بعثات المتابعة الدولية: الانتخابات المصرية أجريت بما يتماشى مع المعايير العالمية

رصدت بعض السلبيات الفنية التي لم تؤثر في نزاهة الاستحقاق

روبرت غوبلز وماريو ديفيد عضوا بعثة الاتحاد الأوروبي لمتابعة الانتخابات المصرية خلال مؤتمر صحافي في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
روبرت غوبلز وماريو ديفيد عضوا بعثة الاتحاد الأوروبي لمتابعة الانتخابات المصرية خلال مؤتمر صحافي في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

بعثات المتابعة الدولية: الانتخابات المصرية أجريت بما يتماشى مع المعايير العالمية

روبرت غوبلز وماريو ديفيد عضوا بعثة الاتحاد الأوروبي لمتابعة الانتخابات المصرية خلال مؤتمر صحافي في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
روبرت غوبلز وماريو ديفيد عضوا بعثة الاتحاد الأوروبي لمتابعة الانتخابات المصرية خلال مؤتمر صحافي في القاهرة أمس (إ.ب.أ)

خلصت تقارير أصدرتها أمس بعثات دولية تابعت عملية الانتخابات الرئاسية في مصر، إلى أن العملية الانتخابية أجريت في إطار القانون، وبما يتماشى مع المعايير العالمية، مؤكدة أنه رغم وجود بعض السلبيات التي شابت الانتخابات، فإنها لم تؤثر في نزاهتها.
وشاركت خمس منظمات دولية وعدد من البعثات العالمية، بالإضافة إلى 79 منظمة وجمعية محلية، في متابعة الانتخابات الرئاسية المصرية، أبرزها الاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي. وانتهت أول من أمس عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية في مصر، عقب تصويت استمر ثلاثة أيام. وأظهرت النتائج الأولية (غير الرسمية) فوزا كاسحا لوزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي، بحصوله على أكثر من 96 في المائة من الأصوات، مقابل ثلاثة في المائة فقط لمنافسه الوحيد السياسي البارز حمدين صباحي.
وتعد الانتخابات الرئاسية الخطوة الثانية في خريطة المستقبل الانتقالية التي أعلنها الجيش ووضعها بمشاركة رموز القوى الوطنية، عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي في الثالث من يوليو (تموز) الماضي، وتشمل أيضا تعديلات دستورية، أقرت في استفتاء شعبي في يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتخابات برلمانية تجرى في وقت لاحق من العام الحالي، لم يحدّد بعد.
وخلال مؤتمر صحافي عقد أمس بالقاهرة، لعرض التقرير المبدئي بشأن متابعة الانتخابات الرئاسية، أكد ماريو ديفيد، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لمتابعة الانتخابات، أن الانتخابات المصرية جرت في بيئة متلائمة مع القانون؛ إلا أنه كانت هناك تجاوزات لبعض الالتزامات الدستورية. وقال ديفيد إن أيام الانتخابات مرت بشكل عادي هادئ في كل المحافظات بشكل عام، مشيرا إلى أن البعثة لاحظت أن إقبال الناخبين كان نحو 47 في المائة من إجمالي من لهم حق التصويت، وأن عملية التنظيم كانت ملائمة في اللجان رغم وجود بعض المشاكل الإجرائية. وقال ديفيد «لاحظ متابعونا بعض المخالفات الخفيفة، خلال إجمالي ما يقرب من 136 عملية متابعة من مركز للاقتراع. وكان التقييم أثناء فتح مراكز الاقتراع يتراوح بين جيد وجيد جدا، والممارسة العامة كانت بين جيد وجيد جدا، وفهم المصوتين لعملية الانتخاب تراوح ما بين جيد وجيد جدا».
وأوضح رئيس البعثة أن «الإجراءات جرت في الغالب بسلام وهدوء، كما أن عمليات الاقتراع والفرز وجدولة النتائج حتى الآن (وقت المؤتمر) أديرت عموما بشكل جيد»، مضيفا أن لجنة الانتخابات أدارت الانتخابات بمهنية والتزمت بالقانون ككل، لكن «قرار تمديد التصويت ليوم ثالث تسبب في عدم يقين لا داعٍ له في العملية الانتخابية»، بحسب تعبيره. وكانت لجنة الانتخابات قررت تمديد التصويت ليوم ثالث «لإتاحة الفرصة للمواطنين وعلى الأخص الوافدين للتصويت ولارتفاع درجة الحرارة»، بحسب ما أعلنت. وقالت إن القانون يمنحها هذا الحق، ورفضت اعتراضين على قرارها قدمهما المرشحان. وتابع ديفيد قائلا «في حين وضع الدستور الجديد مجموعة متنوعة من الحقوق الأساسية، فإن احترام تلك الحقوق لم يكن على نفس القدر المطلوب لتلك المبادئ الدستورية. فحرية تكوين الجمعيات وحرية التجمع وحرية التعبير موضع قلق»، مضيفا أنه «على الرغم من أن الإطار القانوني يسري كقاعدة كافية لإقامة هذه الانتخابات، فإنه لم يكن على نفس القدر من الامتثال في ما يتعلق بالمعايير العالمية والإقليمية المعمول بها في الانتخابات الديمقراطية في بعض النواحي». وأشار إلى أنه لم تجر حماية الحق في التصويت والحق في الترشح لكل المواطنين بالكامل (في إشارة إلى التحالف المناصر لجماعة الإخوان التي تعدها الدولة المصرية منظمة إرهابية)، وإلى أن قانون الانتخابات الرئاسية لا يسمح بالاستئناف على قرارات لجنة الانتخابات الرئاسية.
وقال ديفيد إن البعثة ستنشر التقرير النهائي بعد انتهاء العملية الانتخابية بالتوصيات المحتمة من أجل إجراء تحسينات ممكنة في انتخابات مستقبلية، وسيقدم للسلطات ولأصحاب المصلحة الآخرين. وحول ما إذا كانت نسبة التصويت تعد قليلة أم كبيرة، قال «ليست لدي الأرقام النهائية، وأحيانا ما تكون المشاركة في انتخابات في دول أوروبية أقل من ذلك». وحول المقاطعين قال إن «هذا أمر يحدث في دول أخرى عديدة».
من جانبها، وصفت بعثة متابعة جامعة الدول العربية الانتخابات بأنها الأكبر من نوعها في المنطقة، حيث شهدت مشاركة كبيرة من جانب كتلة ضخمة من الشعب المصري. وأكدت هيفاء أبو غزالة، رئيسة البعثة، في مؤتمر صحافي عقدته أمس بمقر الجامعة، أن عملية الانتخابات سارت بشكل متميز، وأن «الملاحظات التي سجلتها البعثة على مدى الأيام الثلاثة الماضية لا ترقى أبدا إلى أن تكون مؤثرة على نزاهة الانتخابات»، مضيفة أن هذه الملاحظات السلبية ذات طابع فني ويمكن معالجتها وتداركها مستقبلا.
وأعربت أبو غزالة عن تقديرها للجهود الكبيرة التي بذلتها كل الجهات المصرية التي شاركت في تنظيم العملية الانتخابية، مشيدة بشكل خاص بالجهود التي بذلتها قوات الشرطة والجيش لتأمين الانتخابات والإشراف القضائي. وأكدت أن البعثة سترفع تقريرها النهائي عن هذه المهمة إلى الأمين العام للجامعة، متضمنا ملاحظاتها التفصيلية حول المهمة والتوصيات الخاصة بتدارك السلبيات ومعالجتها في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، موضحة أنه سوف يجري إرسال نسخة من التقرير إلى اللجنة العليا للانتخابات ووزارة الخارجية المصرية.
واستعرضت أبو غزالة ما وصفتها بـ«الملاحظات الإيجابية» على العملية الانتخابية، موضحة أنها تتمثل في التأمين الجيد للاقتراع من قبل أفراد الشرطة والجيش، ومشاركة النساء وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ومشاركة العديد من المنظمات الإقليمية والدولية ومنظمات المجتمع المدني في متابعة العملية الانتخابية. وأضافت رئيسة البعثة أنه بالنسبة للملاحظات السلبية فهي تتمثل في التأخير في فتح بعض اللجان الفرعية، وغياب تعليق كشوف الناخبين خارج بعض اللجان، وغياب استخدام الحبر الفسفوري في بعض اللجان رغم توافره، ووجود بطاقات اقتراع غير مختومة في بعض اللجان، ووجود كابينة الاقتراع موضوعة بشكل لا يضمن سرية الاقتراع في بعض اللجان، وأنه لم يجر غلق الصناديق بشكل محكم في بعض اللجان، وغياب مندوبي أحد المرشحين داخل العديد من اللجان، وضعف مشاركة الشباب في العملية الانتخابية، واستمرار الدعاية الانتخابية داخل وخارج عدد من اللجان بما يخالف فترة الصمت الانتخابي.
وفي السياق ذاته، أكد محمد الأمين ولد جيج، رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي لمتابعة الانتخابات، أن الانتخابات «جرت بطريقة سلسة وآمنة وفي جو من الاستقرار والسلم الأهلي، وبما يتمشى مع المعايير الدولية، حيث استطاع المواطن المصري الإدلاء برأيه بكل حرية وشفافية.. ولم نلحظ أي خروقات تخل بالعملية الانتخابية».
وأشاد ولد جيج، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس عقب لقائه بالمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، بالجو الذي ساد الانتخابات، مهنئا الشعب والحكومة المصرية على هذا الاستحقاق والاستقرار وإنجاز الانتخابات بطريقة سلمية لترسيخ ووضع لبنات إرساء نظام ديمقراطي يتطلع إليه المصريون. وأضاف «نحن نثمن إرادة المصريين، ونتمنى التوفيق والنجاح للمشوار الذي يسير فيه الشعب المصري على طريق الديمقراطية»، مشيرا إلى أنه سيجرى إصدار بيان باسم الاتحاد الأفريقي في الثالث من الشهر المقبل بمقر الاتحاد بأديس أبابا حول مهمة بعثة المراقبة الأفريقية. وقال ولد جيج إن مهمة البعثة لمراقبة الانتخابات كانت بدعوة من الحكومة المصرية وبتفويض من الاتحاد الأفريقي لمتابعة الاستحقاق الرئاسي المهم حسب نصوص الاتحاد الأفريقي، وتمشيها مع القواعد والنصوص المعمول بها، وانسجاما مع المعايير والمواصفات من أجل تنظيم انتخابات حرة ونزيهة، موضحا أن البعثة قامت بهذه المهمة وتلقت كل التسهيلات والتيسيرات.
وتابع «نحن هنا كبعثة من 40 عضوا جرى توزيعها على 16 محافظة، وحتى هذه الساعة تأتي البيانات إلينا من أفراد البعثة. وفور تحليل البيانات والتقارير سنقوم بإعطاء إعلان أولي حول ملاحظات اللجنة». ورفض رئيس البعثة الأفريقية التعليق على توقيت عودة مصر إلى مقعدها بالاتحاد الأفريقي. وكان مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي قد قرر في يوليو (تموز) الماضي تعليق مشاركة مصر في جميع أنشطة الاتحاد لحين استعادة النظام الدستوري.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.