> الفيلم: American Made
> إخراج: دوغ ليمان
> أدوار أولى: توم كروز، دومنال غليسون، سارا رايت، أليخاندرو إيدا.
> النوع: تشويق. الولايات المتحدة (2017)
> تقييم: (**) نجمتان
> باري سيل، اسم غير معروف لمعظم الناس، لكنه في الثمانينات تحول من قائد طيارة على خطوط شركة TWA إلى قائد طيارة صغيرة تنتقل ما بين دول أميركية لاتينية والولايات المتحدة في رحلات مبرمجة لنقل المخدرات والمال. المثير في الموضوع أن المخابرات الأميركية المركزية (CIA) هي التي اختارته وانتدبته لهذه المهام.
الفيلم الجديد «صنع أميركي» مقتبس عن سيناريو لغاري سبينللي الذي استوحى من مذكرات باري سيل بعض الأحداث ثم تدخل في الباقي. والمخرج دوغ ليمان هو الذي اختير لهذه المهمّة ليصنع فيلماً جماهيرياً يستفيد من الموضوع وخباياه كما من توم كروز وابتسامته الدائمة. الاثنان، ليمان وكروز، خاضا تجربة مشتركة أولى قبل أعوام قليلة اسمها «حافة الغد».
يشرح الفيلم، بصوت بطله، كيف وجد باري سيل، كما يؤديه كروز بنفسه، الفرصة متاحة لملء جعبته بالمال ونفسه بالمغامرة. المهام الأولى كانت سياسية واضحة. كل ما كان مطلوباً من سيل هو السفر إلى باناما ليلتقي بالكولونيل نورييغا الذي يريد إيصال وثائق سرية مهمة. بعد ذلك يجد نفسه وسط عصابة مخدرات يقودها جورج أوشوا (أليخاندرو إيدا) تطلب منه توظيف مهارته لنقل المخدرات إلى الولايات المتحدة. عملية لم تغب عن ملاحظة رئيسه المباشر في المخابرات الأميركية شافر (دومنال غليسون) فسمح بها إلى أن طرأت الحاجة لتوريط سيل بمهام أصعب وأخطر.
من ناحيته، يحاول سيل طوال الوقت الحفاظ على وحدة وكيان عائلته الصغيرة. والفيلم ينتقل إليها في الأماكن الصحيحة لكنه بالطبع لن يسمح لنفسه بالتحوّل إلى دراما اجتماعية أو عاطفية. الشاغل الأول هنا هو سبر حياة من المخاطر والعمليات الخارجة عن القانون إنما بعلم القانون ذاته. شيء قريب مما فعله كرستيان بايل في «أميركان هاسل» («خداع أميركي») تحت رقابة السلطة الفيدرالية.
الفترة التي يتناولها «صنع أميركي» هي فترة حكم رونالد ريغان الذي يظهر بضع مرات خاطباً في جمهوره وفي المناسبات الوطنية طالباً من المجتمع الأميركي أن يساعد في الحرب على تجارة المخدرات. لكن استخدام ريغان هنا ليس للتدليل على حكمته وحسن توجهاته، بل للكشف عن كيف تتساقط تلك التوجهات حين تصطدم بالمصالح المختلفة وتتداخل فيها سياسات القوى التي تديرها بحيث تتفشى الممنوعات عوض أن تنقضي.
يلعب توم كروز الدور ويسمح لنفسه باللعب عليه أيضاً. بما أنه ليس مطلوباً منه تشخيص باري سيل كمحتوى فردي أو إنساني، فإنه يسمح لنفسه بالطيران فوق الشخصية على مستوى ملحوظ وفي باله أن يبقى فتى الشاشة الأول. المخرج دوغ ليمان باله في تحقيق فيلم بمنوال من حركة الكاميرا الريبورتاجية وليس في الطلب من كروز التخلي عن الشعور بأنه النجم الوسيم الذي عليه أن يفوز بمحبة الجمهور مهما كانت الشخصية التي يؤديها مخادعة أو حتى شريرة. بذلك تنضم معالجته لهذه الشخصية لتلك التي سادت أفلام «ذئب وول ستريت» و«وول ستريت لا ينام» و«خديعة أميركية» حيث البطل هو المجرم لكنه خفيف الظل وربما له الحق في أن يكون لصاً طالما أن الدنيا مليئة باللصوص.
(1*) لا يستحق
(2*) وسط
(3*) جيد
(4*) ممتاز
(5*) تحفة