مقتل 10 من قوات حفظ السلام بانفجار لغم شمال الصومال

الجيش يستعيد مناطق تابعة لإقليم باكول

TT

مقتل 10 من قوات حفظ السلام بانفجار لغم شمال الصومال

أعلن الجيش الصومالي استعادة السيطرة على مناطق تابعة لإقليم باكول جنوب غربي البلاد من قبضة عناصر حركة الشباب المتطرفة، التي هاجمت، أمس، قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي (أميصوم) قرب مدينة أفجوي، شمال غربي العاصمة مقديشو، مما أسفر عن مقتل نحو 10 جنود وإصابة 16 آخرين.
وقالت مصادر طبية وعسكرية، إن عشرة أشخاص لقوا مصرعهم، كما أصيب أكثر من 16 آخرين، إثر انفجار لغم أرضي في قافلة تابعة لقوات «أميصوم» في منطقة تقع بين أربيسكا ولافول بالقرب من بلدة أفجوى على بعد 30 كيلومترا من مقديشو.
وقال مسؤول أمني، إن تبادلا لإطلاق النار وقع بين قوات حفظ السلام الأفريقية مع متمردي حركة الشباب، بينما نقلت وكالة «شينخوا» الصينية عن ويلسون رونو، الناطق باسم «أميصوم»، أن الضحايا قتلوا خلال قتال بين قوات الاتحاد الأفريقي ومسلحي حركة الشباب، لافتا إلى أن القوات الأفريقية فقدت أحد جنودها، وأصيب آخر خلال الكمين.
في المقابل، تحدثت مصادر مستقلة عن أن ثلاثة جنود من أفراد «أميصوم» واثنين من المعلمين وبعض الطلاب وحارس أمن وأكثر من أربعة من مقاتلي الشباب، قتلوا خلال الاشتباكات.
ولم يصدر أي بيان رسمي على الفور من حركة الشباب، لكن مواقع إلكترونية تابعة لها زعمت في المقابل أن قوات الاتحاد الأفريقي دبرت مذبحة للمدنيين بعد أن كمن مقاتلو منظمة الشباب لقافلة لقوات الاتحاد الأفريقي.
وأدانت وزارة الخارجية المصرية الهجوم الإرهابي الجديد ضد قوات «أميصوم». وأكدت في بيان لها وقوف مصر، حكومة وشعبا، مع حكومة وشعب الصومال الشقيق من أجل مكافحة الإرهاب واجتثاث جذوره.
واعتبر البيان، أن «تلك العمليات الخسيسة لن تنال من عزيمة الشعب الصومالي على إعادة بناء مؤسسات الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار»، كما ثمن جهود وتضحيات قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي بالصومال في هذا الصدد.
إلى ذلك، قال عبد الله محمد نور، نائب إقليم باكول، إن الجيش الوطني حرر مناطق مهمة بالإقليم، بعدما شن هجوما واسع النطاق ضد عناصر تابعة لحركة الشباب، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية للجيش تهدف إلى تحرير إقليم باكول بالكامل.
وجاءت هذه التطورات المتلاحقة، بعد ساعات فقط من عودة الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو بعد جولة رسمية قادته إلى أوغندا وإثيوبيا وجيبوتي، بينما توجه رئيس حكومته حسن علي خيري إلى العاصمة التركية أنقرة في زيارة رسمية له.
ومن المقرر وفقا لبيان أصدره خيري، أن يجتمع لاحقا اليوم الخميس مع نظيره التركي بن علي يلدريم، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين جمهوريتي الصومال وتركيا، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، لافتا إلى أنه يعتزم أيضا زيارة الجرحى الصوماليين الذين تم نقلهم إلى المستشفيات التركية.
وقال مكتب فرماجو، إن جولته الأخيرة تؤكد مساعيه لتعزيز التعاون العسكري مع البلدان التي زارها من أجل تصفية ميليشيات حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة التي تهدد أمن الصومال والمنطقة ككل، على حد قوله.
واعتبر فرماجو، أن الدولة قادرة على «الهجوم الإرهابي» الذي نفذته ميليشيات الشباب الأسبوع الماضي، وأسفر عن مقتل أكثر من 300 مدني، وإصابة مئات آخرين، في أسوأ عملية إرهابية تعرضت لها العاصمة في تاريخها.
ونقلت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية عن فرماجو، الذي اجتمع أول من أمس مع رئيس الوزراء الإثيوبي هيلا مريم ديسالين بالعاصمة أديس أبابا، إشادته بدولة إثيوبيا ودور قواتها ضمن قوات حفظ السلام الأفريقية (أميصوم) التي قال إنها تعمل على إحلال السلام، ومحاربة ميليشيات الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة. كما تحدث فرماجو عن عمق العلاقات بين الصومال وإثيوبيا التي تشمل المجال الأمني، مشيرا إلى أن البلدين يواصلان جهود الاستقرار في البلاد والمنطقة بأسرها.


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».