مشاريع لبناء 1687 وحدة استيطان

بحجة إقامة «غلاف دفاعي» لـ«حماية المستوطنين والمستوطنات»

TT

مشاريع لبناء 1687 وحدة استيطان

صادق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على مشاريع استيطان جديدة في الضفة الغربية، تشمل بناء أو التخطيط لبناء 1687 وحدة إسكان جديدة. كما أقر ميزانية بقيمة مليار دولار تقريبا، لشق وتعبيد شوارع وجسور التفافية خاصة لاستخدام المستوطنين، ومنع احتكاكهم بالفلسطينيين. وأقر إقامة نواة لمستوطنة جديدة للمستوطنين الذين تم إخلاؤهم من بؤرة استيطان قديمة. وحسب مصدر في قيادة مجلس المستوطنات، فإن بؤرة ميغرون الاستيطانية أصبحت مستوطنة رسمية، منذ يوم أمس، بعد أن قررت اللجنة العليا للتنظيم والبناء في الإدارة المدنية، بتوجيهات من نتنياهو، بناء 86 وحدة إسكان فيها.
وميغرون هي البؤرة التي أقيمت قبل عشرين سنة بشكل عشوائي من دون مصادقة قانونية، بين عوفرا وبيت إيل، على أراض فلسطينية شمالي رام الله. وتم مع مرور السنوات إضفاء الشرعية عليها لتتحول الآن إلى مستوطنة بكل ما يعنيه الأمر. وجرى اتخاذ القرار بإقامة عشرات البيوت الثابتة في ميغرون قبل خمس سنوات، لكن الآن المصادقة على الترخيص الرسمي الأخير، الذي يسمح بالبناء فورا، تمت أخيرا. وقد بدأت اللجنة العليا للتنظيم اجتماعاتها يوم أول من أمس، حيث صادقت على بناء 296 وحدة في بيت إيل. وقالوا في مجلس المستوطنات: إن البناء سيبدأ خلال الأسابيع القريبة. وتعتبر هذه الزيادة كبيرة بالنسبة لمجلس محلي بيت إيل، الذي يضم، حاليا، ستة آلاف نسمة. والمقصود في بيت إيل إقامة حي جديد، كان قد وعد به نتنياهو قبل خمس سنوات، بعد قرار المحكمة العليا هدم بيوت في هذه المستعمرة، التي تضم قيادة الجيش الإسرائيلي المحتل في الضفة الغربية. وبضغط من وزراء حزب المستوطنين «البيت اليهودي»، صادق نتنياهو على بناء 300 وحدة في المستوطنة. وفي هذا الاجتماع، صودق على التصريح الأخير بالبناء. كما قررت اللجنة المصادقة على البناء الفوري في مستوطنات رحاليم (97 وحدة) ونوكاديم (146 وحدة)، ومعاليه ادوميم (459 وحدة). وصودق، أيضا، على بناء مئات البيوت التي وصلت إلى مراحل مختلفة، من بينها مواصلة الإجراءات لبناء 160 وحدة في كفار عتصيون، و120 في نويفم، و102 في نغوهوت، و17 في نتيف هابوت. وقال وزير الزراعة المسؤول عن الاستيطان، أوري أريئيل (البيت اليهودي – الاتحاد القومي): إنه «يحق ذلك لسكان بيت إيل بعد خمس سنوات من الانتظار. المستوطنة ستواصل التطور وستستجيب لمتطلبات الجيل الشاب. هذه بشرى للسكان». وقال وزير الإسكان، يوآب غلانط: إن «المقصود تسويق تاريخي في بيت إيل، يشكل تعبيرا آخر لتعزيز الصهيونية وبناء البلاد».
من جهة ثانية، تعكف وزارة الدفاع الإسرائيلية على وضع «اللمسات الأخيرة» على خطة جديدة تهدف من ورائها إلى ما أسمته «تأمين الحماية للمستوطنين والمستوطنات» في الضفة الغربية المحتلة. وبحسب معلومات من الوزارة، فإن وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، سوية مع نتنياهو يسعيان لتدبير موازنة قيمتها 3.3 مليار شيقل (نحو مليار دولار)، و«سيتم استقطاعها من وزارات الاتصالات والإسكان والنقل»، بحسب المصدر.
ونُقل عن المدير العام لوزارة الدفاع، أودي آدم، تأكيده أن الجهات ذات الصلة «تعكف على إتمام هذه الخطة منذ أشهر»، ووصفها بأنها «خطة غير مسبوقة»، وأن «جزءا كبيرا منها يتعلق بتوفر الحماية والأمن على الطرقات»، التي تصل إلى هذه المستوطنات وفيما بينها.
وتتحدث «الخطة الجديدة» عن إقامة ما يشبه «غلافا دفاعيا لحماية المستوطنين والمستوطنات»، ومن ضمن ذلك:
1 - خطة أمن على الطرقات: كاميرات عند التقاطعات، ووسائل إلكترونية لرصد ومنع وقوع هجمات، ونشر المزيد من وسائل الإضاءة وتقويتها، وبخاصة في تلك المقاطع المظلمة منها.
2 - تغطية خلوية: نشر المزيد من الهوائيات على طول الطرقات بالكامل التي هي حاليا خارج هذه التغطية، وهو الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا في حالة التعرض لهجوم.
3 - شق وتعبيد سلسلة من الطرق الالتفافية الجديدة والجسور التي توفر للمستوطنين البدائل لتجاوز المدن والقرى الفلسطينية، والامتناع عن الاحتكاك مع الفلسطينيين.
4 - ميزانية لزيادة الحماية للحافلات الجديدة ومركبات النقل.
5 - العنصر الأخير والأكثر تكلفة: منطقة أمنية خاصة، ستكون أشبه بمظلة حماية للمستوطنات: «تشمل بناء أسوار ذكية مزودة بكاميرات وأجهزة استشعار لتحديد أماكن تسلل الإرهابيين وإفشال مخططاتهم»، على حد تعبير المصدر.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.