الحكومة المصرية تطلب 5.7 مليار دولار اعتماداً إضافياً لموازنة «عام التعويم»

بسبب ارتفاع تكاليف الدعم وفوائد الديون

الحكومة المصرية تطلب 5.7 مليار دولار اعتماداً إضافياً لموازنة «عام التعويم»
TT

الحكومة المصرية تطلب 5.7 مليار دولار اعتماداً إضافياً لموازنة «عام التعويم»

الحكومة المصرية تطلب 5.7 مليار دولار اعتماداً إضافياً لموازنة «عام التعويم»

نقلت وكالة «رويترز»، أمس، عن 3 مصادر حكومية مصرية مطلعة قولهم إن الحكومة المصرية تسعى لتمرير اعتماد إضافي لموازنة العام المالي الماضي بأكثر من 100 مليار جنيه (نحو 5.7 مليار دولار)، لتغطية النفقات الزائدة بعد تعويم العملة المحلية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وبحسب التقرير، فإن الاعتماد الإضافي الذي تنتظر الحكومة أن يقره البرلمان سيتم تضمينه في تقرير الحساب الختامي لموازنة 2016 - 2017. وقال مسؤول مصري لـ«رويترز» إن الحكومة طلبت تلك المبالغ الإضافية «نتيجة ارتفاع تكلفة دعم المواد البترولية وشراء القمح ومصروفات الفوائد بالموازنة... المصروفات ارتفعت عما كان مقدراً لها بسبب تحرير سعر الصرف».
واضطرت مصر لضخ مبالغ إضافية في ميزانية الدعم السلعي، بعد أن فقدت العملة المحلية أكثر من نصف قيمتها أمام الدولار بسبب قرار البنك المركزي بالتحرير الكامل لسعر الصرف، الذي أسفر عن تغير السعر الرسمي للدولار من مستوى 8.87 جنيه قبل التعويم إلى مستويات تدور في فلك 18 جنيهاً عقب القرار.
وبحسب البيانات المنشورة على موقع وزارة المالية المصرية، فإن الحكومة ضخت أكثر من 70 مليار جنيه (نحو 3.97 مليار دولار) إضافية لبند الدعم والمنح والمساعدات الاجتماعية خلال عام التعويم، بما يمثل نحو 35 في المائة زيادة عن مخصصات الدعم التي كانت تستهدفها الحكومة وقت وضع مشروع الموازنة.
وذهبت تلك النفقات لتعويض الفارق في تكاليف استيراد المنتجات الأساسية المدعومة، من قمح ووقود، بعد أن تضاعفت قيم الواردات بسبب هبوط العملة، حيث وضعت الحكومة مشروع موازنة 2016 - 2017 على أساس توقع أن يكون سعر الدولار الأميركي في حدود الـ9 جنيهات، لكنه قفز بعد التعويم لمتوسط يمثل ضعف هذا الرقم.
ويأتي التأثير الأكبر لزيادة نفقات الدعم من ارتفاع تكاليف دعم المواد البترولية، حيث زاد هذا البند وحده بنحو 188.5 في المائة عن التقديرات الواردة في الموازنة، وذلك في ظل اعتماد مصر القوي على استيراد المنتجات البترولية من الخارج.
ولم يستشعر المواطنون بالنفقات الإضافية الذاهبة لدعم الوقود، بل إن الحكومة اضطرت لرفع أسعار المحروقات للمستهلك النهائي خلال شهر التعويم للسيطرة على نفقاتها المتفاقمة، لترتفع أسعار البنزين والسولار في نوفمبر الماضي بنسب تتراوح بين 30 و45 في المائة. وزادت أيضاً مخصصات دعم السلع التموينية بنحو 6 مليارات جنيه (نحو 340 مليون دولار) عن المبلغ الذي توقعته الحكومة لهذا البند خلال 2016 - 2017، لكن جزءاً من هذه الزيادة انعكس على المواطنين، حيث قررت الحكومة في شهر التعويم أن ترفع مخصصات الفرد من الدعم التمويني من 18 جنيهاً قبل القرار (ما كان يعادل أكثر من دولارين تقريباً بسعر الصرف آنذاك)، إلى 21 جنيهاً (1.18 دولار بالسعر الحالي) كأحد الإجراءات التعويضية عن الآثار التضخمية لتهاوي العملة المحلية.
وساهمت السياسات النقدية التي اتبعها البنك المركزي بعد التعويم برفع أسعار الفائدة، التي كانت تستهدف الحد من التضخم في زيادة أعباء الدين العام.
وكان البنك المركزي قد قرر رفع فائدة الإيداع والإقراض في نوفمبر 2016 بنسبة 3 في المائة. ومع تصاعد معدلات التضخم بوتيرة متسارعةن لتتجاوز مستوى الـ30 في المائة في بداية 2017، طبق المركزي زيادة جديدة في الفائدة بنسبة 2 في المائة في مايو (أيار). ومع بدء السنة المالية الجديدة في يوليو (تموز)، طبق زيادة ثالثة بنسبة 2 في المائة أيضاً.
وشجعت الفائدة المرتفعة المستثمرين الأجانب على العودة بقوة لسوق أذون الخزانة المصرية، وهو ما ساعد على ضخ العملة الصعبة بقوة في الاقتصاد الذي كان يعاني من تدهور احتياطي النقد الأجنبي، لكنه في الوقت ذاته ساهم في تفاقم خدمة الدين الحكومي. وقد زادت نفقات فوائد الدين العام بنحو 11 مليار جنيه (نحو 623 مليون دولار) عن المبلغ المستهدف في موازنة 2016 - 2017، بارتفاع يبلغ نحو 4 في المائة.


مقالات ذات صلة

65 % ارتفاعاً في تحويلات المصريين بالخارج خلال أغسطس

الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري في العاصمة القاهرة (رويترز)

65 % ارتفاعاً في تحويلات المصريين بالخارج خلال أغسطس

قال البنك المركزي المصري إن تحويلات المصريين العاملين بالخارج ارتفعت للشهر السادس على التوالي خلال أغسطس الماضي بنسبة زيادة 65.5 في المائة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مبنى المصرف المركزي المصري (الشرق الأوسط)

«المركزي المصري» يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير

أبقى البنك المركزي المصري على أسعار الفائدة من دون تغيير عند أعلى مستوى تاريخي للمرة الرابعة على التوالي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد امرأة تتسوق في أحد متاجر العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

التضخم يظهر بوضوح على موائد المصريين

تستطيع أن تشعر بتضخم الأسعار في مصر بمجرد أن تجلس على مائدة إفطار أو غداء أو عشاء، إذ تقلص عدد الأصناف بدرجة كبيرة، كما انعكس هذا على موائد المطاعم أيضاً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وفنادق وشركات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

«المركزي المصري»: عجز حساب المعاملات الجارية يتسع إلى 20.8 مليار دولار

قال البنك المركزي المصري إن العجز في حساب المعاملات الجارية لمصر اتسع إلى 20.8 مليار دولار في العام المالي 2023 – 2024 من 4.7 مليار دولار في العام المالي السابق

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أحد فروع المصرف المتحد في القاهرة (رويترز)

«المركزي» المصري يعتزم طرح نسبة من أسهم المصرف المتحد في البورصة

أعلن البنك المركزي المصري عزمه طرح حصة من أسهم المصرف المتحد في البورصة المصرية، متوقعاً أن يتم الطرح قبل نهاية الربع الأول من عام 2025.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.