البنك المركزي العراقي يخفف قيوده على كردستان

أنقرة وطهران تعلنان مواجهتهما لاستفتاء الإقليم وموسكو تقرر عدم التدخل

البنك المركزي العراقي يخف القيود المفروضة على إقليم كردستان (أرشيف)
البنك المركزي العراقي يخف القيود المفروضة على إقليم كردستان (أرشيف)
TT

البنك المركزي العراقي يخفف قيوده على كردستان

البنك المركزي العراقي يخف القيود المفروضة على إقليم كردستان (أرشيف)
البنك المركزي العراقي يخف القيود المفروضة على إقليم كردستان (أرشيف)

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم، بعد اجتماع مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان في طهران، إن البلدين سيعملان لمواجهة تفكك العراق وسوريا لتهدئة التوتر في المنطقة.
وأضاف روحاني في مؤتمر صحافي مع إردوغان "نريد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط... استفتاء استقلال كردستان العراق مؤامرة
انفصالية تقف وراءها دول أجنبية وتعارضها أنقرة وطهران"، على حد قوله.
وكشف روحاني بعد الاجتماع أن تركيا مستعدة لاستيراد المزيد من الغاز الطبيعي الإيراني دون الخوض في تفاصيل، مؤكدا أن البلدين عازمان على توسيع العلاقات الاقتصادية.
على نفس الصعيد، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم، إن موسكو لا تتدخل في مسألة كردستان العراق وتتوخى الحذر في تصريحاتها بهذا الشأن بهدف عدم اشتعال الموقف في المنطقة.
وكان بوتين يتحدث خلال منتدى للطاقة في موسكو. قال فيه إنه ليس من مصلحة أحد قطع إمدادات النفط من كردستان العراق.
وفي تطور جديد في أزمة استفتاء الإقليم، قال مصدر بالقطاع المصرفي في العراق إن البنك المركزي خفف اليوم، قيودا مالية فرضها على إقليم كردستان ردا على استفتاء استقلال الإقليم بعد أن تلقى تعهدا من بنوك كردية بالتعاون.
وقال المصدر لوكالة أنباء (رويترز) إنه جرى السماح باستئناف تحويلات الدولار والعملة الأجنبية اليوم مع استثناء أربعة بنوك ذات ملكية
كردية.
وكانت مصادر مصرفية وحكومية قالت للوكالة إن البنك المركزي أخطر حكومة إقليم كردستان العراق يوم أمس (الثلاثاء) أنه سيتوقف عن بيع الدولارات إلى البنوك الكردية الأربعة، وإنه سيوقف جميع تحويلات العملة الأجنبية إلى الإقليم.
وجرى اتخاذ هذه التدابير ردا على الاستفتاء الذي أجراه الإقليم في 25 سبتمبر (أيلول) وصوت فيه بالأغلبية لصالح الاستقلال على الرغم
من معارضة بغداد وإيران وتركيا جارتي العراق.
وتهدف الإجراءات إلى إحكام سيطرة البنك المركزي على القطاع المصرفي الكردي.
وأوضح المصدر المصرفي أن البنك المركزي سيبقي على حظر بيع الدولار للبنوك الأربعة انتظارا لمراجعة تعاونها. مضيفا "سيتم رفع حظر بيع الدولار إذا رأى البنك المركزي أن البنوك الأربعة تتعاون فعلا في الإفصاح عن تعاملاتها المالية".
ورفضت الحكومة العراقية عرضا من الحكومة الكردية لمناقشة الاستقلال وطالبت بإلغاء نتيجة الاستفتاء وإلا سيواجه الإقليم عقوبات مستمرة ومقاطعة دولية واحتمال التدخل العسكري.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.