاربات الأطراف داخل اللجنة الوزارية المعنية بالتحضير للانتخاب»، مشدداً على أن «دائرة المناقصات هي المخولة فقط بإجراء المناقصات في الدولة اللبنانية، وبالتالي بإجراء مناقصة البطاقة البيومترية»، معتبراً أنه «إذا كان الوقت متاحاً لإجراء كل البطاقات، فهذا ممتاز، ورأى أن للتسجيل المسبق حسناته وسيئاته».
وأكد بو عاصي على أنه «يحق للمغترب اللبناني الانتخاب لأنه مواطن لبناني»، مطالباً بـ«تمديد مهلة التسجيل في السفارات إذ لا يجوز أن يرفضها أحد»، وأضاف: «نحن والوزير باسيل متفقان على هذا الأمر». وأشار إلى أن «الذي يرتاح كثيراً على وضعه في الانتخابات، هو الذي يخسر نهائياً، فالانتخابات هي ملك الشعب والرأي العام، ومن الطبيعي أن يحاول كل حزب نيل أعلى المراتب، لأن هذا في صلب الحياة الديمقراطية».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.