أستراليا تعتزم مساعدة الفلبين في مكافحة الإرهاب

TT

أستراليا تعتزم مساعدة الفلبين في مكافحة الإرهاب

قالت وزيرة الدفاع الأسترالية ماريز باين، أمس، إن «أستراليا ستقدم تدريباً على الحرب في المناطق الحضرية، وتدريباً على مكافحة الإرهاب، للقوات المسلحة الفلبينية لمساعدتها في مكافحة مسلحي تنظيم داعش».
وأضافت باين خلال مؤتمر صحافي مع وزير الدفاع الفلبيني دلفين لورينزانا، في «كلارك فريبورت» على هامش اجتماع وزراء دفاع «آسيان»، أن «قوات الدفاع الأسترالية ستقدم فرق تدريب متنقلة ستقوم بالتدريب على الحرب في المناطق الحضرية ومكافحة الإرهاب في الفلبين، خلال الأيام المقبلة». وتابعت: «من خلال مشاركتنا الكبيرة في العامين الماضيين في الحملة ضد (داعش) في العراق وسوريا، اكتسبت أستراليا المهارات والمعرفة التي يمكننا مشاركتها مع القوات المسلحة الفلبينية».
ويأتي الإعلان في أعقاب نهاية معركة استمرت 154 يوما للسيطرة على مدينة مراوي التي فاجأت الجيش الفلبيني الذي يفتقر للخبرة في حرب المدن، وغذت المخاوف من أن الموالين لتنظيم داعش يريدون استخدام جزيرة مينداناو في جنوب البلاد قاعدة لنشاطه في جنوب شرقي آسيا. وذكرت باين على هامش اجتماع وزراء الدفاع في رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) في «كلارك»، وهي قاعدة كانت تابعة لسلاح الجو الأميركي، أن نحو 80 في المائة من الجنود من فريق التدريب المتنقل الأسترالي سينتشرون في قواعد محلية في الفلبين لتدريب وحدات الجيش والبحرية على حرب مكافحة الإرهاب في المدن. وأضافت: «التدريب العملي الذي ستقدمه قوات الدفاع الأسترالية سيضمن قدرة أفضل لقوة الدفاع الفلبينية على مواجهة الأساليب الوحشية التي يستخدمها الإرهابيون».
وتابعت: «انتشار الإرهاب الذي يستلهم (داعش) تهديد مباشر لأستراليا ومصالحها، ونحن ملتزمون بالعمل مع شركائنا وحلفائنا لضمان ألا يستطيع (داعش) إقامة موطئ قدم جغرافي في المنطقة». وقالت باين إن أستراليا قلقة من عودة مقاتلي «داعش» من العراق وسوريا إلى الدول التي ينتمون إليها في جنوب شرقي آسيا، وإنها تعمل عن كثب مع إندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة لمراقبة تحركات المتشددين.
وتقدم أستراليا والولايات المتحدة وسنغافورة والصين للفلبين الأسلحة والدعم الفني؛ بما في ذلك طائرات الاستطلاع. وقالت وزيرة الدفاع باين: «جميع الدول يجب أن تتعلم من الصراع الأخير في مراوي ومن خبرة الفلبين»، مضيفة أن كانبيرا ومانيلا ستستضيفان منتدى لتعلم الدروس من الصراع الذي استمر 5 أشهر في مراوي. وأقرت باين بأن تهديدات الإرهاب مستمرة في الفلبين، التي أعلنت فيها الجماعات المتطرفة الولاء لـ«داعش».
وبالإضافة إلى ذلك، ستعقد أستراليا حلقة نقاشية مع الفلبين بشأن موضوع جهود التعمير بعد الصراعات. ونشرت أستراليا طائرتين للمراقبة في مراوي منذ يونيو (حزيران) الماضي ساعدتا الجيش الفلبيني في إنهاء النزاع. وتعرض المتمردون لحملة مستمرة من القصف الجوى المدعوم من الولايات المتحدة، ومعارك ميدانية طاحنة مع الجيش، في المعركة الأطول في البلاد بمنطقة سكنية منذ الحرب العالمية الثانية.
وأشاد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أول من أمس، بنجاح الفلبين في مكافحة تنظيم داعش على أراضيها، وذلك في مستهل جولة آسيوية تهدف إلى إعادة التأكيد على دعم الولايات المتحدة حلفاءها في المنطقة. وأعلن وزير الدفاع الفلبيني دلفين لورينزانا، أول من أمس، انتهاء 5 أشهر من المعارك ضد التنظيم. وقال: «نُعلن انتهاء كل العمليات القتالية في مراوي» جنوب البلاد.
وشارك ماتيس في اجتماع وزراء دفاع دول «آسيان» بقاعدة «كلارك» الأميركية السابقة على بعد ساعتين شمال مانيلا، ومن المتوقع أن يشارك وزراء دفاع أستراليا والصين والهند واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وروسيا في الاجتماع الذي يستمر يومين.


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».